الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد أبوالقاسم الکاشاني»
| (١ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
| سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
==المكانة العلمية== | ==المكانة العلمية== | ||
بعض مراجع التقليد وأساتذة الحوزة قدّروا المكانة العلمية لكاشاني واعتبروه مجتهداً مسلماً، بل إن بعضهم مثل ميرزا محمد تقي شيرازي كان يرجع إليه احتياطاته. [[ضياء الدين علي بن ملا محمد | بعض مراجع التقليد وأساتذة الحوزة قدّروا المكانة العلمية لكاشاني واعتبروه مجتهداً مسلماً، بل إن بعضهم مثل ميرزا محمد تقي شيرازي كان يرجع إليه احتياطاته. [[ضياء الدين علي بن ملا محمد العراقي|آقا ضياء الدين عراقي]] منح له إذن نقل الرواية. كما أشار شريعة أصفهاني في رسالة إلى مكانة كاشاني العلمية وطلب من المؤمنين تقدير وجوده. أكد سيد أبو الحسن الأصفهاني في جزء من كتاباته عن كاشاني: | ||
«لازم أن يُعلن أن هذا الوجود المسعود الشريف من كل جهة مستحق ومزين بالصفات الحميدة، وفي الدين والاستقامة قليل النظير. أحكام الشريعة نافذة ومطلوبة، ولا حاجة إلى إذن في خدمة حقوق الشرع وحصة الإمام عليه السلام، وهو تأييد للدين المبين وتقوية لشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين.»<ref>تاريخ الثقافة المعاصرة، السنة الثانية، العدد 6، بقلم آيت الله محمد شريف الرازي</ref> | «لازم أن يُعلن أن هذا الوجود المسعود الشريف من كل جهة مستحق ومزين بالصفات الحميدة، وفي الدين والاستقامة قليل النظير. أحكام الشريعة نافذة ومطلوبة، ولا حاجة إلى إذن في خدمة حقوق الشرع وحصة الإمام عليه السلام، وهو تأييد للدين المبين وتقوية لشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين.»<ref>تاريخ الثقافة المعاصرة، السنة الثانية، العدد 6، بقلم آيت الله محمد شريف الرازي</ref> | ||
| سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
===المقاومة ضد الاستعمار في العراق=== | ===المقاومة ضد الاستعمار في العراق=== | ||
في سياق الحرب العالمية الأولى التي احتلت فيها قوات [[إنجلترا]] بعض مدن العراق، قاوم كاشاني القوات الغازية<ref>علي كريميان: «مختارات من الوثائق غير المنشورة لآيت الله كاشاني»، خزينة الوثائق، السنة الثانية، الدفتر الأول والثاني (ربيع وصيف 1371)، ص 88</ref>. كتب ميرزا محمد تقي شيرازي والشيخ الشريعة الأصفهاني، وهما من علماء العراق، رسائل دعم له، وتبع ذلك تأييد عدد كبير من زعماء القبائل لحركته. بعد فشل الطرق السلمية لاستقلال العراق، ومع بدء المعارك بين الثوار والقوات الإنجليزية، أخذ كاشاني فتوى [[الجهاد]] من آيت الله شيرازي، وانتشرت الثورة في المناطق المحتلة، وتم تحرير بعض المدن والمناطق على يد [[المسلمين]]<ref>محمد صادقي تهراني، نظرة على تاريخ الثورة الإسلامية 1920 العراق، قم: دار الفكر، ص 29-32</ref>. كلف [[الشيخ الشريعة الأصفهاني]] سيد أبو القاسم كاشاني بالذهاب إلى كاظمين وتشكيل "الجمعية الإسلامية" للجهاد<ref>سليم الحسني، دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار، ترجمة محمد باهر وصفاء الدين تبرائيان، طهران: مؤسسة دراسات التاريخ المعاصر لإيران، 