هجوم سوريا 2024
هجوم على سوريا 2024 يشير إلى الصراعات التي اندلعت بعد دخول هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني في 29 نوفمبر 2024 م إلى مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة الجيش العربي السوري. بدأت هذه المعركة في اليوم الثالث من الهجوم الواسع الذي شنه المتمردون الإرهابيون التكفيريون. بعد معركة طويلة انتهت في عام 2016 م، هذه هي المرة الأولى التي تبدأ فيها الاشتباكات داخل المدينة. وبعد مرور 11 يومًا، تمكن هذا التيار من السيطرة على الأوضاع في سوريا بما في ذلك قصر الرئاسة، المطار، الإذاعة والتلفزيون، والبنك المركزي في دمشق.
الخلفية
منذ اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب في مارس 2020 م، توقفت العمليات الواسعة بين المعارضة وقوات الحكومة في شمال غرب سوريا. منذ أواخر عام 2022 م، نفذت قوات هيئة تحرير الشام سلسلة من الهجمات التسللية والاغتيالات على القوات الحكومية مما أدى إلى الهجوم. كانت حلب تحت سيطرة حكومة بشار الأسد منذ هجوم 2016 م. في أكتوبر 2024، بدأ حشد كبير من هيئة تحرير الشام والقوات الحكومية في ريف حلب. أفاد المتمردون السوريون بأنهم كانوا يستعدون لهجوم واسع ضد القوات الحكومية داخل مدينة حلب منذ شهور. في 26 نوفمبر 2024، استهدفت مدفعية القوات الحكومية مدينة أريحا الخاضعة للمعارضة مما أسفر عن مقتل وجرح 16 مدنيًا.
الزمان والمكان
في 27 نوفمبر 2024 م، أعلنت هيئة تحرير الشام بدء هجوم باسم "ردع العدوان" ضد قوات مؤيدة للحكومة في غرب محافظة حلب. ادعى المعارضون السوريون أن هذا الهجوم جاء ردًا على المقاومة الأخيرة لحكومة بشار الأسد ضد إدلب التي يسيطر عليها المتمردون الإرهابيون، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيًا. في الساعات الأولى للهجوم، سيطرت هيئة تحرير الشام على 20 مدينة وقرية منها أوارم الكبرى، انجارة، أوارم الصغرى، شيخ عقيل، بارة، عجيل، أويجيل، الحوطة، تل الدبعة، حير دكل، قبطان الجبل، السلوم، القاسمية، كفر باسين، حور، عناز وبصراطون التي كانت تحت سيطرة القوات المؤيدة للحكومة. كما تم تطويق قاعدة اللواء 46 للقوات الحكومية من قبل الهيئة وتم الاستيلاء عليها بعد ساعات. لم تتضح بعد حصيلة الخسائر. ردًا على ذلك، شنت القوات السورية والروسية هجمات جوية على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتمردة. بينما كانت القوات الحكومية تقصف إدلب وأريحا وسرمدا وغيرها من المناطق جنوب محافظة إدلب، نفذت الطائرات الروسية هجمات جوية حول أتارب ودارة عزة والقرى المحيطة بها.
في 28 نوفمبر 2024 م، شنت هيئة تحرير الشام هجومًا على ريف إدلب الشرقي وسيطرت على قرى داديخ، كفر بطّيخ وشيخ علي بالإضافة إلى حي في مدينة سراقب. دفع هذا التقدم بهم إلى مسافة 2 كيلومتر من الطريق السريع M5 الذي كان قد تم تأمينه من قبل القوات المؤيدة للحكومة عام 2020 م. كما هاجمت الهيئة مطار النيرب شرق حلب. في النصف الثاني من اليوم، سيطرت على قرى كفر باسين، أرناز والضربة في ريف حلب الغربي وقطعت الطريق السريع M5. استولى المتمردون السوريون بحلول نهاية اليوم على حوالي 40 مدينة وقرية.
في غارة جوية روسية قُتل 15 مدنيًا في أتارب غرب حلب، كما قُتل أربعة آخرون في غارة جوية في دارة عزة. استشهد العميد كيومرث بورهاشمي من حرس الثورة الإسلامية الذي كان يعمل مستشارًا عسكريًا رفيع المستوى في سوريا على يد إرهابيين تكفيريين في حلب.
