مسودة:ابو طالب

    من ویکي‌وحدت
    ابوطالب.jpg

    ابو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم النبي صلى الله عليه وآله ووالد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، المعروف بمؤمن قريش، لكنه اشتهر بأبي طالب فلا يكاد يُعرف إلا بهذه الكنية، ولد عام 35 قبل عام الفيل وتوفي عام 10 بعد البعثة، كان من أعيان مكة وقبيلة بني هاشم، وتولى منصب سقاية الحجاج في الكعبة، كما كان شاعرًا مشهورًا، حيث نُسبت إليه العديد من الأبيات الشعرية، تولى أبو طالب منصب الرفادة والسقاية لفترة من الزمن، وبعد وفاة والده عبد المطلب، وكذلك تولى رعاية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بناءً على وصية والده، وظل داعمًا له حتى وفاته، مسألة إيمان أبي طالب هي واحدة من القضايا الخلافية تاريخيًا بين الشيعة وبعض أهل السنة، وقد كُتبت كتب عديدة حول هذا الموضوع، بالإضافة روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ومضمون بعض أشعاره، قرائن وشواهد التاريخية أخرى، تدل على ايمانه كما نُسبت إليه أسباب نزول عدة آيات من القرآن، كان أبو طالب شاعرًا بارزًا، ونُسبت إليه العديد من القصائد والأشعار التي جُمعت في ديوان أبي طالب،

    ولادته ونسبه

    عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، الذي سماه البعض عمران، ولكنه اشتهر أكثر بلقبه أبو طالب، وُلد قبل حوالي 80 عامًا من الهجرة، أي قبل 35 عامًا من عام الفيل [١].كان والده عبد المطلب كبير مكة وسيد قريش وكان على الشريعة الإبراهيمية الحنيفية [٢].أبو طالب وعبد الله والد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وُلدا من أم واحدة، وهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران من قبيلة مخزوم [٣].

    بعض خصائصه

    بناءً على حديث من الإمام علي (عليه السلام)، كان أبو طالب سيد قريش رغم فقره، ولم يتزعم قريش فقير قبله [٤].كانت عظمته وشهامته مشهورة بين قريش، وبسبب حكمته ونفوذ كلامه بين قريش، كانت القبائل المختلفة تختاره حكمًا في النزاعات[٥].يُذكر أنه مؤسس سنة القَسامة (اليمين في الشهادة لأولياء الدم)، [٦].وهذه السنة استمرت في الإسلام أيضًا [٧].وقبلها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفس الطريقة، وكان مشهورًا بكرمه، وعندما كان يطعم، لم يكن أحد آخر يطعم [٨].كما كان شاعرًا بارعًا ومتميزًا في انشاء الشعر حيث جمع أشعاره في مجموعة، وكانت محل اهتمام واستشهاد الشعراء والأدباء المشهورين في القرون الإسلامية الأولى، وخاصة قصيدته اللامية التي اشتهرت كثيرًا [٩]. كان أبو طالب يتمتع بوقار الحكماء وحكمة الفلاسفة، وهيبة الملوك، وقال عنه أكثم بن صيفي، حكيم العرب، إن الحكمة والرياسة والحلم اجتمعت في أبي طالب [١٠].

    أولاده

    بناؤه هم:

    • طالب
    • عقيل
    • جعفر
    • علي بن أبي طالب،
    • أم هانئ
    • جُمانة
    • رَيطة وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وقيل له ولد اسمه «طليق» بن أبي طالب وأمّه علة [١١].