1278، ص 243</ref>. | في سياق الحرب العالمية الأولى التي احتلت فيها قوات [[إنجلترا]] بعض مدن العراق، قاوم كاشاني القوات الغازية<ref>علي كريميان: «مختارات من الوثائق غير المنشورة لآيت الله كاشاني»، خزينة الوثائق، السنة الثانية، الدفتر الأول والثاني (ربيع وصيف 1371)، ص 88</ref>. كتب ميرزا محمد تقي شيرازي والشيخ الشريعة الأصفهاني، وهما من علماء العراق، رسائل دعم له، وتبع ذلك تأييد عدد كبير من زعماء القبائل لحركته. بعد فشل الطرق السلمية لاستقلال العراق، ومع بدء المعارك بين الثوار والقوات الإنجليزية، أخذ كاشاني فتوى [[الجهاد]] من آيت الله شيرازي، وانتشرت الثورة في المناطق المحتلة، وتم تحرير بعض المدن والمناطق على يد [[المسلم|المسلمين]]<ref>محمد صادقي تهراني، نظرة على تاريخ الثورة الإسلامية 1920 العراق، قم: دار الفكر، ص 29-32</ref>. كلف [[الشيخ الشريعة الأصفهاني]] سيد أبو القاسم كاشاني بالذهاب إلى كاظمين وتشكيل "الجمعية الإسلامية" للجهاد<ref>سليم الحسني، دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار، ترجمة محمد باهر وصفاء الدين تبرائيان، طهران: مؤسسة دراسات التاريخ المعاصر لإيران، 1278، ص 243</ref>. | ||
===النشاطات السياسية في إيران=== | ===النشاطات السياسية في إيران=== | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:١٦، ١٩ أغسطس ٢٠٢٥
| السيد أبوالقاسم الکاشاني | |
|---|---|
| الإسم | السيد أبوالقاسم الکاشاني |
| التفاصيل الذاتية | |
| الولادة | 1264 ش، ١٣٠٣ ق، ١٨٨٦ م |
| مكان الولادة | طهران ، إيران |
| الوفاة | ۱۳۴۰ ش، ١٣٨١ ق، ١٩٦٢ م |
| مكان الوفاة | طهران ، إيران |
| الأساتذة | آخوند ملا كاظم الخراساني ، ميرزا حسين ميرزا خليل ، ميرزا محمد تقي شيرازي |
| الدين | الإسلام، الشيعة |
| النشاطات | عالم مناضل ضد الاستعمار |
السيد أبوالقاسم الکاشاني (1264هـ-1340هـ)، فقيه وسياسي إيراني. كان يقاتل في العراق ضد إنجلترا، وجاء إلى طهران عام 1299هـ. كان كاشاني من الناشطين السياسيين في عقد العشرين، وبالاشتراك مع محمد مصدق، قاموا بتأميم نفط إيران. تم إقرار تعطيل يوم استشهاد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في إيران بناءً على طلبه وأمر مصدق.
السيرة الذاتية والتعليم
ولد سيد أبو القاسم كاشاني في عام 1264هـ في طهران. كان والده سيد مصطفى حسيني كاشاني، عالم دين، الذي توفي في 27 خرداد 1298هـ في كاظمين ودُفن بجوار حرم كاظمين. قضى سنوات عديدة في طهران يدرّس وينشر العلوم الدينية، ومنذ عام 1274هـ استقر في النجف الأشرف[١].
ذهب سيد أبو القاسم كاشاني إلى العراق وهو في الخامسة عشرة من عمره والتحق بـ حوزة النجف العلمية للدراسة والبحث. بعد اجتيازه المراحل الأولى، استفاد من أساتذة مثل: محمد كاظم الخراساني، ميرزا حسين ميرزا خليل، وحصل في شبابه على درجة الاجتهاد وسمح له كبار مراجع التقليد مثل: ميرزا محمد تقي شيرازي، شريعة أصفهاني، أقاضياء عراقي، سيد أبو الحسن الأصفهاني، سيد إسماعيل صدر بإصدار فتوى الاجتهاد له[٢]. أسس مدرسة "نوين علوي" في النجف وأدارها بنفسه، حيث كانت تُدرّس إلى جانب المعارف الإسلامية مواد أخرى مثل الرياضيات والفنون العسكرية[٣].
