الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الآخوند الخراساني»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'ولد الشيخ الإمام الآخوند الملا محمد كاظم بن الملا حسين الهروي الخراساني في مدينة طوس عام 1255ه...')
 
لا ملخص تعديل
 
(١٥ مراجعة متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
ولد الشيخ الإمام الآخوند الملا محمد كاظم بن الملا حسين الهروي الخراساني في مدينة طوس عام 1255هـ/1839م، ونشأ بها ، وفي عام 1277هـ هاجر إلى طهران وقرأ فيها المقدمات والعلوم والمنطق وشيئا من الفقه والأصول ، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1278هـ ، وقيل عام 1279هـوقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار...
'''الآخوند الملّا محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني''': عالم محقّق وفاضل مدقّق من أكابر علماء [[الإمامية]]، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، فقيهاً كبيراً، ومجاهداً مصلحاً حامياً للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، حيث كان له جهاد مرير لإنقاذ بلاد المسلمين من براثن المحتلّين.
الآخوند الملا محمد كاظم بن الملا حسين الخراساني
 
المتوفى 1329هـ/1911م
<div class="wikiInfo">
ولد الإمام الآخوند الملا محمد كاظم بن الملا حسين الهروي الخراساني في مدينة طوس عام 1255هـ/1839م، ونشأ بها ، وفي عام 1277هـ هاجر إلى طهران وقرأ فيها المقدمات والعلوم والمنطق وشيئا من الفقه والأصول ، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1278هـ ، وقيل عام 1279هـوقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار منهم
[[ملف:الاخوند الخراساني.jpg|تصغير|الملّا محمّد كاظم الخراساني]]
1- الشيخ مرتضى الأنصاري
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
درس الإمام الآخوند الخراساني على الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري الفقه والأصول وقد أشار إلى ذلك بقوله: "اتخذت المحقق الأنصاري أو ما حللت النجف شيخا لنفسي، واتخذت سيدنا الميرزا حسن الشيرازي أستاذا فكنت اختلف إلى سيدي الأستاذ وأحضر أبحاثه الخصوصية والعمومية ثم بصحابته نحضر معا درس شيخنا الأنصاري فنكمل استفادتنا من بياناته".
!الاسم!! data-type="AuthorName" |الآخوند محمّد كاظم الخراساني‏
2- الشيخ محمد حسن الشيرازي
|-
قرب الإمام السيد محمد حسن الحسيني الشيرازي ، الإمام الآخوند الخراساني وأدناه ، وبعد هجرته إلى مدينة سامراء ، أستقل الآخوند بالتدريس، وقام بإعادة دروس أستاذيه ، الشيخ الأنصاري ، الشيخ الأنصاري ، والسيد الشيرازي ، وقد استفاد من مجلس دروسه أكثر طلاب مدرسة النجف وخصوصا في درسي الأصولين ، فلا يكاد يباريه في ذلك إلا العالمان الكبيران الميرزا حبيب الله الرشتي ، والشيخ هادي الطهراني ، وبعد وفاتهما انتهى التدريس إلى الشيخ الآخوند الخراساني.
|الاسم الکامل
3- الشيخ راضي النجفي
| data-type="AuthorStandardName" |الآخوند محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني
قرأ الإمام الآخوند على الفقيه الكبير الشيخ راضي النجفي ، وأخذ عنه علم الفقه ، ويبدو أن الآخوند الخرساني أصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيد محمد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م وأصبح علم النجف في عصره ، وكان مجلس دروسه يضم أكثر من مائتين وألف من طلاب العلم ما بين مجتهد ومراهق للاجتهاد، ويقول الشيخ الطهراني : "وقد سمعت ممن أحصى تلاميذ شيخنا الأستاذ الأعظم المولى كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض بعد الفراغ من الدرس أنه زادت عدتهم على الألف والمائتين"وكانت حلقة درسه نم أعظم الحلقات العلمية في النجف الأشرف، فقد أنخرط فيها أكابر العلماء وجهابذة المجتهدين، وقد أشارت بعض المصادر إلى أنه آية عصره في الفلسفة النظرية وعلم الأصول، ويقول الخياباني : أنه عالم محقق وفاضل مدقق من أكابر علماء الإمامية ، وجامعا للعلوم العقلية والنقلية وقد شهدت مدرسة النجف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموا كبيرا ، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق ، وقد تلقى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في الأستانة كتابا جاء فيه : بلغنا أن عالما خراسانيا ظهر في النجف ، وجدد معالم الأصول ، وأنه في هذا العصر كالعضدي في زمانه ، فأرسل ترجمته بقدر ما