أبو مسلم الخراساني
| أبو مسلم الخراساني | |
|---|---|
![]() | |
| الإسم | بهزادان پور ونداد هرمزد |
| سائر الأسماء | امیر آلمحمد، صاحب الدعوة امین آل محمد، امیر آل محمد، صاحب الدولة العباسیة |
| التفاصيل الذاتية | |
| مكان الولادة | إصفهان، ايران |
| مكان الوفاة | بغداد |
| الدين | الإسلام |
| النشاطات | داعي بني العباس، قائد الثورة ضد بني أمية |
عبد الرحمن بن مسلم المعروف بـ أبو مسلم الخراساني هو أحد أعظم القادة العباسيين في بداية الخلافة لهم، ويعتبر من الأركان الأساسية في تمكينهم. وُلد في السنة 100 هجري في قرية قريبة من أصفهان.
في شبابه، التقى بإبراهيم العباسي الذي كان يسعى للإطاحة بـ الأمويين وإقامة خلافة جديدة، وبعد أن أظهر مهارته وكفاءته وولاءه، كُلّف من قبل إبراهيم بالذهاب إلى خراسان ودعوة الناس علنًا إلى إبراهيم ونهضته والثورة ضد الأمويين.
وصل إلى سن الرشد في الكوفة، وفي التاسعة عشر من عمره انضم إلى رفاق إبراهيم الإمام (ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب). بعد العديد من الحروب والمعارك، قُتل في عام 137 هـ في زمن خلافة المنصور الدوانيقي. أبو مسلم هو شخصية غامضة في تاريخ الإسلام، حيث انتشرت تعابير متناقضة عنه عبر العصور والحكومات المختلفة.
نبذة عن حياة أبو مسلم الخراساني
عبد الرحمن بن مسلم (أو عثمان) بن يسار بن شذوس بن جودرن من أبناء بزرگمهر بن بختكان، المعروف بـ أبو مسلم الخراساني وُلِد في عام 100 هـ في أصفهان وبلغ سن الرشد في الكوفة[١]. انضم في التاسعة عشر من عمره إلى خدمة إبراهيم الإمام (ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب)[٢]. وقد رأى فيه آثار الذكاء والحنكة، فبذل جهده في احترامه واقترح عليه أن يختار اسمًا وكنية أخرى، فاختار اسم وكنية عبد الرحمن وأبو مسلم[٣].
وقد ذُكر أن اسم والده قبل إسلامه كان بنداذ هرمز واسم نفسه كان «بهزادان»[٤].
قُتل أبو مسلم في عام 137 هـ، في زمن خلافة المنصور الدوانيقي (الدوانيقي) عندما زاره، حيث هاجمه رجال بإشارة الخليفة من خلف الستار وطعنه بخنجر[٥].
كان لأبو مسلم الدور الأكبر في إسقاط الأمويين وصعود العباسيين. حاول العديد من الأشخاص إسقاط الدولة الأموية وجمعوا جيوشًا كبيرة، لكنهم في النهاية فشلوا.
عين «إبراهيم الإمام»، الذي كان أحد الثوار، أبو مسلم قائدًا لجنوده، وأرسله في عام 124 هـ لأخذ البيعة في خراسان. في البداية، أخذ البيعة سرًا لصالح بني العباس. في عام 128 هـ، كتب إبراهيم الإمام رسائل إلى أتباعه في خراسان، وبموجب تلك الرسائل، وضع أرض خراسان رسميًا تحت قيادة أبو مسلم، وأكد على استقلاله التام في الأمور المتعلقة بالحكم والبيعة، واستمر أبو مسلم في أخذ البيعة سرًا[٦].
كان أبو مسلم بارعًا في الفصاحة والبلاغة، ومتمكنًا من اللغتين الفارسية والعربية[٧]. عندما سُئل كيف وصل إلى هذا المنصب، أجاب: «لم أؤجل عمل اليوم إلى الغد»[٨]. بعد وفاة أبو مسلم، ادعى أتباعه أنه لم يمت. وكان هؤلاء يُعرفون بـ المسلمية، وكانوا يعتبرونه إمامًا[٩].
شخصية أبو مسلم الخراساني الغامضة في التاريخ
توجد تقارير متناقضة حول شخصية أبو مسلم عبر العصور والحكومات المختلفة، بما في ذلك أن بعض المصادر تُسميه أمين آل محمد[١٠]! على الرغم من أن سقوط الأمويين كان بفضل جهود أبو مسلم، إلا أنه في النهاية انحاز إلى العباسيين، الذين بعد أن استولوا على الأمور، قتلوه وكذلك الأئمة المعصومين!
