زواج علي عن فاطمة
زواج علي عن فاطمة (سلام الله عليهما) يعتبر من الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي، حيث إن نسل الأئمة المعصومين (عليهم السلام) هو ثمرة هذا الزواج، وبناءً على الروايات التاريخية والحديثية، تم هذا الزواج في السنة الثانية أو الثالثة للهجرة، لكن هناك اختلاف حول اليوم والشهر، ورد في بعض الروايات أنه حدث في اليوم الأول من شهر ذي الحجة، وتم تحديد هذا اليوم في التقويم الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية كيوم للاحتفال بذكرى الزواج، وقبل الإمام علي (عليه السلام)، تقدم لخطبة السيدة فاطمة (سلام الله عليها) العديد من الخُطّاب، لكن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رفضهم جميعًا. ووفقًا للروايات الواردة في كتب الشيعة وأهل السنة، فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زوّج ابنته بالإمام علي (عليه السلام) بأمرٍ إلهي، وهو الذي خطب بنفسه في حفل الزواج، وطبقًا لبعض الروايات، فإن هذا الزواج كان مقدرًا في السماء قبل أن يُعقد في الأرض، ووفقًا للرواية المشهورة، كان مهر السيدة فاطمة (سلام الله عليها) 500 درهم، وهو ما يُعرف بـ "مهر السُنة"، وفي ليلة الزواج تم إطعام أهل المدينة.
فاطمة الزهراء (عليها السلام): "أنسية حوراء"
عندما بلغت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التاسعة من عمرها، كانت قد أصبحت فتاة تمتلك ذكاءً وعقلًا كاملًا، كما كانت تتمتع بجمالٍ أخّاذ حتى وُصفت بـ "أنسية حوراء"، أي إنسانة تشبه الحور العين في الجنة. هذه الصفات جعلتها مميزة عن بقية نساء وفتيات العرب. وحان الوقت بعد أن قضت نصف عمرها في بيت النبوة أن تنتقل إلى بيت زوجها.
تاريخ الزواج
هناك اختلاف حول تاريخ زواج الإمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة (سلام الله عليها). أقدم رواية نقلها اليعقوبي، حيث ذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوّج السيدة فاطمة بالإمام علي بعد شهرين من الهجرة إلى المدينة، في حين أن العديد من المهاجرين كانوا قد تقدموا لخطبتها، لكن النبي رفضهم. وعندما زوّجها لعلي (عليه السلام)، اشتكوا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما أنا زوّجت فاطمة من علي، بل الله زوّجها منه [١].
رواية الكليني
نقل الكليني في "روضة الكافي" بسنده عن سعيد بن المسيب قوله: سألت علي بن الحسين (عليه السلام): متى زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة من علي؟ فقال: "بعد سنة من الهجرة إلى المدينة، وكان عمر فاطمة تسع سنوات [٢]. وهذا القول يتوافق مع ما نقله الطبري عن الواقدي بإسناده عن الإمام الباقر (عليه السلام)، حيث قال: "تزوج علي بن أبي طالب (عليه السلام) بفاطمة (سلام الله عليها) في الأيام الباقية من شهر صفر قبل بداية السنة الثانية للهجرة [٣]. وفي موضع آخر، أكمل الطبري روايته قائلًا: "وفي شهر ذي الحجة، في بداية الشهر الثاني والعشرين للهجرة، دخل علي (عليه السلام) على فاطمة (سلام الله عليها) [٤]. أما أبو الفرج الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين"، فقد نقل نفس ما ذكره الطبري، مضيفًا: "وبعد عودته من غزوة بدر، دخل علي (عليه السلام) على فاطمة (سلام الله عليها)." وزاد أن عمر السيدة فاطمة كان آنذاك ثمانية عشر عامًا ابوالفرج اصفهانی، علی بن حسین، مقاتل الطالبین، ص۳۰.
