حسّان حتحوت

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١١:٥٩، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Nazari (نقاش | مساهمات)
الاسم حسّان حتحوت‏
الاسم الکامل حسّان حتحوت‏
تاريخ الولادة 1342ه/1924م
محل الولادة المنوفية / مصر
تاريخ الوفاة 1430ه/2009م
المهنة طبيب، وداعية، ومفكّر إسلامي مصري.
الأساتید
الآثار في كتابه "بهذا ألقى الله.. رسالة إلى العقل العربي المسلم"، يقرر وهو على مشارف نهاية العمر أنه مهموم بالبحث عن وريث! ومما كتبه في مجال الطب: "الإجهاض في الدين والطب والقانون" في مجلة المسلم المعاصر، العدد "35"، وأيضًا نجد بحثًا بعنوان: "استخراج الأجنة في الطب والعلاج" في دورة "مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي" السادسة، وترك لنا أعمالاً تحكي تجربته الدعوية والإنسانية، بدءًا من سنة 1942م إلى 2009م، وهي على الترتيب التاريخي:

- في ذكرى النكبة.. يوميات طبيب مصري في فلسطين. - بهذا ألقى الله.. رسالة إلى العقل العربي المسلم. - العقد الفريد 1942 - 1952م عشر سنوات مع الإمام حسن البنا. وكان الدكتور حسان حتحوت شاعرًا مبدعًا، حيث ورث الشعر من والده، وله ديوان (جراح وأفراح)

المذهب سنی

حسّان حتحوت: طبيب، وداعية، ومفكّر إسلامي مصري.
ولد في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية شمالي مصر بتاريخ 23/ 12/ 1924 م، وأنهى دراسته للطبّ في جامعة فؤاد الأوّل (جامعة القاهرة الآن) متخصّصاً في مجال النساء والولادة، ثمّ حصل على الماجستير من نفس الجامعة عام 1952 م، بعدها نال درجة الدكتوراه في علم الأجنّة ثمّ الزمالة من بريطانيا. وعمل في مستشفى الدمرداش بالعاصمة المصرية القاهرة لمدّة سنة، ثمّ بالقسم الريفي في بعض ضواحي مدينة المنصورة شمال القاهرة.
وفي عام 1989 م هاجر إلى الولايات المتّحدة حاملًا هدفاً رئيسياً، وهو مساعدة الأقلّية المسلمة في الولايات المتّحدة، وشارك في تأسيس المنظّمة الدولية للعلوم الطبّية الهادفة إلى نشر أخلاقيات في مجال الطبّ نابعة من أحكام اللَّه تعالى، وأسهم أيضاً في تأسيس مجلس الأديان بجنوب كاليفورنيا. وكان المتحدّث الرسمي في احتفالية المسلمين والمسيحيّين الأُولى بالبيت الأبيض عام 1999 م، كما كان عضواً نشطاً في لجنة أخلاقيات التناسل البشري بمنظّمة الصحّة العالمية، وقريباً بشكل كبير من الفاتيكان. وكان خطيباً مفوّهاً متمتّعاً بثقافة ثرية، ويكتب الشعر.
ونجح الدكتور حتحوت في عقد تحالفات مع منظّمات اجتماعية وجماعات دينية حول بعض القضايا، منها مناهضة استخدام الأسلحة النووية، وكذلك معارضة إباحة حقّ الإجهاض، وإساءة استخدام الدين بشكل عامّ.
مع تلك الحياة الزاخرة في خدمة الإسلام علّق الدكتور مزامل صدّيقي رئيس مجلس الفقه في أمريكا الشمالية على خبر رحيل الدكتور حتحوت عام 2010 م بقوله في تصريح ل «إسلام أون لاين. نت»: «لقد فقدنا اليوم رمزاً من رموز الإسلام في أمريكا الشمالية ... كان صوتاً للحكمة والوضوح على مدار أكثر من ثلاثين عاماً في جنوب كاليفورنيا».
