سلمة بن كهيل

سلمة بن كهيل: من أعلام الكوفة وكبار رجالها. وسَلَمة هذا بمقتضى‏ ظاهر كثير من الرجاليين هو غير «سَلَمة بن كُهَيْل» من أصحاب علي عليه السلام، ولا دليل على‏ اتّحادهما. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة. فقد وثّقه وأثنى‏ عليه أكثر أصحاب التراجم والرجاليّين من أهل السنة، وأمّا علماء الشيعة ؛ كـ العلامة الحلي والمامقاني فلم يوثّقوه، بل واعتبره الكشّي مذموماً، بينما اعتبره المحقّق الخوئي مجهولاً.

سَلَمَة بن كُهَيْل بن حَصِين (47 ــ 122ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو يَحيى‏.[٢]
نسبه: التِنْعِي.[٣]
لقبه: الكوفي، الحَضْرَمي.[٤]
طبقته: الرابعة.[٥]
هو من «تِنْعَه» بطن من حَضْرَموت[٦]، وكانت قد هاجرت أو أكثرها إلى‏ الكوفة. و«حَضْرَموت»: ناحية واسعة في شرقي «عَدَن» بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف، وبها قبر نبي اللَّه هود عليه السلام، وبقربها بئر «برهوت».[٧]
وسَلَمة هذا بمقتضى‏ ظاهر كلام الشيخ الطوسي في رجاله، وتصريح ابن داود والعلّامة الحلّي والمحقّق الأردبيلي والمامقاني والسيد محسن الأمين[٨]، هو غير «سَلَمة بن كُهَيْل» من أصحاب علي عليه السلام، أو بتعبير البرقي: من خواصّ أصحاب علي عليه السلام، ولا دليل على‏ اتّحادهما.[٩] وعليه فإنّ ما استظهره الميرزا والتستري من اتّحادهما ليس صحيحاً، بل هو خلاف ظاهر عبارات الأصحاب.[١٠]
ولد سَلَمة سنة 47 هـ، وعاش في الكوفة، وصار من أعلامها وكبار رجالها.[١١] قال عبد الرحمان بن مهدي: «لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور وسَلَمة وعمرو بن مُرَّة وأبي حَصِين». وقال أيضاً: «أربعة في الكوفة لايختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو مخطئ...» وذكره منهم.[١٢]
وأتى‏ سَلَمة بن كُهَيْل زيد بن علي بن الحسين الشهيد لمّا خرج، فنهاه عن الخروج، وحذّره من غدر أهل الكوفة، فأبى‏، فقال له: فتأذن لي أن أخرج من البلد؟ فقال: لِمَ؟ قال: لا آمن أن يحدث لك حدث فلا آمن على‏ نفسي، قال: فأذِنَ له، فخرج إلى‏ اليمامة.[١٣] وذكر صاحب كتاب فرق الشيعة: أنّه صار من فرقة البترية.[١٤]

موقف الرجاليّين منه


فقد وثّقه وأثنى‏ عليه أكثر أصحاب التراجم والرجاليّين من أهل السنة، منهم: الثوري، أحمد، العِجْلي، أبو حاتم، يعقوب بن شَيْبَة، الشعبي، ابن معين، أبو زُرْعة، النسائي، عبد الرحمان بن مهدي، ابن سعد، الذهبي، ابن حجر.[١٥]
وأمّا علماء الشيعة ؛ كالعلّامة الحلّي والمامقاني فلم يوثّقوه، بل واعتبره الكشّي مذموماً، بينما اعتبره المحقّق الخوئي مجهولاً.[١٦]

من روى عنهم ومن رووا عنه

فقد دخلَ على‏ عبداللَّه بن عمر وزيد بن أرقم، وروى‏ عن جماعة، منهم: أبو الطُفَيْل عامر بن واثلة الليثي، سعيد بن جبير، سُوَيْد بن غَفْلَة، سعيد بن عبد الرحمان بن أَبزَى‏، حَبَّة بن جُوَيْن العُرَني، مجاهد، الشعبي، أبو وائل شقيق بن سلَمة.[١٧]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: الأعمش، منصور بن المُعْتَمر، العَوَّام بن حَوْشَب، شُعْبة ابن الحّجاج، الحسن بن صالح بن حيّ، عبداللَّه بن الأجْلَح، ابنه يحيى‏.

من رواياته

روى‏ سَلَمة عن طريق مجاهد: أنّ النبي صلى الله عليه وآله رأى‏ عمّاراً وهو يحمل أحجار المسجد، فقال: «مالهم ولعمّار، يدعوهم إلى‏ الجنّة ويدعونه الى‏ النار».[١٨]
وروى‏ عن أبي وائل: أنّ علياً خاطب الناس بعد تحكيم الحكمين، قال: «انفروا إلى‏ عدوّكم» قالوا: الشتاء قال: «إنّه يصيبكم من الشتاء مثل الذي يصيبهم» ضعفوا.[١٩] معه حتّى‏ إذا كانوا معه مكاناً سمّاه، قال: «حدّثني النبي أنّي أسير هذا المسير، وأنزل هذا المكان».[٢٠]

وفاته

توفّي سلمة يوم عاشوراء سنة 122 هـ، وهي السنة التي قُتل فيها زيد في الكوفة.[٢١]

الهوامش

  1. كتاب التاريخ الكبير 4: 74، الاختصاص: 327، الكامل في التاريخ 5: 233، 235، جامع الرواة 1: 373.
  2. الوافي بالوفيات 15: 322، سير أعلام النبلاء 5: 298.
  3. تهذيب تاريخ دمشق 6: 235، تهذيب الكمال 11: 313، تهذيب التهذيب 4: 137.
  4. الطبقات الكبرى‏ 6: 316، الجرح والتعديل 4: 170، كتاب الثقات 4: 317، شذرات الذهب 1: 159.
  5. تقريب التهذيب 1: 318.
  6. تهذيب الكمال 11: 312 وذكر أنّ أبا عُبَيد قال: قال الكلبي: «إنّ تِنْعه قرية فيها بئر برهوت».
  7. أنظر: معجم البلدان 2: 49، 270.
  8. رجال الشيخ الطوسي: 43، 91، 124، خلاصة الأقوال: 354، رجال ابن داود: 105، 248، جامع الرواة 1: 373، تنقيح المقال 2: 50، أعيان الشيعة 7: 291.
  9. أنظر: معجم رجال الحديث 9: 219.
  10. منهج المقال: 171، قاموس الرجال 5: 221، معجم رجال الحديث 9: 219.
  11. تهذيب الكمال 11: 317.
  12. المصدر السابق: 316، 317، تهذيب التهذيب 4: 137.
  13. تهذيب التهذيب 4: 138.
  14. فرق الشيعة: 57.
  15. تقريب التهذيب 1: 318، تهذيب الكمال 11: 315، 316، سير أعلام النبلاء 5: 299.
  16. خلاصة الأقوال: 354، تنقيح المقال 2: 51، رجال الكشّي: رقم (439)، معجم رجال الحديث 9: 220.
  17. تهذيب الكمال 11: 313، تهذيب التهذيب 4: 137.
  18. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8: 10.
  19. كذا، ولعلّه تصحيف «فمضوا» أو «فخفّوا».
  20. كتاب التاريخ الكبير 4: 74.
  21. الطبقات الكبرى‏ 6: 316، تهذيب الكمال 11: 317، سير أعلام النبلاء 5: 300.