    رعاية النبي وكفالته

    بعد وفاة والده عبد المطلب، تولى أبو طالب رعاية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) الذي كان يبلغ من العمر ثماني سنوات، بناءً على توصية والده [١٢].وقيل إن عبد المطلب أوكل رعاية محمد (صلى الله عليه وآله) إلى ابنه الكبير الزبير، وبعد وفاة الزبير، تولى أبو طالب هذه المهمة [١٣].ولكن الزبير كان حاضرًا في حلف الفضول، وكان محمد (صلى الله عليه وآله) يبلغ من العمر حوالي ٢٠ عامًا في ذلك الوقت، بناءً على هذه القرينة ، يبدو أن وفاة الزبير في طفولة رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير صحيحة [١٤]. لذلك، كما تؤكد الروايات، فإن عبد المطلب منذ البداية أوكل رعاية محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أبو طالب [١٥].وكان أبو طالب في كفالته للنبي (صلى الله عليه وآله) يمنحه اهتمامًا خاصًا، ويحبه ويعامله بلطف أكثر من أبنائه، وكان يقدم له أفضل الطعام، ويجعل فراشه بجانب فراشه، ويحرص على أن يكون معه [١٦].كما كان يأخذه معه في رحلاته التجارية، وقد تم الإبلاغ عن لقاء الراهب بحيراء بمحمد (صلى الله عليه وآله) ونصيحة الراهب لأبي طالب بشأنه في إحدى هذه الرحلات [١٧].

    دوره في تزواج النبي بخديجة

    نصح أبو طالب محمد الشاب بالتعاون التجاري بزواجه مع خديجة، ثم ذهب لخطبتها نيابة عنه[١٨].وقيل إنه قام بإلقاء خطبة العقد [١٩][٢٠]. وبعد هذا الزواج، تحسنت القدرة المالية للنبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وبناءً على اقتراحه، في أيام ضيق أبو طالب المالي، تولى عمه العباس رعاية جعفر، بينما أخذ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) عليًا (عليه السلام)، أصغر أبناء أبي طالب، إلى بيته لتربيته[٢١].

    كيفية تعامله مع الإسلام ومن يتشرف به

    بناءً على الروايات التاريخية، أصبح أبو طالب على علم بدعوة ابن أخيه محمد (صلى الله عليه وآله) لأول مرة عندما رآه يصلي مع ابنه علي (عليه السلام)، وسأل عن هذا الطقس. ورد أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن شرح الإسلام لأبي طالب، دعاه لاعتناق الدين الجديد. لم يجب أبو طالب بالإيجاب، لكنه لم يحاول منع محمد (صلى الله عليه وآله) من مواصلة دعوته، وأقسم أن يتجنب ما يكرهه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ووفقًا لرواية أخرى، قال أبو طالب عند سماعه اعتقادات ابنه علي (عليه السلام) عن النبي: "إنه (النبي) لا يدعوك إلا إلى الخير". وبحسب بعض الروايات، كان علي (عليه السلام) يخشى من رد فعل أبيه إذا اعتنق الإسلام؛ لكن أبا طالب لم يمنعه من اعتناق الدين الجديد، بل قال لابنه: "لا تبتعد عن دين ابن عمك، فهو لا يدعوك إلا إلى الخير

    إيمان ابو طالب

    توفي أبوطالب و قد تجاوز الثمانین من عمره، ویعتقد الشیعة أن أبا طالب آمن بالنبي (ص) ودینه، إلا أنه رأی المصلحة في کتمان إیمانه [٢٢]. ذلک أنه لوکان أعلن إیمانه لعرفت عقیدته شأنه شأن مسلمي مکة، ولم یکن باستطاعته بوصفه زعیم قبیلة أن یکون حکماً للمشرکین ویستفید من هیبة شیخوخته في دعم النبي الأکرم (ص) و نصرة دینه [٢٣]. و|إليك شواهد الدالة على ذلك:

    روايات كثيرة تدل على إسلامه

    تتوفر روایات وأخبار کثیرة عن إسلام أبي طالب الذي هو من البحوث الکلامیة العقائدیة بین المذاهب الإسلامیة، وقد أُلفت فیه کتب ورسائل و مقالات لاتحصی من أقدمها تجدر الإشارة إلی کتاب إیمان أبي طالب للشیخ المفید (تـ ۴۱۳ه فجمهور علماء و مفسري الشیعة و بعض کبار أهل السنة یعتقدون بإسلام أبي طالب مستندین إلی روایات أهل البیت (ع)، أو اجتهاداتهم و استنباطاتهم، و یرون أن أسانید رواة حدیث فریق من مؤرخي و مفسري أهل السنة الذین أنکروا إیمان أبي طالب، ضعیفة، أو مرسلة[٢٤]. ومن وجهة نظر الشیعة فإن استناد بعض علماء أهل السنة إلی آیات من الفرآن [٢٥]. التي یرون أنها نزلت في أبي طالب، مرفوض ولا قیمة له [٢٦].

