الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سوريا؛ فشل المشاريع (مذكرة)»
| (١ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
| سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
== تدخل الإمارات == | == تدخل الإمارات == | ||
<sub><sub></sub></sub><div class="wikiInfo">[[ملف:سوریه؛ شکست پروژهها (یادداشت) 3.jpg |بديل=الخطوة الثانية للثورة|صورة مصغرة|]]</div> | <sub><sub></sub></sub><div class="wikiInfo">[[ملف:سوریه؛ شکست پروژهها (یادداشت) 3.jpg |بديل=الخطوة الثانية للثورة|صورة مصغرة|]]</div> | ||
دول الخليج العربي التي كانت تتوقع بعد سقوط [[بشار الأسد|بشار الأسد]] أن تصبح سوريا ضمن نطاق نفوذها، تشعر اليوم بالإحباط والقلق من الوضع الحالي لسوريا. تدخل الإمارات في الاشتباكات التي وقعت قبل شهر في المنطقة الساحلية السورية يعكس قلق العالم العربي من تطورات هذا البلد. هناك تقارير تفيد بأنهم لجأوا إلى الكيان الصهيوني الإجرامي لمحاولة السيطرة على المنطقة الساحلية والجنوبية لسوريا التي خرجت عن سيطرة الجولاني. حتى الآن، هذا المشروع لم ينجح، والعالم العربي لا يزال على هامش التطورات في سوريا، كما أن تحركاتهم السرية وإنفاقهم المالي تؤدي إلى توتر علاقاتهم مع تركيا وحكومة دمشق الهزيلة. ما يجري في سوريا أمام أعين الشعب السوري، الذي فقد أرضه اليوم وليس أن السيادة انتقلت من مجموعة سورية إلى أخرى. بعد عام لا يزال الشعب معرضًا لأعمال إرهابية، فليس فقط [[العلويون|العلويون]]، الأكراد، [[ | دول الخليج العربي التي كانت تتوقع بعد سقوط [[بشار الأسد|بشار الأسد]] أن تصبح سوريا ضمن نطاق نفوذها، تشعر اليوم بالإحباط والقلق من الوضع الحالي لسوريا. تدخل الإمارات في الاشتباكات التي وقعت قبل شهر في المنطقة الساحلية السورية يعكس قلق العالم العربي من تطورات هذا البلد. هناك تقارير تفيد بأنهم لجأوا إلى الكيان الصهيوني الإجرامي لمحاولة السيطرة على المنطقة الساحلية والجنوبية لسوريا التي خرجت عن سيطرة الجولاني. حتى الآن، هذا المشروع لم ينجح، والعالم العربي لا يزال على هامش التطورات في سوريا، كما أن تحركاتهم السرية وإنفاقهم المالي تؤدي إلى توتر علاقاتهم مع تركيا وحكومة دمشق الهزيلة. ما يجري في سوريا أمام أعين الشعب السوري، الذي فقد أرضه اليوم وليس أن السيادة انتقلت من مجموعة سورية إلى أخرى. بعد عام لا يزال الشعب معرضًا لأعمال إرهابية، فليس فقط [[العلويون|العلويون]]، الأكراد، [[الدروزية|الدروز]]، [[الشيعة]] و[[المسيحية|المسيحيون]] معرضون للقتل والنهب، بل حتى السنة في حمص وحماة يعيشون في أجواء أمنية خطيرة. حالة الأعمال والمعيشة لم تتحسن ولا أفق لذلك يبدو. الدول العربية وتركيا لم تقدم دعمًا اقتصاديًا فعّالًا حتى للحكومة الجولانية. العرب في جنوب [[الخليج الفارسي]] الذين لا يقبلون قيام دولة شبه إخوانية في [[دمشق]] أو حكومة تابعة لتركيا، رغم وعودهم في البداية، لم يقدموا دعمًا ماليًا كبيرًا لدمشق، وطلب [[أبو محمد الجولاني|الجولاني]] المساعدات منهم لم يثمر. موقف [[دونالد ترامب|ترامب]] واضح في الموضوع؛ فهو يجيد فقط أخذ الأمور. | ||
== نداء للشعب السوري == | == نداء للشعب السوري == | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٠٩، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥
سوريا؛ فشل المشاريع عنوان مذكرة تتناول وضع فشل المشاريع التي أُعدت في أرض سوريا ولصالحها[١]. عند النظر إلى أرض سوريا، يتضح قبل كل شيء تقسيمها إلى ستة أجزاء متميزة يدير كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى. يدير جزء من هذا البلد «هيئة تحرير الشام» التي تشمل دمشق وأجزاء من محافظات الريف، حمص، حماة وإدلب. هذا الجزء يشكل حوالي 30% من سوريا. جزء آخر من البلاد تحت السيطرة العسكرية والأمنية لـ الكيان الغاصب الإسرائيلي ويشمل محافظات القنيطرة، السويداء، درعا وأجزاء من محافظة الريف. جزء من سوريا تحت سيطرة الجيش أمريكا ويشمل أجزاء من ثلاث محافظات هي الحسكة، دير الزور، الرقة وجزء صغير من محافظة دمشق. جزء آخر تحت سيطرة الجيش التركي ويشمل محافظة إدلب وأجزاء من محافظتي الحسكة والرقة. أجزاء من سوريا تحت سيطرة مجموعات الإرهابية المسلحة خارج سلطة الجولاني تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس. أجزاء من شمال شرق البلاد تحت السيطرة النسبية لـ قسد - الأكراد - الذين يعملون بمعزل عن الحكومة المركزية، وأجزاء من الجنوب - البادية - تحت سيطرة قبائل عربية مسلحة تعمل كذلك بمعزل عن الحكومة المركزية وتحت دعم أمريكي.
