سميع الحق
سمیع الحق | |
---|---|
![]() | |
الإسم | سمیع الحق |
التفاصيل الذاتية | |
الولادة | 1937 م، ١٣٥٥ ق، ١٣١٥ ش |
مكان الولادة | مدينة "أكورة ختك" |
الوفاة | 2018 م، ١٤٣٨ ق، ١٣٩٦ ش |
یوم الوفاة | 2 نوفمبر |
مكان الوفاة | مدينة "راولبندي" باكستان |
الدين | الإسلام، أهل السنة والجماعة |
النشاطات |
|
سمیع الحق المعروف بـ "الأب الروحي طالبان" ومدير المدرسة الدينية "دار العلوم حقانية" في مدينة "أكورة ختك" بولاية "خيبر بختونخوا"، قُتل في 2 نوفمبر 2018 م، في مدينة "راولبندي" باكستان على يد مجهولين بواسطة طعنات خنجر ثم إطلاق عدة رصاصات. كانت له عضوية في مجلس شيوخ باكستان ورئاسة مجموعات دينية-سياسية مختلفة مثل "مجلس الدفاع الباكستاني" و"جمعية علماء الإسلام فرع سمیع الحق"، ومن إنجازاته السياسية وحدة العالم الإسلامي، وخلق السلام والهدوء في أفغانستان، وإعلان البراءة من الإرهابيين من طالبان باكستان والتفاوض المباشر مع طالبان دون حضور أمريكا والمسؤولين الباكستانيين، من آرائه ومواقفه.
السيرة الذاتية
وُلِد سمیع الحق عام 1937 م في مدينة "أكورة ختك" الواقعة في شمال غرب باكستان، التي تُعتبر اليوم واحدة من مناطق ولاية "خيبر بختونخوا".
التعليم
كان سمیع الحق من خريجي المدرسة الدينية "دار العلوم حقانية" التي أسسها والده مولانا عبد الحق. درس فيها العلوم الإسلامية مثل تفسير، حديث ومنطق، وكان يجيد اللغات العربية، الأردية، والبشتوية، كما كان يعرف الفارسية جيدًا.
مدير المدرسة الدينية دار العلوم حقانية
بعد والده، مولانا عبد الحق، تولى إدارة المدرسة الدينية "دار العلوم حقانية" في "أكورة ختك"، وكانت معظم أنشطته مركزة في هذه المدينة.
الأب الروحي لطالبان
قد يُطلق على مولانا سمیع الحق لقب الأب الروحي لـ طالبان نظرًا لعلاقته الوثيقة مع ملا عمر، زعيم طالبان آنذاك، وبعد وفاة ملا عمر، لعب دورًا مهمًا في المشاورات الداخلية لطالبان لاختيار خلفه وحل النزاعات داخل المجموعة. سبب آخر قد يكون أن العديد من الأعضاء المعروفين في طالبان أفغانستان هم من الذين درسوا في المدرسة الدينية دار العلوم حقانية تحت إدارة سمیع الحق، وفي هذه المدارس، تكون العلاقة بين "طالب" والأستاذ كعلاقة الأب والابن. بالإضافة إلى ذلك، كان سمیع الحق دائمًا يدعو لعودة طالبان إلى سدة الحكم في أفغانستان، ويعتبر البعض هذا أحد الأسباب الأخرى لشهرته كأب لطالبان.
الأنشطة السياسية
منذ عام 1985 م حتى عام 1997 م، كان سمیع الحق عضوًا في مجلس شيوخ باكستان. ترأس مجموعات دينية-سياسية مختلفة منها "مجلس الدفاع الباكستاني" و"جمعية علماء الإسلام فرع سمیع الحق"، في مواجهة الفرع الآخر من جمعية علماء الإسلام الباكستانية تحت قيادة شخصية متطرفة تُدعى مولانا فضل الرحمن، الذي كان أحد العناصر المدعومة من السعودية. يمكن القول إن طريق سمیع الحق كان منفصلًا عن خط السعودية والتطرف. كانت هذه الشخصية المؤثرة، ولكن الهادئة في باكستان، لها تأثير لا يُنكر على طالبان أفغانستان، ولهذا السبب كان سفراء أفغانستان في باكستان دائمًا على اتصال بسمیع الحق، وكان مكتبه في مدينة "أكورة ختك" يستضيف مرارًا وتكرارًا سفراء أفغانستان أو وفود سياسية، عسكرية أو أمنية من أفغانستان، لعلهم يستطيعون مساعدته واستخدام نفوذه العالي في صفوف طالبان لإيجاد طريقة لإنهاء مأزق مفاوضات السلام بين حكومة كابول وطالبان، لكن سمیع الحق كان يتفق مع طالبان على أن الشرط المسبق لإجراء مفاوضات سلام حقيقية هو خروج الأمريكيين من أراضي أفغانستان.
الآراء والمواقف
على الرغم من أنه كان معروفًا بـ "الأب الروحي لطالبان" وكان يُعتقد أنه من الشخصيات الدينية المتطرفة والمتشددة، إلا أنه كان شخصية معتدلة ودائمًا ما كان يدعو إلى الوحدة بين جميع المجتمعات الإسلامية وحل القضايا والنزاعات في العالم الإسلامي.