بدوره قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي بجنوب كاليفورنيا في بيان له: «ببالغ الحزن والأسى عرفنا برحيل الدكتور حتحوت بعد ظهر اليوم (أمس)، وندعو اللَّه أن يسكنه‏
الفردوس، وأن يلهم أُسرته الصبر والسلوان».
أمّا الدكتور ماهر حتحوت الشقيق الأصغر للراحل فقال ل «إسلام أون لاين. نت»:
«كان بالنسبة لي أكثر من شقيق، كان صديقاً ومعلّماً وقائداً ورائداً».
وأردف الشقيق الأصغر: «هو الشخص الوحيد الذي لم أره طيلة حياته يحمل كرهاً لأحد ... كان يعبّر عن الإسلام من خلال سلوكه الشخصي ... حديثه وتعبيرات وجهه وكتاباته».
فيما قال الدكتور كمال الهلباوي المتحدّث الرسمي السابق باسم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين: «إنّ الدكتور حتحوت كان يمتلك كاريزما خاصّة... كان على قدر كبير من الثقافة، ويمتلك خبرة عظيمة».
وأضاف الدكتور الهلباوي: «كان تركيزه الرئيسي على إعادة تشكيل المستقبل ومعالجة أزمة العقل لدى المسلمين، وسيظلّ العديد من الأجيال المسلمة تنتفع بإرثه الثري».
نال الدكتور حتحوت العديد من الجوائز من المنظّمات الدينية والإنسانية، منها:
جائزة غصن الزيتون المسلم المسيحي؛ نظراً لجهوده في إحلال السلام ودعم التعايش بين أتباع الديانات المختلفة.
هذا، وقد انظمّ حتحوت لجماعة الإخوان المسلمين عام 1941 م على يد مؤسّسها الإمام حسن البنّا، وكان شديد التأثّر به. ومازال يحفظ كلمته «سنقاتل الناس بالحبّ»، وجعلها مبدأً أساسياً لحياته.
شارك من خلال قسم الطلبة في الحركات الطلّابية والحركة الوطنية المشتعلة في مصر حتّى قيام ثورة يوليو 1952 م، وبعدها انقطعت صلته التنظيمية بالجماعة منذ عام 1953 م.
اشترك في حرب فلسطين، وذلك بصفته طبيباً، واشترك مع آخرين في إدارة مستشفى‏ الرحلة أثناء المعارك. وبعد عودته من فلسطين تمّ اعتقاله في معتقل «الهايكستب» قرابة العام، وقد تعرّض خلالها للتعذيب والضرب. وبعدها سافر للكويت واستقرّ في عمله هناك، فأرسل إلى المباحث العامّة المصرية يطلب العودة والمشاركة بجهده وعلمه في خدمة مصر، فرحّبت به السلطات المصرية، وعاد مدرّساً بطبّ عين شمس عام 1961 م وبجامعة أسيوط الجديدة عام 1963 م، وخلال هذه الفترة عمل على دعم العلاقة الودّية بين المسلمين والأقباط خلال محاضراته ودروسه حتّى أحبّه الجميع. ولكن كلّ هذا لم يكن شفيعاً له؛ إذ تمّ اعتقاله عام 1965 م في ظلال أغرب قرار اعتقال لجماعة الإخوان المسلمين، وهو «اعتقال كلّ من سبق اعتقاله»، واستمرّ الاعتقال عدّة أشهر، ورغم عدم تعرّض آلة التعذيب لشخصه لكنّه عايش وسمع ورأى بعينه عمليات التعذيب الرهيبة والتي عرفت باسم «المحرقة»، وخرج بعدها ليسافر إلى الكويت مرّة أُخرى مقرّراً عدم العودة إلى مصر ثانيةً.
استقرّ الدكتور حسّان في الكويت قرابة عشرين سنة طبيباً ومدرّساً، ورئيس قسم أمراض النساء والولادة بكلّية الطبّ بها.
كما سبق واستقرّ الرجل في إنجلترا أثناء فترة دراسته للدكتوراه، وكان هذا هو أوّل احتكاك بوضع المسلمين في الغرب وبوضع المسلمين من بلاد شتّى، وإن كان أكثرهم من باكستان والهند. ورأى الدكتور حسّان أنّ المشكلة الأساسية هي أنّ المسلمين يأتون للغرب بمشاكل بلادهم، ويعيشون بنفسية المغترب.