تستطيع، وكان قد أتخذ من الجامع الهندي مكانا للدرس ، وكانت له الروعة والهيبة إذا استوى فوق منبره، فأن صوته كان يصل إلى جميع أرجاء الجامع على سعته ، فقد وصف بصوت صافي نفاذولم يتأخر عن مجلسه على كبر سنه حتى أنه في ذات يوم خاض الوحول التي سببتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمدا على بعض المساندين له ، في الوقت الذي تغيب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار، لقد اقترنت حركة "المشروطة" بالإمام الآخوند الخراساني ، واقترنت حركة "المستبدة" بالإمام السيد محمد كاظم اليزدي ، وعند تزعم الآخوند لحركة المشروطة ، أمر بعزل السلطان محمد على شاه القاجاري ، وأفتى بوجوب المشروطة والإتحاد بين الأمة الإسلامية، وكان له اتصال دائم بالدستوريين الإيرانيين وبواسطته اشتدت المطالبة بالدستور ، وأراد الإمام الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة ، ولكن الإمام السيد اليزدي عارضه ، وقد أشار الإمام الآخوند في فتواه : أن الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه، وقد أشارت أحداث في تلك الفترة إلى وجود تيارين فكريين أحدهما يمثل التيار التقدمي وقد عرف باسم "المشروطة" وثانيهما التيار المحافظ ، وقد عرف باسم "المستبدة" وقد أدى هذا الانشطار إلى مناقشات و محاججات عنيفة كادت أن تعصف بالمدرسة النجفية وتؤدي إلى كارثة اجتماعية خطيرة وكان الإمام الآخوند يتحدث باسم النجف الأشرف بصفته لسانها الناطق ، فكان قد أبرق إلى السلطان عبد الحميد الثاني عند إعلانه الدستور بأن المجتهدين في النجف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وقد أراد أن تسلك إيران الطريق الذي سلكته الدولة العثمانية ، وغرضه من ذلك تحجيم سلطة الشاه وتقييد مقرراته عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد ألتف حول الإمام الآخوند ، أعلام كبار ولهم المقام العلمي الرفيع وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله، ومن أبرز الدستوريين في النجف الأشرف ، الأعلام التالية أسماؤهم:
|-
1.    الشيخ محمد تقي الشيرازي.
|تاريخ الولادة
2.    الشيخ عبد الله المازندراني.
| data-type="AuthorBirthDate" |1839م/ 1255 ه
3.    الشيخ محمد حسين النائيني.
|-
4.    الميرزا حسين خليلي.
|محلّ الولادة
5.    الشيخ فتح الله الأصفهاني (شيخ الشريعة).
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[طوس]]/ [[إيران]]
6.    السيد مصطفى الكاشاني.
|-
7.    السيد علي الدماد.
|تاريخ الوفاة
8.    الشيخ عبد الهادي شليلة.
| data-type="AuthorDeadDate" |1329ه /1911م
9.    الشيخ محمد حسين القمشئي.
|-
10. السيد مصطفى النقشواني.
|المهنة
11. الحاج أغا الشيرازي.
| data-type="AuthorOccupation" |عالم ومرجع ديني
12. الشيخ محمد باقر الأصفهاني.
|-
13. الميرزا عبد الرحيم البادكوبي.
|الأساتذة
14. الميرزا على هيئة التبريزي.
| data-type="AuthorTeachers" |[[مرتضى الأنصاري]]، [[محمّد حسن الشيرازي]]، [[راضي النجفي]]
15. أغا ميرزا رضا الأيرواني.
|-
16. السيد عبد الله الأصفهاني (ثقة الإسلام).
|الآثار
17. الميرزا حسين الرشتي.
| data-type="AuthorWritings" |الاجتهاد والتقليد، درر الفوائد في شرح الفرائد، شرح التبصرة، الشذرات والقطرات، كفاية الأصول، اللمعات النيّرة في شرح تكملة التبصرة، الأصول في مباحث الألفاظ، رسالة في العدالة، رسالة في الوقف، رسالة في الرضاع
18. الحاج أغا شريف الرشتي.
|-
19. الشيخ أسد الله المامقاني.
|المذهب
20. الشيخ عبد الله لطفي.
| data-type="AuthorReligion" |شیعي
21. السيد مهدي اللاهيجي.
|}
22. الشيخ إسحاق الرشتي.
</div>
23. السيد أبو القاسم الكاشاني.
 
24. الميرزا علي نقي الطباطبائي.
=ولادته=
25. الميرزا حسن رنكوني.
 
26. أغا محمد المحلاتي.
ولد الشيخ الآخوند محمّد كاظم الهروي الخراساني في مدينة طوس الإيرانية عام 1255هـ/1839م، ونشأ بها.
27. الشيخ إسماعيل المحلاتي.
 
28. الميرزا مهدي الآخوند الخراساني.
=دراسته=
29. الشيخ جواد الجواهري.
 
30. السيد محمد علي بحر العلوم.
في عام 1277هـ هاجر إلى [[طهران]] وقرأ فيها المقدّمات والعلوم والمنطق وشيئاً من الفقه والأصول ، ثمّ هاجر إلى مدينة [[النجف]] الأشرف عام 1278هـ ، وقيل: عام 1279هـ .
31. السيد محمد علي حبل المتين الكاشاني.
 
32. السيد محمد إمام جمعة.
وقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار، منهم:
33. الشيخ موسى النوري.
 
