الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلمان الفارسي»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب''''سلمان الفارسي:''' كان من صحابة النبي المصطفين، ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين علي...')
(لا فرق)

مراجعة ١٩:٢١، ٦ أبريل ٢٠٢٢

سلمان الفارسي: كان من صحابة النبي المصطفين، ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. وكان سلمان لايولي أهميةً للنسب، بل إنّه - على‏ الرغم من التقاليد العربية السائدة في حفظ النسب، وبيان مفاخر القبيلة - كان لايرتاح إلى‏ مثل هذه المظاهر، فكان يدعى‏: سلمان ابن الإسلام، وابن عبداللَّه، وعتيق المصطفى‏، وغيرها كما ورد على‏ لسانه ولسان أهل البيت ‏عليهم السلام. وكان سلمان يحترم صحابة النبي صلى الله عليه وآله من المهاجرين والأنصار، حتّى‏ إنّه لم يتزوّج من بناتهم. وقد وردت قصة إسلام سلمان بالتفصيل في أخبار عديدة، والمتحصّل منها أنّه كان في بداية أمره من أتباع الديانة الزرادشتية، ثم صار نصرانياً، ثم صار مسلماً، إلّا أنّ الشيخ المفيد نقل عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله روايةً يبدو منها أنّ سلمان كان من أهل البيت عليهم السلام، وأ نّه لم يكن مجوسياً قطّ. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة.

سلمان ابن الإسلام = سلمان الفارسي (... ــ 36ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبداللَّه.[٢]
لقبه: الفارسي، الخيِّر، المحمدي، الأصفهاني، الرامَهُرْمُزي.[٣]
طبقته: صحابي.[٤]
ذكروا أنّ اسمه «مابِه» أو «بَهْبُوذ» أو «ماهويه»[٥]، وأنّ اسم أبيه «بُوذَخْشان» أو «بَدخشان» أو «سمنگان».[٦] وهو من أهل «رامَهُرْمُز» من أهل أصبهان من قرية يقال لها: «جَيّ». وروي عنه قوله: «إنّي كنت في من ولد برامَهُرْمُز وبها نشأت، وأمّا أبي فمن أهل أصبهان».[٧] وقال: «كان أبي دهقان أرضه، وكنتُ من أحبّ عباد اللَّه إليه، فما زال في حبّه إيّاي حتّى‏ حبسني في البيت كما تُحبس الجارية، قال: فاجتهدت في المجوسية حتّى‏ كنت قاطن النار التي نوقدها لانتركها تخبو».[٨]
كان سلمان لايولي أهميةً للنسب، بل إنّه - على‏ الرغم من التقاليد العربية السائدة في حفظ النسب، وبيان مفاخر القبيلة - كان لايرتاح إلى‏ مثل هذه المظاهر، فكان يدعى‏: سلمان ابن الإسلام، وابن عبداللَّه، وعتيق المصطفى‏، وغيرها كما ورد على‏ لسانه ولسان أهل البيت ‏عليهم السلام.[٩] ونقل الكشّي حديثاً عن الباقر عليه السلام عن سلمان قوله: «أنا سلمان بن عبداللَّه، كنت ضالاًّ فهداني اللَّه بمحمد صلى الله عليه وآله، وكنت عائلاً فأغناني اللَّه بمحمد صلى الله عليه وآله، وكنت مملوكاً فأعتقني اللَّه بمحمد صلى الله عليه وآله، فهذا حسبي ونسبي».[١٠] وورد في بعض الأخبار: أنّ النبي صلى الله عليه وآله هو الذي سمّاه «سلمان».[١١]
وكان سلمان يحترم صحابة النبي صلى الله عليه وآله من المهاجرين والأنصار، حتّى‏ إنّه لم يتزوّج من بناتهم، فقد روي عنه أنّه قال: «لانؤمّكم في مساجدكم، ولاننكح نساءكم» يعني العرب.[١٢] وروي عن عمرو بن أبي قرّة الكندي قال: «عرض أبي على‏ سلمان أُخته، فأبى‏، وتزوّج مولاةً له يقال لها: بُقيرة».[١٣]
وقد وردت قصة إسلام سلمان بالتفصيل في أخبار عديدة، بينها بعض الاختلاف، إلّا أنّ المتحصّل منها أنّه كان في بداية أمره من أتباع الديانة الزرادشتية، ثم صار نصرانياً، ثم صار مسلماً.[١٤]
