جابر بن عبد اللّه ابن عمرو الأنصاري

من ویکي‌وحدت

جابر بن عبد اللّه: كان من كبار الصحابة شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ، وشهد المشاهد كلَّها، إلَّا بدراً وأُحد، حيث خلَّفه أبوه فيهما على أخواته، وكن تسعاً أو سبعاً، واستشهد أبوه يوم أُحد، وقد ورد أنّه شهد بدراً. وكان من المكثرين في الحديث الحافظين للسنن.[١]

جابر بن عبد اللّه ابن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي (... ــ 78ق)

أبو عبد اللَّه. شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ، وشهد المشاهد كلَّها، إلَّا بدراً وأُحد، حيث خلَّفه أبوه فيهما على أخواته، وكن تسعاً أو سبعاً، واستشهد أبوه يوم أُحد، وقد ورد أنّه شهد بدراً. وكان من المكثرين في الحديث الحافظين للسنن.

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن: النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وعليّ - عليه السّلام، وفاطمة الزهراء « عليها السّلام »، ومعاذ بن جبل، وعلي بن الحسين السجاد « عليهما السلام »، ومحمد بن علي الباقر « عليهما السلام »، وآخرين.
روى عنه: سالم بن أبي الجعد، وأبو حمزة الثمالي، وعطاء بن أبي رباح، وأبو الزبير، و سعيد بن المسيب، وآخرون.
وقد وقع في الكتب الأَربعة في اسناد عدة من الروايات عن الرسول والأَئمّة - عليهم السلام تبلغ أكثر من تسعة وعشرين مورداً[٢]

جابر وأهل البيت(ع)

شهد وقعة صفين مع الإمام علی - عليه السّلام وكان منقطعاً إلى أهل البيت (عليهم السلام) حيث عُدّ من أصحاب عليّ والحسن والحسين والسجاد والباقر « عليهم السلام »، وهو الذي أخبره رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بأنّه سيبقى حتى يرى رجلًا من ولده، اسمه محمد يبقر العلم بقراً، وأمره أن يقرئه السلام[٣] قال ابن الأثير: في هذه السنة (سنة 40 هـ) بعث معاوية بُسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف، فسار حتى قدم المدينة إلى أن قال: فأرسل إلى بني سلمة فقال: واللَّه ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد اللَّه! فانطلق جابر إلى أُمّ سلمة زوج النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فقال لها: ما ذا ترين؟ إنّ هذه بيعة ضلالة وقد خشيتُ أن أُقتل.
قالت: أرى أن تبايع، فأتاه جابر فبايعه[٤] وعن سهل الساعدي، قال: كنّا بمنى فجعلنا نُخبر جابر بن عبد اللَّه، ما نرى من إظهار قُطف الخزّ والوشي يعني السلطان وما يصنعون فقال: ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتى لا أسمع من حديثهم شيئاً ولا أبصره.

فتاواه في مسجد المدينة

وكان جابر يفتي بالمدينة، وله حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم، وكان من أجلَّاء المفسرين، وكُفّ بصره في آخر عمره.

جابر وحديث الغدير

وهو أحد رواة حديث الغدير من الصحابة [٥] أورد له الشيخ الطوسي في « الخلاف » إحدى عشرة فتوى منها: القهقهة لا تنقض الوضوء سواء كانت في الصلاة أو في غيرها.
رُوي عن جابر انّ النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) سافر في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت راحلته تهيم به تحت الشجرة، فأُخبر النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بأمره، فأمره أن يفطر، ثم دعا النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بإناء فوضعه على يده ثم شرب والناس ينظرون[٦]

وفاته

توفي جابر - سنة ثمان وسبعين، وقيل: - أربع وسبعين، وقيل غير ذلك، وهو يومئذ ابن أربع وتسعين فيما قيل، وكان آخر من شهد العقبة الثانية موتاً. وهو أوّل من زار قبر الحسين - عليه السّلام، فقد ورد كربلاء بصحبة التابعي عطية بن سعد العوفي، في العشرين من صفر، بعد مُضيّ أربعين يوماً على استشهاده ( عليه السّلام ).
روي أنّه لما دنا من القبر، خرّ مغشيّاً عليه، فلما أفاق، قال: يا حسين، ثلاثاً، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال: وأنّى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك، وفُرّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين،..، وخامس أصحاب الكساء. [٧]

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى (ابن سعد (2- 372، المحبر 298، التأريخ الكبير 2- 207، المعارف 173، الجرح و التعديل 2- 492، رجال الكشي 40، مشاهير علماء الامصار 30 برقم 25، الثقات (ابن حبّان (3- 51، المعجم الكبير للطبراني 2- 180 برقم 188، سنن الدارقطني 1- 83، المستدرك للحاكم 3- 564، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 46 برقم 12، جمهرة أنساب العرب 359، السنن الكبرى للبيهقي 1- 56، الخلاف للطوسي 1- 78، الإستيعاب 1- 222) ذيل الاصابة)، المغني و الشرح الكبير 1- 107، أُسد الغابة 1- 256، الكامل في التأريخ 4- 447، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 142، تهذيب الكمال 4- 443، سير أعلام النبلاء 3- 189، تذكرة الحفّاظ 1- 43، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 78 ه (377، الوافي بالوفيات 11- 27 برقم 45، مرآة الجنان 1- 158، الجواهر المضيئة 2- 415، النجوم الزاهرة 1- 198، الاصابة 1- 214، تهذيب التهذيب 2- 42، تقريب التهذيب 1- 122، شذرات الذهب 1- 84، ذخائر المواريث 1- 28، تنقيح المقال 1- 199، أعيان الشيعة 4- 45، معجم رجال الحديث 4- 11 برقم 2018، قاموس الرجال 2- 310.
  2. وقع بعنوان (جابر بن عبد اللّه) في اسناد أحد عشر مورداً، و بعنوان (جابر بن عبد اللّه الانصاري) في اسناد سبعة عشر مورداً، و بعنوان (جابر الانصاري) في اسناد رواية واحدة، كما وقع بعنوان (جابر) في اسناد روايات أُخرى. انظر «معجم رجال الحديث».
  3. انظر مختصر تاريخ دمشق لابن منظور: 23- 78 ترجمة محمد بن علي الباقر، و فيه قول جابر: يا محمد إنّ رسول اللّه ص يقرأ عليك السلام.
  4. الكامل في التأريخ: 3- 383 حوادث سنة أربعين.
  5. الغدير: 1- 21.
  6. المستدرك على الصحيحين للحاكم: 1- 433 كتاب الصوم. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه. و أورده الذهبي في تلخيصه.
  7. منتهى الآمال لعباس القميّ: 1 788- 786.