34. الشيخ محمد تقي الخليلي.
1- الشيخ مرتضى الأنصاري.
35. الشيخ محمد رضا الشبيبي.
 
36. السيد أحمد الصافي.
درس الآخوند الخراساني على الشيخ مرتضى الأنصاري الفقه والأصول. وقد أشار إلى ذلك بقوله: "اتّخذت المحقّق الأنصاري أوّل ما حللت النجف شيخاً لنفسي، واتّخذت سيّدنا الميرزا حسن الشيرازي أستاذاً، فكنت اختلف إلى سيّدي الأستاذ وأحضر أبحاثه الخصوصية والعمومية ثمّ بصحبته نحضر معاً درس شيخنا الأنصاري، فنكمل استفادتنا من بياناته".
37. الشيخ عبد الكريم الجزائري.
 
38. الشيخ هادي كاشف الغطاء.
2- السيّد محمّد حسن الشيرازي.
39. الشيخ حسين الأصفهاني.
 
40. السيد مسلم زوين.
قرّب السيّد محمّد حسن الحسيني الشيرازي الآخوند الخراساني وأدناه ، وبعد هجرته إلى مدينة [[سامرّاء]] استقلّ الآخوند بالتدريس، وقام بإعادة دروس أستاذيه الشيخ الأنصاري والسيّد الشيرازي ، وقد استفاد من مجلس دروسه أكثر طلّاب مدرسة النجف.
ولعل الكثير من الأعلام قد أيدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها :
 
"أن الأقدام على مقاومة المجلس العالي، بمنزلة الأقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أي حركة ضد المجلس وأن ما ورد في كتاب الإمام محمد حسين النائيني "تنبيه الأمة وتنزيه الملة في وجوب المشروطية" يتفق مع مضمون فتوى الإمام الآخوند ، وقد أراد به البرهنة على مقاومة الاستبداد والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتفق والشريعة الإسلامية ، ولا يتناقض معها ، وقد أستند في أثبات صحة ما ذهب إليه على القرآن والسنة ونهج البلاغة ، وقد وجه الإمام النائيني نقدا لاذعا لآراء المؤيدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية) ، فقد أحدث كتاب الإمام النائيني دويا في الأوساط العلمية والاجتماعية وذلك بعد أن قام به الأستاذ صالح الجعفري من ترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في مجلة العرفان تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".
3- الشيخ راضي النجفي.
وقد كان الإمام الآخوند الخراساني مجاهدا وحاميا للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري ، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضد الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغربوحينما اقتحمت القوات الروسية ولاية خراسان أنتفض الإمام الخراساني في وجه الغزاة فأبرق قائلا : "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخن في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتى سحب الروس جيوشهم من خراسانوكان الإمام الآخوند قد أعد جيشا من المجاهدين ، وصمم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس ، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية ، ولكن المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجة 1329هـ ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م وكانت هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهد كل واحد منهم أن يحضر ومعه عدة آلاف من الرجال المسلحين ، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين كما تعهد رؤساء عشائر كرمنشاه بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند واستعد طلاب العلم بالجهاد ، ولكن الحدث المفاجئ كان وفاة الإمام الآخوند في تلك الليلة وقد أحاطت الشكوك في وفاته لأنه كان صحيحا معافى في الليلة الماضية وعند السحر من ليلة عيد الغدير فارق الحياة ,ويقول القوجاني : أن الشيخ الآخوند لم يكن مريضا بعد أن أوصى بكل ما يمكن أن يوصي به المسافر ، ثم أمسك بخاصرته وقال : آخ ثم أسلم الروح وقد أبقى ثلاث مدارس دينية حملت أسمه في مدينة النجف الأشرف هي "مدرسة الآخوند الكبرى والوسطى والصغرى" ، وكتباً في الفقه والأصول بقيت مدار التدريس يدور عليها طلبة الحوزة حتى الوقت الحاضر وهي
 
1.     الاجتهاد والتقليد.
قرأ الآخوند على الفقيه الشيخ راضي النجفي ، وأخذ عنه علم الفقه.
2.     الأصول في مباحث الألفاظ.
 
3.     تعليقه على كتاب الطهارة.
=تدريسه واجتهاده=
4.     تعليقه على أسفار ملا صدرا الشيرازي.
 
5.     تعليقه على منظومة السبزواري.
يبدو أنّ الآخوند الخرساني أصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيّد محمّد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م، وأصبح علم النجف في عصره، وكان مجلس دروسه يضمّ أكثر من مائتين وألف من طلّاب العلم ما بين مجتهد ومراهق للاجتهاد.
6.     التكملة للتبصرة ، تلخيص كتاب التبصرة للعلامة الحلي.
 