    الأشعار المنسوبة إليه تدل على إسلامه

    حظیت الأشعار المنسوبة إلی أبي طالب باهتمام أدباء العصر الإسلامي الأول بسبب تضمنها لحوادث مکة في فجر الإسلام، و کذلک بسبب مکانته الخاصة، وأغلب القصائد المنسوبة إلیه هي في مدح النبي (ص) و الدفاع عن الإسلام و تأیید المسلمین، کما تضم بعض القضایا التاریخیة و القبلیة [٢٧]. واعتبر ابن سلام الجمحي (ص ۶۰) أبا طالب كان شاعراً مقتدراً، کما أورد ابن حبیب [٢٨] اسمه في عداد الشعراء. وکان الأدباء والنحاة أیضاً یستندون إلی الأشعار المنسوبة لأبي طالب، حیث نقل [٢٩]. والجاحظ أبیاتاً له بوصفها شواهد أبیة و نحویة في أوائل ظهور الإسلام.

    دعمه للنبي يدل على إيمانه

    في السنة السابعة من البعثة، عندما علم أبو طالب بمؤامرة قريش لقتل النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، أنشد أبياتًا شعرية جاء فيها: "والله لن يصلوا إليك بجمعهم ** حتى أُوسَّدَ في التراب دفينا [٣٠]. وبعد هذا الموقف، عقد زعماء قريش اتفاقًا يقضي بمقاطعة بني هاشم وبني المطلب وجميع المسلمين اجتماعيًا واقتصاديًا. ومنذ بداية السنة السابعة للبعثة، أُجبر المسلمون على العيش في منطقة عُرفت لاحقًا باسم "شعب أبي طالب"، حيث عانوا من حصار اقتصادي واجتماعي قاسٍ، وكان أبو طالب من الذين أنفقوا أموالهم لدعم المسلمين المحاصرين في الشعب[٣١].عندما أُوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بزوال تلك الاتفاقية، نقل أبو طالب الخبر إلى مشركي قريش، ووعدهم بتسليم النبي إليهم إن لم يكن صادقًا. وافق القرشيون، وعندما تأكدوا من صحة الخبر الغيبي، أُلغيت الاتفاقية، وخرج بنو هاشم والمسلمون من الحصار في السنة العاشرة للبعثة[٣٢].إن ثقة أبي طالب في نقل هذا الخبر بين مشركي قريش تُظهر إيمانه الراسخ بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله). وقد أنشد أبياتًا شعرية بعد هذه الحادثة يمدح فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)[٣٣].

    وفاة أبي طالب

    توفي أبو طالب في شهر ذي القعدة أو منتصف شوال من السنة العاشرة للبعثة، عن عمر يناهز ٨٦ عامًا، وبحسب رواية أخرى ٩٠ عامًا، ودُفن في منطقة "حجون" بمكة، عند أبيه عبد المطلب [٣٤]. ويُعرف المقبرة التي دُفن فيها اليوم لدى الإيرانيين باسم "مقبرة أبي طالب"، وقبل وفاته، جمع بني عبد المطلب وقال لهم: "لا تجدون خيرًا مما يأمركم به محمد، فاتبعوه وانصروه تفلحوا"[٣٥].ما كلمات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) التي قالها عند رؤية جثمان أبي طالب، فتُظهر صورة واضحة ودقيقة عن مكانة أبي طالب عنده: "يا عم، ربَّيتَني صغيرًا، وكفلتَني يتيمًا، ونصرتَني كبيرًا، جزاك الله عني خيرًا[٣٦].وقال أيضًا: "نزلت على هذه الأمة مصيبتان في هذه الأيام، فعلام أبكي أكثر؟"،كان حزن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على وفاة خديجة وأبي طالب شديدًا لدرجة أن هذه السنة سُميت "عام الحزن[٣٧].

