انتقل إلى المحتوى

أبوالخطاب

من ویکي‌وحدت
أبوالخطاب
الإسمأبوالخطاب
الإسم الکاملأبو الخطاب محمد بن أبي زينب (أو محمد بن أبي ثور أو محمد بن أبي يزيد) مقلاص الأسدي
سائر الأسماءأبو الخطاب، أبو إسماعيل، أبو الطيبات (أو أبو الظيبات، أبو الظيبان)، براد، أجدع
التفاصيل الذاتية
مكان الولادةالكوفة
الوفاة۱۳۸ ق، ١٣٤ ش، ٧٥٥ م
مكان الوفاةالكوفة
الدينالإسلام، الشيعة
النشاطاتمؤسس فرقة الغلاة الخطابية

أبوالخطاب لقب محمد بن أبي زينب مقلاص الأسدي. ينسب إليه فرقة الغلاة الخطابية. يُذكر كأحد مؤسسي الإسماعيلية وأيضًا ضمن مراتب الأبواب في التسلسل المقدس لـالنصيرية. في بعض المصادر يُشار إليه بلقب أبو إسماعيل، مما دفع بعضهم إلى اعتباره الأب الروحي لإسماعيل بن جعفر. كان من قبيلة بني أسد ومقيمًا في الكوفة. وفقًا لما نقل عن ثقة الإسلام الكليني في الفروع الكافي، كان أبو الخطاب قبل انحرافه من الغلاة من أصحاب جعفر بن محمد الصادق، وكان ينقل أسئلة أصحاب الإمام الصادق من الكوفة إلى المدينة، ويرد عليهم بأجوبة الإمام ويرسلها للأصحاب. وقد رفض الإمام الصادق (عليه السلام) بشدة أفكار الغلو التي تبناها أبو الخطاب، ولعنه في مواقف متعددة، وذكره بأوصاف مثل كافر، مشرك، وعدو الله، وقد ورد في الأحاديث أنه كان يكذب على الإمام الصادق، ويتلاعب بكتب أصحاب الإمام، ويختلق أحاديث منسوبة للإمام الصادق ويضعها في تلك الكتب. ولهذا السبب، كان بعض الأصحاب يعرضون كتبهم على الإمام ليتحقق من صحة الأحاديث، وربما من هنا نشأت عادة عرض الكتب والعقائد على الإمام ليفصل الصحيح من غيره وينقح العقائد.

اسم وكنية أبو الخطاب

اسمه محمد بن مقلاص بن أبي زينب الأسدي الكوفي (من موالي بني أسد). ذكر علامة حلي في «خلاصة الأقوال» اسمه مقلاص[١]. كما أشار السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله سبحاني، فإن اسمه ليس مقلاص، بل هو اسم والده، واسمه الحقيقي محمد[٢]. وقد سجلت العديد من المصادر اسم والده مقلاص بحرف الصاد، بينما في رجال الطوسي جاء بحرف السين[٣]، وذكر ابن داود في رجاله نفس الأمر[٤]. في بعض المصادر ذُكرت ألقاب مثل أجدع، بزاز (بائع الأقمشة)، زراد (صانع الدروع)، وبراد (بائع برد) بعد اسمه، وهذه الألقاب تدل غالبًا على مهنته ومكانته الاجتماعية. إلى جانب كنيته أبو الخطاب، ذُكر له كنيتان أخريان هما أبو إسماعيل[٥] وأبو الظبيان[٦].

شخصية أبو الخطاب قبل الانحراف

كان أبو الخطاب في البداية من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)[٧]، وكان ذا مكانة واعتبار عالٍ[٨]، حتى أن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) مدحوه أحيانًا. قال ابن غضائري: «حدثنا أبو الخطاب في أيام استقامته»، وهذا يدل على أنه كان على طريق الهداية لفترة[٩]. وفي أحاديث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ذُكر إيمانه المؤقت، مما يدل على أنه لم يكن منحرفًا في بداياته[١٠]. تشير المصادر إلى أنه قبل التعبير عن معتقداته الغالية، كان ينقل أسئلة بعض الشيعة من الكوفة للإمام الصادق (عليه السلام) ويعيد لهم أجوبة الإمام. قال علي بن عقبة: «كان أبو الخطاب قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحابنا ويجيب بجواباتها»[١١].

