الليونز

من ویکي‌وحدت

الليونز: مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في العالم الإسلامي. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه، وعضويته، وهيكله التنظيمي، وأفكاره ومعتقداته، وشخصيّاته، وجذوره الفكرية والعقائدية، وانتشاره ومواقع نفوذه.

شعار الليونز

تمهيد

المذاهب جمع مذهب، وهو: ما يذهب إليه الشخص ويعتقده صواباً ويدين به، سواء أكان ما يذهب إليه صواباً في نفس الأمر أم كان خطأً.. ومعنى هذا أنّ المذاهب تختلف باختلاف مصادرها وباختلاف مفاهيم الناس لها من دينية وغير دينية وما يتبع ذلك من اختلاف في فنونها من فقهية أو لغوية أو رياضية أو علوم عقلية تجريبية أو فلسفات أو غير ذلك.

ويجب معرفة أنّه لا يخلو إنسان أو مجتمع من مذهب يسير بموجبه مهما اختلفت الحضارة أو العقلية للشخص أو المجتمع تمشياً مع سنّة الحياة ومع ما جبل عليه الإنسان الذي ميّزه الله عن بقية الحيوانات بالعقل والتفكير وحبّ التنظيم والسيطرة على ما حوله وابتكار المناهج التي يسير عليها إلى آخر الغرائز التي امتاز بها الإنسان العاقل المفكّر عن غيره من سكّان هذه المعمورة.

وقيل لها: مذاهب فكرية، نسبةً إلى الفكر الذي تميّز به الإنسان عن بقية المخلوقات التي تشاركه الوجود في الأرض، ويعرّف بأّنه صنعة العقل الإنساني ومسرح نشاطه الذهني وعطاؤه الفكري فيما يعرض له من قضايا الوجود والحياة، سواء أكان صواباً أم خطأً.

وقد نسبت المذاهب إلى الفكر؛ لأنّها جاءت من ذلك المصدر (وهو الفكر)، أي: أنّها لم تستند في وجودها على الوحي الإلهي أصلاً أو استعانت به وبما توصّل إليه الفكر من نتائج جاءته إمّا عن طريق الوحي أو التجارب أو أقوال من سبق أو أفعالهم، وقد تكون تلك النتائج صحيحة وقد تكون خاطئة في نفس الأمر. وأمّا بالنسبة إلى استنادها إلى الوحي فقد لا يكون ذلك، بل ربّما كانت تلك الأفكار محاربة له فتنسب إلى مؤسّسيها، فيقال: الفكر الماركسي أو الفكر الفلسفي اليوناني أو غير ذلك من الأفكار التي تنسب إمّاإلى شخصيات مؤسّسيها أو إلى بلدانهم أو إلى اتّجاهاتهم وغير ذلك.

ومن هنا يتّضح أنّه إذا أطلق لفظ الفكر فإنّ المراد به هو ما يصدر عن العقل من شتّى المفاهيم والمبتكرات الدينية أو الدنيوية.

ومن هنا سمّيت مذاهب فكرية نسبةً إلى المذهب الذي تنسب إليه كلّ طائفة، ونسبةً كذلك إلى أفكارها التي تعتنقها مبتكرة لها أو مقلّدة.

التعريف

الليونز: مجموعة نواد ذات طابع خيري اجتماعي في الظاهر، لكنّها لا تعدو أن تكون واحدة من المنظّمات العالمية التابعة للماسونية التي تديرها أصابع يهودية بغية إفساد العالم وإحكام السيطرة عليه.

التأسيس وأبرز الشخصيات

في صيف 1915م دعا مؤسّس هذه النوادي (ملفن جونس) إلى فكرة إنشاء نواد تضمّ رجال الأعمال من مختلف أنحاء الولايات المتّحدة، وكان أوّل نادٍ تأسّس من هذا النوع في مدينة سانت أنطونيو ـ تكساس.

في مايو 1917م ظهرت المنظّمة العالمية لنوادي الليونز إلى الوجود، وقد عقدت اجتماعها الأوّل في شيكاغو، حيث أقدم نوادي الروتاري هناك.

يعتقد بعض الدارسين أنّ هذا النادي تابع لنوادي (بناي برث)، أي: (أبناء العهد) الذي تأسّس عام 1834م في مدينة نيويورك.

بصورة عامّة، فإنّ هذه النوادي جميعاً تتّبع بشكل أو بآخر منظّمة البنّائين الأحرار (الماسون).

لقد أنشئ نادي الليونز ليكون بديلاً عن النوادي السابقة في حالات انكشافها أو اضطهادها؛ لما يتمتّع به من مظهر اجتماعي إصلاحي خيري.

الأفكار والمعتقدات

إنّ اسمهم: (الليونز)- أي: (الأسود)- إنّما يرمز إلى القوّة والجرأة، وحروف الكلمة بالإنجليزية (Lions) كلّ منها يرمز لمعنى عندهم. تنهى كسائر النوادي الماسونية عن المجادلة في الأمور السياسية والعقائدية الدينية.