المكانة العلمية
بعض مراجع التقليد وأساتذة الحوزة قدّروا المكانة العلمية لكاشاني واعتبروه مجتهداً مسلماً، بل إن بعضهم مثل ميرزا محمد تقي شيرازي كان يرجع إليه احتياطاته. آقا ضياء الدين عراقي منح له إذن نقل الرواية. كما أشار شريعة أصفهاني في رسالة إلى مكانة كاشاني العلمية وطلب من المؤمنين تقدير وجوده. أكد سيد أبو الحسن الأصفهاني في جزء من كتاباته عن كاشاني:
«لازم أن يُعلن أن هذا الوجود المسعود الشريف من كل جهة مستحق ومزين بالصفات الحميدة، وفي الدين والاستقامة قليل النظير. أحكام الشريعة نافذة ومطلوبة، ولا حاجة إلى إذن في خدمة حقوق الشرع وحصة الإمام عليه السلام، وهو تأييد للدين المبين وتقوية لشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين.»[٤] تم إقرار تعطيل يوم استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) في إيران بناءً على طلبه وأمر مصدق[٥].
النشاطات السياسية
المقاومة ضد الاستعمار في العراق
في سياق الحرب العالمية الأولى التي احتلت فيها قوات إنجلترا بعض مدن العراق، قاوم كاشاني القوات الغازية[٦]. كتب ميرزا محمد تقي شيرازي والشيخ الشريعة الأصفهاني، وهما من علماء العراق، رسائل دعم له، وتبع ذلك تأييد عدد كبير من زعماء القبائل لحركته. بعد فشل الطرق السلمية لاستقلال العراق، ومع بدء المعارك بين الثوار والقوات الإنجليزية، أخذ كاشاني فتوى الجهاد من آيت الله شيرازي، وانتشرت الثورة في المناطق المحتلة، وتم تحرير بعض المدن والمناطق على يد المسلمين[٧]. كلف الشيخ الشريعة الأصفهاني سيد أبو القاسم كاشاني بالذهاب إلى كاظمين وتشكيل "الجمعية الإسلامية" للجهاد[٨].
النشاطات السياسية في إيران
بعد احتلال العراق ووقف إطلاق النار، أعلن الحاكم العسكري الإنجليزي للعراق مكافأة للقبض عليه. فر كاشاني نحو إيران[٩]. يمكن اعتباره من أوائل العائدين. وصل إلى طهران في 30 بهمن 1299هـ، في عهد أحمد شاه. استضافه أحمد شاه في قصره الصيفي وتباحث معه حول نفي العلماء الآخرين[١٠]. في عام 1304هـ أصبح عضواً في مجلس المؤسسين وصوت لصالح تأسيس سلالة بهلوي، ولم يكن له نشاط سياسي علني في عهد رضا شاه[١١].
الاعتقال في إيران
مع بداية الحرب العالمية الثانية واحتلال إيران من قبل قوات الحلفاء، اتهم الإنجليز كاشاني بالتعاون مع الألمان وقرروا اعتقاله[١٢]. بعد خمسة أشهر، في 27 خرداد 1323هـ، اعتقل في غلاب دره شميران. أرسله الإنجليز إلى معتقل (معسكر الشتاء) في أراك ثم نقل إلى أحد معسكرات كرمانشاه. حين كان آيت الله كاشاني مختفياً تحت تعقب الإنجليز، جرت انتخابات الدورة الرابعة عشر لمجلس الشورى الوطني التي نظمتها حكومة سهیلي. انتخبه الناس في طهران ممثلاً لهم، لكن قوات الحلفاء رفضت أوراق اعتماده ومنعته من دخول المجلس. انتهت الحرب العالمية الثانية وأُطلق سراحه في 24 مرداد 1324هـ ودخل طهران وسط حشود في 31 شهریور[١٣].
