البقيع
البقيع هي أقدم وأشهر مقبرة إسلامية في المدينة المنورة بجوار قبر النبي الأعظم ص والمعروفة أيضًا باسم "بقيع الغرقد"، أو خاصة في العصور المتأخرة باسم "جنة البقيع"، وتضم قبور أربعة من أئمة الشيعة من أهل بيت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وهم: الإمام الحسن و الإمام علي بن الحسين، الإمام الباقر، الإمام الصادق عليهم السلام، كما تضم أيضا قبر العباس بن عبد المطلب عم النبي ص وقبر إبراهيم بن رسول الله ص، وقبر عدد من عمات النبي ص وزوجاته، وبعض أصحابه، وعدد من شهداء صدر الإسلام، والعديد من كبار شخصيات المسلمين،
سبب التسمية
سُمي البقيع بـ"بقيع الغرقد" بسبب وجود شجر شائك يُدعى "الغرقد" كان ينبت فيه [١]. وبعد اندثار هذه الشجرة، بقي الاسم، وقيل أيضًا إن "بقيع الغرقد" هو أرض تغطيها أشجار توت طويلة.
الخلفية التاريخية
يشير علماء اللغة إلى أن مقبرة البقيع كانت منطقة مليئة بالأشواك في ضواحي يثرب (المدينة لاحقًا) قبل الإسلام [٢]. وكان هذا البقيع متميزًا عن أماكن أخرى في المدينة مثل "بقيع الزبير" و"بقيع الخيل"[٣]. ورد ذكر "يوم البقيع" في الروايات الأسطورية عن حروب الأوس والخزرج قبل الإسلام، كما ذُكر في أشعار تلك الفترة [٤]. بعد وفاة عثمان بن مظعون (ق. ٢٤م)، اختار النبي محمد (ص) البقيع مكانًا لدفن أصحابه، يعود تاريخ المقبرة إلى ما قبل الإسلام، لكن المصادر لا توضح بالضبط متى بدأ استخدامها للدفن، وقبل الهجرة، كان أهل المدينة يدفنون موتاهم في مقبرتي "بني حرام" و"بني سالم"، أو في منازلهم [٥].وبعد هجرة المسلمين إلى المدينة، أصبح البقيع المقبرة الرئيسية للمسلمين، وازدادت أهميته بعد دفن العديد من الصحابة والتابعين وأهل بيت الرسول (ص) فيه [٦] أما المقابر القديمة، فقد هُجرت واندثرت، لم يكن للبقيع سور حتى القرن الأخير، لكنه الآن محاط بجدار عالٍ، ومنذ القدم، يزور المسلمون من جميع المذاهب البقيع بعد زيارة قبر النبي (ص)، لزيارة أهل البيت (ع) وغيرهم من المدفونين فيه.
الموقع الجغرافي
يقع بقيع الغرقد شرق المدينة المنورة، قرب قبر الرسول (ص)، وكان خارج السور القديم للمدينة الذي اختفى الآن، تبلغ مساحته حاليًا حوالي ٨٠ ألف متر مربع [٧].
أول من دُفن فيه
أول من دُفن في البقيع هو عثمان بن مظعون، [٨]. ورغم وجود خلاف بين المهاجرين والأنصار، حيث اعتبر الأنصار "أسعد بن زرارة" أول مدفون فيه [٩].
أشهر المدفونين
من أشهر المدفونين في البقيع في عهد الرسول (ص) هو إبراهيم ابنه الرضيع، وفي أواخر حياته، زار النبي (ص) البقيع بناءً على أمر الله ليدعو لأموات المسلمين [١٠].وبعد وفاة النبي (ص)، أراد بعض الصحابة دفنه في البقيع [١١]. ثم دفن فيه لاحقًا العديد من الصحابة مثل ابن مسعود، صهيب الرومي، المقداد بن الأسود، وسعد بن أبي وقاص [١٢]. كما دُفنت بعض زوجات الرسول (ص) مثل أم سلمة، صفية، حفصة، وعائشة [١٣]. ووردت روايات أن فاطمة الزهراء (ع) دُفنت في البقيع، [١٤] لكن بعض علماء الشيعة يرون هذا غير مرجح [١٥]. اكتسب البقيع أهمية خاصة لاحتوائه على قبور أربعة من الأئمة: الإمام الحسن المجتبى، الإمام زين العابدين، الإمام الباقر، والإمام الصادق (ع)[١٦]. لذا، وردت تأكيدات كثيرة على استحباب زيارته.[١٧]. وأصبحت أجزاء من البقيع مقابر لعائلات معينة، مثل قطعة دفن فيها الأئمة الأربعة والعباس بن عبد المطلب، والتي عُرفت بمقبرة بني هاشم، كما دُفن عثمان بن عفان في بستان "حش كوكب" المجاور للبقيع، والذي أصبح لاحقًا مقبرة لبني أمية.
- ↑ القاموس المحیط، ج۳، ص۱۱
- ↑ الواقدی، محمد، المغازی، ج۱، ص۹۰و ۶۲
- ↑ اقوت، بلدان، ج۱، ص۴۰
- ↑ النجفی، محمدباقر، مدینه شناسی، ج۱، ص۲۰
- ↑ النجمی، محمد صادق، تاریخ حرم ائمّه بقیع، مشعر،ص۶۱
- ↑ النجفی، سید محمد باقر، التعرف على المدینه ، ج۱، ص۳۲۱
- ↑ الهاجری، یوسف، البقیع، ص۶-۷،
- ↑ ابن قتیبه، محمد، المعارف، ج۱، ص۲۲
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۱۲
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۴۱
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۹۲
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۳۰
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۶
- ↑ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، ج۱، ص۳۸
- ↑ الشیخ طوسی، محمد، المبسوط، ص۸۶،
- ↑ الشیخ مفید، محمد، الارشاد، ج۱، ص 9 الى ۸۰
- ↑ حکیم، محسن، دلیل الناسک، ج۱، ص۶۲،