سوريا ضحية المشاريع الخارجية
بعد عام من سقوط حكومة بشار الأسد، أصبح التفكك السمة الأبرز لسوريا. لذلك، سوريا الحالية تفتقد لأهم عنصر هوياتي وهو السيادة، وأهم عنصر سياسي وهو الوحدة الترابية. بكلمة واحدة، سوريا أصبحت ضحية مشاريع فرضت عليها من خارج حدودها. من يظن أن الوضع الحالي لهذه الأرض الاستراتيجية هو نتيجة خلافات داخلية بين الأقوام وأن الشعب السوري الذي كان يتمتع بعقود من التضامن والهوية الموحدة له دور في ذلك، فهو يغفل الحقائق. كما أن من وصفوا النزاعات بين عامي 2012 و2018 بـ«الحرب الأهلية» قد أخطأوا. الأحداث اللاحقة أظهرت أن دول أمريكا، تركيا، الكيان الإسرائيلي وبعض الدول العربية مثل قطر، الإمارات والسعودية هي التي أعدت ودعمت وأدارت الحوادث الأمنية والعسكرية خلال تلك السبع سنوات.
محور المقاومة داعم سوريا
خلال تلك السبع سنوات، تمكن الشعب السوري بمساعدة محور المقاومة من التغلب على أعداء البلاد. التطورات خلال العام الماضي حدثت في غياب الشعب والمحور، مما يدل على ضرورة عودة الشعب السوري ومحور المقاومة إلى ساحة الأحداث، إذ بدون مشاركتهما لن تُستعاد السيادة السورية ولا الوحدة الترابية. من الواضح أن سوريا لاستعادة سيادتها وحفظ وحدتها لا يمكنها الاعتماد على حكومات عميلة ولا على فصائل تسعى لمصالح ضيقة، ولا على دول معتدية تحتل أجزاء من أراضيها.
الحكومة الهزيلة للجولاني
الحكومة الهزيلة والضعيفة لـالجولاني خلال هذا العام قامت بكل تراجع خائن يمكن تصوره لمحاولة توحيد سوريا تحت راية واحدة، لكنها فشلت لأن الأطراف التي خاطبها لا تريد أساسًا سوريا موحدة وقوية. تركيا ليست مستعدة للتخلي عن المناطق التي تحتلها أو الدخول في صراع مع الحكومات والفصائل التي تسيطر على أجزاء من سوريا، كما أن أمريكا والكيان الغاصب اللذين يسعيان لتقسيم المنطقة لا يفضلان سوريا موحدة. الدول العربية التي أنفقت مئات المليارات خلال تلك السنوات لا ترغب في ظهور سوريا مستقلة. واليوم، الدولة الشريرة الإمارات وبمساعدة الكيان الغاصب الصهيوني تنفذ سيناريو الحرب في أجزاء من شمال غرب سوريا، كما فعلت مع السودان واليمن، وهي مستمرة في ذلك. لذلك، حان الوقت للشعب السوري أن يفكر في استعادة سيادته ووحدته الترابية بنفسه.
من منظور آخر، يمكن تحليل تطورات العام الماضي في سوريا. إذا لم نعتبر تفكيك سوريا الهدف النهائي للدول المذكورة، ورغبنا في تقييم نواياهم السابقة للتقسيم، فإن جميعهم حتى الآن لم يحققوا أهدافهم. تركيا لم تقم بحشد عسكري مكثف أو تجهيز «تحرير الشام» لتشكيل سوريا تحت نفوذها فقط، بل أرادت سوريا تابعة بالكامل لها تكون ممراً لتوسيع نفوذها في المنطقة ومدخلاً للهيمنة على العالم العربي ونشر الإخوان المسلمين. تركيا لم تحقق ذلك، والآن تقلق من تحوّل الجولاني نحو أمريكا أو العالم العربي.