كما قام بقتل عدد كبير من الناس في خراسان والمناطق الأخرى، وحتى قمع ثورة الشيعي شریک بن شیخ وقتل هو وأصحابه[١١]. قُتل أحد أحفاد جعفر بن أبي طالب، وهو عبدالله بن معاوية، بسبب كونه منافسًا للعباسيين، على يد أبو مسلم[١٢]. ومع أنه أنزل جسد يحيى بن زيد العلوي الذي قتله الأمويون وأعدموه، واحترم جسده، إلا أنه قتل العديد من قاتليه[١٣].
ومع ذلك، خلال فترة الدعوة، إذا كان هناك رجل علوي يقوم بثورة ضد الأمويين ويحقق انتصارات، ويشكل خطرًا على مستقبل العباسيين، لم يتردد في قمعهم. على سبيل المثال؛ عبدالله بن معاوية العلوي الذي قام بثورة في أواخر أيام الأمويين واستولى على بعض مدن الجبال وفارس، تم القبض عليه وأُعدم بناءً على أوامر أبو مسلم[١٤].
وجهة نظر الشهيد مطهري حول أبو مسلم الخراساني
لذا، يعتقد بعض المفكرين المعاصرين (الشهيد مطهري): «بالطبع، أبو مسلم قائد بارع جدًا، بمعنى سياسي، لكنه كان إنسانًا سيئًا للغاية؛ أي أنه كان شخصًا لم يعرف شيئًا عن الإنسانية. أبو مسلم يشبه حجاج بن يوسف... يُقال إن أبو مسلم قتل ستمائة ألف شخص. لأقل سبب، كان يقتل حتى أقرب أصدقائه، ولم يكن لديه أي اعتبارات حول ما إذا كان هذا إيرانيًا أو عربيًا ليقال إن لديه تعصبًا قوميًا[١٥]».
أنشطة أبو مسلم الخراساني
تم إرساله كقائد لدعاة العباسيين إلى خراسان في عام 128 هـ، وفي العام التالي قاد ثورة السوداء في خراسان، واستطاع استغلال الإمكانيات المتاحة في شرق العالم الإسلامي، وجمع معارضيه الأمويين، وهزمهم وأقام العباسيين في الحكم. كان دوره في دعوة العباسيين بحيث أُطلق عليه لقب «أمير آل محمد»[١٦].
كان لأبو مسلم دور بارز في تثبيت خلافة أبو العباس السفاح (132-136 هـ) خلال فترة حكمه التي استمرت أربع سنوات. ومن بين ذلك قتل أبو سلمة خلال (المعروف بوزير آل محمد) في الكوفة بناءً على أمر السفاح، وكذلك المعركة مع عبد الله بن علي عبد الله بن عباس عمّ هذين الخليفتين الذي ادعى الخلافة في الشام[١٧].
الأنشطة في الحجاز
تضمنت أنشطته في الحجاز ومسار الحج:
يُقال إنه عندما وصل إلى الحرم، دخل حافي القدمين، وكلف أشخاصًا في المسعى لتقديم الشراب للناس الذين يسعون[١٩].
الإمام الصادق وثورة أبو مسلم الخراساني
لم تكن العلاقات بين الإمام الصادق (عليه السلام) وأبو مسلم جيدة، بل ذُكر أن الإمام أحرق رسالة دعوته للتعاون[٢٠].
الإمام الصادق (عليه السلام) لم يوافق على مشاركة الشيعة في ثورة أبو مسلم. أرسل على الأقل رسالتين إلى الإمام، كتب فيهما: «لدي ألف مقاتل في تصرفي وأنتظر أمرك!» و«أدعو الناس إلى حب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، لا يوجد أحد أفضل منك للخلافة!». لكن الإمام الصادق (عليه السلام) أجاب: «لا أنت من أصدقائي، ولا هذا الوقت هو وقتي![٢١]».
من الواضح أن الإمام الصادق (عليه السلام) لم يرد عليه، وكان رد فعل الإمام تجاه هذه الحركة هو الحذر وعدم الموافقة على مضمون الدعوة[٢٢].
في قول آخر من الإمام، ذُكر نفس الأمر؛ في الوقت الذي كانت فيه رايات أبو مسلم السوداء مرفوعة، ولم يكن العباسيون قد وصلوا بعد إلى الخلافة، أُحضر رسائل من عبد السلام بن نعيم وسدير وعدد آخر إلى الإمام الصادق (عليه السلام). كتبوا: نحن نرى الوضع مناسبًا لخلافتك. ما رأيك؟ رمى الإمام الصادق (عليه السلام) الرسائل على الأرض وقال: «يا للأسف! أنا الإمام وقائدهم (أبو مسلم وأتباعه) لست[٢٣]».
