عبد الرحمان بدوي

من ویکي‌وحدت
عبد الرحمان بدوي
الاسم عبد الرحمان بدوي‏
الاسم الکامل عبد الرحمان بدوي‏
تاريخ الولادة 1335ه/1917 م
محل الولادة دلتا /مصر
تاريخ الوفاة 1423ه/2002 م
المهنة فيلسوف مصري شهير، وأحد المصلحين
الأساتید
الآثار المُثُل العقلية الأفلاطونية، منطق أرسطو، الإشارات الإلهية لأبي حيّان التوحيدي، الحكمة الخالدة لمسكويه، البرهان من الشفاء لابن سينا، عيون الحكمة لابن سينا، في النفس لأرسطو، الأُصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام، الأفلاطونية المحدثة، أفلوطين عند العرب، مختار الحكم للمبشّر ابن فاتك، تلخيص الخطابة لابن رشد.
المذهب

عبد الرحمان بدوي: فيلسوف مصري شهير، وأحد المصلحين.

الولادة


ولد في سنة 1917 م في قرية (شرباص) من قرى دلتا مصر، وقضى الفترة الأخيرة من حياته في باريس، وتوفّي بالقاهرة سنة 2002 م.
درس في بلدته، وحصل على الابتدائية سنة 1929 م، ثمّ حصل على الكفاءة سنة 1932 م، ثمّ شهادة البكالوريا سنة 1934 م، والتحق بكلّية الآداب قسم الفلسفة، وحصل على الليسانس الممتازة سنة 1938 م. وكان من أساتذته: الكسندر كواريه، أندريه لالاند، الشيخ مصطفى عبد الرازق، باول كراوس.
عمل معيداً في قسم الفلسفة سنة 1938 م، وقدّم رسالته للماجستير وعنوانها «مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية» سنة 1941 م.
عمل بالتدريس، وتولّى تدريس مادّتي المنطق وتاريخ الفلسفة اليونانية، وناقش رسالته للدكتوراه سنة 1944 م، وكان عنوانها «الزمان الوجودي».
عيّن مدرّساً بقسم الفلسفة سنة 1945 م، ثمّ أُستاذاً مساعداً سنة 1949 م، وبعدها بعام انتقل إلى جامعة عين شمس، وبقى بها حتّى تركها سنة 1971 م، وفي خلال هذا وصل إلى درجة الأُستاذية سنة 1959 م، وسافر للتدريس في كلّية الآداب العليا ببيروت، وعمل مستشاراً ثقافياً ومديراً للبعثة التعليمية في (برن) بسويسرا سنة 1956 م، وفي سنة 1967 م عمل أُستاذاً في معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة السوربون بباريس، ثمّ عمل بالجامعة الليبية ببنغازي سنة 1967 م، والتحق بعدها للعمل بجامعة طهران، ثمّ انتقل إلى جامعة الكويت سنة 1974 م.
كان من أبرز ممثّلي الفلسفة الوجودية في الوطن العربي، وأسهم في تكوين الوجودية بكتاب «الزمان الوجودي»، ويعدّ من أكثر المفكّرين غزارة فكرية، ترك العشرات من المؤلّفات ما بين تأليف وترجمة وتحقيق، وقد شغله في نهاية حياته الدفاع عن الإسلام ونبيّه صلى الله عليه و آله، فتصدّى للدفاع بكتابين: الأوّل: «دفاع عن الإسلام»، والثاني «دفاع عن‏
محمّد»، كتبهما بالفرنسية ونشرهما في أوروبّا.
ومن آرائه واتّجاهاته الفكرية:
1- الوجودية: عبّر د. عبد الرحمان عن الاتّجاه الوجودي، ويعدّ بكتابه «الزمان الوجودي» أحد مؤسّسي الفلسفة الوجودية، إذ ألّفه في فترة مبكّرة عن كثير من الفلاسفة الوجوديّين الذين سيظهرون بعده، فقد ألّفه سنة 1943 م. وتمتاز وجوديته عن وجودية هيدجر وغيره من الوجوديّين بالنزعة الدينامية التي تجعل للفعل الأولوية على الفكر، وتستند في استخلاصها لمعاني الوجود إلى العقل والعاطفة والإرادة معاً، وإلى التجربة الحيّة، وهذه بدورها تعتمد على ملكة الوجدان بوصفها أقدر ملكات الإدراك على فهم الوجود الحي.
ويشير د. بدوي إلى أنّ غاية الموجود أن يجد ذاته وسط الوجود. والوجود له معنيان عنده: مطلق ومعيّن، والوجود الحقيقي هو وجود الفردية، والفردية هي الذاتية، والذاتية تقتضي الحرّية، والحرّية معناها وجود الإمكانية، ووجود ذاته ميزته الأُولى أنّه يعرف ذاته.
وفي الوجود وجودان: وجود الذات، ووجود الموضوع. ووجود الذات لا يمكن أن يُفهم مستقلّاً عن عالم الموضوعات الذي فيه تحقّق الذات إمكانياتها عن طريق الفعل، واستخدام الذوات الأُخرى كأدوات في سبيل هذا التحقيق.