7.     تعليقه (حاشية) على رسائل الشيخ الأنصاري في الأصول.
يقول الشيخ الطهراني: "وقد سمعت ممّن أحصى تلاميذ شيخنا الأستاذ الأعظم المولى كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض بعد الفراغ من الدرس أنّه زادت عدّتهم على الألف والمائتين". وكانت حلقة درسه من أعظم الحلقات العلمية في النجف الأشرف، فقد انخرط فيها أكابر العلماء وجهابذة المجتهدين.
8.     حاشية على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري.
 
9.     درر الفوائد في شرح الفرائد ، تحقيق مهدي شمس الدين.
وقد شهدت مدرسة النجف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموّا ًكبيراً ، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق، وقد تلقّى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في [[الأستانة]] كتاباً جاء فيه: "بلغنا أنّ عالماً خراسانياً ظهر في النجف ، وجدّد معالم الأصول ، وأنّه في هذا العصر كالعضدي في زمانه ، فأرسل ترجمته بقدر ما تستطيع".
10. رسالة في الدماء الثلاثة (الحيض ، والاستحاضة، والنفاس).
 
11. رسالة في الطلاق ، لم تكمل.
وكان قد اتّخذ من [[الجامع الهندي]] مكاناً للدرس ، وكانت له الروعة والهيبة إذا استوى فوق منبره، فكان صوته يصل إلى جميع أرجاء الجامع على سعته، فقد وصف بصوت صاف نفّاذ.
12. رسالة في الإجازة ، لم تكمل.
 
ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه، حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.
 
=الآخوند الخراساني والمشروطة=
 
لقد اقترنت حركة "[[المشروطة]]" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد [[محمّد كاظم اليزدي]]، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان [[محمّد علي شاه القاجاري]] ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين [[الأمّة الإسلامية]]، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.
 
وقد أشار لآخوند في فتواه إلى: أنّ الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه. وقد أشارت أحداث في تلك الفترة إلى وجود تيّارين فكريين أحدهما يمثّل التيّار التقدّمي، وقد عرف باسم: "المشروطة"، وثانيهما التيّار المحافظ، وقد عرف باسم: "المستبدّة". وقد أدّى هذا الانشطار إلى مناقشات ومحاججات عنيفة كادت أن تعصف بالمدرسة النجفية وتؤدّي إلى كارثة اجتماعية خطيرة.
 
وكان الآخوند يتحدّث باسم النجف الأشرف بصفته لسانها الناطق، فكان قد أبرق إلى السلطان [[عبد الحميد الثاني]] عند إعلانه الدستور بأنّ المجتهدين في النجف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وقد أراد أن تسلك إيران الطريق الذي سلكته [[الدولة العثمانية]]، وغرضه من ذلك تحجيم سلطة الشاه وتقييد مقرّراته عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد التفّ حول الآخوند أعلام كبار لهم المقام العلمي الرفيع، وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله.  
 
ولعلّ الكثير من الأعلام قد أيّدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها: "إنّ الإقدام على مقاومة المجلس العالي بمنزلة الإقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أيّ حركة ضدّ المجلس".
 
وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ [[محمّد حسين النائيني]] "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة]] في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة [[الاستبداد]] والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة و[[نهج البلاغة]]. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ [[صالح الجعفري]] بترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في [[مجلّة "العرفان"]] تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".
 
=جهاده=
 
كان الآخوند الخراساني مجاهداّ وحامياّ للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضدّ الجيوش الإيطالية الزاحفة على [[طرابلس الغرب]]، وحينما اقتحمت القوّات الروسية [[خراسان]] انتفض الخراساني في وجه الغزاة، فأبرق قائلاً : "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخنّ في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتّى سحب الروس جيوشهم من خراسان، وكان الآخوند قد أعدّ جيشاً من المجاهدين، وصمّم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية، ولكنّ المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجّة سنة 1329هـ ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م، وكانت هذه الليلة هي ليلة [[عيد الغدير]]، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهّد كلّ واحد منهم أن يحضر ومعه عدّة آلاف من الرجال المسلّحين، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين، كما تعهّد رؤساء عشائر [[كرمانشاه]] بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند، واستعدّ طلّاب العلم للجهاد، ولكنّ الحدث المفاجئ كان وفاة الشيخ الآخوند في تلك الليلة، وقد أحاطت الشكوك في وفاته لأنّه كان صحيحاً معافى في الليلة الماضية، وعند السحر من ليلة عيد الغدير فارق الحياة تاركاً ثلاث مدارس دينية حملت اسمه في مدينة النجف الأشرف، هي "مدرسة الآخوند الكبرى والوسطى والصغرى"، وكتباً في الفقه والأصول بقيت مدار التدريس يدور عليها طلبة الحوزة حتّى الوقت الحاضر، سنأتي على ذكرها.
 
=مؤلّفاته=
 
للشيخ الخراساني عدّة مصنّفات، منها:
 
1. الاجتهاد والتقليد.
 
2. الأصول في مباحث الألفاظ.
 
3. تعليقة على كتاب الطهارة.
 
4. تعليقة على أسفار [[ملّا صدرا الشيرازي]].
 
5. تعليقة على منظومة الشيخ [[هادي السبزواري]].
 
