انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الملك بن مروان»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٣: سطر ١٣:
| الأساتذة =
| الأساتذة =
| التلامذة =  
| التلامذة =  
| الدين = [[اسلام]]
| الدين = [[الاسلام]]
| المذهب = أهل السنة
| المذهب = أهل السنة
| الآثار =  
| الآثار =  

مراجعة ١٣:٢٨، ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥

عبد الملك بن مروان
الإسمعبد الملك بن مروان
الإسم الکاملعبد الملك بن مروان بن حكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
التفاصيل الذاتية
یوم الوفاة۸۶ ق
مكان الوفاةدمشق
الدينالاسلام، أهل السنة
النشاطاتالخليفة الأموي الخامس من بني أمية

عبد الملك مروان أو عبد الملك بن مروان كان خامس خليفة من خلفاء أمويين في دمشق، وهو من أقوى خلفاء بني أمية الذين استطاعوا التغلب على المشاكل السياسية التي حدثت في عهده. في عهده تُرجمت دواوين الشعر والكتب العلمية المهمة من لغات قديمة متعددة إلى العربية، وجاء العلماء من بلاد أخرى إلى بلاط دمشق. رغم أنه كان يظهر قبل توليه الحكم بمظهر زهد وعبادة ليكسب قبول الناس، إلا أنه بمجرد وصوله إلى الخلافة ودع كل القيم الأخلاقية والإسلام، وقال في القرآن الذي كان يتلوه: «هذا آخر العهد بك» (أي هذه آخر مرة أراك فيها).

بعد توليه الخلافة، كان يقسم بالله أنه يشرب خمر، وصرح في خطبة قائلاً: «من يدعوني إلى تقوى سأقطع عنقه! أنا أعالج آلام هذه الأمة بالسيف.» من أكبر جرائمه أنه عيّن شخصًا دمويًا شريرًا هو حجاج بن يوسف الثقفي على رقاب وأعراض مسلمين؛ وهو الذي كان يرى أن مقام عبد الملك أعلى من مقام النبي، وكان في عدائه لعائلة النبي والإمام علي (عليه السلام) في الطليعة، وكان يفضل سماع كلمة كافر على كلمة شيعي.

من هو عبد الملك بن مروان؟

دامت خلافته 21 سنة. وصفه المؤرخون بأنه ذكي، حذر، فطن، أديب، ذكي وعالم[١]. يقول مؤلف الفخري: «عبد الملك كان شخصًا حكيمًا، عاقلًا، عالمًا، فاضلًا، أديبًا، ذكيًا، جبارًا، ذا هيبة، سياسيًا بارعًا، وذو تدبير حسن»[٢]. ويكتب هندشاه: «كان رجلاً عاقلًا وفاضلًا وفصيحًا وفقيهًا وعالمًا بالأخبار ودقائق الأشعار، حسن الرأي والتدبير»[٣].

قبل توليه السلطة، كان من فقهاء المدينة[٤]، وكان مشهورًا بالزهد والعبادة والتدين، وكان يقضي أوقاته في المسجد بالعبادة حتى لقب بـحمامة المسجد (كبوتر المسجد)! ويُروى أنه بعد وفاة والده مروان، وعندما وصلته الخلافة، كان مشغولًا بقراءة القرآن، لكنه بعد سماع الخبر أغلق القرآن وقال: «الآن بيني وبينك فراق!»[٥].

فعلًا انفصل عن القرآن، وتحول بفعل غرور السلطة حتى صار شخصيته مشوهة، وذكر المؤرخون أن حكمه كان أسودًا ومليئًا بالظلم. يكتب جلال الدين السيوطي وابن الاثير أن عبد الملك كان أول من خان وغدر (قتل عمرو بن سعيد بن العاص بعد أن أعطاه أمانًا)، وأول من منع الناس من الكلام في حضور خليفة، وأول من منع الأمر بالمعروف[٦].

بعد عامين من هزيمته لعبد الله بن الزبير في مكة (عام 75 هـ)، دخل المدينة خلال موسم الحج وقال للناس: "أنا لست خليفة ذليلًا (عثمان)، ولا خليفة متساهلًا (معاوية), ولا خليفة ضعيف العقل (يزيد). أنا لا أعالج الناس إلا بالسيف. أنتم تطلبون منا أعمال المهاجرين لكنكم لا تتصرفون كما هم (تدعونا إلى التقوى ولا تلتزمون بها). والله إني لأقسم أن من يأمرني بالتقوى بعد الآن سأقطع عنقه"[٧].

قال ذلك لأن الخطباء والإمام في خطبة الجمعة كانوا يبدأون خطبهم بعبارة «اتق الله» (اتقِ الله). من الواضح أنه عندما يقول من يدعي أنه خليفة النبي هذه الكلمات في مدينة النبي وقبره، فكيف سيكون سلوك موظفيه في الأقاليم البعيدة؟

في حكمه الطويل، اعتاد عبد الملك الظلم والفساد والقسوة حتى انطفأ نور الإيمان في قلبه. وقد اعترف بنفسه ذات يوم لسعيد بن المسيب قائلاً: «لقد أصبحت لا أفرح إذا فعلت خيرًا، ولا أحزن إذا فعلت شرًا»! فرد سعيد بن المسيب: «موت القلب قد اكتمل فيك»[٨].