وتعني الذات عنده بالأنا المريدة، فالذات تنشد الإرادة والفكر، وتزداد قيمة الذات بمقدار ازدياد الشعور بالحرّية، والذات الحقّة هي الذات الحرّة إلى أقصى درجات الحرّية الحاملة لمسوؤليتها بكلّ ما تتضمّنه.
والحرّية تتضمّن الاختيار، والاختيار يتمّ بين ممكنات، فالذات تقوم إذن في الإمكانية التي تختار منها، وهذه الإمكانية ليست مطلقة، بل تتمّ بين اختيارات محدّدة، وإذا تمّ الاختيار انتقلت الذات من حالة الحرّية إلى حالة الضرورة.
ولا يفهم الوجود أو الذات بدون زمان، فالزمان شرط أساسي في تكون الآنية، وهو العامل الأصلي في انتقال الوجود إلى حالة الآنية، والزمانية حالة جوهرية للوجود
المتحقّق. ولكي يفسّر د. بدوي حقيقة الوجود يلجأ إلى الزمان، والصحيح عنده أنّ الوجود زماني في جوهره وطبيعته، والزمان هو المقوّم الجوهري لماهية الوجود والعامل الفاعل في تحديد معناه.
ويشير د. بدوي إلى أنّ هذا التصوّر الجديد لمعنى الزمان يُعدّ ثورة لا تقلّ في عنفها وخطرها ونتائجها عن تلك الثورة التي قام بها كوبرنيقوس في علم الفلك، وهي ثورة تبدأ بهدم الأوضاع السابقة ونقد مذاهب الفلاسفة السابقين في الزمان، وتقديم تصوّره الوجودي لمعنى الزمان.
2- مشكلة الموت: تناول د. عبد الرحمان بدوي عرض هذه المشكلة من خلال رسالته للماجستير وعنوانها «مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية»، ورأى أنّ الموت من الناحية الوجودية فعل فيه قضاء على كلّ فعل، كما أنّه نهاية للحياة، والموت حادث كلّي كلّية مطلقة من ناحية، وجزئي شخصي من ناحية أُخرى، فالكلّ فانون، ولكن لكلّ منّا فناء خاصّ.
ويعدّ الموت من الناحية الوجودية أو الناحية المعرفية إشكالًا، ويكون الموت مشكلة حينما يشعر الإنسان شعوراً قويّاً واضحاً بهذا الإشكال، وهناك ارتباط بين الموت والحرّية من جهة، وبين الحرّية والخطيئة من جهة أُخرى، فهناك إذاً ارتباط بين الخطيئة والموت.
ويرى أنّ هذا التصوّر قد بلغ أوّل درجة عليا من درجات التعبير عنه في المسيحية. كما تناول الصلة بين الموت وبين مسائل الإلهيات خاصّةً فيما يتعلّق بوجود اللَّه، ومسألة الخلق من العدم.
3- موقفه من التراث: كان للدكتور عبد الرحمان بدوي جهود عظيمة في إحياء التراث العربي الإسلامي، سواء بدراسته،
أو بنشره نشراً علمياً محقّقاً طبقاً لأُصول النقد التاريخي، حيث رأى أنّ أسلافنا السابقين قد بلغوا في التحرّر الفكري في أُمور العقيدة مبلغاً عظيماً صرنا نتمنّى اليوم أن نصل إليه، وأن نتّخذ منه وسيلة إلى تجديد الفكر الإسلامي، فمن هذه المناهل الأصيلة المتدفّقة ينبغي أن يكون ورودنا واستلهامنا، ويجب على‏ الفكر العربي‏
المعاصر أن يجعل نقطة انطلاقة من آخر مرحلة وصل إليها هذا الفكر التراثي المتعمّق المتحرّر الواسع الآفاق، بعد أن ران علينا خلال سبعة قرون جمود شديد، فإنّ محاولة التواصل بين الحاضر والماضي هو إحدى الغايات الأساسية من دراسة التراث،
ولكن ليس التراث كلّه، بل تحديد مجال معيّن من مجالات التراث يكون هو محور اهتمام الباحث المتخصّص، فعلى الباحث في التراث الفلسفي الإسلامي أن يهتمّ بعلم الكلام، أو الفكر الديني، وفلسفة فلاسفة الإسلام، والتصوّف، وتاريخ العلوم عند العرب، وأن يكون على دراية على نحو ما بالعلوم الشرعية، واللغوية، والأدبية، والتاريخية، من العلوم التراثية والتي تساعد على تفهّم حقيقة هذا الجانب الفلسفي، وأن ندرس أساليب هؤلاء المفكّرين في طرح المشكلات،
وكيفة علاجها، ومن هنا يمكن للمفكّر العربي المعاصر أن يحصل على الدروس المستفادة التي بمقتضاها يستطيع مواجهة المشكلات المثارة في هذه الأيّام.