انتخابات الدورة الخامسة عشر للمجلس
أعلن قوام السلطنه، رئيس الوزراء، في 9 تیر 1325هـ تشكيل حزب الديمقراطي لتعزيز موقعه، وكان الهدف الأساسي إرسال نواب مؤيدين له إلى المجلس. عارض آيت الله كاشاني قوام، وبدأ رحلة سياسية من طهران إلى مشهد، حيث كان يستقبل بحفاوة ويلقي خطباً حماسية[١٤]. في سمنان استقبله الناس استقبالاً عظيماً ثم توجه إلى سبزوار[١٥]. بعد وقوع اشتباكات في 26 تیر بين العمال المسلمين وأعضاء حزب توده في سمنان، اعتُبر كاشاني المسؤول الرئيسي عن الاشتباكات واعتقل في طريقه إلى سبزوار. نشرت الحكومة بياناً مفصلاً تشرح فيه تدخل كاشاني في الاشتباكات[١٦].
دعم فلسطين
أُطلق سراح كاشاني في 21 خرداد 1326هـ. تزامن إطلاق سراحه مع تأسيس الكيان الصهيوني وبدء المشاكل للفلسطينيين. دعا في 17 دی 1326هـ الناس للتجمع في مسجد شاه لدعم أهل فلسطين. وفي 28 اردیبهشت 1327هـ دعا مجدداً للتجمع في مسجد سلطاني يوم الجمعة الأخير من اردیبهشت لدعم الفلسطينيين. ألقى في هذا التجمع، إلى جانبه، نواب صفوي خطاباً، وتطوع حوالي 5000 شاب مسلم للذهاب إلى فلسطين[١٧].
معارضة حكومة هجير
مع تولي هجير رئاسة الوزراء عام 1327هـ، اعتبر كاشاني هذا الاختيار نتيجة تنسيق بين البلاط وإنجلترا لحل قضية النفط وزيادة سلطة الملك[١٨]. لذلك حول صلاة عيد الفطر 1367ق (16 مرداد 1327هـ) إلى مناورة ضد حكومة هجير. كتب شمس قنات آبادي في مذكراته:
«في تاريخ إيران بعد خلع القاجارية، كانت هذه المرة الأولى التي يُعقد فيها تجمع كبير لأداء فريضة دينية خارج المدينة، وكانت أيضاً المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع سياسي بهذه الأهمية في ختام تجمع ديني... كان اجتماع ذلك اليوم وخطاب آيت الله كاشاني الانتقادي والدعاء الذي كان بمعنى اللعن والانتقاد الشديد... هز حكومة هجير»[١٩]. سقطت حكومة هجير في 25 آبان 1327هـ وأُلغيت خطته النفطية ذات 25 مادة[٢٠].
المواجهة مع رزما أرا
تولى الفريق رزما أرا رئاسة الوزراء في 5 تیر 1329هـ لتجديد وتوسيع امتياز نفط الجنوب (عقد جاسكلشايان). بعد معارضة كاشاني له، أغلق سوق طهران، وتجمع آلاف في ميدان بهارستان لمنع دخوله المجلس. أصدر كاشاني بياناً إلى الأمة لمنع إقرار عقد النفط في المجلس. لكن رزما أرا أصر على إقرار العقد الإضافي رغم معارضة العلماء والنواب والشعب، حتى اغتيل على يد خليل طهماسبی من أعضاء فدائيي الإسلام في 16 اسفند 1329هـ. وقد أخذ خليل طهماسبی فتوى القتل من كاشاني[٢١].
آيت الله كاشاني وتأميم صناعة النفط
نقل كاشاني شعار تأميم النفط من النخب السياسية إلى الجمهور وبدأ في تعبئة الناس. دعا الناس ببيان إلى التجمع في مسجد شاه في 1 دی 1329هـ لتأميم صناعة النفط[٢٢]. نظم تجمع من قبل جمعية المسلمين المجاهدين، وأعلن آيت الله: «لاسترداد النفط من أعداء الدين والوطن وتأميم النفط، شاركوا في مسجد شاه يوم الجمعة 1 دی (13 ربيع الأول) الساعة الثالثة بعد الظهر.»[٢٣] دعا كاشاني الناس مجدداً للتجمع في 8 دی في ميدان بهارستان، لاختيار الميدان كان لدعم نواب الجبهة الوطنية ولإثارة خوف المعارضين لتأميم النفط[٢٤]. كانت جهود كاشاني في تأميم النفط مؤثرة، وقال له مصدق في برقية: «تأييداتكم وإجراءاتكم الشجاعة كانت دائماً أساس نجاح شعب إيران في هذه المعركة التاريخية»[٢٥].