رواية الطبري
يذكر الطبري في تاريخه أن زواج الإمام علي (ع) والسيدة فاطمة (ع) تم في الأيام الأخيرة من شهر صفر، بينما ورد في كتاب "مصباح المتهجد" أن النبي (ص) أرسل السيدة فاطمة إلى بيت أمير المؤمنين (ع) في الأول من ذي الحجة سنة 2 هـ المجلسی، محمدباقر، بحارالانوار، ج۴۳، ص۹۲ وبالتالي، فإن الفترة بين العقد والزفاف كانت حوالي عشرة أشهر. وربما كان تعجيل النبي (ص) بإجراء العقد لإعطاء رد واضح للخاطبين، بينما تأخير إقامة حفل الزفاف كان لانتظار بلوغ السيدة فاطمة (ع) النضج الجسدي الكامل [٥].
خطبة السيدة فاطمة (ع)
كانت السيدة فاطمة الزهراء (ع) في سن التاسعة تتمتع بإدراك عميق ومقامات معنوية عالية، مما جعلها محط أنظار كبار قريش وأثريائهم. إلا أن كل من تقدم لخطبتها كان يلقى رفضًا من رسول الله (ص)، حيث كان يقول: "إن تزويج فاطمة لا يتم إلا بوحي من الله". حتى أن الشيخين (أبو بكر وعمر) تلقيا نفس الرد عندما تقدمَا لخطبتها. ينقل الطبرسي في "إعلام الوري" عن علي بن إبراهيم القمي أن النبي (ص) كان يبني منازله في المدينة بينما كانت فاطمة (ع) تقيم معه. فتقدم أبو بكر لخطبتها، فرد النبي (ص): "أنتظر أمر الله عز وجل". ثم تقدم عمر فحصل على نفس الرد. وفي يوم آخر، ذهب أبو بكر وعمر إلى الإمام علي (ع) وقالا له: "يا علي، لا أحد في العالم يضاهيك في الأخلاق الرفيعة والفضائل العظيمة، وقربك من رسول الله (ص) أكثر منا جميعًا. لو تقدمتَ لخطبة فاطمة فإن النبي (ص) سيوافق عليك". ثم ذهب الإمام علي (ع) إلى النبي (ص)، لكنه استحى من طلب الخطبة وعاد. وفي اليوم الثاني كرر المحاولة لكنه استحى مرة أخرى. وفي اليوم الثالث، عندما رآه النبي (ص) تبسم وقال: "يا علي، ما الذي جاء بك؟" فأجاب الإمام (ع): "يا رسول الله، أنا ابن عمك، ولي سابقة في الإسلام، وقد نصرتك وجاهدت في سبيل الله". فقال النبي (ص): "ألك حاجة؟" قال: "نعم يا رسول الله". فقال: "لعلك جئت لخطبة فاطمة؟" قال: "نعم". فقال: "هل تملك شيئًا؟" فأجاب الإمام (ع): "لا أملك إلا درعي". فزوجه النبي (ص) باثني عشر أوقية ونصف من الذهب، ثم رد إليه درعه الطبرسی، فضل بن حسن، اعلام الوری، ج۱، ص۱۶۱. إلا أن بعض الروايات ــ كالتي في تفسير القمي ــ لم تذكر الجزء الأخير من الخبر المتعلق بكيفية المهر، بل أفادت أن المهر كان دينًا على الإمام علي (عليه السلام) يجب عليه أداؤه لاحقًا [٦].
التزويج في السماء
بعد موافقة النبي (ص)، طلب الإمام علي (ع) منه أن يزوجه فاطمة (ع)، فقال له النبي (ص): "انتظر حتى أعود". ثم ذهب إلى فاطمة (ع) وذكر لها طلب علي (ع)، فسكتت حياءً، فعد النبي (ص) سكوتها موافقة. فجاء ملك اسمه "سبطائيل" – أحد حملة العرش – وقال للنبي (ص): "أنا مبشرك بأن الله قد زوج فاطمة وعلي في السماء". وقبل أن يكمل الملك كلامه، نزل جبريل (ع) بحرير من الجنة مكتوب عليه سطران من نور، وقال: "يا محمد، إن الله قد اختار لك أخًا ووزيرًا وهو ابن عمك علي، وقد أمرني أن أزوج فاطمة منه في السماء، وأمرك أن تزوجهما في الأرض". فعاد النبي (ص) إلى علي (ع) وبشره، ثم أجرى العقد بينهما ودعا لهما.