في 29 نوفمبر 2024 م، سيطرت هيئة تحرير الشام على قرى تل كراتبين، أبو قنصه والطلحية في ريف إدلب، والمنصورة وجب كاس والبوابية في ريف حلب. استمرت الاشتباكات العنيفة حول مدينة سراقب. قتل 4 مدنيين وأصيب اثنان آخران جراء قصف هيئة تحرير الشام في حي الحمدانية بمدينة حلب.
عملية طلوع الحرية
شن الجيش الوطني السوري عملية "طلوع الحرية" ضد مخطط الجماعات الإرهابية لإنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت وشمال شرق سوريا.
فقد فقدت القوات السورية السيطرة على مناطقها بسرعة بعد بداية هجمات الجماعات المسلحة ضد النظام في حلب، وطلبت المساعدة من مجموعة "بي كا كا / ي ب ك" الإرهابية، مما أتاح لهذه الجماعات فرصة التمدد.
بدأ الجيش السوري بنقل الأراضي التي يسيطر عليها إلى الجماعات الإرهابية في شرق الفرات. وصل عدد كبير من أعضاء "بي كا كا / ي ب ك" من شرق الفرات إلى منطقة حلب وبدأ نقل الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة.
استغلت الجماعات الإرهابية هذه الفرصة التي منحتها سوريا لهم وبدأت في تنفيذ مخطط لإنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت وشمال شرق سوريا، لكن الجيش الوطني السوري أحبط هذا المخطط. في إطار هذه العملية، استولى الجيش الوطني السوري على مطار كويرس العسكري في محافظة حلب وقطع الطريق اللوجستي للجماعات الإرهابية بين تل رفعت ومنبج. كما حرر الجيش الوطني السوري ثلاث قرى في منطقة تل رفعت من سيطرة الإرهابيين[١].
سقوط مدينة حماة
سقطت مدينة حماة بالكامل في وسط سوريا. دخلت قوات تحرير الشام مدينة حماة وسيطرت عليها بالكامل. تحاول الآن السيطرة على حماة لتتمكن من التقدم نحو مدينة دمشق (العاصمة). فر عدد كبير من المدنيين السوريين إلى معبر "مطربة" على الحدود مع لبنان. قبل عدة أسابيع، ومع هجمات إسرائيل، فر لبنانيون إلى سوريا[٢].
سقوط دمشق
أفادت قناة العربية في فجر الأحد 18 آذر أن الجماعات المسلحة المعارضة لبشار الأسد دخلت دمشق قبل ساعات وسيطرت على العاصمة السورية. كما نقلت قناة الميادين عن وكالة رويترز أن الجماعات المسلحة دخلت دمشق دون وجود أي علامات لقوات الجيش السوري. وأفادت رويترز نقلاً عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أن بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة مجهولة. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العربية والغربية مثل CNN ورويترز، فإن خروج الأسد من دمشق إلى مكان مجهول قد يكون خارج سوريا أو داخلها في مناطق الساحل العلوي مثل اللاذقية وطرطوس[٣].
السيطرة على الإذاعة والتلفزيون والسجن
قالت وسائل الإعلام التابعة للجماعات المسلحة إنهم دخلوا مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري وسيطروا عليه. كما أفادت وكالة العربي الجديد الإخبارية بسيطرة الجماعات المسلحة على سجن "صيدنايا" أكبر سجون دمشق وإطلاق سراح السجناء فيه. بدأ المعارضون المسلحون في سوريا فجر 27 نوفمبر 2024 بدعم من بعض الدول ودخول قوات أجنبية جديدة هجومًا واسعًا على مواقع الجيش السوري في شمال غرب وغرب وجنوب غرب حلب. في هذا السياق، قال الجنرال العماد عباس، وزير الدفاع السوري، مساء الخميس إن الجماعات التكفيرية تحظى بدعم من بعض الدول والأطراف الإقليمية والدولية التي تقدم لهم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا علنيًا. إن تحركات الإرهابيين والمعارضين المسلحين ضد مواقع الجيش السوري خالفت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2020، إذ تشمل هذه المنطقة اتفاقية "خفض التصعيد" التي تم توقيعها بضمانة تركيا وتشمل مناطق في إدلب وريف حلب وأجزاء من حماة واللاذقية.
إلغاء رحلات مطار دمشق
أفادت قناة الجزيرة بإلغاء جميع رحلات مطار دمشق بعد دخول القوات المسلحة المعارضة لـبشار الأسد إلى المطار. وقالت مصادر محلية لقناة الجزيرة إنه بعد سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة، توقفت جميع رحلات مطار دمشق الدولي وغادر موظفو المطار.
اختفاء طائرة بشار الأسد من الرادار
غادر بشار الأسد رئيس سوريا منتصف الليل الماضي عبر مطار دمشق متجهًا لمغادرة سوريا على متن طائرة، لكن بعد دقائق اختفت طائرته من شاشة الرادار. وردت أنباء عن سقوط طائرته قرب حمص، وحتى الآن لا توجد معلومات عن مصيره أو مصير مرافقيه.
ردود الفعل
بيان الإخوان المسلمين
أصدر الإخوان المسلمون بيانًا رسميًا بشأن الأحداث الأخيرة في سوريا، وقد تم تقديم تفسيرات وتحليلات مختلفة لهذا النص حتى الآن. لكن هناك عبارات في البيان تشكل، كما في لعبة البازل، مضمونًا منحازًا وداعمًا للبيان. يمكن تحليل بيان الإخوان المسلمون في ثلاث نقاط:
- النقطة الأولى: نبرة البيان؛
- النقطة الثانية: تفسير كلمة "الشعب"؛
- النقطة الثالثة: تحليل صورة.
1. النقطة الأولى: في بيان الإخوان المسلمون، بغض النظر عن خروج الإرهابيين التكفيريين لتحرير الشام في خضم معركة مصيرية بين الإسلام والكفر في غزة ولبنان واليمن، بهدف محاربة جبهة المقاومة وقطع طرق إمداد المعدات إلى لبنان عبر سوريا من قبل إرهابيي تحرير الشام، يخاطب الإخوان المسلمون التكفيريين وعملاء الصهيونية كما لو كانوا مطالبين بحقوق مشروعة.
2. النقطة الثانية: استخدام كلمة "الشعب" من قبل الإخوان المسلمون لوصف مجموعة إرهابية في أقلية تسعى للانتقام وفرض قراءات تكفيرية خاصة بها للتوحيد والشرك وإقامة حكم بديل من نوع داعش في سوريا، هو إهانة لباقي المواطنين السوريين الدينيين وغير الدينيين الذين يشكلون الأغلبية في المجتمع السوري وصوتوا لصالح الحكومة الحالية. تسمية عملاء إسرائيل بـ "شعب حر ومستقل" دون اعتبار للجرائم التي ارتكبوها ضد المدنيين السوريين في السنوات الأخيرة هو ظلم كبير لسوريا. كما أن وصف الإخوان المسلمين أنفسهم كداعم ومستعد للتعاون مع الشعب السوري وليس الحكومة، يثير القلق. بهذا المنهج، أي جماعة أو أقلية في أي دولة إسلامية أو غير إسلامية تسلح نفسها وتسعى لتحقيق أهداف تنظيمية غير مشروعة وتتمرد على السلطة، ستُسمى شعبًا حرًا ومستقلاً ويجب على الأغلبية الخضوع لتلك الأقلية.
3. النقطة الثالثة: الصورة التي استخدمها الإخوان المسلمون في صفحتهم الرسمية، والتي تتوافق مع البيان، تكشف حقيقة أخرى تتعلق بالوعي الإعلامي والرسالة الضمنية. تظهر الصورة ستة إرهابيين مسلحين بجانب صورتين ممزقتين ومشوهتين لـبشار الأسد وهم يتصافحون. تعبر هذه الصورة عن إهانة واستهداف لسلطة الأغلبية في المجتمع، وترسخ فكرة أن الإرهابيين السوريين، رغم كونهم أقلية ضئيلة، يُقدمون على أنهم "الشعب السوري" المعارض لبشار الأسد والمطالب بإسقاط النظام الحالي. هل وقع الإخوان المسلمون في خطأ حسابي وشابه الانحراف كما حدث مع الإخوان المسلمين في سوريا؟[٤].