المشاركة في المؤتمر الدولي للعلماء واليقظة الإسلامية
سافر سمیع الحق في ربيع عام 1392 ش (2013 م) للمشاركة في المؤتمر الدولي "العلماء واليقظة الإسلامية" في طهران، وكان قبوله الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع يعكس طريقة تفكيره ونظرة هذه الشخصية الدينية للقضايا العالم الإسلامي وضرورة الوحدة بين المجتمعات الإسلامية.
المقابلة مع وكالة أنباء إيرنا
في المقابلة الوحيدة له مع وكالة أنباء إيرنا، وهي وكالة إيرانية، في 20 مهر 1394 ش (12 أكتوبر 2015 م)، عبر عن مشاعره حول أهمية الوحدة العالم الإسلامي وبعض القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية، داعيًا إلى الوحدة بين جميع الدول والمجتمعات والمذاهب الإسلامية وحل القضايا والمصائب التي تواجه الأمة الإسلامية. في هذه المقابلة القصيرة، قال للصحفي من إيرنا: "نحن نطالب برفع الكدورات بين السعودية وإيران، ونعتبر ذلك مفيدًا لتعزيز الوحدة بين الأمة الإسلامية".
كما أشاد سمیع الحق بجهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سبيل اتحاد وتضامن الأمة الإسلامية لمواجهة مؤامرات الأعداء ضد الإسلام. في هذه المقابلة، التي جرت بعد فترة وجيزة من إعلان خبر وفاة ملا عمر، زعيم طالبان أفغانستان، وانتخاب ملا اختر منصور كخليفة له وزعيم جديد لطالبان، قال سمیع الحق، الذي كان شخصية مقبولة لدى طالبان أفغانستان، إن ملا اختر منصور تمكن من السيطرة على أوضاع هذه المجموعة بعد وفاة ملا عمر. ومع ذلك، بعد مرور عدة أشهر، لم يُسمح للأمريكيين بمواصلة نشاط ملا اختر منصور، وقاموا باغتياله في هجوم عسكري مخطط له، لإبعاد أفغانستان عن ساحات مفاوضات السلام بين طالبان وحكومة كابول. في هذه المقابلة، أكد سمیع الحق رسميًا وجود داعش في أفغانستان في ذلك الوقت، وقال: "وقعت اشتباكات بين داعش وطالبان في أفغانستان، ونحن على علم بذلك".
الاهتمام بإحلال السلام والهدوء في أفغانستان
كان سمیع الحق مهتمًا جدًا بإحلال السلام والهدوء في أفغانستان، وكان يعتقد أن السلام في أفغانستان لن يتحقق دون خروج المحتلين الأمريكيين، ودور طالبان في السياسة في هذا البلد، لأنه ما دام الأمريكيون موجودين في أفغانستان، فلن تتخلى طالبان عن السلاح.
إعلان البراءة من الإرهابيين من طالبان باكستان
فصل سمیع الحق نفسه عن الإرهابيين من طالبان باكستان المعروفين بـ "تحريك طالبان باكستان" (TTP)، وكشخصية دينية-سياسية معتدلة، كان يحظى بقبول ونفوذ كبيرين بين مختلف الجماعات في باكستان. واحدة من الأمثلة على انفصال طريق مولانا سمیع الحق عن الإرهابيين من "تحريك طالبان باكستان" كانت الفتوى التي أصدرها في عام 2013 دعمًا للقاح شلل الأطفال، وهو مرض لم يتم القضاء عليه بعد في باكستان. عندما حاولت تحريك طالبان باكستان إقناع وتهديد الناس غير المطلعين في المناطق المحرومة في شمال غرب باكستان وغيرها من المناطق المحرومة لثنيهم عن تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال، وطرحت الشائعات بأن هذا اللقاح سيؤدي إلى العقم، وضعوهم في مواجهة الحكومة الباكستانية، أصدر سمیع الحق فتوى أعلن فيها أنه يجب احترام آراء الأطباء حول اللقاح والأدوية المفيدة للإنسان[١].
التفاوض المباشر مع طالبان دون حضور أمريكا والمسؤولين الباكستانيين
في لقاء مع وفد من علماء أفغانستان وعمر زاخييلوال، سفير أفغانستان في باكستان، دعا سمیع الحق إلى التفاوض المباشر مع طالبان دون حضور أمريكا وحتى المسؤولين الباكستانيين. وأعلن استعداده لتوفير مقدمات التفاوض مع طالبان، الذي يجب أن يتم في مكان سري في دولة ثالثة.
الوفاة
يمكن اعتبار سمیع الحق واحدًا من أكثر الشخصيات السياسية والدينية تعقيدًا وغموضًا في باكستان؛ شخصية يعتقد الكثير من الخبراء أن صدره كان صندوقًا مليئًا بالأسرار، التي أزالت عملية اغتياله الغامضة في سن 85 عامًا فرصة كشف هذه الأسرار الخفية إلى الأبد. قُتل سمیع الحق في 2 نوفمبر 2018 م في مدينة "راولبندي" باكستان على يد مجهولين بواسطة طعنات خنجر ثم إطلاق عدة رصاصات.
