انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصفوية»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:صفوية-1.jpg|بدون إطار|يسار]]


<sub><sub></sub></sub><div class="wikiInfo">[[ملف:صفویه-1.jpg |بديل=الخطوة الثانية للثورة|صورة مصغرة|الثورة الشعبية]]</div>
'''الصفويون''' (حكموا بين 907 - 1135 هـ) هم سلالة من حكام [[الشيعة]] في [[إيران]]، سعوا إلى جعل [[الشيعة|المذهب الشيعي]] دينًا رسميًا في إيران ليمنحوا الشعب الإيراني هوية موحدة، وبذلك أسسوا أول دولة شيعية تشمل كامل إيران.
'''الصفويون''' (حكموا بين 907 - 1135 هـ) هم سلالة من حكام [[الشيعة]] في [[إيران]]، سعوا إلى جعل [[الشيعة|المذهب الشيعي]] دينًا رسميًا في إيران ليمنحوا الشعب الإيراني هوية موحدة، وبذلك أسسوا أول دولة شيعية تشمل كامل إيران.


سطر ٤٩: سطر ٤٩:


== الدين والمذهب ==
== الدين والمذهب ==
عندما وصل الصفويون إلى السلطة، كان معظم سكان إيران من [[أهل السنة والجماعة|السنة]]. كان الشيعة يتركزون في مدن مثل [[مشهد]]، [[سبزوار]]، [[قم]]، [[كاشان]]، والمناطق الشمالية وبين قوم اللور. بعد تولي شاه إسماعيل وإعلان التشيع دينًا رسميًا، تحول غالبية الإيرانيين إلى هذا المذهب، بينما أصبح أهل السنة في المناطق الحدودية.<ref>شكري، يدي الله (1350). عالم آراي صفوي. طهران: مؤسسة الثقافة الإيرانية. ص 130.</ref>
عندما وصل الصفويون إلى السلطة، كان معظم سكان إيران من [[أهل السنة|السنة]]. كان الشيعة يتركزون في مدن مثل [[مشهد]]، [[سبزوار]]، [[قم]]، [[كاشان]]، والمناطق الشمالية وبين قوم اللور. بعد تولي شاه إسماعيل وإعلان التشيع دينًا رسميًا، تحول غالبية الإيرانيين إلى هذا المذهب، بينما أصبح أهل السنة في المناطق الحدودية.<ref>شكري، يدي الله (1350). عالم آراي صفوي. طهران: مؤسسة الثقافة الإيرانية. ص 130.</ref>


كتب ورسائل كثيرة باللغة الفارسية البسيطة صدرت في هذه الفترة، مما أتاح فهم الدين والشريعة لطبقات واسعة من الناس الذين يتقنون القراءة والكتابة بالفارسية.<ref>نوروزي، حضارة إيران في عصر الصفويين، ص 42-43.</ref>
كتب ورسائل كثيرة باللغة الفارسية البسيطة صدرت في هذه الفترة، مما أتاح فهم الدين والشريعة لطبقات واسعة من الناس الذين يتقنون القراءة والكتابة بالفارسية.<ref>نوروزي، حضارة إيران في عصر الصفويين، ص 42-43.</ref>
سطر ٥٧: سطر ٥٧:
ازدهرت مراسم العزاء على شهداء الشيعة، وأصبح قراءة الرثاء والموالد والاحتفالات الدينية جزءًا من الحياة الاجتماعية. تأثر الشعراء بهذه الأجواء وكرسوا أشعارهم لمدح الأئمة ورثائهم، ومن أشهرهم [[محتشم كاشاني]].<ref>نوروزي، ص 43.</ref>
ازدهرت مراسم العزاء على شهداء الشيعة، وأصبح قراءة الرثاء والموالد والاحتفالات الدينية جزءًا من الحياة الاجتماعية. تأثر الشعراء بهذه الأجواء وكرسوا أشعارهم لمدح الأئمة ورثائهم، ومن أشهرهم [[محتشم كاشاني]].<ref>نوروزي، ص 43.</ref>