6. التكملة للتبصرة ، تلخيص كتاب تبصرة [[العلّامة الحلّي]].
 
7. تعليقة (حاشية) على رسائل الشيخ الأنصاري في الأصول.
 
8. حاشية على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري.
 
9. درر الفوائد في شرح الفرائد.
 
10. رسالة في الدماء الثلاثة (الحيض، والاستحاضة، والنفاس).
 
11. رسالة في الطلاق، لم تكمل.
 
12. رسالة في الإجازة، لم تكمل.
 
13. رسالة في العدالة.
13. رسالة في العدالة.
14. رسالة في الوقف.
14. رسالة في الوقف.
15. رسالة في الرضاع.
15. رسالة في الرضاع.
16. روح المعاني في تلخيص نجاة العباد.
16. روح المعاني في تلخيص نجاة العباد.
17. روح الحياة في تلخيص نجاة العباد، وأضاف عليها فتاوى فقهية لمقلديه.
 
17. روح الحياة في تلخيص نجاة العباد، وأضاف عليها فتاوى فقهية لمقلّديه.
 
18. شرح التبصرة.
18. شرح التبصرة.
19. الشذرات والقطرات.
19. الشذرات والقطرات.
20. شرح تكملة التبصرة.
20. شرح تكملة التبصرة.
21. شرح خطبة أول الدين معرفته وكما لمعرفته والتصديق به الموجود في كتاب "نهج البلاغة"، بقلم تلميذه الشيخ عبد الرسول الأصفهاني.
 
22. الفوائد الأصولية والفقهية ، يحتوي على خمس عشرة فائدة.
21. شرح خطبة "أوّل الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به" الموجود في كتاب "نهج البلاغة"، بقلم تلميذه الشيخ عبد الرسول الأصفهاني.
23. قطرات من يراع بحر العلوم ، أو شذرات من عقدها المنظوم ، وهو عدة رسائل جمعت بعد وفاته ، وذلك عام 1331هـ.
 
24. القضاء والشهادات، لم يتم.
22. الفوائد الأصولية والفقهية، يحتوي على خمس عشرة فائدة.
25. كفاية الأصول ، يقع في جزئين ، أحدهما في مباحث الألفاظ ، والثاني في الأدلة العقلية، وهو من أعظم كتب أصول الفقه وعليه يدور التدريس في الجامعة النجفية ويقول الشيخ محمد حرز الدين : "أصبحت كفايته في الأصول عليها مدار تدريس الطلاب حيث من جل تلمذته كتبوها ودرسوا تلاميذهم بكتابتهم ويعد كتاب "كفاية الأصول" حلقة من حلقات تطوير أصول الفقه في المضمون والمنهج" ، وقد فرغ الشيخ الآخوند الخراساني من تأليفه عام 1291هـ ، وقد شرحه جماعة من أعلام النجف كالإمام السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني، وكان تلاميذ الآخوند يكتبون تقرير دروسه ويعلقون الشروح والحواشي على كتاب الكفاية، ومن ثم كثرت حواشيها المختصرة والمطولة ، المعتنية بشرح العبارة ، وفك إغلاقها ، أو بتعقيب مطالبها العلمية ، بتقريبها للأذهان ، وبعد ذلك قبولها أو ردها
 
26. اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة.
23. قطرات من يراع بحر العلوم، أو شذرات من عقدها المنظوم، وهو عدّة رسائل جمعت بعد وفاته، وذلك عام 1331هـ.
 
24. القضاء والشهادات، لم يتمّ.
 
25. كفاية الأصول، وهو أشهر كتبه.
 
26. اللمعات النيّرة في شرح تكملة التبصرة.
 
27. منهج الرشاد.
27. منهج الرشاد.
توفى الإمام الآخوند الشيخ محمد كاظم الخراساني في مدينة النجف الأشرف ليلة 18 ذي الحجة وقيل قبل يومين أو بعد يومين ، عام 1329هـ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م، وقد أحدثت وفاته صدمة أليمة في نفوس المجاهدين ، ويقول الشيخ الفقيه: "أن وفاته كانت فجأة بعدما صلى صلاة الليل"وقد شك بعض الباحثين في وفاة الشيخ الآخوند المفاجئة هذه بل وجهوا أصابع الاتهام نحو الاستعمار البريطاني ، فربطوا بين زيارة الجاسوسة البريطانية للنجف عام 1911م وبين وفاة الآخوند المفاجئة ، حيث أنه توفى بعد مغادرة المس بيل لمدينة النجف بأياموقد أذهلت الأوساط العلمية والطبقات الاجتماعية بنبأ الوفاة ، ويقول الشيخ هادي كاشف الغطاء : بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء 20 ذي الحجة 1329هـ، غسل خارج البلد في خيمة ضربت على نهر الحيدرية ، وجيء به محمولا على أعناق العلماء وطلبة العلم والجمع الغفير الذي لا يحصى وهم بين بكاء وعويل ولطم على الصدور والرؤوس حتى وصل الصحن الشريف وصلى عليه الشيخ عبد الله المازندراني ، ودفن في الحجرة الواقعة في باب السوق الكبير ، على يسار الداخل إلى الصحن الشريف ، وكان ذلك اليوم يوم غيث ومطر وبرد ولم يشعر الناس لحر المصاب وقعد وفاة الإمام الآخوند الخراساني أنتظم أمر المرجعية العليا للإمام السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وقد أعقب الإمام الآخوند خمسة أبناء ولدوا في مدينة النجف الأشرف وهم : الميرزا مهدي ، والميرزا محمد ، والميرزا أحمد ، والميرزا حسين ، والميرزا حسن وقد أجاد الأستاذ الشهيد السعيد عبد الرحيم محمد علي بكتابه الرائع " المصلح المجاهد الشيخ محمد كاظم الخراساني" فأنه خير مصدر عن هذه الشخصية العلمية الرائدة.
 