ردود الفعل
المسؤولون الباكستانيون رفيعو المستوى
أدان المسؤولون السياسيون والعسكريون رفيعو المستوى في باكستان هذا الفعل، وأعربوا عن أسفهم لهذا الحدث، وطالبوا بتحديد ومعاقبة مرتكبي جريمة قتله. يعتقد بعض السياسيين والخبراء الباكستانيين أن مقتل سمیع الحق سيعقد عملية السلام في أفغانستان أكثر، وقد يؤدي إلى تصعيد النزاع والحرب في أفغانستان.
حامد الحق، ابن سمیع الحق
اعتبر حامد الحق، ابن سمیع الحق، أن مشاركته في مفاوضات السلام أفغانستان كانت إحدى أسباب اغتياله. وصرح بأن والده كان يسعى لإخراج أفغانستان من هيمنة أمريكا وتوفير مقدمات مفاوضات طالبان مع حكومة أفغانستان. وأضاف أن بعض أعضاء الحكومة الأفغانية وبعض المسؤولين الباكستانيين كانوا معارضين لمفاوضات السلام التي توسط فيها مولانا سمیع الحق، وقد يكونوا قد دبروا لاغتياله، وقد أبلغت جهاز الأمن الباكستاني المعروف بـ "آي إس آي" عن هذا الموضوع. وأكد مولانا حامد الحق أنه أبلغ جهاز الأمن والمخابرات الباكستاني عن خطر تعرض حياة والده للخطر، لكن مولانا سمیع الحق لم يكن مهتمًا كثيرًا بوجود حراس حوله. وأضاف أن التدابير الأمنية حول مدرسة المجتمع حقانية قد زادت، لكن مولانا سمیع الحق أخذ معه فقط خادمًا شخصيًا في رحلته إلى راولبندي، ولم يكن هناك أي حراس. وقال حامد الحق: "إن الذين يعارضون الإسلام وتعاليم المدارس الدينية هم من يقفون وراء اغتيال مولانا سمیع الحق". وأعرب عن طلبه من مؤيدي ومحبي مولانا سمیع الحق أن يحافظوا على هدوئهم في هذه الظروف، وألا يسمحوا لبعض العناصر باستغلال تصرفاتهم لتوجيه الاتهام لمولانا سمیع الحق.
مولانا أسرار مدني، المتحدث باسم مولانا سمیع الحق
قال "مولانا أسرار مدني"، المتحدث باسم مولانا سمیع الحق، حول اغتياله: "كان مولانا سمیع الحق في فترة بعد ظهر يوم الجمعة يستريح في منزله الواقع في بحريه تاون في مدينة راولبندي، وقد طلب من خادمه شراء بعض الحليب من السوق، وفي هذه الأثناء، قام مجهولون بطعنه حتى الموت". وأكد مولانا مدني أن الأخبار التي تتحدث عن إطلاق نار في موقع اغتيال مولانا سمیع الحق غير صحيحة، إذ قُتل في هدوء تام بواسطة طعنات خنجر.
شرطة باكستان
أعلنت الشرطة باكستان في تقريرها الأولي أن قتل مولانا سمیع الحق ليس حادثة إرهابية، وأن مرتكبي هذه الجريمة قتلوه بسبب خصومة شخصية معه[٢].
مجموعة طالبان
أصدرت مجموعة طالبان بيانًا ردًا على مقتل مولانا سمیع الحق، واعتبرت ذلك عملًا من أعداء الإسلام. وأكدت المجموعة أن زعيم جمعية علماء باكستان قدم خدمات لا تُنسى لدعم الشعب أفغانستان خلال فترة الغزو السوفيتي واحتلال أمريكا. جاء في بيان طالبان أنه كان دائمًا يدعم صوت مظلومية الشعب الأفغاني[٣].
مواضيع ذات صلة
الهوامش
المصادر
- «من هو سميع الحق؟»، موقع إيرنا.، تاريخ إدراج المقال: 8 نوفمبر 2018 م، تاريخ مشاهدة المقال: 3 مارس 2025 م.
- أسباب اغتيال الأب الروحي لطالبان على لسان ابنه، موقع وكالة أنباء إيسنا.، تاريخ إدراج المقال: 3 نوفمبر 2018 م، تاريخ مشاهدة المقال: 3 مارس 2025 م.
- %DA%A9%D8%B4%D8%AA%D9%87-%D8%B4%D8%AF%D9%86-%D8%B3%D9%85%DB%8C%D8 رد فعل طالبان أفغانستان على مقتل «سميع الحق» زعيم جمعية علماء الإسلام في باكستان، موقع وكالة تسنيم للأنباء.، تاريخ إدراج المقال: 3 نوفمبر 2018 م، تاريخ مشاهدة المقال: 3 مارس 2025 م.