ورُوي عن ابن أبي عمير أن الشيعة لما حدث لهم ما حدث مع أبو الخطاب، جاءوا إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وطلبوا منه أن يعين لهم شخصًا يستعينون به في أمور الدين والأحكام الشرعية[١٢]. من هذا يظهر أن الإمام الصادق (عليه السلام) قد عَيّن أبو الخطاب قبل انحرافه كمعتمد للشيعة لطرح أسئلتهم عليه. وفقًا لرواية أخرى، فإن حمران بن أعين في سؤال طرحه على الإمام الصادق (عليه السلام) قد وصفه بالموثوق[١٣]. كما وصفه القاضي نعمان المغربي (قبل انحرافه) بأنه من دعاة الإمام الصادق (عليه السلام)[١٤].

وفقًا لما نقله علامة مجلسي، نقل الشيعة عنه العديد من الروايات[١٥]. والسؤال المطروح هو هل تُقبل روايات أبو الخطاب قبل انحرافه، أي في زمن استقامته، أم لا؟ ابن غضائري لا يقبل هذه الروايات[١٦]. وذكر العلامة حلي في «خلاصة الأقوال» رأي ابن غضائري مع الإشارة إلى غلو أبو الخطاب ولعنه، دون إضافة شيء[١٧]. لكن الشيخ الطوسي قبل روايات أبو الخطاب قبل انحرافه[١٨]. وكتب علامة مجلسي، مع قبوله هذا الرأي، أن الروايات التي نقلت عنه أثناء انحرافه، إذا نقلها آخرون، تُقبل أيضًا[١٩]. كما استدل آية الله خوئي بكلام الشيخ الطوسي في «عدة الأصول» ليقول: «لذا، محمد بن أبي زينب قبل انحرافه موثوق به»[٢٠]. واستند في ذلك إلى روايات خاصة.

لا خلاف في قبول روايات أبو الخطاب قبل انحرافه، لكن يبدو أن تحديد أي من رواياته صدرت قبل انحرافه أمر صعب. قال بعضهم: «الحد الفاصل بين فترة استقامته وانحرافه غير معروف بدقة»[٢١]. ومن المؤكد أنه لم يكن منحرفًا في عهد الإمام باقر (عليه السلام) وبداية عهد الإمام الصادق (عليه السلام). لذا، إذا نقلت رواية في عهد الإمام باقر أو بداية عهد الإمام الصادق، أو ثبت أن رواية معينة نُقلت في فترة استقامته، فهي مقبولة.

بداية انحراف أبو الخطاب

وفقًا للمصادر، كان أبو الخطاب يربط نفسه بالإمام الصادق (عليه السلام) وأصحابه[٢٢]. وقبل إعلان معتقداته الغالية، كان يحاول في مجلس الإمام الصادق (عليه السلام) أن يوهم الناس بأن الإمام يخفي بعض الأسرار عن أصحابه، لكنه يطلع أبو الخطاب عليها. بعد ذكره وأقواله الغالية وأقوال غيره من المخادعين، قال ابن الأثير: «لقد نسبوا أنفسهم إلى شيعة آل محمد لكي يتمكنوا من تنفيذ أعمالهم وجذب العامة والاستيلاء على البلاد. تظاهروا بالزهد والتقوى والعبادة ليخدعوا الناس، مع أنهم كانوا على النقيض من ذلك»[٢٣].

روى معاوية بن حكيم عن جده: كنت في مجلس الإمام الصادق (عليه السلام) وكان أبو الخطاب حاضرًا، وعندما انصرف الجميع... كان أبو الخطاب يريد مني أن أغادر، لكن الإمام كان يقول: «له شغل معي». اقترب مرة من الإمام ولمس لحيته، ثم خرج. قال لي الإمام الصادق (عليه السلام): «يريد أبو الخطاب أن يقول إن الإمام يطلعني لكنه يخفي عنك؛ يريد أن يقول إنه أقرب إليّ. أخبر أصحابي بذلك»[٢٤]. هذه الرواية تدل على أن أبو الخطاب كان يحاول بتقريبه نفسه من الإمام الصادق (عليه السلام) خداع أصحابه وادعاء امتلاكه سر الإمام.

لا شك أن انحراف أبو الخطاب بدأ في زمن الإمام الصادق (عليه السلام). لذا، فإن الرواية التي نقلها صفار والكليني عن انحرافه في زمن الإمام الباقر (عليه السلام) غير صحيحة. فقد اعتبر الإمام الباقر (عليه السلام) سبب هلاك أبو الخطاب جهله بتأويل المحدث والنبي[٢٥].

