جمعية علماء الإسلام باكستان

جمعيّة علماء الإسلام باكستان هي أحد الأحزاب الإسلامية الناشطة في باكستان، ويعود تاريخ تأسيسها إلى فترة ما قبل تقسيم الهند عام 1947م. ويشغل حالياً مولانا فضل الرحمن منصب رئيس الجمعيّة.
تاريخ تأسيسها
جمعيّة علماء الإسلام حزب إسلامي في باكستان، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى ما قبل تقسيم الهند (1947م / 1366هـ). كانت "جماعة علماء الهند" معارضة للاستعمار البريطاني وتدعم أهداف وسياسات المؤتمر الوطني الهندي (بقيادة غاندي)، لكن معظم أعضائها عارضوا أيضًا جهود "رابطة مسلمي عموم الهند" لتقسيم الهند وإنشاء دولة باكستان المستقلة [١]. انفصل بعض أعضاء جماعة علماء الهند، المؤيدين لرابطة مسلمي (مسلم ليگ) عموم الهند، بقيادة المولوي شبير أحمد العثماني (المتوفى 1949م / 1368هـ)، واجتمعوا في كلكتا من 26 إلى 29 أكتوبر 1945م (4 إلى 7 آبان 1324ش)، وأسسوا حزب "جمعیة علماء الإسلام"[٢]. وأصبح المولوي شبير أحمد العثماني أول زعيم للجماعة. ومن بين الأعضاء البارزين الذين ساهموا في التأسيس: المولوي طاهر القاسمي، المولوي ظفر أحمد العثماني، المولوي مفتي محمد حسن، مفتي محمد شفيع، المولوي محمد إبراهيم سيالكوتي، المولوي أبو البركات، المولوي عبد الرؤوف، المولوي احتشام الحق التهانوي [٣].
النشاط السياسي
دعمت جمعية علماء الإسلام، بين عامي 1945 و1947م، الموقف السياسي والديني لرابطة مسلمي عموم الهند في الدعوة إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في شبه القارة (باكستان)، في مواجهة المؤتمر الوطني الهندي وعلماء الدين المؤيدين لوحدة الهند [٤]. كان المولوي شبير أحمد العثماني من أقرب المقربين لمحمد علي جناح، زعيم رابطة مسلمي عموم الهند ومؤسس باكستان، أثناء الاستفتاء حول انضمام إقليم الحدود الشمالية (خرايبر بختونخوا حالياً) إلى باكستان أو الهند عام 1947م، أرسله محمد علي جناح إلى الإقليم لكسب الدعم الشعبي، حيث تعاون مع "بير أمين الحسنات" في حشد التأييد لصالح رابطة مسلمي عموم الهند، ومواجهة المعارضين للانضمام إلى باكستان مثل "خان عبد الغفار خان" و"الدكتور خان"
تغيير الاسم
بعد تشكيل دولة باكستان عام 1947م (1366هـ)، هاجر بعض أعضاء الجمعية إلى باكستان بينما بقي آخرون في الهند. ففي ديسمبر 1947م (آذر 1326ش)، اجتمع أعضاء وأنصار الجماعة في باكستان في منزل المولوي احتشام الحق التهانوي، وأعادوا تأسيس الجماعة تحت قيادة أحمد العثماني باسم "جمعية علماء الإسلام المركزية" (Jamaat-e-Ulema-e-Islam Markazi)[٥].
الهيكل التنظيمي
كان لهيكل جمعية علماء الإسلام في البداية بُنية بسيطة، تخلو من خصائص الأحزاب السياسية التقليدية، لكن منذ ستينيات القرن العشرين (الستينات الهجرية 1380)، [٦]. زادت الانضباطية الداخلية وأصبح تقسيم العمل أكثر وضوحًا، يتألف الهيكل الرئيسي للجماعة من ثلاثة مجالس:
- المجلس العام المركزي (المركزي مجلسِ عامه) – وهو أعلى هيئة لصنع القرار داخل الحزب، ويضم 325 عضوًا يتم انتخابهم من جميع المناطق.
- المجلس الاستشاري (مجلسِ شورى) – يتمتع بصلاحيات أقل من المجلس العام، وينقسم إلى قسمين: المركزي والمحلي، حيث يتخذ القرارات وفق الاختصاصات الإدارية.
