محمد إقبال اللاهوري

من ویکي‌وحدت
محمد إقبال اللاهوري
الاسم محمّد إقبال اللاهوري‏
الاسم الکامل محمّد إقبال محمّد نور محمّد رفيق
تاريخ الولادة 1877م/1294ق
محل الولادة سيالكوت (پاکستان)
تاريخ الوفاة 1938م/1356ق
المهنة فیلسوف، کاتب، شاعر
الأساتید
الآثار صوت جرس القوافل، أغاني فارسية، أسرار الأنا، رموز نفي الذات، تجديد الفكر الديني في الإسلام، ضرب الكليم، المسافر، الاقتصاد، اسرار خودی،‌ناله یتیم
المذهب

محمّد إقبال محمّد نور محمّد رفيق: فيلسوف وشاعر وحقوقي وداعية وحدة شهير.

الولادة

ولد في سيالكوت بإقليم البنجاب عام 1877 م،.

الدراسة

تعهّده منذ صغره أُستاذه وصديق والده مير حسن، فحبّب إليه الثقافة الإسلامية وقوّى في نفسه العقيدة، فالتحق بكلّية لاهور ونال الليسانس فالماجستير، ودرس الفلسفة بجامعة «كمبردج» البريطانية، وتخصّص بالحقوق من جامعة لندن، وسافر إلى ألمانيا لنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة «ميونخ»، وكان عنوان رسالته «تطوّر ما وراء الطبيعة في بلاد فارس»،

النشاطات

عاد إلى لاهور، وعلّم الفلسفة وغيرها لبعض الوقت، ثمّ نذر نفسه لممارسة مهنة المحاماة، وسافر لحضور المؤتمرات السياسية إلى فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفلسطين وغيرها.
كان رئيساً لجمعية حماية الإسلام ولحزب مسلمي الهند، وعضواً في الجمعية التشريعية في البنجاب وفي الرابطة الإسلامية.
ويعدّ الأب الروحي لدولة باكستان الإسلامية، حيث طالب بإنشائها وألقى المحاضرات في ذلك وحضر المؤتمرات، وقُطفت الثمار ولكن بعد وفاته بتسع سنوات.

تأليفاته

ترك عدّة مؤلّفات، منها: صوت جرس القوافل، أغاني فارسية، أسرار الأنا، رموز نفي الذات، تجديد الفكر الديني في الإسلام، ضرب الكليم، المسافر، الاقتصاد.
وأغلب مؤلّفاته شعرية، كتبها بالفارسية والأُردية، وضمّنها نظراته حول فلسفة الحياة وما إليها، فهو- إن صحّ التعبير- فيلسوف الشعراء أو شاعر الفلاسفة، وكان يلقّب بشاعر الإسلام.
كان شعره يهدف إلى الوحدة والتحرّر والعودة إلى الينابيع الأُولى للدين الحنيف، وكان هو رجلًا مفكّراً شجاعاً مؤمناً مرهف الحسّ حادّ الذكاء، وكانت فلسفته إسلامية تبعث الأُمّة من جديد، وقد تغنّى المجاهدون ضدّ الاستعمار في الهند بشعره. ومن أقواله: «إنّ العصبيات القومية قطعت أرحام الأُمم».
وقد انتقد إقبال الإمبريالية والاستعمارية والرأسمالية والمادّية الماركسية والانحطاط الأخلاقي والعلمانية، ودعا إلى دراسة الثقافة الإسلامية والسعي لمعرفة الأُصول والقيم التي تساعد على بناء مجتمع إسلامي متناسب ومتطلّبات العصر، والذي يؤدّي إلى ديمقراطية ومجالس نيابية تنبثق من روح الإسلام.
يقول الدكتور جاويد نجل إقبال: «على رأى العلّامة محمّد إقبال لا يمكنك أن تتصوّر إسلاماً لا يقترن بالعظمة والقوّة والصلابة، فالمسلم الواقعي هو المنتصر القوي.
وكان يدرك جيّداً أنّه لا يمكن فصل الدين عن السياسة في الدولة الإسلامية، ولا يمكن تحقيق الوحدة بين المسلمين إلّاباتّحاد السياسة والدين. وكان يشبّه العالم الإسلامي بالعسل المؤلّف من قطرات عديدة لشهد ورود مختلفة».