الهدف الأمريكي
الهدف الأمريكي كان استخدام العراق وسوريا لكبح محور المقاومة في المنطقة، لكن الوضع المجزأ لسوريا وعدم قدرة أمريكا على توحيدها، إضافة إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق التي حققت فيها قوى المقاومة انتصارًا شبه مطلقًا، أظهرت أن تحقيق الهدف الأمريكي بعيد المنال. الكيان الإسرائيلي كان يهدف إلى تحويل انهيار حكومة بشار الأسد إلى منطقة أمنية آمنة في مرتفعات الجولان الشرقية والشمالية لتجنب التهديد من حدود سوريا، لكنه رغم سيطرته على جنوب سوريا، وبعد أحداث الأسبوعين الأخيرين في «بيت جن» التي أسفرت عن مقتل سبعة وجرح عشرة من جنود الكيان الغاصب، أدرك أن خطواته التوسعية أدت إلى تشكيل مقاومة شعبية سورية شجاعة ضده. لذلك، عدم اليقين الاستراتيجي الناتج عن قوة المقاومة أعاد حالة عدم الاستقرار إلى المنطقة.
تدخل الإمارات
دول الخليج العربي التي كانت تتوقع بعد سقوط بشار الأسد أن تصبح سوريا ضمن نطاق نفوذها، تشعر اليوم بالإحباط والقلق من الوضع الحالي لسوريا. تدخل الإمارات في الاشتباكات التي وقعت قبل شهر في المنطقة الساحلية السورية يعكس قلق العالم العربي من تطورات هذا البلد. هناك تقارير تفيد بأنهم لجأوا إلى الكيان الصهيوني الإجرامي لمحاولة السيطرة على المنطقة الساحلية والجنوبية لسوريا التي خرجت عن سيطرة الجولاني. حتى الآن، هذا المشروع لم ينجح، والعالم العربي لا يزال على هامش التطورات في سوريا، كما أن تحركاتهم السرية وإنفاقهم المالي تؤدي إلى توتر علاقاتهم مع تركيا وحكومة دمشق الهزيلة. ما يجري في سوريا أمام أعين الشعب السوري، الذي فقد أرضه اليوم وليس أن السيادة انتقلت من مجموعة سورية إلى أخرى. بعد عام لا يزال الشعب معرضًا لأعمال إرهابية، فليس فقط العلويون، الأكراد، الدروز، الشيعة والمسيحيون معرضون للقتل والنهب، بل حتى السنة في حمص وحماة يعيشون في أجواء أمنية خطيرة. حالة الأعمال والمعيشة لم تتحسن ولا أفق لذلك يبدو. الدول العربية وتركيا لم تقدم دعمًا اقتصاديًا فعّالًا حتى للحكومة الجولانية. العرب في جنوب الخليج الفارسي الذين لا يقبلون قيام دولة شبه إخوانية في دمشق أو حكومة تابعة لتركيا، رغم وعودهم في البداية، لم يقدموا دعمًا ماليًا كبيرًا لدمشق، وطلب الجولاني المساعدات منهم لم يثمر. موقف ترامب واضح في الموضوع؛ فهو يجيد فقط أخذ الأمور.
نداء للشعب السوري
كل هذه الأمور تشير إلى أن مجريات الأحداث ستدفع الشعب السوري إلى التفكير. السوريون اليوم يدركون قيمة الاستقلال والاعتماد على الذات. يعتبرون أنفسهم أصحاب تاريخ وحضارة أقدم من الأطراف التي تسيطر على أجزاء من سوريا ولا يخضعون لهم. يميزون بين من وقف معهم بدون مصلحة أو احتلال وبين الغزاة ومثيري الحروب. يمكن للشعب السوري أن يكون له حكومة قوية ومقاومة دون العودة إلى الوراء. الغزاة بعد عام من فرض الفوضى على سوريا، وبشكل غير مقصود، ساعدوا الشعب السوري على التوصل إلى ضرورة الاستقلال والحكومة المحلية المقاومة.
انظر أيضًا
الهوامش
- ↑ بقلم: سعد الله زارعي.
المصادر
- سوريا؛ فشل المشاريع (مذكرة يومية)، موقع صحيفة كيهان، تاريخ النشر: 13 ديسمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 15 ديسمبر 2025.