وتتظاهر بالعمل في الميادين التالية:

ـ الدعوة إلى الإخاء والحرّية والمساواة.

ـ الخدمات العلمية والثقافية.

ـ تشجيع تبادل الزيارات والرحلات واللقاءات.

ـ نشر معاني الخير والتعاون بين الشعوب.

ـ تنمية روح الصداقة بين الأفراد بعيداً عن الروابط العقدية.

ـ الاهتمام بالرفاهية الاجتماعية.

ـ العمل على نشر المعرفة بكلّ الوسائل الممكنة.

ـ مساعدة المكفوفين والخدمات الاجتماعية الأخرى.

ـ تخفيف متاعب الحياة اليومية عن المواطنين.

ـ تقديم الخدمات إلى البيئة المحلّية.

ـ إقامة المسابقات الترفيهية، وتشجيع اللقاءات، وتبادل الزيارات والرحلات.

ـ دعم المشروعات الخيرية.

ـ دعم مشاريع الأمم المتّحدة.

العضوية

شروط العضوية في هذه النوادي لا تختلف كثيراً عن شروط العضوية في نوادي الماسونية والروتاري، لكنّها تمتاز عن النوادي الماسونية بأنّه يجوز لديهم بأن يمثّل المهنة الواحدة أكثر من عضوين.

لا يستطيع أيّ شخص أن يقدّم طلب انتساب إليها، إنّما هم الذين يرشّحونه ويعرضون عليه ذلك إذا رأوا مصلحة لهم فيه.

يشترط أن يكون العضو من رجال الأعمال الناجحين، كما يشترط أن يكون مكان عمل العضو في ذات المنطقة التي فيها النادي. يفرض على كلّ عضو أن يحقّق نسبة حضور في الاجتماعات الأسبوعية لا تقلّ عن 60% سنوياً.

ويمنعون منعاً باتّاً دخول العقائديّين وذوي الغيرة الوطنية الشديدة، ويجتذبون الشباب والشابّات بغية المحافظة على أدنى مستوى ممكن من الأعمار الشابّة للمحافظة على حيوية النادي الدائمة فضلاً عن سهولة التأثير. كما يجتذبون السيّدات من زوجات كبار المسؤولين، ويسند إليهنّ مهمّة الاتّصال بالشخصيات الكبيرة، ولهنّ نوادٍ بهنَّ تسمّى: نوادي سيّدات الليونز.

الهيكل التنظيمي

تتشابه أندية الليونز مع أندية الروتاري في وضع نظام شبه جغرافي يقسّم العالم إلى عدد من التكتّلات حسب كثافة انتشار الأندية، ولكلّ تكتّل رقم خاصّ. ويتكوّن التكتّل الواحد من دولة أو عدد من الدول، ويسمّى: بالمنطقة أو المحافظة رقم كذا. وترتبط رئاسة كلّ منطقة من المناطق على مستوى العالم مباشرة بالمركز العامّ، وتقع مجموعة الدول العربية في المنطقة 352.

يتكون كلّ نادٍ من: رئيس، نائب رئيس أو أكثر، سكرتير، وأمين صندوق، مجلس إدارة مؤلّف من (12) عضواً على أن يكون بينهم شخص أو اثنان من رؤساء النادي السابقين بهدف إحكام القبضة على المجلس كي لا ينحرف في أيّ مسار لا يريدونه لناديهم، لجان متنوّعة تشكّل من قبل المجلس لتشمل الأنظمة المختلفة.

خطورة هذه النوادي

إنّ نشاطات الليونز الخيرية الظاهرية مصيدة تخفي وراءها أهدافها الحقيقية، فأصحابها يتّسمون بالتخطيط الدقيق، ويعملون على أساس من السرّية في جمع المعلومات، ويتعرّفون على أسرار المهن من خلال لقاءاتهم، ممّا يعطيهم قدرة على التحكّم في السوق المحلّية، كما يعينهم على التدخّل في الشؤون الاقتصادية للبلد، وهم يجمعون المعلومات المتعلّقة بالشؤون السياسية والدينية للبلد الذي يعملون فوق أرضه، ويرسلونها إلى مركز المنظّمة العالمي التي تقوم بتحليلها ووضع الخطط اللازمة والمناسبة حيالها. إنّهم يُقَسِّمون المنطقة التي يعملون فيها، ومن ثمّ يجب أن يغطّي كلّ قسم بنشاطه القطاع المتعلّق به. وهناك غموض شديد يكتنف أسرارهم ومواردهم ووسائلهم.. تضرب مجالس إدارات مناطق الليونز إجراءات أمن مشدّدة حولها، ويردّدون دائماً شعار: (الدين لله والوطن للجميع). الإسلام لديهم يقف على قدم المساواة مع الديانات الأخرى سماوية كانت أم بشرية.. هذا من حيث الظاهر، أمّا الحقيقة فإنّهم يكيدون له أكثر ممّا يكيدون لسواه. يركّزون في دعواتهم ومحاضراتهم على إبراز مكانة معيّنة لإسرائيل وشعبها، كما يقومون بزراعة أفكار صهيونية في عقول أعضائها. لقد عقدوا دورة في نوادي ليونز مصر الجديدة بالقاهرة للحديث عن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. إنّهم يقيمون حفلات مختلطة ماجنة راقصة تحت شعار: (الحفلات الخيرية).