روايات بأن الله قد زوج فاطمة وعلي في السماء
الروايات المستفيضية في هذا الباب يمكن ان نقسمها الى الروايات الواردة وفي كتب الشيعة وكذلك الروايات الواردة في كتب أهل السنة واما بالنسبة الروايات الواردة في كتب الشيعة فهي مستفيضة ووردت في منابع الاولية للشيعة واما روايات في كتب اهل سنة سننقل بعض منها:
الراويات الواردة في كتب الشيعة
ننقل بعض منها:
الرواية الاولى
عن عِدَّةٌ مِنْ اَصْحَابِنَا عَنْ اَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ اَسْبَاطٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّه ص- عَلِیّاً فَاطِمَةَ ع دَخَلَ عَلَیْهَا وهِیَ تَبْکِی فَقَالَ لَهَا مَا یُبْکِیکِ فَوَاللَّه لَوْ کَانَ فِی اَهْلِی خَیْرٌ مِنْه مَا زَوَّجْتُکِه ومَا اَنَا زَوَّجْتُه ولَکِنَّ اللَّه زَوَّجَکِ... [٧] وهي قد وردت بطريق آخر نقلها الشيخ الطوسي رحمة الله عليه حيث يقول: حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ اَبِی غَالِبٍ اَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِیِّ، عَنْ خَالِهِ، عَنِ الْاَشْعَرِیِّ، عَنْ اَحْمَدَ بْنِ اَبِی عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ اَسْبَاطٍ، عَنْ دَاوُدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ، عَنْ اَبِی عَبْدِ اللَّهِ (عَلَیْهِ السَّلَامُ) قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ... [٨].
الرواية الثانية
نقلها الشيخ الطوسي: اَخْبَرَنَا اَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا اَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَصِیرُ السُّهْرَوَرْدِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْاَسَدِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ الْمُحَمَّدِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ هَاشِمٍ الْغَسَّانِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِی جُوَیْبِرُ بْنُ سَعِیدٍ، عَنِ الضَّحَّاکِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ اَبِی طَالِبٍ (عَلَیْهِ السَّلَامُ) یَقُولُ: اَتَانِی اَبُو بَکْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالا: لَوْ اَتَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ) فَذَکَرْتَ لَهُ فَاطِمَةَ، قَالَ: فَاَتَیْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِی رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) ضَحِکَ، ثُمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بِکَ یَا اَبَا الْحَسَنِ وَ مَا حَاجَتُکَ قَالَ: فَذَکَرْتُ لَهُ قَرَابَتِی وَ قِدَمِی فِی الْاِسْلَامِ وَ نُصْرَتِی لَهُ وَ جِهَادِی، فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، صَدَقْتَ، فَاَنْتَ اَفْضَلُ مِمَّا تَذْکُرُ فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاطِمَةَ تُزَوِّجُنِیهَا فَقَالَ: یَا عَلِیُّ، اِنَّهُ قَدْ ذَکَرَهَا قَبْلَکَ رِجَالٌ، فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لَهَا، فَرَاَیْتُ الْکَرَاهَةَ فِی وَجْهِهَا، وَ لَکِنْ عَلَی رِسْلِکَ حَتَّی اَخْرُجَ اِلَیْکَفَدَخَلَ عَلَیْهَا... فَقَالَ لَهَا: یَا فَاطِمَةُ. فَقَالَتْ: لَبَّیْکَ، حَاجَتَکَ، یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: اِنَّ عَلِیَّ بْنَ اَبِی طَالِبٍ مَنْ قَدْ عَرَفْتَ قَرَابَتَهُ وَ فَضْلَهُ وَ اِسْلَامَهُ، وَ اِنِّی قَدْ سَاَلْتُ رَبِّی اَنْ یُزَوِّجَکِ خَیْرَ خَلْقِهِ وَ اَحَبَّهُمْ اِلَیْهِ، وَ قَدْ ذَکَرَ مِنْ اَمْرِکِ شَیْئاً فَمَا تَرَیْنَ فَسَکَتَتْ وَ لَمْ تُوَلِّ وَجْهَهَا وَ لَمْ یَرَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ) کَرَاهَةً، فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ: اللَّهُ اَکْبَرُ، سُکُوتُهَا اِقْرَارُهَا، فَاَتَاهُ جَبْرَئِیلُ (عَلَیْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: یَا مُحَمَّدُ، زَوِّجْهَا عَلِیَّ بْنَ اَبِی طَالِبٍ، فَاِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَهَا لَهُ وَ رَضِیَهُ لَهَاقَالَ عَلِیٌّ: فَزَوَّجَنِی رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ)، ثُمَّ اَتَانِی فَاَخَذَ بِیَدِی فَقَالَ: قُمْ بِسْمِ اللَّهِ وَ قُلْ: " عَلَی بَرَکَةِ اللَّهِ، وَ ما شاءَ اللَّهُ، لا قُوَّةَ اِلَّا بِاللَّهِ، تَوَکَّلْتُ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ جَاءَنِی حِینَ اَقْعَدَنِی عِنْدَهَا (عَلَیْهَا السَّلَامُ)، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اِنَّهُمَا اَحَبُّ خَلْقِکَ اِلَیَّ فَاَحِبَّهُمَا، وَ بَارِکْ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا، وَ اجْعَلْ عَلَیْهِمَا مِنْکَ حَافِظاً، وَ اِنِّی اُعِیذُهُمَا وَ ذُرِّیَّتَهُمَا بِکَ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ. [٩].
الرواية الثالثة
نقلها الشيخ الصدوق بطروقين: حَدَّثَنَا اَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا اَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ اَحْمَدَ الْاَزْدِیِّ عَنْ اَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ اَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِکْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صاِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی آخَی بَیْنِی وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ اَبِی طَالِبٍوَ زَوَّجَهُابْنَتِی... وَ جَعَلَهُ لِی وَصِیّاً وَ خَلِیفَةً فَعَلِیٌّ مِنِّی وَ اَنَا مِنْهُ مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ اِنَّ الْمَلَائِکَةَ لَتَقَرَّبُ اِلَی اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ.» وكذلك: حَدَّثَنَا اَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ اَبِی اَحْمَدَ الْاَزْدِیِّ عَنْ اَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ اَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِکْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ... [١٠].
الرواية الرابعة
نقلها الطوسي بطريقين: «اخبرنا ابو عمر قال اخبرنا احمد قال: حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال حدثنا موسی بن ابراهیم المروزی قال حدثنا موسی بن جعفر، عن ابیه، عن جده (علیهمالسّلام) عن جابر بن عبدالله قال: لما زوج رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) فاطمة (علیهاالسّلام) من علی (علیهالسّلام) اتاه ناس من قریش فقالوا انک زوجت علیا بمهر خسیس؟ فقال: ما انا زوجت علیا ولکن الله (عزّوجلّ) زوجه لیلة اسری بی عند سدرة المنتهی...» وكذلك: حَدَّثَنِی اَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَبُو الْعَبَّاسِ اَحْمَدُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَحْمَدُ بْنُمُحَمَّدِ بْنِ اَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَی بْنُ اِبْرَاهِیمَ الْمَرْوَزِیُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ اَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ (عَلَیْهِمْ السَّلَامُ)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْاَنْصَارِیِّ، قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ...» [١١][١٢].
الرواية الخامسة
نقلها الشيخ الصدوق: «وَ حَدَّثَنِی اَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْاُشْنَانِیُّ الرَّازِیُّ الْعَدْلُ بِبَلْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْفَرَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا ع قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی اَبِی عَلِیُّ بْنُ اَبِی طَالِبٍ ع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه وآله: اَتَانِی مَلَکٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُکَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَکَ قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَزَوِّجْهَا مِنْهُ... وَ سَیُولَدُ مِنْهُمَا وَلَدَانِ سَیِّدَا شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ...» [١٣].
روايات أهل السنة
ننقل بعض من تلك الروايات ومنها:
الرواية الاولى
نقلها الهيثمي: «عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال ان الله امرنی ان ازوج فاطمة من علی. رواه الطبرانی ورجاله ثقات.» [١٤].