وخلال فترة عمله بالكويت سافر الدكتور حسّان إلى الولايات المتّحدة الأمريكية العديد من المرّات، وبعد تفكير عميق قرّر الرجل أن يترك مكانه ومكانته في الكويت وأن يجعل ما بقي من العمر من أجل العمل للإسلام في الولايات المتّحدة الأمريكية، حيث لمس بيده أنّ في هذه الأرض فرصة حقيقية للدعوة الإسلامية، وكانت البداية في أمريكا عام 1988 م، والمفتاح هو العمل والتعاون من أجل خير المجتمع الأمريكي نفسه.
عند وصوله كان المركز الإسلامي بولاية نيوجيرسي بلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، سبقه إليه شقيقه الأكبر بحوالي عشرين سنة.
كان هدفه هو تحويل وجهة نظر الأمريكان للمسلمين وإقناعهم بأنّهم بشر مثلهم، وذلك أنّ آلة الإعلام الغربي جعلتهم ينظرون إليهم وكأنّهم حيوانات مقزّزة غير مستأنسة!
فشرع في استخدام ما توفّره آلة الإعلام الغربي نفسها من إمكانات؛ إذ بدأ بتسجيل برامج تليفزيونية في أشكال مختلفة تعمل على تقديم الإسلام في شكله الصحيح وإذاعتها في أوسع دائرة ممكنة، وقام بإلقاء محاضرات في كافّة المحافل، وذلك لعرض الإسلام، حتّى أنّه ألقى محاضرة في إحدى‏ الكنائس مبتدئاً بإثارة مقولة لأحد القساوسة في كتاب منشور أنّ المسلمين لهم «ذيول»، ثمّ استدار متسائلًا: هل يرون لهذا القول مصداقية؟! وشرع ينقد كثيراً من المغالطات المشهورة بينهم عن المسلمين.
كان الأمر الأكثر تأثيراً هو العمل على تقديم النماذج الإسلامية الصحيحة سلوكاً وعملًا بين أفراد المجتمع الأميركي، فكان نموذج المدير المسلم الناجح في عمله والملتزم بدينه في ذات الوقت هو الدافع وراء التغيير التدريجي في تعامل الأمريكيّين مع المسلمين.
كما نجح في عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية مختلفة، وكذلك مع تنظيمات دينية مختلفة، وذلك في الأُمور التي تتّفق مع وجهة النظر الإسلامية، مثل التحالف ضدّ استخدام الأسلحة النووية، والتحالف ضدّ إباحة الإجهاض، أو سوء استخدام الدين بكافّة أشكاله.
وكان هذا الأخير محلّاً لوقف حملة ضدّ المسلمين؛ إذ قامت لجنة من الكونجرس بعقد حوار واسع تمهيداً لإصدار تشريع ضدّ الدول التي تمارس الاضطهاد الديني، وكانت الوجهة كلّها ضدّ الدول العربية والإسلامية! وقد شارك أحد تلاميذ الدكتور حسّان في هذه اللجنة، وإذا بالرجل يفجّر الأمر أمام اللجنة، إذ يطرح تساؤلًا: «أين اضطهاد إسرائيل للفلسطينيّين؟ أين اضطهاد المسلمين في الفلبين؟ أين اضطهاد المسلمين في الشيشان في روسيا الاتّحادية؟ أم أنّ الإسلام غير معترف به ديناً عند اللجنة، وتكون نتيجة المواجهة تشريعاً ميّتاً بوقف المساعدات عمّن يمارس اضطهاداً دينياً.
وينجح الدكتور حسّان ورفاقه في حمل الإدارة الأمريكية على الاعتذار في وسائل الإعلام المختلفة عن إهانة وجّهت للمسلمين والإسلام باعتبارهم «إرهابيّين» وبصورة
خاصّة وجّهوا اعتذاراً لمسلمي أمريكا.