كان غالبًا ما يتحدث مع امرأة تدعى أم الدرداء، فقالت له ذات يوم: «يا أمير المؤمنين، سمعت أنك بعد العبادة والتهجد تشرب الخمر؟» فأجابها: «لم أشرب الخمر فقط، بل شربت دماء الناس أيضًا»[٩]!

كان في البداية يخشى من حملة يزيد على مكة لقمع عبد الله بن الزبير، لكنه بعد توليه الحكم لم يكتفِ باستكمال تلك الحملة، بل عيّن شخصًا سفّاكًا مثل حجاج ليقودها، فقصفت المسجد الحرام والكعبة التي تحصن فيها ابن الزبير بالمنجنيق[١٠]. وكان نوابه في مختلف أنحاء العالم الإسلامي يحكمون بالرعب والاضطهاد، ويتعاملون مع الناس بالقوة والقسوة.

يقول المسعودي: «كان عبد الملك شخصًا دمويًا، وعماله مثل «حجاج» والي العراق، ومهلب والي خراسان، وهشام بن إسماعيل والي المدينة كانوا مثله سفّاكين وقساة»[١١]. وكان هشام بن إسماعيل، والي المدينة، قاسيًا على الناس وأذى عائلة النبي لدرجة أن الوليد عندما تولى الحكم بعد وفاة والده اضطر إلى عزله[١٢]. وأفظعهم كان حجاج الذي اشتهرت جرائمه في تاريخ الإسلام. بعد هزيمة عبد الله بن الزبير، عينه عبد الملك واليًا على الحجاز (مكة، المدينة، الطائف) لمدة عامين[١٣].

قمع المعارضين في الشام

واجه عبد الملك في الشام نوعين من المعارضين: 1. حكام في الشام كانوا أنصار عبد الله بن الزبير مثل زفر بن حارث في قرقيسيا، وناتل بن قيس الجذامي في فلسطين، وقام عبد الملك بقمعهم. 2. مجموعة من بني أمية كانوا معارضين لحكم عبد الملك ويريدون الوصول إلى الحكم بأنفسهم، وكان أبرزهم عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بـعمرو بن سعيد بن الأشدق. وعده عبد الملك بولايته العهدية لكبح نشاطه، ثم قتله لاحقًا. كما تمكن عبد الملك من قمع حركة تسمى ثورة الجراجمة بنفس الطريقة[١٤].

وفاة عبد الملك

توفي عبد الملك بن مروان يوم الخميس 15 شوال سنة 86 هـ (705 م) في دمشق[١٥]، وقيل 14 شوال عن عمر يناهز ستين أو واحد وستين عامًا. وكانت مدة خلافته 21 سنة.

الهوامش

  1. ابن اثير، الکامل في التاریخ، بیروت، دار صادر، 1399 هـ ق، ج 4 ص 520
  2. ابن طقطقا، الفخري، بیروت، دار صادر، 1386 هـ ق، ص 122 و 124
  3. تجارب السلف، تصحيح: عباس إقبال، ط3، طهران، مكتبة طهوري، 1357 هـ ش، ص 75
  4. ابن طقطقا، الفخري، بیروت، دار صادر، 1386 هـ ق، ص 122؛ سيطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، القاهرة، مطبعة المدني، 1383 هـ ق، ص 216
  5. هندوشاه، نفس المصدر، ص 76
  6. السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، القاهرة، مطبعة المدني، 1383 هـ ق، ص 217؛ ابن طقطقا، الفخري، بیروت، دار صادر، 1386 هـ ق، ص 122؛ أبو العباس المبرد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: نعيم زر زور وتغاريد بيضون، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985 م، ج 2، ص 192؛ هندوشاه، نفس المصدر، ص 76؛ جورجي زيدان، تاريخ تمدن الإسلام، ترجمة علي جواهر كلام، طهران، أمير كبير، 1336 هـ ق، ج 4، ص 100
  7. السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، القاهرة، مطبعة المدني، 1383 هـ ق، ص 218؛ ابن الاثير، نفس المصدر، ج 4، ص 522؛ بعض هذه التصرفات قام بها معاوية سابقًا.
  8. ابن طقطقا، الفخري، بیروت، دار صادر، 1386 هـ ق، ص 122؛ ابن الاثير، ج 4، ص 521؛ هندوشاه، نفس المصدر، ص 76
  9. السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، القاهرة، مطبعة المدني، 1383 هـ ق، ص 216
  10. السيوطي، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، القاهرة، مطبعة المدني، 1383 هـ ق، ص 217؛ هندوشاه، نفس المصدر، ص 76
  11. مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت، دار الأندلس، ج 3، ص 91
  12. ابن واضح، تاريخ يعقوبي، تعليق: سيد محمد صادق بحر العلوم، النجف، مكتبة الحيدرية، 1384 هـ ق، ج 3، ص 27 و 29؛ محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، ج 5، ص 220
  13. ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، الطبعة الثالثة، القاهرة، مكتبة مصطفى الباب الحلبى، 1328 هـ ق، ج 2، ص 31
  14. ابن الأثير، الكامل، 1965 م، ج 2، ص 304
  15. المسعودي، مروج الذهب، 1409 هـ، ج 3، ص 92