ثورة 30 تیر 1331
في 25/4/1331 هـ اختلف مصدق مع الملك حول تولي وزارة الحرب التي كانت بيد الملك، واستقال. عيّن الملك أحمد قوام رئيساً للوزراء. أصدر كاشاني بياناً قال فيه:
«... يجب على أحمد قوام أن يعلم أنه في أرض يعاني شعبها بعد سنوات من التعب، قد أزاحوا عبء الديكتاتورية، لا يجوز له إعلان قمع الأفكار رسمياً وتهديد الناس بالإعدام الجماعي. أقول صراحة إنه من الضروري لجميع الإخوة المسلمين أن يجاهدوا في هذا الطريق ويثبتوا للمستعمرين أن محاولاتهم للسيطرة على السلطة مستحيلة...»[٢٦] أعاد الشعب مصدق إلى رئاسة الوزراء.
كاشاني كرئيس للمجلس
استقال سيد حسن إمامي، من رجال الدين المؤيدين للحكومة، من رئاسة المجلس في 31 تیر، وانتخب المجلس كاشاني رئيساً في 16 مرداد. رغم أنه لم يحضر المجلس أبداً وأدار النواب المجلس، إلا أن قيادته لدى الناس تراجعت وخفضته من قائد شجاع ضد الاستعمار إلى موظف بيروقراطي[٢٧].
هزيمة الحركة والانقلاب في 28 مرداد
كان 30 تیر 1331 ذروة قوة ووحدة الحركة الوطنية الإيرانية، لكن الخلافات بين قادتها أدت إلى ضعف وهزيمة الحركة. عندما شعر كاشاني بالخطر من حكومة مصدق، كتب له في 27 مرداد 1332 رسالة حذر فيها من وقوع انقلاب بقيادة زاهدي. أجاب مصدق:
«تمت زيارة رسالة حضرت آقا بواسطة آقا حسن آقاسالمي. أنا معتمد على دعم شعب إيران.» في 28 مرداد نفذت أمريكا انقلاباً بقيادة الفريق زاهدي ضد مصدق. مع ذلك، هناك جدل حول صحة هذه الرسالة وبعضهم شكك في أصالتها[٢٨].
كاشاني وحكومة الانقلاب
بعد الانقلاب قرر كاشاني السفر خارج إيران. أعلن أحد المقربين منه أن آيت الله كان ينوي السفر مسبقاً أو الاستراحة في إحدى المدن بعيداً عن النشاط السياسي[٢٩]. لم يتم السفر للخارج، فسافر حول طهران ثم عاد إلى طهران في 1 محرم 21 شهریور وأقام مجلس روضة في منزله[٣٠]. حاول الملك بعد الانقلاب عدم إشراك آيت الله في المشاكل[٣١] وحاول زاهدي احترامه. بعد ثلاثة أيام من الانقلاب طلب زاهدي موعداً معه وزاره، لكن العلاقة لم تستمر وبدأ الصراع بينهما.
الاعتراض على تعطيل المجلس السابع عشر
بدأت المواجهة بين آيت الله كاشاني وزاهدي بتعطيل المجلس السابع عشر. رغم أن زاهدي كان يرى استفتاء حل المجلس مخالفاً للدستور، إلا أنه لم يعقد المجلس مجدداً بعد توليه السلطة. كان آيت الله كاشاني، الذي عارض مصدق في وقت حل المجلس وأصدر بيانات تشرح أسباب معارضته ومقاطعة الاستفتاء[٣٢]، عندما لم يلتزم زاهدي بوعده، بدأ المعارضة. كان المجلس السابع عشر يضم بعض النواب المؤيدين للبلاط والملكية، لكن ثلثيه كان مع الحركة الوطنية، وكان تجديد المجلس سيمنع كثيراً من قرارات الملك والحكومة الخاطئة.