آرائه الوحدوية


وهكذا كان إقبال، فقد تحرّق لما تعانيه الأُمّة الإسلامية من مشاكل ومعضلات، وطفح شعره الراقي بالدعوة إلى النهوض من جديد لكي يتبوّأ الإسلام المكانة اللائقة به من بين أديان وحضارات العالم.
وعنده أنّ الوحدة والمعرفة متلازمتان،
كما أنّ الفرقة والجهل كذلك، وفقدان الوحدة سبب للتخلّف، ومن هنا ذكر إقبال الطرق المؤدّية إلى الوحدة في نظره: القيادة الموحّدة للعالم الإسلامي، إقامة اتّحاد إسلامي من جميع الدول الإسلامية، المساعدة في انعقاد الاتّفاقيات والعهود وإقامة العلاقات الثقافية السياسية والاجتماعية المتبادلة. فالمهم‏
توعية المسلمين بمشتركاتهم الدينية وتقوية ثقافة تحمّل الطرف الآخر ليسهل تقبّل الخلافات الجزئية، ممّا من شأنه تقوية أركان الوحدة.
كانت حالة العالم الإسلامي في كلّ دولة موضع تفكيره الملحّ سواء بسواء، كحالة المسلمين بالهند، لذلك ندّد بفظائع إيطاليا بطرابلس، وتألّب الغرب على تركيا في البلقان، ونشر من القصائد الحماسية ما جعله شاعر الإسلام الأوّل في عصره، وما زال يوالي نشر أفكاره الثائرة سياسياً وعالماً ومُنقذاً، ويؤلّف الكتب الفلسفية والدينية بالإنجليزية والفارسية، ويمثّل المسلمين في المؤتمرات السياسية شرقاً وغرباً،
ويدعو إلى إنشاء دولة إسلامية خالصة، حتّى لقى ربّه بعد جهاد جعله بطل الأبطال ونادرة المفكّرين. ولقد كانت إقامته في أوروبّا ذات أثر قوي في اتّجاهه، لا لأنّه اقتنع بما يجري بها من تيّارات منحرفة، بل لأنّه أحسّ في أعماقه أنّ ما تدعو إليه من القومية الأثرة هو الذي فتن أبناء المسلمين ممّن يتعلّمون بأوروبّا، وصرفهم عن عالمية الإسلام وإنسانيته، إذ أنّ الوطنية الجغرافية هي التي تنخر في الجسم الإسلامي، فتجعله أجزاء متخاذلة، لا ينهض برسالة، ولا بدّ من فكرة إسلامية شاملة تجعل بلاد الإسلام داراً واحدةً،
ومن المؤسف أنّ معارضيه من أبناء الدول الإسلامية لم يرتفعوا إلى مستواه؛ لأنّهم ذهبوا إلى أوروبّا دون أن يفهموا شيئاً عن مبادئ الإسلام، وقد سحرهم بريق التقدّم الصناعي، فظنّوا أنّ أوروبّا بهذا التقدّم هي المنار الذي يرسل الشعاع، وهو ظنّ بدّده إقبال في قصائد ثائرة، مثل قصيدته في رثاء صقلية المسلمة حين مرّ بها، وهتافاته بمجد الحجاز، ورسالة مكّة، وصرخة الألم أمام قبر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين وقف أمامه يبكي حاضر العالم الإسلامي متحسّراً على ذهاب ماضيه. ومن أحسن ما قال في هذا الصدد قصيدته الشهيرة «منارة الساري» التي تحدّث فيها الشاعر بلسان الخضر عن مشاكل السياسة الأوروبّية وفظائعها الاستعمارية،
وحذّر المسلمين من الوقوع في شراكها، وقد ترجم الأُستاذ مسعود الندوي بعض أبياتها إلى العربية.
أمّا فلسفته الرائعة، فلسفة القوّة، فجاءت طيَّ مجموعة تحتوي على الحكم العالية التي تجعل ذات المسلم مصدر قوّته إذا فهم أسرارها، وبهذا الفهم يُخضع الطبيعة لمشيئته، إذ لا
يُكرَّم في الدنيا من لا يُكَرِّم نفسه، ويُرِي العالمين مبلغ إبائه وسموّه، يقول إقبال ما ترجمته:
«اتّخذ قوّتك الذاتية، واجعلها في مكانة من العلوّ، وإنّ ابتغاء مرضاة اللَّه لعبده لن تكون إلّا حين يكون قوياً غير مستكين».
وقد يضيق ذرعاً بما يلمس من حال العالم الإسلامي، فيناجي ربّه قائلًا: «إنّي أرى الرحمة تتوالى على الأجانب، أمّا المسلمون فتتقاذفهم النوائب، فأدركهم يا ربّاه،
فإنّ البلية كلّ البلية أنّ الكفار اليوم ينعمون بحور مقصورات، والمسلمون المساكين يُعلّلون بالحور فقط». ثمّ يرجع إلى أيّام العزّة في عصر المجاهدين الأوّلين فيقول: «كلّ ما حانت الصلاة أثناء صليل السيوف ولّت الأُمّة الحجازية وجهها شطر القبلة، ووقف محمود (السلطان الغزنوي) جوار خادمه في صفّ واحد، فلم يبق هناك عبدٌ ولا مولى، أصبحوا جميعا للَّه عبيداً، ولمّا وصلوا إلى حضرتك صاروا كتلةً واحدةً».
لقد علم إقبال أنّ الوظيفة الحكومية التي سعى الإنجليز إلى إهدائها إليه بمرتّب ضخم وسيلة إلى تقييد دعوته إلى الأُخوّة الإسلامية، فرفضها في إباء، وآثر أن يكون مرشداً للناس دون مقابل، كما ألحّ المسلمون عليه أن يرشّح نفسه في الانتخابات البرلمانية، فقال:
«لا، أنا منتخب عن الشعب فيما أُصدر من مقالات» هذه المقالات التي ناصرت ليبيا وفلسطين وأفغانستان وسوريا ومصر وكلّ بلد إسلامي كان يرزح تحت الاحتلال، وكان صوته أقوى الأصوات الداعية لإنشاء الباكستان مسلمة مستقلّة، واعترف له بذلك كلّ من باشر جهوده من الزعماء، وفي طليعتهم القائد الباسل محمّد علي جناح.
أمّا قضايا الاشتراكية والشيوعية والنازية والفاشية التي سحرت ألباب المخدوعين فقد عكف الباحث الضليع محمّد إقبال على دراستها، ليصدر حكمه ببهرجتها الزائفة، وليحصر الحلّ الأمثل في هداية الإسلام، وقد قال أحد المستشرقين: «إنّ تأثير إقبال بقذائفه الصائبة يفوق تأثير جيش مدجّج بالسلاح؛ لأنّه مع عاطفته الحارّة كان مسلّحاً بالمنطق الصارم والحقّ الملجم، وإنّ خصمه لا يستطيع منازلته صريحاً؛ إذ لا بدّ معه من الاحتيال الشديد».
وقد تحدّث إقبال عن الفقر مريداً به خلوص النفس من الرغبات الجسمية التي تطفئ جذوة العمل، وتدعو إلى الكسل والخمود، لا سيّما أنّ المسلم فقير بنصّ الكتاب العزيز،
إذ يقول: «يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ» (سورة فاطر: 15)، وفرق لدي إقبال بين الفقر والزهد، فالزهد اعتزال، ولكن الفقر دعوة للصمود ووثبة إلى الكفاح.

الوفاة


توفّي عام 1938 م.

المراجع

(انظر ترجمته في: الأعلام الشرقية 2: 766، موسوعة المورد 5: 203، موسوعة أعلام الفلسفة 1: 109، الموسوعة العربية العالمية 2: 410، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 238، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 147- 162، موسوعة مشاهير وعظماء: 99، عظماء الإسلام:
440- 441، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 910- 913، شخصيات من التاريخ: 58- 63، الإسلام والمذاهب الفلسفية: 185- 202، خمسون شخصية أساسية في الإسلام: 314- 321، رجالات التقريب: 157- 167، موسوعة الأعلام 1: 158- 159، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 79- 80).