شجع الصفويون الناس على زيارة المزارات، ونتيجة للحروب المستمرة مع [[العثمانيين]]، أصبحت زيارات مشهد وقم أكثر شيوعًا بدلًا من المزارات في [[العراق]]. في عهد شاه عباس الأول، سافر مشيًا من أصفهان إلى مشهد لزيارة مرقد [[علي بن موسى الرضا]].<ref>نوروزي، ص 43.</ref>
شجع الصفويون الناس على زيارة المزارات، ونتيجة للحروب المستمرة مع [[العثمانيين]]، أصبحت زيارات مشهد وقم أكثر شيوعًا بدلًا من المزارات في [[العراق]]. في عهد شاه عباس الأول، سافر مشيًا من أصفهان إلى مشهد لزيارة مرقد [[علي بن موسى (الرضا)]].<ref>نوروزي، ص 43.</ref>


== الصفوية والتشيع ==
== الصفوية والتشيع ==

المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٤٨، ٢ سبتمبر ٢٠٢٥

الخطوة الثانية للثورة

الصفويون (حكموا بين 907 - 1135 هـ) هم سلالة من حكام الشيعة في إيران، سعوا إلى جعل المذهب الشيعي دينًا رسميًا في إيران ليمنحوا الشعب الإيراني هوية موحدة، وبذلك أسسوا أول دولة شيعية تشمل كامل إيران.

تُعد فترة الصفويين من أهم الفترات التاريخية في إيران، إذ بعد مرور تسعمائة عام على سقوط الساسانيين، استطاع دولة مركزية إيرانية أن تحكم كامل إيران آنذاك. بعد دخول الإسلام، ظهرت عدة دول إيرانية مثل الطاهريون، الصفاريون، السامانيون، الزياريون، البوييون والمظفريون، لكنها لم تتمكن من توحيد كل أقاليم إيران جغرافيًا.

كان الصفويون أعضاء في طريقة صوفية أسسها في القرن السابع الهجري الشيخ صفى الدين أردبيلي. في النصف الثاني من القرن التاسع، تحت قيادة الشيخ جنيد والشيخ حيدر جد وأب السلطان إسماعيل، نشأت حركة دينية وسياسية وعسكرية تمكنت في بداية القرن العاشر من السيطرة على تبريز بقيادة جيش القزلباش بزعامة إسماعيل، فاستلموا السلطة السياسية. استمر حكم الصفويين حتى عام 1135 هـ حين سقطت أصفهان على يد ثوار الأفغان.

شهدت إيران في عصر الصفويين تطورات كبيرة في المجالات العسكرية، الفقه، والفنون. استُدعِي فقهاء بارزون من التشيع، خاصّة من جبل عامل لبنان، مما أسس قاعدة فكرية وعقائدية متينة للحكم الشيعي، وأسهم في نشأة فقهاء مشهورين مثل ميرداماد، فيض كاشاني، ملا صدرا ومحمد باقر المجلسي. كما اتسم الأدب في هذه الفترة بألوان شيعية ودينية، وبرز شعراء مراثي مثل محتشم كاشاني.

الصفويون قبل الوصول إلى الحكم

الشيخ صفى كان من العارفين المشهورين في عهد أولجايتو وابنه أبوسعید بهادرخان الإيلخاني، وكان يعيش مع مريديه في كلخوران قرب قبر والده. يُنسب نسبه إلى الإمام السابع (عليه السلام). كان مريدًا للشيخ زاهد الكيلاني (توفي 700 هـ) ومن رجال التصوف، وعُين من قبله قائدًا لطريقة الزاهدية التي تغير اسمها بعد وفاته إلى الصفوية. بعد وفاة الشيخ صفى، خلفه ابنه صدر الدين موسى، الذي بنى له ضريحًا.

تولى بعد صدر الدين ابنه خواجه علي قيادة الطريقة، وقضى 12 عامًا في جنوب إيران يدعو الناس. ثم استلم إبراهيم المعروف بالشيخ شاه القيادة الروحية للحركة لكنه لم يكن ذا سلطة كبيرة. بعده نشر الشيخ جنيد الطريقة، وانتقاله إلى "ديار بكر" ساهم في انتشار الصفوية. تحولت القيادة الدينية في عهد جنيد إلى قيادة سياسية.

