انتقل إلى المحتوى

الجندر

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٠:٢٦، ١٦ ديسمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (المصادر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

الجندر (بالإنجليزية: Gender) مفهوم في العلوم الاجتماعية والنفسية يشير إلى الهوية والأدوار والصفات الاجتماعية والثقافية التي تُنسب إلى الذكورة والأنوثة، والتي قد تختلف عن الخصائص البيولوجية (الجنس). يُعتبر الجندر بناءً اجتماعياً متغيراً عبر الثقافات والزمن، ويرتبط بمفاهيم مثل الهوية الجندرية والأدوار الجندرية والتعبير الجندري.

التعريف والمفاهيم الأساسية

يُعرّف الجندر في الأدبيات المعاصرة على أنه "مجموعة الخصائص والممارسات والهويات المرتبطة بالذكورة والأنوثة في سياق اجتماعي وثقافي محدد". ويتضمن: - الهوية الجندرية: الإحاس الداخلي للفرد بكونه رجلاً أو امرأة أو غير ذلك. - الأدوار الجندرية: التوقعات المجتمعية للسلوكيات والمسؤوليات المرتبطة بكل جندر. - التعبير الجندري: مظهر الفرد وسلوكه الذي يعبر عن هويته الجندرية.

التطور التاريخي للمفهوم

ظهر المفهوم بشكل بارز في النصف الثاني من القرن العشرين مع أعمال الباحثة سيمون دي بوفوار التي قالت: "لا تُولد المرأة امرأة، بل تصبح كذلك"، مؤكدة على الدور الاجتماعي في تشكيل الأنوثة. ثم تطور مع منظري الحركة النسوية مثل جوديث بتلر التي قدمت فكرة "أدائية الجندر"، ورأت أن الجندر هو أداء متكرر يُنتَج عبر الممارسات الاجتماعية.

المواقف المؤيدة للنظرية

يدعم هذا المنظور عدد من الأكاديميين والحركات الاجتماعية التي ترى أن:

  1. الجندر يساعد في تحليل التفاوتات الاجتماعية بين الرجال والنساء.
  2. الفصل بين الجنس البيولوجي والجندر يحرر الأفراد من القيود النمطية.
  3. الاعتراف بتنوع الهويات الجندرية يحمي حقوق الفئات المهمشة.

المواقف الناقدة للنظرية

يواجه المفهوم انتقادات من جهات متعددة:

  1. النقد البيولوجي: يعتبر بعض العلماء أن الاختلافات البيولوجية بين الذكر والأنثى حاسمة في تحديد الأدوار الطبيعية.
  2. النقد الديني: ترفض العديد من الأديان فكرة انفصال الجندر عن الجنس البيولوجي.
  3. النقد الاجتماعي المحافظ: يرى أن النظرية تدمر البنى الأسرية التقليدية وتشجع على ارتباك الهوية.

موقف الإسلام السني والشيعي من مفهوم الجندر

يتفق علماء المسلمين السنة والشيعة على المبادئ التالية مع بعض الاختلافات في التفاصيل الفرعية:

الموقف المشترك

1. رفض الفصل الجذري بين الجنس والجندر: الإسلام في القرآن يقر بأن الاختلاف بين الذكر والأنثى جزء من الخلق الإلهي[١]، والأدوار مكملة وليست متنافسة. 2. رفض تغيير الجندر أو الهوية الجندرية: يحرم أغلب العلماء تغيير الجنس إلا لضرورة طبية قاطعة (كحالات الخنثى). 3. الحفاظ على الضوابط الشرعية: الالتزام بحدود اللباس والاختلاط والأحكام الخاصة بكل جنس.

موقف علماء السنة

يؤكدون على أن مفهوم "الجندر" كما تطرحه النظرية الغربية يتعارض مع: - نصوص القرآن والسنة التي تبني الأحكام على الجنس البيولوجي (كالمواريث والشهادة). - مفهوم "الفطرة" الذي يعني أن الذكورة والأنوثة جزء من الخلق الطبيعي. - من أبرز الوثائق الصادرة: "إعلان جامعة الأزهر 2017" الذي رفض المفاهيم التي تزيل الفروق بين الجنسين.

موقف علماء الشيعة

يتفقون مع السنة في الأصول مع بعض الاختلافات: - المراجع الشيعية المعاصرة مثل السيد علي الخامنئي و السيد علي السيستاني صرحوا بتحويل الجنس في حالات محدودة بضوابط شديدة. - يؤكدون على أن "الهوية الجندرية" غير قابلة للتغيير حسب الرغبة الشخصية. - وثيقة "مؤتمر الأسرة في قم 2022" ناقشت مخاطر مفهوم الجندر على النظام الأسري.

الجندر في القانون والسياسة الدولية

أصبح المفهوم جزءاً من خطاب المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث تُستخدم مصطلحات مثل "المساواة الجندرية" في وثائق مثل أهداف التنمية المستدامة 2030. كما تتبنى بعض الدول قوانين تعترف بالهويات الجندرية غير الثنائية.

الهوامش

  1. سورة النجم: 45-46

المصادر

  1. Butler, J. (1990). *Gender Trouble: Feminism and the Subversion of Identity*. Routledge.
  2. الأزهر الشريف. (2017). *بيان حول موقف الإسلام من مفاهيم الجندر*.
  3. مجمع الفقه الإسلامي الدولي. (2016). *قرارات حول الجندر والهوية الجنسية*.
  4. World Health Organization. (2023). *Gender and Health*.
  5. السيد الخامنئي. (2019). *أجوبة استفتاءات حول الجندر*.
  6. Beauvoir, S. (1949). *The Second Sex*.
  7. United Nations. (2015). *Sustainable Development Goals Report*.