الرواية الثانية
«عن ابن عبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِیُّ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ فَاطِمَةُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوَّجْتَنِی مِنْ رَجُلٍ فَقِیرٍ لَیْسَ لَهُ شَیْءٌ، فَقَالَ النَّبِیُّ: اَمَا تَرْضِینَ اَنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ اَهْلِ الارْضِ رَجُلَیْنِ: اَحَدُهُمَا اَبُوکِ، وَالآْخَرُ زَوْجُکِ). (سندُهُ حسَنٌ)» [١٥]. ومن خلال ١٩ رواية مدعومة بـ٣١ سندًا من مصادر الشيعة والسنة، استنتجنا أن زواج الإمام علي وفاطمة (عليهما السلام) كان بأمر إلهي. فقد أمر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يُعقد القران بين خير البشر وابنته الوحيدة. ومجموع هذه الروايات يُثبت تواتر هذه المسألة بين الطائفتين.
مهر السيدة فاطمة
نزل جبريل (ع) على النبي (ص) ومعه زهرتا لالة وخيري، وقال: "إن الله قد جعل مهر فاطمة خمسمائة درهم فضة، وخمس الدنيا، وثلثي الجنة، وأربعة أنهار: دجلة والفرات والنيل وبلخ، وجعل من نسلها أحد عشر إمامًا معصومًا". كما أمر الله الملائكة بتزيين الجنة، وأمر الحور العين بقراءة سور (يس، والشورى، وطه).
خطبة العقد
ينقل الحلبي في "مناقب آل أبي طالب" [١٦]. أن النبي الأكرم (ص) ألقى خطبة عند تزويج فاطمة (ع) لعلي (ع)، وقد رواها الإمام الرضا (ع) ويحيى بن معين في أماليه وابن بطّة في "الإنابة" بسند عن أنس بن مالك، حيث قال النبي (ص): الحمد لله المحمود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، الموهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمد. إن الله جعل المصاهرة نسبًا لاحقًا وأمرًا مفترضًا وشحذ بها الأرحام والزمها الأنام. قال تعالى: "هو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا" [١٧]. ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي، وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة (كذا) إن رضيت يا علي». فقال علي (ع):«رضيت يا رسول الله».
الإنفاق في ليلة الزفاف
ينقل ابن الجوزي من علماء أهل السنة أن النبي (ص) أعد لفاطمة (ع) ثوبًا ليلة زفافها، وفي تلك الليلـة جاءها سائل عارٍ يطلب ثوبًا، فأعطته ثوب زفافها ولبست ثوبها القديم. وعندما سألها النبي (ص) عن سبب عدم لبس الثوب الجديد، قالت:أردت أن أكون مثلكم، وأن أعمل بهذه الآية: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" [١٨].»
مراسم الزواج
يذكر الخوارزمي في "المناقب" أن النبي (ص) قال للنساء:إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وأنتم تعلمون مكانة ابنتي عندي، وقد سلمتها إلى علي (ع)، فاجعلوها خيرًا من بناتكم».فأعدت النساء في غرفة فاطمة (ع) حصيرًا من ليف ووسادة وستارًا خيبريًا ومغسلة، وجعلت أم أيمن حارسة للباب. ثم زينوا السيدة الزهراء (ع) وطيبوها، ودعا النبي (ص) بلالًا وأمره: اذبح شاة واعد خمسة أمداد من شعير لوليمة العرس، ليكون سنة لأمتي». فأطعم النبي (ص) المهاجرين والأنصار في المسجد، وبقي طعام، فأمر بلالًا بإرسال الباقي إلى النساء.ثم ذهب النبي (ص) مع علي (ع) إلى بيت فاطمة (ع)، وأخذ بيدها ووضعها في يد علي (ع)، فبكت فاطمة (ع)، فقال لها النبي (ص): ما يبكيك؟ والله ما قصرت في حقك، بل زوجتك سيد الدنيا والآخرة من صالحين». فهدأت ووضعت يدها في يد أبيها، فوضع النبي (ص) يدها في يد علي (ع) وقال: اذهبا إلى بيتكما، بارك الله لكما وأصلح حالكما». ثم عاد النبي (ص) وطرق الباب، فسألته أم أيمن: من؟ فقال: «رسول الله». ففتحت الباب، وسألها: «أهنا أخي؟» قالت: ومن أخوك؟ قال: «علي بن أبي طالب». فقالت: «أهو أخوك وهو زوج ابنتك؟» قال: نعم[١٩]. ثم دخل النبي (ص) ورأى النساء فخرجن إلا أسماء بنت عميس، فقال لها: «ما تفعلين هنا؟» قالت: «أرافق ابنتك في ليلة زفافها». فدعا لها النبي (ص)، ثم طلب ماءً وتوضأ، ثم دعا فاطمة (ع) وصب الماء على رأسها ويديها وصدرها ودعا: اللهم كما طهرتني من الرجس فطهرها». ثم فعل مثل ذلك مع علي (ع) ودعا: «قرّب بين قلبيهما، وبارك في نسلهما، وأصلح أمرهما» [٢٠].