انتخابات المجلس الثامن عشر
بلغ التوتر بين آيت الله كاشاني وزاهدي ذروته في انتخابات الدورة الثامنة عشر. كانت حكومة زاهدي تنوي إجراء انتخابات مزورة لاختيار أشخاص مرغوب فيهم لتنفيذ قرارات سرية مع الأجانب، أي حل قضية النفط. أصدر آيت الله كاشاني رسالة مفتوحة إلى زاهدي أعلن فيها: «تجهيزات الحكومة قائمة لجعل انتخابات الدورة الثامنة عشر مزورة وقائمة... إذا أرادت الحكومة التدخل، ستواجه مقاومة شديدة من شعب طهران الشجاع.»[٣٣] وعندما لم تجد تحذيراته نفعاً، أصدر بياناً حاد اللهجة قال فيه:
«لقد قدمت تحذيراتي بشأن استئناف العلاقات مع إنجلترا وقضية النفط والظلم الذي وقع على حقوق الناس وقمع الحريات والرقابة الصحفية من قبل الحكومة، للأسف يبدو أن وضع البلاد لم يكن يوماً بهذا السوء والقهر، والحرية لا توجد إلا لعملاء إنجلترا. الصحف والمطبوعات الوطنية لا تملك فرصة للتعبير عن الرأي وبيان الحقائق... العديد من الوطنيين والحرية المتدينين يقبعون في سجوننا...»[٣٤]
رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة
كتب آيت الله كاشاني في بهمن 1332 رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انتقد فيها بشدة القمع الشديد، تقييد الحريات، الرقابة الصارمة، والانتخابات المزورة، واتهم الحكومة بارتكاب أعمال ضد الإنسانية وقتل الشعب الحر والطلاب الأبرياء والعمال في آبادان، وحبس ونفي المعارضين وضرب المحتجين[٣٥].
رسالة إلى الملك
أرسل كاشاني رسالة بعنوان «جلالة الملك!» إلى محمد رضا شاه بهلوي، وضمن إعلان عدم قانونية إجراءات الحكومة بشأن النفط والانتخابات، لام الملك قائلاً:
«مسؤولية هذه الإجراءات التي قامت بها الحكومة تقع على عاتق جلالة الملك، لأنه في الظروف الحالية التي لا يوجد فيها مجلس، فإن رئيس الحكومة هو مفوض من جلالته»[٣٦]. أثارت هذه الرسالة غضب البلاط والحكومة، وذكر المتحدث باسم الحكومة كاشاني بأسلوب تحقيري باسم «سيد كاشي»[٣٧].
الوفاة
توفي آيت الله كاشاني بعد مرض في 23 اسفند 1340هـ (مطابق 7 شوال 1381 هـ) بسبب التهاب رئوي حاد. ووري جثمانه الثرى بعد تشييعه في حرم عبد العظيم (عليه السلام)[٣٨]. أقيمت مراسم مختلفة في جميع أنحاء البلاد لهذه الشخصية الدينية المناضلة. في 23/12 أقيمت مجالس عزاء من قبل آيت الله گلپايگاني، آيت الله مرعشي النجفي، الإمام الخميني وآيت الله زاده بروجردي في المسجد الأعظم.
