مؤتمرات القدس الإسلامية

من ویکي‌وحدت

مؤتمرات القدس الإسلامية هي ثلاثة مؤتمرات إسلامية كبرى عقدت في بيت المقدس لبحث الشؤون التي تهمّ الإسلام والمسلمين.
ففي عام 1921 م انعقد أوّل مؤتمر هناك، وكان لرجالات الشيعة مشاركة فعّالة، وقد تباحث المؤتمرون في القضايا التي كانت محلّ اهتمام وابتلاء كلّ المسلمين، ومن بينها قضية مصير الخلافة.
وإلىٰ جوار مندوب اليمن الذي كان الأمير الحاكم الوحيد في المؤتمر كان شيعة العراق قد أرسلوا مندوباً بارزاً، وحضر مندوبان من إيران، كما أرسل مفتي الشيعة في سوريا خطاباً ودّياً.
وقد وصف المستشرق «جب» في كتابه «الإسلام.. إلىٰ أين‌؟» هذا الحدث بقوله: «لم يحدث طوال تاريخ الإسلام أن فكّر السنّة والشيعة معاً وتبادلوا وجهات النظر في قضاياهم ومشاكلهم المشتركة، ومهما حمل هذا الأمر على ضعف الزخم المذهبي في الحياة السياسية، فهو يدلّ في الوقت نفسه على إدراك أكثر للعلاقات المشتركة بين المسلمين في العالم المعاصر».
وفي عام 1931 م عقد مؤتمر إسلامي آخر في القدس، حضره مندوبون من كافّة الأقطار الإسلامية للنظر فيها يهدّد فلسطين من مطامع اليهود الدينية في المسجد الأقصىٰ المبارك ومطامعهم السياسية الرامية إلىٰ تحويل فلسطين إلىٰ دولة يهودية.
وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر من نوعه يجمع عدداً كبيراً من رجالات العالم الإسلامي من مختلف الأقطار، من: العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، والسعودية، واليمن، ومصر، وتونس، وليبيا، والجزائر، والمغرب، وتركيا، ومقدونيا، وألبانيا، وروسيا، وتركستان، والهند، والصين، وأندنوسيا، وبعض البلدان الإسلامية الأفريقية.
وكان لرجالات الشيعة حضور متميّز، ومن بين هؤلاء الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء المتوفّىٰ سنة 1373 ه‍، فقد شارك بكلمة في المؤتمر وأمّ المصلين في المسجد الأقصىٰ.
وفي عام 1953 م انعقد أيضاً المؤتمر الإسلامي في القدس، وكان لشخصيات الشيعة حضور فعّال إلىٰ جانب إخوانهم السنّة.
لقد كانت مؤتمرات القدس مناسبات للّقاء السنّي - الشيعي في مدارسة قضايا الأُمّة وما يشغلها من اهتمامات كبرى ومصيرية، وفي مقدّمة هذه القضايا وحدة الأُمّة ومواجهة مراكز الاستعمار الغربي.