إلّا أنّ الشيخ المفيد نقل عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله روايةً يبدو منها أنّ سلمان كان من أهل البيت عليهم السلام، وأنّه لم يكن مجوسياً قطّ.[١٥] وقد ذهب الصدوق إلى‏ هذا أيضاً.[١٦] ورواية الشيخ المفيد هي أنّ الأصبغ بن نباته قال: سألت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن سلمان الفارسي رحمة اللَّه عليه، وقلت: ما تقول فيه؟ فقال: «ما أقول في رجلٍ خُلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصّه اللَّه تبارك وتعالى‏ من العلوم بأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها، وسرّها وعلانيتها. ولقد حضرت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحّاه عن مكانه وجلس فيه، فغضب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حتّى‏ درّ العرق بين عينيه واحمرّتا عيناه، ثم قال: يا أعرابي، أتنحّي رجلاً يحبّه اللَّه تبارك وتعالى‏ في السماء ويحبّه رسوله في الأرض؟ يا أعرابي، أتنحّي رجلاً ما حضرني جبرئيل إلّا أمرني عن ربّي عزّ وجلّ أن أُقرئه السلام؟ يا أعرابي، إنّ سلمان منّي، من جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني، ومن قرّبه فقد قرّبني، يا أعرابي، لاتغلّظنّ في سلمان، فإنّ اللَّه تبارك وتعالى‏ قد أمرني أن أُطلعه على‏ علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب. قال: فقال الأعرابي: يا رسول اللَّه، ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت، أليس كان مجوسياً ثم أسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أعرابي، أُخاطبك من ربّي وتقاولني؟! إنّ سلمان ما كان مجوسياً، ولكنّه كان مظهراً للشرك مضمراً للإيمان، يا أعرابي، أما سمعت اللَّه عزوجل يقول: «فلا وربّك لايؤمنون حتّى‏ يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً»؟[١٧] أما سمعت اللَّه عزوجل يقول:«ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»؟[١٨] يا أعرابي، خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، ولاتجحد فتكون من المعذّبين، وسلِّم لرسول اللَّه قوله تكن من الآمنين».[١٩]
ونقل مؤلّف كتاب «تأسيس الشيعة» عن أبي حاتم السجستاني قوله: «أوّل اسم ظهر في الإسلام على‏ عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هو «الشيعة»، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة، وهم: أبوذرّ وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر، إلى‏ أوان صفّين، فانتشرت بين موالي علي عليه السلام».[٢٠]
وروى‏ سعيد بن المسيب: أنّ سعد بن مسعود وسعد بن مالك دخلا على‏ سلمان يعودانه، فبكى‏، فقالا له: ما يبكيك يا أبا عبداللَّه؟ قال: عهدٌ عهده إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم يحفظه منّا أحد، قال: «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب».[٢١] وروى‏ أبو نُعَيم: « كان سلمان رضي اللَّه تعالى‏ عنه يحلق رأسه زُقِّيّة، قال: فيقال له: ما هذا يا أبا عبداللَّه؟ فقال: إنّما العيش عيش الآخرة».[٢٢]
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: أنّ سلمان خطب يوماً فقال: «... ألا أيّها الناس، اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه عنّي، قد أُوتيت العلم كثيراً، ولو أخبرتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة: مجنون، وقالت طائفة أُخرى‏: اللّهم اغفر لقاتل سلمان».[٢٣] وعن عائشة: «كان لسلمان مجلس مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بالليل، حتّى‏ كاد يغلبنا على‏ رسول اللَّه».[٢٤]
وروي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: «نزل عليّ الروح الأمين، فحدّثني أنّ اللَّه تعالى‏ يحبّ أربعة من أصحابي» فقال له من حضر: من هم يا رسول اللَّه؟ فقال: «علي، وسلمان، وأبوذرّ، والمقداد».[٢٥]
وعن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية «وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم».[٢٦] قالوا: يا رسول اللَّه، من هؤلاء الذين إن تولّينا استبدلوا بنا، ثم لايكونوا أمثالنا؟ فضرب على‏ فخذ سلمان الفارسي ثم قال: «هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من فارس».[٢٧]
وعن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وآله سئل فقيل له: يا رسول اللَّه، عمّن نكتب العلم [بعدك‏] ؟ قال: «علي وسلمان».[٢٨] وقال صلى الله عليه وآله: «سلمان مخصوص بالعلم الأول والآخر».[٢٩]
