سعد بن أبي وقاص القرشي

من ویکي‌وحدت

سعد بن أبي وقاص: كان من كبار الصحابة، أسلم قديماً وهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً والمشاهد بعدها مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). ولَّاه عمر بن الخطاب قتال فارس، ففتح مدائن كسرى، والقادسية. نزل الكوفة وجعلها خططاً لقبائل العرب، ووليها لعمر، فشكاه أهلها فعزله، وأعاده عثمان فوليها يسيراً ثمّ عزله بـ الوليد بن عقبة، فعاد إلى المدينة، فأقام بها، ثمّ فَقَدَ بصرَه. ولما بويع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالخلافة، تخلَّف عن بيعته ولم يشهد الجمل و صفين.

سعد بن أبي وقاص (... ــ 55ق)

واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزُّهري، أبو إسحاق. أسلم قديماً، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً والمشاهد بعدها مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). ولَّاه عمر بن الخطاب قتال فارس، ففتح مدائن كسرى، والقادسية. نزل الكوفة وجعلها خططاً لقبائل العرب، ووليها لعمر، فشكاه أهلها فعزله، وأعاده عثمان فوليها يسيراً ثمّ عزله بالوليد بن عقبة، فعاد إلى المدينة، فأقام بها، ثمّ فقد بصره. [١]

تخلّفه عن بيعة الإمام علي بالخلافة

وكان سعد أحد الستة الذين رشّحهم عمر للخلافة بعده. ولما بويع أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالخلافة، تخلَّف عن بيعته ولم يشهد الجمل و صفين، مع أنّه كان يعرف فضل الامام (عليه السّلام) ويروي هو بنفسه أحاديث الرسول (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) في حقّه (عليه السّلام).

أحاديثه

ففي صحيح مسلم 7 - 119 ( باب فضائل علي بن أبي طالب ) قال سعد ابن أبي وقاص: سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يقول لعليّ: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلَّا أنّه لا نبيّ بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأُعطينَّ الراية رجلًا يحبُّ اللَّه ورسولَه، ويحبُّه اللَّه ُ ورسولُه، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا علياً.. ولما نزلت الآية: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ»[٢] دعا رسول اللّه عليّا وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللَّهمّ هؤلاء أهلي.
قال ابن عبد البَرّ: سئل عليّ رضي اللَّه عنه عن الذين قعدوا عن بيعته والقيام معه فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. ولما قعد سعد عن بيعة الامام (عليه السّلام) ونصرته، طمع معاوية فيه وفي عبد اللَّه ابن عمر ومحمد بن مسلمة.
قال ابن عبد البَرّ: فكتب إليهم يدعوهم إلى عونه والطلب بدم عثمان، فأجابه كل واحد منهم ينكر عليه مقالته ويُعرِّفه أنّه ليس بأهل لما يطلبه. ثمّ ذكر في جواب سعد أبيات منها:
معاوي داوَك الداء العَياءُ
وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن عليٌّ
فلم أرددْ عليه بما يشاء
وقلتُ له أعطني سيفاً بصيراً
تميز به العداوة والولاء
أتطمع في الذي أعيا عليّا
على ما قد طمعتَ به العفاء
ليوم منه خير منك حياً
وميتاً، أنت للمرء الفداء
قيل: أمّا قعود سعد عن القتال مع عليّ (عليه السّلام) بزعم أنّها فتنة، فليس معذوراً فيه فإنّه مخالفة لقوله تعالى: «فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي»[٣] ولقول النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): «عليّ مع الحقّ والحق مع علي يدور معه حيثما دار»[٤] ولذلك قاتل مع عليّ (عليه السّلام) ابن أخي سعد هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وابنه عبد اللَّه بن هاشم، وبالغا في إخلاص الولاء فقتل هاشم معه يوم صفين.

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى سعد جملة من الأحاديث عن رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وروى عنه: ابن عباس، و عائشة، وابن عمر، و السائب بن يزيد، وغيرهم.

فتاواه وفقاهته

عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة.
عن عبد الرحمن بن المسور، قال: خرجت مع أبي وسعد و عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث عام أذرح فوقع الوجع بالشام فأقمنا بـ «سرغ» خمسين ليلة، ودخل علينا رمضان فصام المسور وعبد الرحمن وأفطر سعد وأبى أن يصوم، فقلت: يا أبا إسحاق أنت صاحب رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وشهدت بدراً وأنت تفطر وهما صائمان؟ قال: أنا أفقه منهما.
نقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف» ثلاثاً وعشرين فتوى، منها: المزارعة بالثلث والربع والنصف أو أقل أو أكثر بعد أن يكون بينهما مشاعاً جائزة.

وفاته

مات سعد في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وحُمل إليها وذلك في سنة خمس وخمسين وقيل: ثمان وخمسين، وقيل غير ذلك. قيل: والأَوّل هو الصحيح.

المصادر

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 3 149- 137، التأريخ الكبير 4- 43، المعارف 140، اختيار معرفة الرجال 39، المستدرك 3، 156، 308- 116، حلية الاولياء 1- 92، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 44 برقم 9، رجال الطوسي 20، الخلاف للطوسي 112 و 216 و 448 و 453 و .. تاريخ بغداد 1- 144، الإستيعاب 2- 18) ذيل الاصابة)، طبقات الفقهاء للشيرازي 52، 57، أُسد الغابة 2- 290، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 213، رجال ابن داود 101، تهذيب الكمال 34- 391، العبر 1- 43، سير أعلام النبلاء 1- 92، الوافي بالوفيات 15- 144، الجواهر المضيئة 2- 415، النجوم الزاهرة 1- 147، تهذيب التهذيب 3- 483، تقريب التهذيب 1- 289 و 290، الاصابة 2- 30، كنز العمال 13- 312، شذرات الذهب 1- 61، تنقيح المقال 2- 12، أعيان الشيعة 7- 220 و 226، الغدير 6- 201.
  2. آل عمران: 61.
  3. الحجرات: 9.
  4. أخرج الحاكم في مستدركه: 3- 124 عن أُمّ سلمة عن النبي ص: «عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض». قال الحاكم: هذا حديث صحيح .. و لم يخرجاه. و أورده الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحته. و رواه ابن عساكر في تاريخه. مختصر تاريخ دمشق لابن منظور: 18- 45 ترجمة علي بن أبي طالب.