=وفاته ومدفنه=
 
توفّى الآخوند الخراساني في مدينة النجف الأشرف ليلة 18 ذي الحجّة، وقيل: قبل يومين أو بعد يومين، من عام 1329هـ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م.
 
وقد أحدثت وفاته صدمة أليمة في نفوس المجاهدين، وأذهل نبأ الوفاة الأوساط العلمية والطبقات الاجتماعية.
 
وقد شكّ بعض الباحثين في وفاة الشيخ الآخوند المفاجئة هذه، بل وجّهوا أصابع الاتّهام نحو الاستعمار البريطاني، فربطوا بين زيارة الجاسوسة البريطانية [[المس بيل]] للنجف عام 1911م وبين وفاة الآخوند المفاجئة، حيث إنّه توفّى بعد مغادرة المس بيل لمدينة النجف بأيّام. وقد أذهل نبأ الوفاة الأوساط العلمية والطبقات الاجتماعية.
 
يقول الشيخ [[هادي كاشف الغطاء]]: "بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء 20 ذي الحجّة 1329هـ، غسّل خارج البلد في خيمة ضربت على [[نهر الحيدرية]]، وجيء به محمولاً على أعناق العلماء وطلبة العلم والجمع الغفير الذي لا يحصى وهم بين بكاء وعويل ولطم على الصدور والرؤوس، حتّى وصل الصحن الشريف وصلّى عليه الشيخ [[عبد الله المازندراني]]، ودفن في الحجرة الواقعة في باب السوق الكبير على يسار الداخل إلى الصحن العلوي الشريف، وكان ذلك اليوم يوم غيث ومطر وبرد، ولم يشعر الناس لحرّ المصاب".
 
وبعد وفاة الآخوند الخراساني انتظم أمر المرجعية العليا للسيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي.
 
=عقبه=
 
أعقب الآخوند خمسة أبناء ولدوا في مدينة النجف الأشرف، وهم: الميرزا مهدي، والميرزا محمّد، والميرزا أحمد، والميرزا حسين، والميرزا حسن.  
 
=المصدر=
 
مقتبس مع نعديلات من موقع: www.dte.ir
 
[[تصنيف: مراجع التقليد]]
 
[[تصنيف: علماء الدين في العراق]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:٢١، ١٦ يونيو ٢٠٢١

الآخوند الملّا محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني: عالم محقّق وفاضل مدقّق من أكابر علماء الإمامية، كان جامعاً للعلوم العقلية والنقلية، فقيهاً كبيراً، ومجاهداً مصلحاً حامياً للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، حيث كان له جهاد مرير لإنقاذ بلاد المسلمين من براثن المحتلّين.

الملّا محمّد كاظم الخراساني
الاسم الآخوند محمّد كاظم الخراساني‏
الاسم الکامل الآخوند محمّد كاظم بن حسين الهروي الخراساني
تاريخ الولادة 1839م/ 1255 ه
محلّ الولادة طوس/ إيران
تاريخ الوفاة 1329ه /1911م
المهنة عالم ومرجع ديني
الأساتذة مرتضى الأنصاري، محمّد حسن الشيرازي، راضي النجفي
الآثار الاجتهاد والتقليد، درر الفوائد في شرح الفرائد، شرح التبصرة، الشذرات والقطرات، كفاية الأصول، اللمعات النيّرة في شرح تكملة التبصرة، الأصول في مباحث الألفاظ، رسالة في العدالة، رسالة في الوقف، رسالة في الرضاع
المذهب شیعي

ولادته

ولد الشيخ الآخوند محمّد كاظم الهروي الخراساني في مدينة طوس الإيرانية عام 1255هـ/1839م، ونشأ بها.

دراسته

في عام 1277هـ هاجر إلى طهران وقرأ فيها المقدّمات والعلوم والمنطق وشيئاً من الفقه والأصول ، ثمّ هاجر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1278هـ ، وقيل: عام 1279هـ .

وقد تتلمذ على علمائها وفقهائها الكبار، منهم:

1- الشيخ مرتضى الأنصاري.

