أم سلمة

من ویکي‌وحدت

أم سلمة: وهي زوجة النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وكانت من المهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة، وكانت من أعقل النساء وأشرفهن، ذات أدب بارع في مخاطبة النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وطلب الحوائج منه. وكانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية حتى أنّ جابر بن عبد الله كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها.

أم سلمة (... ــ 61ق)

وهي هند بنت أبي أمية القرشية المخزوميّة، زوج النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وكان أبوها يُعرف بزاد الركب، وكانت قبل النبيّ (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فولدت له سلمة وعمر ودُرّة وزينب، وتوفّي فخلف عليها رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). [١]
وكانت من المهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة، وكانت من أعقل النساء وأشرفهن، ذات أدب بارع في مخاطبة النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وطلب الحوائج منه.
وكانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية حتى أنّ جابر بن عبد الله كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها، فقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ( 40 هـ ) أنّه لما أرسل معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف حتى قدم المدينة أرسل إلى بني سلمة: واللَّه ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد اللَّه، فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فقال لها: ما ذا ترين أنّ هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن أُقتل؟ قالت: أرى أن تبايع.

فتاواها وفقاهتها

عُدّت من المتوسطين في الفتيا من الصحابة، ونقل عنها الشيخ الطوسي في «الخلاف» فتاوى ثلاث.

من روت عنهم ومن رووا عنها

حدّثت عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وفاطمة الزهراء (عليها السّلام)، وزوجها أبي سلمة. حدّث عنها: ابناها عمر وزينب، و عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب، و عائشة، و أبو سعيد الخدري، وآخرون.

أحاديثها في فضائل الإمام علي ومناقب أهل البيت

روت جملة أحاديث في فضائل الإمام علي (عليه السّلام) ومناقب أهل البيت « عليهم السلام ». قال أبو عبد اللَّه الجدلي: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيُسَبُّ رسول اللّه (ص) فيكم؟ ! قلت: سبحان اللَّه أو معاذ اللَّه.
قالت: سمعت رسول اللّه يقول: من سبّ عليّا فقد سبّني[٢] وعن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّا، وقالت: سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يقول: «عليّ مع الحق والحق مع عليّ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»[٣]
وعن عطاء بن يسار عن أمّ سلمة قالت: في بيتي نزلت «إِنَّما يُرِيدُ ا للهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل البيت» [٤] قالت: فأرسل رسول اللّه إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي.
ولما أراد عليّ (عليه السّلام) المسير إلى البصرة، دخل على أم سلمة زوج النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يودعها فقالت: سر في حفظ اللَّه وفي كنفه فواللَّه إنّك لعلى الحق والحق معك ولولا أنّي أكره أن أعصي اللَّه ورسوله فإنّه أمرنا (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أن نقرّ في بيوتنا، لَسِرتُ معك، ولكن واللَّه لَارسلنّ معك من هو أفضل عندي وأعزّ عليَّ من نفسي: ابني عمر.[٥]

وفاتها

كانت أم سلمة آخر من مات من أُمهات المؤمنين، وكانت قد وجمت لمقتل الإمام الحسين (عليه السّلام) وغُشي عليها، وحزنت عليه حزناً كثيراً. وهي لم تلبث بعده إلَّا يسيراً، وانتقلت إلى رحمة اللَّه تعالى، وذلك في سنة إحدى وستين.
رُوي أنّ النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أعطى أم سلمة تراباً من تربة الحسين حمله إليه جبرائيل فقال النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لأُمّ سلمة: إذا صار هذا التراب دماً فقد قتل الحسين، فحفظت أم سلمة ذلك التراب في قارورة عندها، فلما قُتل الحسين صار التراب دماً، فأعلمت الناس بقتله[٦] وعن شهر بن حوشب قال: أتيت أم سلمة أُعزيها بقتل الحسين بن عليّ، ثم روى عنها حديثاً بشأن قتل الحسين (عليه السّلام).

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 8- 86، المعارف 81، الجرح و التعديل 9- 464، المستدرك للحاكم 4- 16، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 52 برقم 21، جمهرة أنساب العرب 119، السنن الكبرى للبيهقي 1- 332، رجال الطوسي 32، الإستيعاب 4- 436، الكامل في التأريخ 4- 93، المغني و الشرح الكبير 1- 329، أسد الغابة 5- 588، تهذيب الكمال 35- 365، سير أعلام النبلاء 2- 201، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 61 ه) 382، العبر 1- 48، مرآة الجنان 1- 137، البداية و النهاية 8- 217، الجواهر المضيئة 2- 415، الاصابة 2- 407 و 4- 440، تهذيب التهذيب 12- 455، تقريب التهذيب 2- 617، كنز العمال 13- 699، شذرات الذهب 1- 69، أعيان الشيعة 3- 479.
  2. خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي ص 24. و أخرجه الحاكم في مستدركه: 3- 121 و قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و صححه الذهبي في تلخيصه.
  3. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14- 321 ترجمة يوسف بن محمد المؤدب. و رواه الحاكم في مستدركه: 3- 124 و لكن بصيغة «علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض».
  4. الاحزاب: 33.
  5. عمر بن أبي سلمة: من الصحابة، ولد بالحبشة في سنة 2 هـ، و ربّاه النبي ص، و شهد مع علي (عليه السّلام) الجمل، و ولي له البحرين، ثم استقدمه و شهد معه صفين، و توفّي بالمدينة في سنة 83 هـ.
  6. الكامل في التأريخ: لابن الاثير: 4- 93 حوادث سنة (61 هـ).