وليمة العرس
ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: لما زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) من علي (عليه السلام)، قال: مَن حضر خطبة النكاح فليحضر وليمة العرس. فأطعم الناس ثلاث ليالٍ، فأكل منها أهل المدينة: ثلاثة آلاف مسلم وثلاثمائة منافق.
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الیعقوبی، احمد بن اسحاق، تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۴۱
- ↑ الکلینی، محمد بن یعقوب، روضه الکافی، ص۳۴۰
- ↑ الطبری، محمد بن جریر، تاریخ الطبری، ج۲، ص۴۱۰
- ↑ الطبری، محمد بن جریر، تاریخ الطبری، ج۲، ص۴۸۵
- ↑ یوسفی غروی، محمد هادی، موسوعة التاریخ الاسلام، ج۲، ص۲۵۰
- ↑ یوسفی غروی، محمد هادی، موسوعة التاریخ الاسلام، ج۲، ص۱۰۰
- ↑ الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج۵ ص۳۷۸
- ↑ الشیخ الطوسی، الامالی، ص۴۰، تحقیق:قسم الدراسات الاسلامیة
- ↑ الشیخ الطوسی، الامالی، ص۳۹
- ↑ الشیخ الصدوق، الامالی، ص۳۴۳.
- ↑ الشیخ الطوسی، الامالی، ص۲۵۷،
- ↑ الطبری، محمد بن جریر، دلائل الامامة، ص۱۰۰
- ↑ الشیخ الصدوق، عیون اخبار الرضا (علیهالسّلام) ج۱، ص۳۰
- ↑ الهیثمی، علی بن ابیبکر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج۹، ص۲۰۴.
- ↑ السیوطی، عبدالرحمن، جامع الاحادیث، ج۳۶، ص۱۹۷
- ↑ یوسفی غروی، محمد هادی، موسوعة التاریخ الاسلام، ج۲، ص۱۰۱
- ↑ الفرقان:54
- ↑ آل عمران:92
- ↑ یوسفی غروی، محمد هادی، موسوعة التاریخ الاسلام، ج۲، ص۲۱۴،
- ↑ یوسفی غروی، محمد هادی، موسوعة التاریخ الاسلام، ج۲، ص۲۱۴-۲۱۵
المصادر
- [سبهر، لسان الملك، محمد تقي، ناسخ التواريخ، الإسلامية، ج2، ص45-85، 1363هـ، الطبعة الثانية.].
- [القزويني، محمد كاظم، فاطمة الزهراء من الولادة إلى الشهادة، ص181-182، ترجمة د. حسين فریدوني، نشر آفاق، 1371هـ، الطبعة الرابعة.].
- [القرشي، علي أكبر، خاندان وحی، ص102-106، دار الكتب الإسلامية، 1368هـ، الطبعة الأولى.].
- [الموسوي المقرّم، عبد الرزاق، الصديقة الشهيدة الزهراء، ص62-63، دفتر انتشارات إسلامي، 1372هـ، الطبعة الأولى.].
- [الكرمي، محمد علي، حول حديث "لولا فاطمة"، ص72، دار الفكر قم، 1381هـ، الطبعة الأولى.].