أبو الخطاب والإسماعيلية

رغم أن بعض الكتاب اعتبروا الإسماعيلية هي نفسها الخطابية[٢٦]، إلا أن بعض الباحثين نفوا وجود ارتباط وثيق بين أبو الخطاب وإسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) وتأثير أبو الخطاب على إسماعيل[٢٧]. وذكرت مصادر أخرى علاقة فرقة الإسماعيلية بـعبد الله بن ميمون المعروف بـقداح. وفقًا لـابن نديم، الذي يعتبر مؤسس فرقة الإسماعيلية، كان هو ووالده من أتباع أبو الخطاب[٢٨]. وعلى الرغم من أن الكشي نقل أن الإمام الباقر (عليه السلام) قد كرمه[٢٩]، إلا أن بعض الباحثين أشاروا إلى دوره الفعال في نشر أفكار الخطابية، واعتبروه حلقة وصل بين الخطابية والإسماعيلية[٣٠]. ويرون أن جذور الإسماعيلية تعود إلى الخطابية، وذكروا ميمون بن ديصان وابنه عبد الله بن ميمون وتلميذه المشهور بـ«السنّ»[٣١].

قتل أبو الخطاب

في نهاية المطاف، في عهد منصور الخليفة العباسي (132-158 هـ) وفي سنة 138 هـ[٣٢]، ربما قرر القيام بثورة لنشر معتقداته أو تحقيق أهدافه السياسية. أعلن ثورته في مسجد الكوفة مع 70 من أتباعه، وأمر منصور باعتقاله بواسطة عيسى بن موسى، وكيل أبو جعفر منصور العباسي، فتم إعدامه شنقًا في الكنيسة بالكوفة[٣٣]. وذكر أن عيسى بن موسى أرسل مجموعة من أتباعه لاعتقاله في المسجد (الكوفة). حدث قتال شديد بين أتباع أبو الخطاب وقوات عيسى بن موسى. كان أتباع أبو الخطاب يستخدمون القصب بدلًا من الأسلحة. قال لهم أبو الخطاب: «قصبكم سيعمل كالرماح والأسلحة الأخرى، ولن تؤثر أسلحتهم فيكم!» وعندما قُتل 30 منهم، وتبين أن ادعاء أبو الخطاب غير صحيح، احتجّ الباقون عليه، فأجابهم: «إن كان البداء قد وقع عليكم، فما ذنبي؟»[٣٤]. هذا يدل على اعتقاد أبو الخطاب الخادع في البداء.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. حلي، 1417ق، ص 429.
  2. خوئي، 1413ق، ج 15، ص 272؛ سبحاني، 1414ق، ص 441.
  3. طوسي، 1415ق، ص 296.
  4. حلي، 1392ق، ص 276.
  5. طوسي، 1348، ص 290.
  6. مجلسي، 1363، ج 75، ص 290؛ خوئي، 1413ق، ج 15، ص 256.
  7. برقي، 1342، ج 1، ص 10؛ طوسي، 1415ق، ص 296.
  8. مجلسي، 1363، ج 66، ص 220.
  9. ابن غضائري، 1422ق، ص 88.
  10. كليني، 1362، ج 2، ص 418؛ طوسي، 1348، ص 296؛ طبري، 1413ق، ص 330.
  11. كليني، 1362، ج 5، ص 150؛ طوسي، 1365، ج 1، ص 4.
  12. خوئي، 1413ق، ج 19، ص 318.
  13. صفار، 1404ق، ص 258، 452.
  14. قاضي نعمان، 1383ق، ج 1، ص 49.
  15. مجلسي، 1363، ج 53، ص 39.
  16. ابن غضائري، 1422ق، ص 88.
  17. حلي، 1417ق، ص 392.
  18. طوسي، 1417ق، ج 1، ص 151.
  19. مجلسي، 1363، ج 53، ص 39.
  20. خوئي، 1413ق، ج 15، ص 271.
  21. كاوند، 1382، ص 109.
  22. شهرستاني، 1364، ج 1، ص 210.
  23. ابن الأثير، 1385ق، ج 8، ص 28.
  24. طوسي، 1348، ص 295.
  25. صفار، 1404ق، ص 320؛ كليني، 1362، ج 1، ص 270.
  26. النوبختي، 1404ق، ص 69؛ الأشعري القمي، 1360، ص 81.
  27. الموسوي بجنوردي، 1372، ج 5، ص 435.
  28. ابن نديم، 1350، ص 264.
  29. طوسي، 1348، ص 246.
  30. السبحاني، بلا تاريخ، ج 8، ص 54.
  31. نفس المصدر، ج 8، ص 55.
  32. طوسي، 1348، ص 296.
  33. النوبختي، 1404ق، ص 70.
  34. الأشعري القمي، 1360، ص 81-82؛ النوبختي، 1404ق، ص 70.

مصادر

  • مقتبس من الموقع، تاريخ نشر المقال: 1 اسفند 1392 هـ ش، تاريخ الاطلاع: 30 بهمن 1400 هـ ش.