درس الآخوند الخراساني على الشيخ مرتضى الأنصاري الفقه والأصول. وقد أشار إلى ذلك بقوله: "اتّخذت المحقّق الأنصاري أوّل ما حللت النجف شيخاً لنفسي، واتّخذت سيّدنا الميرزا حسن الشيرازي أستاذاً، فكنت اختلف إلى سيّدي الأستاذ وأحضر أبحاثه الخصوصية والعمومية ثمّ بصحبته نحضر معاً درس شيخنا الأنصاري، فنكمل استفادتنا من بياناته".

2- السيّد محمّد حسن الشيرازي.

قرّب السيّد محمّد حسن الحسيني الشيرازي الآخوند الخراساني وأدناه ، وبعد هجرته إلى مدينة سامرّاء استقلّ الآخوند بالتدريس، وقام بإعادة دروس أستاذيه الشيخ الأنصاري والسيّد الشيرازي ، وقد استفاد من مجلس دروسه أكثر طلّاب مدرسة النجف.

3- الشيخ راضي النجفي.

قرأ الآخوند على الفقيه الشيخ راضي النجفي ، وأخذ عنه علم الفقه.

تدريسه واجتهاده

يبدو أنّ الآخوند الخرساني أصبح زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد وفاة السيّد محمّد حسن الشيرازي عام 1312هـ/1895م، وأصبح علم النجف في عصره، وكان مجلس دروسه يضمّ أكثر من مائتين وألف من طلّاب العلم ما بين مجتهد ومراهق للاجتهاد.

يقول الشيخ الطهراني: "وقد سمعت ممّن أحصى تلاميذ شيخنا الأستاذ الأعظم المولى كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض بعد الفراغ من الدرس أنّه زادت عدّتهم على الألف والمائتين". وكانت حلقة درسه من أعظم الحلقات العلمية في النجف الأشرف، فقد انخرط فيها أكابر العلماء وجهابذة المجتهدين.

وقد شهدت مدرسة النجف في عهد الشيخ الآخوند الخراساني نموّا ًكبيراً ، وقد ذاع صيتها العلمي في الآفاق، وقد تلقّى حاكم النجف العثماني يومذاك من آل الآلوسي في الأستانة كتاباً جاء فيه: "بلغنا أنّ عالماً خراسانياً ظهر في النجف ، وجدّد معالم الأصول ، وأنّه في هذا العصر كالعضدي في زمانه ، فأرسل ترجمته بقدر ما تستطيع".

وكان قد اتّخذ من الجامع الهندي مكاناً للدرس ، وكانت له الروعة والهيبة إذا استوى فوق منبره، فكان صوته يصل إلى جميع أرجاء الجامع على سعته، فقد وصف بصوت صاف نفّاذ.

ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه، حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.

الآخوند الخراساني والمشروطة

لقد اقترنت حركة "المشروطة" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد محمّد كاظم اليزدي، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان محمّد علي شاه القاجاري ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين الأمّة الإسلامية، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.

وقد أشار لآخوند في فتواه إلى: أنّ الخروج على الدستور هو بمثابة الخروج على تعاليم الإسلام نفسه. وقد أشارت أحداث في تلك الفترة إلى وجود تيّارين فكريين أحدهما يمثّل التيّار التقدّمي، وقد عرف باسم: "المشروطة"، وثانيهما التيّار المحافظ، وقد عرف باسم: "المستبدّة". وقد أدّى هذا الانشطار إلى مناقشات ومحاججات عنيفة كادت أن تعصف بالمدرسة النجفية وتؤدّي إلى كارثة اجتماعية خطيرة.

وكان الآخوند يتحدّث باسم النجف الأشرف بصفته لسانها الناطق، فكان قد أبرق إلى السلطان عبد الحميد الثاني عند إعلانه الدستور بأنّ المجتهدين في النجف يطالبون بالدستور كفرض ديني، وقد أراد أن تسلك إيران الطريق الذي سلكته الدولة العثمانية، وغرضه من ذلك تحجيم سلطة الشاه وتقييد مقرّراته عن طريق إعلان الدستور وتأسيس المجلس، وقد التفّ حول الآخوند أعلام كبار لهم المقام العلمي الرفيع، وكان هو المحور الذي يدور الجميع من حوله.

ولعلّ الكثير من الأعلام قد أيّدوا الآخوند الخراساني بعد إصداره فتواه التي جاء فيها: "إنّ الإقدام على مقاومة المجلس العالي بمنزلة الإقدام على مقاومة أحكام الدين الحنيف ، فواجب المسلمين أن يقفوا دون أيّ حركة ضدّ المجلس".

وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ محمّد حسين النائيني "تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة الاستبداد والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة ونهج البلاغة. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ صالح الجعفري بترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في مجلّة "العرفان" تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".