خلفه ابنه حيدر، وبعد مقتل الشيخ حيدر، اتجه أتباعه إلى ابنه الأكبر السلطان علي شاه الذي قُتل في الحرب، ثم انتقل أخوه إسماعيل مع مجموعة من مريدي الطريقة المسمين «أهل الاختصاص» إلى جيلان، وأقام حوالي خمس سنوات مع ميرزا علي كاركيا ملك آل كيا.[١]

الأسرة الصفوية

ينحدر الصفويون من مدينة أردبيل. أول أفراد هذه الأسرة كان فيروز شاه زرين كلاه الذي عاش في القرن الخامس الهجري في أردبيل. يُقال إن أصل هذه الأسرة يعود إلى الإمام الكاظم (عليه السلام).[٢] بعض الباحثين المعاصرين شككوا في سلالة هذه الأسرة وشيعية الشيخ صفى الدين.[٣]

برز الشيخ صفى الدين أردبيلي وأدخل الصفويين مرحلة جديدة، إذ استلم قيادة طريقة الزاهدية لمدة 35 عامًا.[٤] خلال رئاسته، توسعت علاقات أردبيل مع مريدي الصفوية في مناطق أخرى ووصلت إلى الأناضول الشرقية وسوريا. مع تولي جنيد قيادة الحركة عام 851 هـ، أظهرت الحركة رغبتها في السلطة الدنيوية، وكان أول قائد صفوي يحمل لقب السلطان.[٥]

الهيكل الاجتماعي

كان المجتمع الصفوي هرمي الشكل، مع وجود الملك في القمة، والعامة من فلاحين وحرفيين وتجار صغار في القاعدة. بينهما طبقات من النبلاء العسكريين والمدنيين ورجال الدين بمستويات مختلفة. كان للمجتمع نقابات وجمعيات اجتماعية ودينية، بحيث كان لكل مدينة مهمة ممثلون من التجار والعمال وغيرهم. من خصائص المجتمع الصفوي محاولة الربط بين المجتمع الإيراني والتركمان القزلباش، وتوحيد العلماء والسوقيين. كان رجال الدين يديرون العديد من الأملاك التي كانت تحت وصايتهم عبر الوقف أو الهبات لأغراض دينية.[٦]

الهرم الطبقي في عهد شاه عباس الأول

  • الملك؛
  • الوزير؛
  • رئيس الديوان (اعتماد الدولة)؛
  • النبلاء المدنيون والعسكريون – كبار رجال الدين – كبار التجار؛
  • المؤسسات المحلية الحقوقية والاجتماعية – الدينية؛
  • عامة الناس، الفلاحون، الحرفيون، التجار الصغار.[٧]

الملك

كان المجتمع الصفوي هرميًا يتصدره الملك، وهو حاكم مطلق وعادل، يعيش رعاياه في ظل حمايته، ويعمل وفق القوانين الدينية، ولا يملك أحد نفوذًا أو قوة تفوقه. كان يعقد مجلس استشاري يومي لمراجعة شؤون الدولة ويصدر القرارات التي يوافق عليها. تعيين وإقالة المناصب كلها بيد الملك.[٨]

حسب كامبفر، الملك هو رئيس الدولة والملك هوية وراثية. لفهم وضع الملك يجب الانتباه إلى:

  • أولًا: ملكيته لأراضٍ واسعة؛
  • ثانيًا: امتيازاته الخاصة التي تميزه عن حكام آسيا.

السلطة المطلقة للملك

  • يتمتع شاه الصفوي بحقوق مطلقة ومستقلة في سن القوانين، على عكس بقية العالم الذي تحدد فيه السلطات بالقوانين الدستورية. يمكنه عقد المعاهدات، إعلان الحرب والسلام، تعديل القوانين، فرض الضرائب، وحتى التصرف في حياة وأموال الناس.
  • تقديس الملك: كان شاه الصفوي يتمتع بتقديس واحترام منذ ولادته، ويُعتقد أن هذا التقديس يعود إلى نسبه المنسوب إلى النبي محمد.
  • ألقاب الملك: من أبرز ألقابه «ولي نعمت» بمعنى الوكيل المفوض لله والنبي.
  • كما كان يتمتع بامتيازات مثل البراءة من الذنوب.