    عام الحزن

    كان لوفاة أبي طالب و السيدة خديجة وقعاً كبيراً على قلب الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله ، فإشتد مصابه و حزن عليهما ، فسمَّى النبي صلى الله عليه و آله ذلك العام بعام الحزن . قال الفخار : لما مات أبو طالب و خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه و آله سمى رسول الله صلى الله عليه و آله العام الذي ماتا فيه " عام الحزن " و ذلك لشدة مصابه بهما و وَجده عليهما[٣٨].

    وصلات خارجية

    الهوامش

    1. بلاذری، احمد بن یحیی بن جابر، انساب الاشراف، ج۲، ص۲۸۹.
    2. ابن هشام حمیری، عبدالملک، السیرة النبویة، ج۱، ص۱۴۲
    3. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۹۲.
    4. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۱۴
    5. بغدادی، محمد بن حبیب، المحبر، ص‌۱۳۲
    6. نسایی، احمد بن علی، سنن النسائی، ج۸، ص۳-۵
    7. ابن ابی الحدید، عبدالحمید، شرح نهج البلاغه، ج۱۵، ص۲۱۹
    8. بلاذری، احمد بن یحیی بن جابر، انساب الاشراف، ج۲، ص۲۸۸
    9. مفید، محمد بن محمد، ایمان ابی طالب، ص۱۸
    10. قمی، عباس، الکنی و الالقاب، ج‌۱، ص‌۱۰۸‌-۱۰۹
    11. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۸، ص۴۷
    12. البیهقی، احمد بن حسین، دلائل النبوه، ج۲، ص۲۲
    13. بلاذری، احمد بن یحیی بن جابر، انساب الاشراف، ج۱، ص۹۲
    14. بلاذری، احمد بن یحیی بن جابر، انساب الاشراف، ج۱، ص۹۲
    15. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۱۳
    16. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۱۱۹
    17. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۱۵۴
    18. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۲۰
    19. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۲۰
    20. سهیلی، عبدالرحمن، الروض الانف، ج۲، ص۲۳۸
    21. الطبری، محمد بن جریر، تاریخ طبری، ج۲، ص۵۷-۵۸
    22. الراوندي، ۳/۱۰۷۸؛ الجرجاني، ۷/۱۸۸
    23. ابن أبي الحدید، ۱۴/۸۱-۸۲؛ الأمین، ۸/۱۱۷
    24. المحمودي، ۲/۲۸-۲۹)
    25. التوبة/ ۹/۱۱۴؛ القصص/ ۲۸/۵۶
    26. الجرجاني، ۴/۱۳۵، ۷/۱۸۵؛ ابن أبي الحدید، ۱۴/۶۹-۷۰
    27. م.ن، ۱۴/۵۵-۵۸، ۶۱-۶۳، ۷۱-۷۳، ۷۶- ۷۹؛ علي، ۹/۳۸۴)
    28. ابن حبیب، محمد، نوادر المخطوطات ص ۲۸۱
    29. سیبویه (۱/۱۱۱، ۳/۲۶۰-۲۶۱
    30. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۱۸۸
    31. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج۱، ص۳۱
    32. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص ۱۸۸
    33. البلاذری، احمد بن یحیی بن جابر، انساب الاشراف، ج۲، ص۳۱
    34. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۱۱۹
    35. ابن جوزی، علی بن محمد، المنتظم، ج‌۳، ص۹
    36. یعقوبی، احمد بن ابی یعقوب، تاریخ یعقوبی، ج‌۲، ص‌۳۵
    37. المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج‌۱۹، ص‌۱۵
    38. إيمان‏ أبي‏ طالب ، ‏للفخار : 261