4- النزعة الإنسانية: يشير د. عبد الرحمان بدوي إلى أنّ النزعة الإنسانية في الحضارة الواحدة لا توجد مرّة واحدة على دفعة واحدة، بل توجد على صور متعدّدة في فترات مختلفة، فلا يمكن رصد حضارة معيّنة على أنّها تمتاز بالنزعة الإنسانية، ولا توجد مرحلة واحدة يمكن أن تحتكر مفهوم النزعة الإنسانية، كما لا يوجد حضارة يمكن أن تتوحّد بالنزعة الإنسانية،
بل وجدت صوراً للنزعة الإنسانية في الحضارة اليونانية، مروراً بالحضارة العربية، ثمّ الحضارة المعاصرة، وتوجد صور متعدّدة من النزعة الإنسانية، ولذا كانت له كتابات متعدّدة في الفلسفات المختلفة ترصد هذه النزعة الإنسانية.
والنزعة الإنسانية في الحضارة اليونانية تجلّت في تقسيم د. بدوي للفكر اليوناني في مراحله المختلفة، حيث بدأها بربيع الفكر اليوناني انتهاءً بشتاء ذلك الفكر، كما كان للحضارة العربية صور للنزعة الإنسانية، وخاصّة عند المتصوّفة أمثال ابن عربي، ومن ملامح النزعة الإنسانية في الحضارة هي الجانب الحسّي الجمالي المتمثّل في الشعور بالطبيعة، ويركّز د. بدوي هنا على المتصوّفة باعتبارهم أكثر من شعروا وأحسّوا بهذا الجانب الحسّي الجمالي... كما أنّه من أهمّ خصائص التصوّف: الترقّي الأخلاقي وسمو
النفس والروح، حيث ترتفع الروح إلى البحث عن وجودها الأصيل وتحقّقه من خلال اتّصالها بالذات الإلهية، ويمتاز التصوّف الإسلامي بنزعة إنسانية عالمية منفتحة على سائر الأديان والأجناس.
قدّم د. عبد الرحمان بدوي كثيراً من المؤلّفات، تراوحت بين التأليف والتحقيق والترجمة، من أهمّها في التأليف: نيتشه، التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية، إشبلنجر، شوبنهور، أفلاطون، أرسطو، ربيع الفكر اليوناني، خريف الفكر اليوناني، الزمان الوجودي،
من تاريخ الإلحاد في الإسلام، أرسطو عند العرب، الإنسانية والوجودية في الفكر العربي، مخطوطات أرسطو في العربية، دراسات في الفلسفة الوجودية، المنطق الصوري والرياضي، فلسفة العصور الوسطى، مؤلّفات الغزّالي، مؤلّفات ابن خلدون، مناهج البحث العلمي، دور العرب في تكوين الفكر الأوربّي، مصادر وتيّارات الفلسفة المعاصرة في فرنسا، الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي، مذاهب الإسلاميّين، رابعة العدوية، مدخل جديد للفلسفة، الأخلاق النظرية، الأخلاق عند كانط، فلسفة القانون عن كانط، فلسفة الدين والتربية عند كانط، موسوعة الفلسفة.
أمّا في التحقيق فله كتب كثيرة، منها: المُثُل العقلية الأفلاطونية، منطق أرسطو، الإشارات الإلهية لأبي حيّان التوحيدي، الحكمة الخالدة لمسكويه، البرهان من الشفاء لابن سينا، عيون الحكمة لابن سينا، في النفس لأرسطو، الأُصول اليونانية للنظريات السياسية في الإسلام، الأفلاطونية المحدثة، أفلوطين عند العرب، مختار الحكم للمبشّر ابن فاتك، تلخيص الخطابة لابن رشد.
ومن ترجماته: شخصيات قلقة في الإسلام، روح الحضارة العربية، الإنسان الكامل في الإسلام، فنّ الشعر لأرسطو، الخوارج والشيعة، ابن عربي للاسين بلاسيوس.
وللدكتور بدوي إنتاج إبداعي متميّز، وقد نشر ديوان شعر بعنوان «مرآة نفس، كما نشر قصّة بعنوان «هموم الشباب، وترجم كثيراً من الأعمال الأدبية الأوروبيّة، ومن ترجماته المسرحية: «عرس العام»، «ديرما»، «الإسكافية العجيبة». وله كتاب في‏
سيرته أسماه: «سيرة حياتي».

المراجع

(انظر ترجمته في: موسوعة الفلسفة 1: 294- 318، ملحق موسوعة السياسة: 209، الموسوعة العربية العالمية 4: 246، وركبت السفينة: 384، تجديد الخطاب الديني: 280- 303، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 650- 654، روّاد التجديد في الفلسفة المصرية المعاصرة: 205- 246).