الوزير

قال كامبفر: «الوزير هو رأس الجهاز الإداري الصفوي، وأعلى منصب حكومي، ويُعرف بلقب اعتماد الدولة ووزير الأعظم. هو نائب الملك ويدير شؤون الدولة، ويقرر قبول أو رفض المعاهدات، ويشرف على سك النقود، ولا يتم أي تغيير دون موافقته. يسكن بجوار القصر الملكي ويستقبل أوامر الملك ويلتقي به عند الحاجة. يقرأ التقارير والطلبات والرسائل ويرد عليها، وهو مشغول دائمًا ولا يتحدث كثيرًا مع الملك، وغالبًا ما يكون الوسطاء هم خواجة سرايا. في المناسبات العامة، يجلس الوزير في اليسار قرب الملك».[٩]

الدين والمذهب

عندما وصل الصفويون إلى السلطة، كان معظم سكان إيران من السنة. كان الشيعة يتركزون في مدن مثل مشهد، سبزوار، قم، كاشان، والمناطق الشمالية وبين قوم اللور. بعد تولي شاه إسماعيل وإعلان التشيع دينًا رسميًا، تحول غالبية الإيرانيين إلى هذا المذهب، بينما أصبح أهل السنة في المناطق الحدودية.[١٠]

كتب ورسائل كثيرة باللغة الفارسية البسيطة صدرت في هذه الفترة، مما أتاح فهم الدين والشريعة لطبقات واسعة من الناس الذين يتقنون القراءة والكتابة بالفارسية.[١١]

اهتم ملوك الصفويين ببناء وترميم المساجد والمدارس والمباني الدينية، خصوصًا في مدن مثل مشهد وقم، كما شارك الأغنياء في ذلك.[١٢]

ازدهرت مراسم العزاء على شهداء الشيعة، وأصبح قراءة الرثاء والموالد والاحتفالات الدينية جزءًا من الحياة الاجتماعية. تأثر الشعراء بهذه الأجواء وكرسوا أشعارهم لمدح الأئمة ورثائهم، ومن أشهرهم محتشم كاشاني.[١٣]

شجع الصفويون الناس على زيارة المزارات، ونتيجة للحروب المستمرة مع العثمانيين، أصبحت زيارات مشهد وقم أكثر شيوعًا بدلًا من المزارات في العراق. في عهد شاه عباس الأول، سافر مشيًا من أصفهان إلى مشهد لزيارة مرقد علي بن موسى (الرضا).[١٤]

الصفوية والتشيع

إعلان التشيع دينًا رسميًا

أعلن الصفويون التشيع مذهبًا رسميًا لإيران. رغم أن بعض الباحثين يشيرون إلى انتشار التشيع قبل قيام الصفويين، فإن المصادر الصفوية تؤكد تشدد شاه إسماعيل في فرض التشيع، حيث أمر الخطباء بذكر أئمة أهل البيت ولعن الخلفاء الثلاثة، وشكل جماعة التبرئة التي كانت تلعن الخلفاء في الشوارع.[١٥] كما أمر بإقامة الأذان على طريقة الشيعة وقتل من لا يصلي على المذهب الإمامي.[١٦] تشير بعض المصادر إلى قتل عدد كبير من المعارضين، بينما يرى آخرون أن التحول كان تدريجيًا وسلميًا.[١٧]

استخدم شاه إسماعيل دعوات لعلماء الشيعة للهجرة إلى إيران، مما ساهم في تأسيس المدارس والمراكز العلمية، كما رعى إقامة مراسم عاشوراء التي عززت الانتماء الديني.[١٨]

التشيع والهوية الوطنية في الدولة الصفوية

يعتبر الباحثون المعاصرون الدولة الصفوية أول دولة وطنية في إيران، ويرون أن تعميم التشيع ساهم في تشكيل الهوية الوطنية، ووحد المجتمع الإيراني، ومكنه من مواجهة الأعداء السنيين، خاصة الدولة العثمانية.[١٩]

علاقة علماء الشيعة مع الصفويين

لم يشارك العلماء في تأسيس الدولة الصفوية، لكنهم دخلوا في الهيكل الحكومي في أواخر عهد شاه إسماعيل، وتولوا مناصب مثل الوزارة والقضاء. في عهد شاه طهماسب، ازداد دور الفقهاء في البلاط، وبرزت نظرية شرعية تبرر مشاركة العلماء في السلطة السياسية، حيث يمكن للفقهاء التفويض للسلطان.[٢٠]