كما أن أبو سلمة، أحد قادة ثورة بني العباس، الذي كان قد أصيب بالإحباط من الإمام الصادق (عليه السلام) وفقًا للأوامر، ذهب إلى منزل عبد الله المحض من أبناء أهل البيت، وسلم له الرسالة الثانية. فرح عبد الله، وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى الإمام الصادق (عليه السلام). قال عبد الله للإمام الصادق (عليه السلام): كتب أبو سلمة أن جميع الشيعة في خراسان مستعدون للثورة وطلب مني قبول الخلافة. فقال الإمام الصادق (عليه السلام) لعبد الله: «متى كان أهل خراسان شيعة لك؟ هل أرسلت أبو مسلم إلى هناك؟ هل أمرتهم بارتداء الملابس السوداء؟ هل هؤلاء الذين جاءوا لدعم بني العباس من خراسان قد جلبتهم إلى هنا؟ هل تعرف أيًا منهم[٢٤]؟».
الهوامش
- ↑ ابن عساكر، علي بن حسن، تاريخ مدينة دمشق، ج 35، ص 410-408، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1415 هـ؛ ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج 3، ص 145، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى؛ صفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج 18، ص 271، بيروت، دار النشر فرانز شتاينر، الطبعة الثانية، 1401 هـ؛ قدیانی، عباس، فرهنگ جامع تاریخ ایران، ج 1، ص 79، طهران، آرون، الطبعة السادسة، 1387 ش
- ↑ ابن الأثير الجزري، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، ج 5، ص 254، بيروت، دار صادر، 1385 هـ
- ↑ ابن الأثير الجزري، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، ج 5، ص 254، بيروت، دار صادر، 1385 هـ
- ↑ ياقوت الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء، ج 4، ص 1753، بيروت، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1993 م
- ↑ تاريخ مدينة دمشق، ج 35، ص 424
- ↑ الكامل، ج 5، ص 255 – 258
- ↑ الوافي بالوفيات، ج 18، ص 271
- ↑ فرهنگ جامع تاریخ ایران، ج 1، ص 79
- ↑ فرهنگ جامع تاریخ ایران، ج 1، ص 79؛ مشکور، محمد جواد، فرهنگ فرق اسلامی، ص 19، مشهد، آستان قدس رضوی، الطبعة الثانية، 1372 ش
- ↑ الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري)، ج 7، ص 450، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1387 هـ؛ النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 22، ص 55، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، الطبعة الأولى، 1423 هـ
- ↑ ابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، ج 10، ص 56، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ
- ↑ تاريخ مدينة دمشق، ج 33، ص 213
- ↑ ابن عماد، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 109، دمشق، دار ابن كثير، الطبعة الأولى، 1406 هـ
- ↑ زرکلی، خير الدين، الأعلام، ج 4، ص 139، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الثامنة، 1989 م؛ تاريخ مدينة دمشق، ج 33، ص 213
- ↑ مطهري، مرتضى، مجموعة آثار، ج 18، ص 55، طهران، صدرا
- ↑ ابن كثير، 1407، ج 10، ص 54؛ ابن خلدون، 1408، ج 3، ص 222
- ↑ اليعقوبي، 1415، ج 2، ص 356-357
- ↑ جزيري، 1966، ج 2، ص 375
- ↑ جزيري، 1966، ص 209
- ↑ فيما يتعلق بعلاقات الإمام الصادق (عليه السلام) وأبو مسلم، انظر: الطوسي، نصير الدين، تلخيص المحصل، ص 415، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الثانية، 1405 هـ؛ شهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، ج 1، ص 179، قم، الشريف الرضي، الطبعة الثالثة، 1364 ش؛ ابن شهر آشوب مازندراني، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب (عليه السلام)، ج 4، ص 229، قم، علامة، الطبعة الأولى، 1379 هـ
- ↑ فخر الرازي، محمد بن عمر، المحصل، ص 591، القاهرة، مكتبة دار التراث، الطبعة الأولى، 1411 هـ
- ↑ جعفريان، رسول، الحياة الفكرية والسياسية للأئمة، ص 367، قم، أنصاريان، الطبعة السادسة، 1381 ش
- ↑ الكافي، محمد بن يعقوب، ج 8، ص 331، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407 هـ
- ↑ المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج 3، ص 254، قم، دار الهجرة، الطبعة الثانية، 1409 هـ