جهاده

كان الآخوند الخراساني مجاهداّ وحامياّ للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضدّ الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغرب، وحينما اقتحمت القوّات الروسية خراسان انتفض الخراساني في وجه الغزاة، فأبرق قائلاً : "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخنّ في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتّى سحب الروس جيوشهم من خراسان، وكان الآخوند قد أعدّ جيشاً من المجاهدين، وصمّم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية، ولكنّ المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجّة سنة 1329هـ ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م، وكانت هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهّد كلّ واحد منهم أن يحضر ومعه عدّة آلاف من الرجال المسلّحين، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين، كما تعهّد رؤساء عشائر كرمانشاه بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند، واستعدّ طلّاب العلم للجهاد، ولكنّ الحدث المفاجئ كان وفاة الشيخ الآخوند في تلك الليلة، وقد أحاطت الشكوك في وفاته لأنّه كان صحيحاً معافى في الليلة الماضية، وعند السحر من ليلة عيد الغدير فارق الحياة تاركاً ثلاث مدارس دينية حملت اسمه في مدينة النجف الأشرف، هي "مدرسة الآخوند الكبرى والوسطى والصغرى"، وكتباً في الفقه والأصول بقيت مدار التدريس يدور عليها طلبة الحوزة حتّى الوقت الحاضر، سنأتي على ذكرها.

مؤلّفاته

للشيخ الخراساني عدّة مصنّفات، منها:

1. الاجتهاد والتقليد.

2. الأصول في مباحث الألفاظ.

3. تعليقة على كتاب الطهارة.

4. تعليقة على أسفار ملّا صدرا الشيرازي.

5. تعليقة على منظومة الشيخ هادي السبزواري.

6. التكملة للتبصرة ، تلخيص كتاب تبصرة العلّامة الحلّي.

7. تعليقة (حاشية) على رسائل الشيخ الأنصاري في الأصول.

8. حاشية على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري.

9. درر الفوائد في شرح الفرائد.

10. رسالة في الدماء الثلاثة (الحيض، والاستحاضة، والنفاس).

11. رسالة في الطلاق، لم تكمل.

12. رسالة في الإجازة، لم تكمل.

13. رسالة في العدالة.

14. رسالة في الوقف.

15. رسالة في الرضاع.

16. روح المعاني في تلخيص نجاة العباد.

17. روح الحياة في تلخيص نجاة العباد، وأضاف عليها فتاوى فقهية لمقلّديه.

18. شرح التبصرة.

19. الشذرات والقطرات.

20. شرح تكملة التبصرة.

21. شرح خطبة "أوّل الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به" الموجود في كتاب "نهج البلاغة"، بقلم تلميذه الشيخ عبد الرسول الأصفهاني.

22. الفوائد الأصولية والفقهية، يحتوي على خمس عشرة فائدة.

23. قطرات من يراع بحر العلوم، أو شذرات من عقدها المنظوم، وهو عدّة رسائل جمعت بعد وفاته، وذلك عام 1331هـ.

24. القضاء والشهادات، لم يتمّ.

25. كفاية الأصول، وهو أشهر كتبه.

26. اللمعات النيّرة في شرح تكملة التبصرة.

27. منهج الرشاد.

وفاته ومدفنه

توفّى الآخوند الخراساني في مدينة النجف الأشرف ليلة 18 ذي الحجّة، وقيل: قبل يومين أو بعد يومين، من عام 1329هـ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م.

وقد أحدثت وفاته صدمة أليمة في نفوس المجاهدين، وأذهل نبأ الوفاة الأوساط العلمية والطبقات الاجتماعية.

وقد شكّ بعض الباحثين في وفاة الشيخ الآخوند المفاجئة هذه، بل وجّهوا أصابع الاتّهام نحو الاستعمار البريطاني، فربطوا بين زيارة الجاسوسة البريطانية المس بيل للنجف عام 1911م وبين وفاة الآخوند المفاجئة، حيث إنّه توفّى بعد مغادرة المس بيل لمدينة النجف بأيّام. وقد أذهل نبأ الوفاة الأوساط العلمية والطبقات الاجتماعية.

يقول الشيخ هادي كاشف الغطاء: "بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء 20 ذي الحجّة 1329هـ، غسّل خارج البلد في خيمة ضربت على نهر الحيدرية، وجيء به محمولاً على أعناق العلماء وطلبة العلم والجمع الغفير الذي لا يحصى وهم بين بكاء وعويل ولطم على الصدور والرؤوس، حتّى وصل الصحن الشريف وصلّى عليه الشيخ عبد الله المازندراني، ودفن في الحجرة الواقعة في باب السوق الكبير على يسار الداخل إلى الصحن العلوي الشريف، وكان ذلك اليوم يوم غيث ومطر وبرد، ولم يشعر الناس لحرّ المصاب".

وبعد وفاة الآخوند الخراساني انتظم أمر المرجعية العليا للسيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي.

عقبه

أعقب الآخوند خمسة أبناء ولدوا في مدينة النجف الأشرف، وهم: الميرزا مهدي، والميرزا محمّد، والميرزا أحمد، والميرزا حسين، والميرزا حسن.

المصدر

مقتبس مع نعديلات من موقع: www.dte.ir