رغم تقلبات، لعب العلماء دورًا مهمًا في السياسة، وتولوا مهامًا دينية مثل القضاء والإشراف على الأوقاف والإمامة، لكن تعيينهم كان بيد الملك، وكانت سلطتهم محدودة مقارنةً بالملك والديوان. بعض الملوك مثل شاه عباس الأول قلل من صلاحيات العلماء، بينما شاه عباس الثاني زاد من دورهم.[٢١]

مناصب العلماء في الدولة الصفوية

صدر الإسلام أعلى منصب ديني في الدولة الصفوية، يشرف على القضاة والعلماء والسادات ويدير المدارس والمساجد، ويشرف على الأوقاف. في النصف الثاني من الدولة الصفوية انقسم إلى صدر خاص (يدير أوقاف الدولة) وصدر عام (يشرف على الأوقاف الخاصة).[٢٢] شيخ الإسلام لقب بدأ استخدامه في عهد شاه طهماسب، كان لمنح الفقهاء صلاحيات أوسع، مثل محقق كركي، والشيخ بهائي، ومحمد باقر السبزواري، وعلامة المجلسي.[٢٣]

من المناصب الأخرى وکیل الحلالیات، والإمامة الجمعة التي كان تعيينها بيد شيخ الإسلام، ومنصب ملاباشي الذي كان أعلى من شيخ الإسلام في عهد شاه سلطان حسين.[٢٤]

علماء معارضون للدولة الصفوية

رغم العلاقة الودية بين أغلب علماء الشيعة والصفويين، اعتزل بعض العلماء التعاون مع السلطة بناءً على مواقف فقهية، ونددوا بالعلماء المتعاونين، منهم الشيخ إبراهيم قطيفي، المقدس أردبيلي، صدر المتألهين، والشيخ حسن عاملي.[٢٥]

التشيع والتصوف في عصر الصفويين

تأسست الدولة الصفوية على قاعدة صوفية، وكان رئيس الطريقة الصفوية هو الملك والمرشد الروحي. شكل القزلباش القوة العسكرية الرئيسية، لكن العلاقة بين الملك والقزلباشين توترت، فتقرب شاه طهماسب إلى علماء الشيعة.

كان الخلاف بين العلماء والطرق الصوفية قديمًا، واشتد في الدولة الصفوية، حيث كتب العلماء ضد الصوفية، ووصموا بعضهم بالتكفير، وكان المجلسي أبرزهم، واستخدم منصبه لفرض قيود على نشاط الصوفية. في عهد شاه حسين، وقعت ممارسات لمنع التواصل بين الناس والصوفية.[٢٦][٢٧]

اللغة الرسمية والبلاطية في الدولة الصفوية

كانت اللغة الرسمية للدولة الصفوية هي الفارسية. ثبت شاه عباس الكبير استخدام الفارسية كلغة وسيطة في إيران، وكتبت جميع الوثائق التاريخية في هذه الفترة بالفارسية.[٢٨] بالرغم من ذلك، كان البلاط يستخدم اللغة المحلية، وهي التركية الأذربيجانية.

كما كتب شاه عباس أشعارًا بالتركية.[٢٩] وصف الرحالة الفرنسي جان شاردن أن التركية كانت لغة البلاط والجيوش، وأن النساء والرجال يتحدثون التركية الأذربيجانية، خاصة العائلات النبيلة، لأن الأسرة الصفوية نشأت في مناطق تركية اللغة. في الوقت نفسه، كانت الفارسية في أوج انتشارها، وكانت لغة البلاط في الهند الغوركانية المجاورة، وكذلك في آسيا الصغرى تحت حكم العثمانيين.[٣٠]

أصل الصفويين الأذري

كانت اللغة الأذرية بأسلوب أردبيلي هي لغة جد الصفويين الأكبر، الشيخ صفى الدين أردبيلي، وقد نظم أشعارًا بها في كتاب صفوة الصفا وسلسلة النسب.[٣١] كما عرف الشيخ صفى بـ«الشيخ الأذري».[٣٢] كان والد الشيخ صفى، الشيخ أمين الدين جبرائيل أردبيلي (650-735 هـ)، وأجداده عملوا في الزراعة في قرية كلخوران بأردبيل. قال حفيده خواجه علي سيه بوش عند مواجهته تيمورلنك قرب نهر جيحون إن موطنه أردبيل.[٣٣]

كانت والدة شاه إسماعيل، عالم شاه بيگم، مسيحية باسم مارتا، ابنة أوزون حسن آق قويونلو وتئودورا كومنن.