قصي الضحاك
قصي الضحاك، ممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن لمناقشة التطورات في بلاده في ظل هجوم الإرهابيين، أشار إلى دور النظام الصهيوني في هذه الفتنة وقال: إن أبعاد ومدى الهجوم الإرهابي على شمال سوريا يعكس دعم أطراف إقليمية ودولية لهذه الهجمات التي تستخدم الإرهاب كأداة لتنفيذ سياستها الخارجية واستهداف الحكومة السورية. وأضاف: إن هجوم الإرهابيين على شمال سوريا جاء مصحوبًا بدعم خارجي متزايد لهم من حيث المعدات والأسلحة الثقيلة عالية الجودة التي مكنتهم من الدخول إلى مناطق واسعة في حلب. لم يكن هذا الهجوم ممكنًا دون ضوء أخضر وتنسيق عملياتي بين تركيا وإسرائيل، مما مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية المتكررة. وأشار إلى أن الهجوم الإرهابي على حلب جاء بالتزامن مع هجوم الإرهابيين من الحدود الشمالية وتصاعد الدعم الخارجي لهم بما في ذلك المعدات العسكرية، والأسلحة الثقيلة، والمركبات، والطائرات بدون طيار، والتقنيات الحديثة للاتصالات، وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجستي.[٥].
أحمد بن حمد الخليلي
أحمد بن حمد الخليلي مفتي عمان: ما يحدث بين الإخوة في سوريا محزن ومؤسف، وحدث في وقت يحتل فيه النظام الصهيوني الكريه هذه الأراضي، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك. الآن ليس وقت تصفية الحسابات بين أمة واحدة، بل وقت الوحدة وتوحيد القلوب لمواجهة العدو المحتل. بلا شك، الحل الوحيد للمشكلة هو اتباع التقوى الإلهية، والابتعاد عن الظلم، وتجنب كل ذنب، والتمسك بشريعة الله تعالى، وتفضيل طاعته على الهوى. لذلك، أدعو جميع الأطراف هناك إلى اتقاء الله وتحمل المسؤولية، فكل الخير لا يزيد عن ذلك.
سردار كوثري
سردار كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، قال إن هناك احتمالًا لإرسال قوات استشارية إيرانية إلى سوريا. وأضاف أن الجماعات الإرهابية تكفيري نشطت بتخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الصهيوني في سوريا، وأن إسرائيل تسعى إلى قطع طريق الدعم عن حزب الله لبنان من خلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذلك، يجب على جبهة المقاومة بذل الجهود لمنع الجماعات التكفيرية من الاستقرار في حلب وباقي مناطق شمال سوريا، ويجب قمع هذه الجماعات بشكل يجعلها غير قادرة على الظهور مرة أخرى، ويُحبط بذلك أهداف أمريكا وإسرائيل.[٦].
روابط ذات صلة
الهوامش
- ↑ خبر وكالة الأناضول عن بدء عملية "طلوع الحرية" للجيش الوطني السوري ضد مجموعة بي كا كا / ي ب ك.
- ↑ تقرير تحليلي عن سقوط كامل مدينة حماة، موقع عصر إيران.
- ↑ دولت سوریه سقوط کرد، تارنمای تابناک.
- ↑ "هل انضم الإخوان المسلمون إلى داعمي تحرير الشام؟" قناة دراسات الإخوان المسلمين على إيتا.
- ↑ سوریه: الهجوم الإرهابي لم يكن ليحدث بدون تعليمات إسرائيل وتركيا، وكالة تسنيم.
- ↑ سردار كوثري: جبهة المقاومة يجب أن تقمع الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا بشدة، احتمال إرسال قوات استشارية إيرانية، إسرائيل تسعى لقطع طريق دعم حزب الله عبر إيران، موقع دیدهبان إيران.
المصادر
- وكالة مراقبة حقوق الإنسان في سوريا (SOHR)، (باللغة العربية)، تاريخ نشر الخبر: 27 نوفمبر 2024 م، تاريخ الاطلاع: 12 آذر 1403 هـ.
- "هل انضم الإخوان المسلمون إلى داعمي تحرير الشام؟" قناة دراسات الإخوان المسلمين على إيتا، تاريخ النشر: 13 آذر 1403 هـ، تاريخ الاطلاع: 14 آذر 1403 هـ.