حبة بن جوين

من ویکي‌وحدت

حبة بن جوين: وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة. ويبدو أنّه جاء إلى الكوفة في أوائل خلافة الإمام علي عليه السلام، حيث اشترك معه عليه السلام في حروبه. وكان إسلامه في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، أو بعد وفاته بقليل. قال ابن عدي: «وحبّة هذا روى‏ عن علي، وهو معروف من أصحابه، وقد روى‏ عن ابن مسعود، وروى أحاديث كثيرة، وقلّ ما رأيت في حديثه منكراً قد جاوز الحدّ إذا روى‏ عنه ثقة، وقد أجمعوا على‏ ضعفه، إلّا أنّه مع ذلك يُكتب حديثه». ونقل الخطيب البغدادي عن صالح بن أحمد، عن أبيه قال: «حبّة العرني... ثقة»، وقد اعتبر الهيثمي والعلّامة المجلسي والمامقاني حديثه حسناً.

حَبَّة بن جُوَين بن علي (... ــ 76ق)

من الرواة المشتركين. [١]
كنيته: أبو قدامة.[٢]
نسبه: العُرَني[٣]، البَجَلي.[٤]
طبقته: الثانية.[٥]
هو منسوب إلى‏ عُرَيْنَة، وهي قبيلة من بجيلة[٦]، كان من شيعة علي عليه السلام وأصحابه المقرّبين، وشهد معه المشاهد كلّها.
ويبدو أنّه جاء إلى الكوفة في أوائل خلافة الإمام علي عليه السلام، حيث اشترك معه عليه السلام في حروبه.[٧] وكان إسلامه في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، أو بعد وفاته بقليل، حيث يقول في نقله لرواية الغدير: «كنت يومذاك مشركاً».[٨]
يقول سَلَمَة بن كُهَيْل: «ما رأيت حبّةَ العُرَني قطّ إلّا يقول: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه اكبر، إلّا أن يكون يصلّي أو يحدّثنا».[٩]
يروي حبَّة: «لمّا فرغنا من النهروان، قال رجل: واللَّه لايخرج بعد اليوم حروري أبداً، فقال علي عليه السلام: مه، لاتقل هذا، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، ولايزالون يخرجون، حتّى‏ تخرج طائفة منهم بين نهرين، حتّى‏ يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم، فلايعودون أبداً».[١٠]

موقف الرجاليّين منه

يقول ابن حبان: «روى‏ عنه أهل الكوفة، كان غالياً في التشيّع، واهياً في الحديث».[١١] واعتبره الذهبي أيضاً من غُلاة الشيعة.[١٢] ومع أنّ ابن معين لم يوثّقه، إلّا أنّ أحمد بن عبداللَّه العجلي وثّقه[١٣]، وقال صالح بن محمد: «هو من أصحاب علي عليه السلام، شيخ كوفي، وكان يتشيّع، وليس هو بالمتروك ولا ثبت، وسط».[١٤]
وقال ابن عدي: «وحبّة هذا روى‏ عن علي، وهو معروف من أصحابه، وقد روى‏ عن ابن مسعود، وروى أحاديث كثيرة، وقلّ ما رأيت في حديثه منكراً قد جاوز الحدّ إذا روى‏ عنه ثقة، وقد أجمعوا على‏ ضعفه، إلّا أنّه مع ذلك يُكتب حديثه».[١٥]
ونقل الخطيب البغدادي، عن صالح بن أحمد، عن أبيه قال: «حبّة العرني... ثقة».[١٦] وقد اعتبر الهيثمي والعلّامة المجلسي والمامقاني حديثه حسناً.[١٧]
هذا وأورده ابن حبان في كتاب الثقات[١٨]، وعدّه العلامة الحلي في خلاصته ضمن الموثّقين.[١٩] وقال ابن حجر: «صدوق، له أغلاط».[٢٠]
ويبدو أنّ علّة تضعيفه في كلمات البعض تشيّعه، وإلّا فإنّهم لايتردّدون في صدقه وجلالته. وفي ذلك يقول الذهبي: «البدعة على‏ ضربَيْن: فبدعة صغرى‏ كغلوّ التشيع أو كالتشيّع بلا غلوّ ولا تحرّف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رُدَّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيّنة...».[٢١]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ حبّة عن أمير المؤمنين عليه السلام.[٢٢]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: ابن مسعود، حذيفة، عمّار، أبو عياض.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن سعيد، ثابت بن هرمز الحدّاد، الحكم بن عُتَيْبة، رُشَيْد الهَجَري، سَلَمة بن كُهَيْل.

من رواياته

روى‏ حبّة عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: «أنا أوّل رجلٍ أسلم مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، أو أنا أوّل من صلّى‏ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله».[٢٣]
ونقل عنه أنّه قال: «انطلقت أنا وأبو مسعود إلى‏ حذيفة بالمدائن، فدخلنا عليه، فقلنا: يا أباعبداللَّه، حدِّثنا، فإنّا نخاف الفتن، فقال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سُمَيّة، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: تقتله الفئة الباغية عن الطريق، وإنّ آخر رزقه ضياح لبن».[٢٤] ويُعدّ حبّة من جملة رواة حديث الغدير.[٢٥]

وفاته

توفّي حبّة - على‏ المشهور - سنة 76 هـ، في الكوفة، أوائل حكم الحجّاج.[٢٦]

الهوامش

  1. تهذيب التهذيب 2: 154.
  2. أُسد الغابة 1: 367.
  3. ميزان الاعتدال 1: 450
  4. تهذيب الكمال 5: 351.
  5. تقريب التهذيب 1: 149.
  6. الأنساب 4: 182.
  7. تهذيب الكمال 5: 352.
  8. أُسد الغابة 1: 367.
  9. تهذيب الكمال 5: 353.
  10. تاريخ بغداد 8: 275 - 276. والحَرورية: نسبة الى‏ حرورا، وهو موضع بنواحي الكوفة، على‏ ميلين منها، نزل بها جماعة خالفوا علياًعليه السلام من الخوارج. (الأنساب 2: 207).
  11. كتاب الضعفاء والمجروحين 1: 267.
  12. ميزان الاعتدال 1: 450.
  13. تهذيب التهذيب 2: 154.
  14. تاريخ بغداد 8: 276.
  15. الكامل في ضعفاء الرجال 2: 836.
  16. تاريخ بغداد 8: 275.
  17. مجمع الزوائد 9: 102، الوجيزة: 51، تنقيح المقال: 250.
  18. كتاب الثقات 4: 182.
  19. خلاصة الأقوال: 307.
  20. تقريب التهذيب 1: 148.
  21. ميزان الاعتدال 1: 5.
  22. تهذيب الكمال 5: 351، تهذيب التهذيب 2: 154.
  23. شرح نهج‏البلاغة لابن أبي الحديد 13: 228، تهذيب الكمال 5: 354.
  24. تاريخ بغداد 8: 275. والضياح والضيح: اللبن الرقيق الممزوج بالماء.
  25. المصدر السابق: 278، أُسد الغابة 1: 367، الغدير 1: 24.
  26. كتاب الضعفاء والمجروحين 1: 267، تاريخ بغداد 8: 277، تهذيب الكمال 5: 353.