كما أكد بعض الباحثين على أذربيجانية الصفويين.[٣٤]

انظر أيضًا

الهوامش

  1. علي أكبر ولايتي، تقويم تاريخ الثقافة والحضارة الإسلامية والإيرانية، الجزء الأول، القسم الثاني، ص 1403.
  2. خواند مير، حبيب السير، ج 4، 1353، ص 409؛ وبعض المؤرخين يذكرون فقط أن أجداد الصفويين من السادة. صفوة الصفا، ابن بزاز، ترجمة مجد طباطبائي، ص 71.
  3. نفيسي، التصوف والأدب في عصر الصفويين، ص 23؛ مير أحمدي، الدين والمذهب في عصر الصفويين، ص 41.
  4. محمد يوسف أصفهاني، خلد برين، ص 19.
  5. سيوري، إيران في عصر الصفويين، ص 15.
  6. سيوري، راجر (الطبعة 19، 1389). إيران في عصر الصفويين. طهران: مركز. ص 124-145.
  7. نذري، عزت الله (الطبعة الثامنة صيف 1393). التاريخ الاجتماعي لإيران من البداية حتى الدستور. طهران: خجسته. ص 291.
  8. نذري، ص 291.
  9. كامبفر، سفرنامه كامبفر، ص 124.
  10. شكري، يدي الله (1350). عالم آراي صفوي. طهران: مؤسسة الثقافة الإيرانية. ص 130.
  11. نوروزي، حضارة إيران في عصر الصفويين، ص 42-43.
  12. نوروزي، ص 43.
  13. نوروزي، ص 43.
  14. نوروزي، ص 43.
  15. قاضي أحمد قمي، خلاصة التواريخ، ج 1، ص 73.
  16. جنابدي، روضة الصفوية، ص 154.
  17. جعفريان، صفوية في الدين والثقافة والسياسة، ج 1، ص 34.
  18. فروغي، دور مراسم عاشوراء في إعلان التشيع، ص 67-68.
  19. گودرزي، دور الهوية الدينية في عصر الصفويين، ص 62-63.
  20. جعفريان، صفوية في الدين والثقافة والسياسة، ج 1، ص 121.
  21. جعفريان، ج 2، ص 123.
  22. شاردن، سفرنامه شاردن، ج 4، ص 1336-1337.
  23. جعفريان، ج 1، ص 236-243.
  24. جعفريان، ج 1، ص 236-243.
  25. رجبی، فقهاء عصر الصفويين حول التعاون مع الحكومات، ص 59-68.
  26. تشکری ونقیبی، التفاعل والصراع بين التصوف والتشيع في عصر الصفويين، ص 58-60.
  27. جعفريان، ج 2، ص 568.
  28. تاريخ التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في إيران في عصر الصفويين، ص 1-20.
  29. إيران في عهد الصفويين، راجر سيوري، ترجمة كامبيز عزيزي، ص 212.
  30. The Cambridge History of Iran, William Bayne Fisher et al., Cambridge University Press, 1986, p.1120.
  31. أحمدي، حسين، تالشان (من عصر الصفويين حتى نهاية الحرب الروسية الثانية)، مركز الوثائق وتاريخ الدبلوماسية، طهران 1380.
  32. المركز الوطني للوثائق والمكتبات في إيران، بوابة الأمانة الدائمة للشيخ صفى الدين أردبيلي.
  33. تركمان، إسكندر بيك، تاريخ عالم آراي عباسي، نشر أمير كبير، طهران، 1382، ص 15.
  34. É. Á. Csató et al., Linguistic Convergence and Areal Diffusion, Routledge, 2004, p. 228.