- المجلس التنفيذي (مجلسِ عامله) – يتم انتخاب أعضائه، بما فيهم الأمير (الزعيم الأعلى للحزب) والأمين العام (ناظمِ عام) [٧].، من قبل المجلس العام المركزي لولاية مدتها ثلاث سنوات، بعد انتخاب الأمير والأمين العام عبر تصويت سري، يختاران باقي أعضاء المجلس التنفيذي بالتشاور ويقدمانهم للمجلس العام للموافقة.
الأهداف والمبادئ
بعد استقلال باكستان، دخلت جمعية علماء الإسلام مرحلة جديدة من النشاط، حيث عززت جهودها التعليمية والدعوية تحسبًا لانتشار التيارات العلمانية، تنتمي الجمعية إيديولوجيًا إلى المدرسة السلفية الديوبندية، وتدعو إلى تطبيق النظام الإسلامي الكامل في باكستان، وفقًا للميثاق الحزبي، تتمثل أهدافها وبرامجها في المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية في: [٨].
- إقامة نظام إسلامي في باكستان.
- تعزيز القرآن والسنة النبوية استنادًا إلى المبادئ الإسلامية الـ22 (وهي أُسس دستورية إسلامية نادت بها الجماعة منذ تأسيس باكستان).
- مقاومة التيارات العلمانية والليبرالية.
- تعزيز التعليم الديني وإنشاء المؤسسات الشرعية.
أهم الأنشطة
يمكن تصنيف الأنشطة السياسية لجمعية علماء الإسلام في ثلاث فترات: فترة ما قبل تأسيس باكستان (لم تتجاوز السنتين):
- كانت الجمعية الداعمَ السياسي والديني الرئيسي لـرابطة مسلمي عموم الهند.
- دعمت الرابطة في انتخابات 1945-1946م.
- استمرت العلاقة الوثيقة بين المولوي شبير أحمد العثماني ومحمد علي جناح حتى بعد تأسيس باكستان.
- في فبراير 1948م (بهمن 1327ش)، بناءً على طلب العثماني، تشكلت لجنة من العلماء والمفكرين لتقديم الاستشارات للمجلس التأسيسي لوضع دستور باكستان، وكان العثماني عضوًا فيها.
- بعد أشهر، أنشأت اللجنة "هيئة التعليم الإسلامي" (تعلیمات إسلامي بورډ) برئاسة السيد سليمان الندوي.
أهم الإنجازات السياسية والقانونية
في ديسمبر 1950م (دي 1329ش)، لعبت الجمعية دورًا محوريًا مع جماعة الإسلامي في جمع 31 عالمًا من جميع المذاهب الإسلامية في باكستان لوضع "المبادئ الـ22 للحكومة الإسلامية" في كراتشي، ترأس الاجتماع سيد سليمان الندوي، أحد أبرز نشطاء جمعية علماء الإسلام [٩].
دعم عملية "الوعد الصادق 3
خلال تجمع كبير مناهض للصهيونية، أعلن قادة حزب جمعية علماء الإسلام باكستان دعمهم لرد القوات المسلحة الإيرانية على عدوان الكيان الصهيوني، قائلين: "نحن في باكستان نقف جنبًا إلى جنب مع الشعب الإيراني". نظم الحزب تجمعًا تحت شعار "الموت لإسرائيل" في حيدر أباد (جنوب باكستان)، حيث أدان الهجوم الإرهابي للكيان الصهيوني على إيران، وأيد الرد الإيراني. قال مولانا فضل الرحمن (أمير الحزب) ومولانا عبد الغفور حيدري (الأمين العام) في كلمتيهما: "رد إيران القوي على إسرائيل مصدر فخر لكل العالم الإسلامي".
وصلات خارجیة
الهوامش
- ↑ جمعیت العلمای هند
- ↑ افضل، ۱۹۹۸، ج۱، ص۵۷، عزیز احمد، ص۲۳۷؛ صفدر محمود، ص۱۵۸؛ مهدی حسن، ص۹۵
- ↑ پیرزاده، ص۱۰
- ↑ مهدی حسن، ص۹۶ـ ۹۷
- ↑ پیرزاده، ص۱۳، ۴۰؛ افضل، ۱۹۹۸، ج۲، ص۲۱۵
- ↑ افضل، ۱۹۹۸، ج۱، ص۵۷
- ↑ شیخ عبدالقیوم، ص۱۰۷
- ↑ اکبری، تأثیر جمعیت علمای اسلام پاکستان بر طالبان در افغانستان، 1393ش، ص106
- ↑ افضل، ۱۹۹۳، ص۵۰۸؛ نصر، ص۱۲۶ـ۱۲۷؛ صفدر محمود، ص۱۵۸