الهوامش
- ↑ آيت الله سيد أبو القاسم كاشاني برواية الوثائق، المجلد الأول، طهران، مركز دراسة الوثائق التاريخية، 1379
- ↑ سيد هادي خسروشاهی، مجلة مدرسة الإسلام، 1341، العدد 3، السنة الرابعة
- ↑ آيت الله سيد أبو القاسم كاشاني برواية الوثائق، المجلد الأول، طهران، مركز دراسة الوثائق التاريخية، 1379، ص10
- ↑ تاريخ الثقافة المعاصرة، السنة الثانية، العدد 6، بقلم آيت الله محمد شريف الرازي
- ↑ نفس المصدر
- ↑ علي كريميان: «مختارات من الوثائق غير المنشورة لآيت الله كاشاني»، خزينة الوثائق، السنة الثانية، الدفتر الأول والثاني (ربيع وصيف 1371)، ص 88
- ↑ محمد صادقي تهراني، نظرة على تاريخ الثورة الإسلامية 1920 العراق، قم: دار الفكر، ص 29-32
- ↑ سليم الحسني، دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار، ترجمة محمد باهر وصفاء الدين تبرائيان، طهران: مؤسسة دراسات التاريخ المعاصر لإيران، 1278، ص 243
- ↑ محمود شروين، الدولة المؤقتة، طهران: منشورات علمي، 1374، فصل 26
- ↑ محمود دهنوي، مجموعة من مكاتبات وخطابات ورسائل آيت الله كاشاني، ج 1، طهران: منشورات چاپخش، 1361، ص 247
- ↑ محمد علي كاتوزيان، الاقتصاد السياسي لإيران، ترجمة محمد رضا نفيسي وكامبيز عزيزي، طهران: منشورات المركز، 1373، ص 193
- ↑ سرريدر بولارد، يجب أن تذهب الإبل، ترجمة حسين أبوتربيان، طهران: نشر نو، 1363، ص 101
- ↑ علي محمدي، آيت الله كاشاني رائد الاستقلال، طهران: منظمة الدعاية الإسلامية، 1373، ص 52 و53
- ↑ سيد جلال الدين مدني، التاريخ السياسي المعاصر لإيران، قم: مكتب النشر الإسلامي، 1361، ج 1، ص 161
- ↑ جريدة اطلاعات، 27/4/1325
- ↑ باقر عاقلي، روزشمار تاريخ إيران من الدستورية إلى الثورة الإسلامية، طهران: نشر گفتار، 1373، ص 393
- ↑ سيد حسين خوش نيت، سيد مجتبي نواب صفوي، الأفكار والنضالات والاستشهاد، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1385، ص 73، سيد جلال الدين مدني، مجلة شاهد ياران، العدد 16، فصلية التاريخ والثقافة المعاصرة، السنة الثانية، العدد 6
- ↑ روح الله حسينيان، عشرون عاماً من نضال الإسلام الشيعي في إيران (1340-1320)، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1384، ص 55
- ↑ مذكرات شمس قنات آبادي: نظرة في حركة تأميم صناعة النفط، طهران: مركز دراسة الوثائق التاريخية وزارة الاستخبارات، 1377، ص 62-63
- ↑ روح الله حسينيان، عشرون عاماً من نضال الإسلام الشيعي في إيران (1340-1320)، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1384، ص 56
- ↑ حسينيان، دور فدائيي الإسلام في التاريخ المعاصر لإيران، ص 40
- ↑ جريدة اطلاعات، 30/9/1329
- ↑ 25
- ↑ روح الله حسينيان، عشرون عاماً من نضال الإسلام الشيعي في إيران (1340-1320)، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1384، ص 101
- ↑ محمود دهنوي، مجموعة من مكاتبات وخطابات ورسائل آيت الله كاشاني، ج 2، طهران: منشورات چاپخش، 1361، ص 206
- ↑ روح الله حسينيان، عشرون عاماً من نضال الإسلام الشيعي في إيران (1340-1320)، طهران: مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1387، ص 218-219
- ↑ نفس المصدر، ص 329-335
- ↑ مجلة التاريخ والثقافة المعاصرة، العدد 6 و7
- ↑ جريدة اطلاعات، 3/6/1332
- ↑ جريدة اطلاعات 21/6/1332
- ↑ غلامرضا مصور رحماني، الجندي القديم: مذكرات سياسية وعسكرية، طهران: رسا، 1366، ص 363
- ↑ حسين مكي، الكتاب الأسود، ج 7، ص 39637
- ↑ مجموعة من مكاتبات وخطابات ورسائل آيت الله كاشاني، جمع محمد دهنوي، طهران: چاپخش، 1362، ج 4، ص 108
- ↑ نفس المصدر، ص 1112-113
- ↑ نفس المصدر، ص 114-117
- ↑ نفس المصدر، ص 122
- ↑ نفس المصدر، ص 121
- ↑ تاريخ الثقافة المعاصرة، السنة الثانية، العدد 6، بقلم آيت الله محمد شريف الرازي