لقد أصدر المجمع الفقهي في دورته الأولى المنعقدة في مكّة المكرّمة بتاريخ 10/ رمضان/ 1398هـ قراراً بَيَّنَ فيه أنّ مبادئ حركات الماسونية والليونز والروتاري تتناقض كليّاً مع مبادئ وقواعد الإسلام.

الجذور الفكرية والعقائدية

إنّ نوادي الليونز لا تخرج عن الدائرة الماسونية التي تتبع لها، فالجذور إذاً واحدة. إنّها تدعو إلى فكرة الرابطة الإنسانية وإزالة العوائق بين البشر، وهي تستمدّ جوهرها الحقيقي من الفكر الصهيوني.

الانتشار ومواقع النفوذ

لهذه المنظّمة نوادٍ في أمريكا وأوروبّا وفي كثير من بلدان العالم. وادّعت نوادي الليونز في أوائل عام 1970م بأنّ عدد أعضائها يزيد عن (934.000) عضو موزّعين في (146) بلداً. مركزها الرئيسي الحالي هو في أوك بروك بولاية الينوي في الولايات المتّحدة الأمريكية.

نوادي الليونز والروتاري نشطت في مصر بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل. إنّها تتّخذ من الفنادق الضخمة مراكز لها، كفندق السلام بمصر الجديدة، وفندق هيلتون وشبرد وشيراتون.

إنّها ترصد مبالغ ضخمة كجوائز تقدّم خلال حفلات تنمية الصداقة وحفلات الاهتمام ببعض المشروعات، ممّا يضع إشارة استفهام حول طبيعة الموارد المالية.

الخلاصة

إنّ الليونز لافتة جديدة للماسونية لجأ اليهود إليها عندما أغلقت المحافل الماسونية. والحقيقة أنّ ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ومع الأسف فإنّها تباشر نشاطها في كثير من البلاد الإسلامية، مثل: مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والبحرين، والمغرب، وتونس، والعراق. وهم يعرضون أحياناً بعض ما يسمّونه نشاطاً اجتماعيّاً، ويدّعون أنّهم يريدون به للمجتمع أن ينمو وفق نظام هندسي دقيق تذوب فيه النعرات القومية والعصبيات الجنسية والاختلافات الدينية، والحقيقة التي يجب ألّا تخفى على مسلم هي أنّهم جماعة مشبوهة، ويكتنفها الريب والشكوك، ويكفي أنّها مدعومة من جهات خارجية غير معلومة.

مراجع للتوسّع

ـ (شهادات ماسونية)، حسين عمر حماده ـ دار قتيبة بدمشق ـ ط 1 ـ 1400هـ/1980م.

ـ (حقيقة نوادي الروتاري)، جمعية الإصلاح الاجتماعي ـ ط 2 ـ 1394هـ/1974م.

ـ (الماسونية في العراء)، الشيخ محمّد علي الزغبي.

ـ (أسرار الماسونية)، جواد رفعت أتلخان.

ـ (خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية)، عبد الله التلّ.

ـ (جذور البلاء)، عبد الله التلّ.

ـ (الماسونية)، محمّد صفوت السقا وسعدي أوجيب ـ إصدار: رابطة العالم الإسلامي ـ مكّة المكرّمة ـ طـ 2 ـ 1402هـ.

ـ (الماسونية والصهيونية والشيوعية)، د. صابر عبد الرحمن طعيمة ـ دار الفكر العربي بالقاهرة ـ طـ 1 ـ 1978م.

ـ (المثّلث 352..أندية ليونز الماسونية في مصر )، أبو إسلام أحمد عبد الله ـ بيت الحكمة ـ القاهرة.

ـ (مجلّة الجندي المسلم)، السنة الحادية عشر ـ العدد 34 ـ ذو الحجّة 1404هـ/1984م.

ـ (جريدة الأخبار القاهرية)، بتاريخ 27/1/1984م.

ـ (لائحة النظام الأساسي للجمعية العالمية لأندية الليونز).

ـ (الموسوعة البريطانية)، طبعة 1974م، مجلّد 4 ـ صفحة 302 ـ في الحديث عن الماسونية (البنّاؤون الأحرار).

ـ المراجع الأجنبية: Encyclopaedia Britannica, Nol, V.p. 385, 1974.

المصدر

المقالة مقتبسة مع تعديلات من الموقع التالي:

www.dorar.net