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «قال علي عليه السلام: ضاقت الأرض بسبعةٍ، بهم تُرزقون، وبهم تُنصرون، وبهم تُمطرون، منهم: سلمان الفارسي والمقداد وأبوذرّ وعمّار وحُذَيفة رحمة اللَّه عليهم، وكان علي يقول: وأنا إمامهم».[٣٠]
وعن حُمَيْد بن هلال قال: «أُوخي بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، فسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان الكوفة، قال: فكتب أبو الدرداء إلى‏ سلمان الفارسي: سلام عليك، أمّا بعد، فإنّ اللَّه رزقني بعدك مالاً وولداً، ونزلتُ الأرض المقدّسة. قال: فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أمّا بعد، فإنّك كتبتَ أنّ اللَّه رزقك مالاً وولداً، ونزلتَ الأرض المقدّسة، واعلم أنّ الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكنّ الخير أن يَعظُم حلمُك، وأن ينفعك علمُك. وكتبتَ: أنّك نزلت الأرض المقدّسة، وأن الأرض المقدّسة لاتعمل لأحد، إعمل كأنّك ترى‏، وإعدُدْ نفسك في الموتى‏».[٣١]
وقال أصحاب السير والتاريخ: بعد أن أُعتق سلمان بفضل النبي صلى الله عليه وآله أدرك غزوة الخندق، وقد اقترح على‏ النبي صلى الله عليه وآله حفر الخندق، فحفر المسلمون الخندق، وكان مانعاً دون هجوم المشركين، حتّى‏ إنّ فوارس قريش - منهم عمرو بن عبد ودّ - لمّا رأوا الخندق قالوا: واللَّه، إنّ هذه المكيدة ماكانت العرب تكيدها. فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقالت الأنصار: سلمان منّا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «سلمان منّا أهل البيت».[٣٢] ويروي الذهبي عن سلمان: «فشهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الخندق حرّاً، ثم لم يفتني معه مشهد».[٣٣] وبقي في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله حتّى‏ خلافة عمر، حيث تحرّك المسلمون نحو العراق، وكان سلمان معهم، وكان في فتح المدائن حاضراً أيضاً.[٣٤]
وذكر ابن سعد وابن عساكر والذهبي أنّه كان راغباً عن الإمارة، وعندما نُصِّب أميراً على‏ المدائن بعد فتحها، قال: «أكرهني عمر على‏ الإمارة وأنا لا أُريدها». وسُئل: مايكرهك من الإمارة؟ قال: «حلاوة رضاعتها، ومرارة فطامها».[٣٥]
وقد تناقلت كتب التراجم والسير أخباراً عن زهده ومناقبه وسؤدده. فقد نقل ابن سعد عن هرَيْم، قال: «رأيت سلمان الفارسي على‏ حمارٍ عري، وعليه قميص سنبلاني قصير ضيّق الأسفل، وكان رجلاً طويل الساقين كثير الشعر، وقد ارتفع القميص حتّى‏ بلغ قريباً من ركبتيه، قال: ورأيت الصبيان يحضرون حلقةً، فقلت: ألا تنحّون عن الأمير؟ فقال لي: دعهم، فإنّما الخير والشرّ بعد هذا اليوم».[٣٦] وكان إذا سجدت له العجم، طأطأ رأسه وقال: خشعت للَّه. وكان دائماً يخاطب نفسه قائلاً: «ياسلمان مُت»[٣٧]
وكان يعمل الخوص، واذا أصاب الشي‏ء اشترى‏ به لحماً، ثم دعا المحدّثين فأكلوه معه.[٣٨] وكان عطاؤه خمسة آلاف، وكان على‏ ثلاثين ألفاً من الناس يخطب في عباءةٍ، يفرش نصفها ويلبس نصفها، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده رضي اللَّه عنه.[٣٩]
ويروى‏ عن قتادة في قوله تعالى‏: «ومن عنده علم الكتاب» قال: «سلمان وعبداللَّه بن سلام».[٤٠] كما ويروى عن أبي هريرة، قال: «كان سلمان صاحب الكتابين» قال قَتادَة: يعني الإنجيل والفرقان. وقال كعب الأخبار: «سلمان حُشي علماً وحكمة».[٤١]
وقد أثنى‏ عليه أبو نُعَيم ثناءً حسناً، يقول: «سابق الفرس ورائق العرس، الكادح الذي لايبرح والزاخر الذي لاينزح، الحكيم والعابد العليم، أبو عبداللَّه سلمان ابن الإسلام، رافع الألوية والأعلام، أحد الرفقاء والنُجباء، ومن إليه تشتاق الجنّة من الغرباء، ثبت على‏ القلّة والشدائد، لما نال من الصلة والزوائد».[٤٢] وزاد ابن عبدالبرّ: «كان خيّراً فاضلاً، حَبْراً عالماً، زاهداً متقشّفاً».[٤٣]
وقال المامقاني مطرياً له: «حاله في علوّ الشأن، وجلالة القدر، وعظم المنزلة، وسموّ الرتبة، ورفعة المرتبة، ووفور العلم والتقوى‏، والزهد والنهى‏، أشهر من أن يحتاج إلى‏ تحرير أو ينضبط بتقرير، كيف وقد اتّفق أهل الإسلام قاطبةً في علوّ شأنه، وبلغ إلى‏ درجةٍ أنّه نادى‏ الموتى‏، فأجابه منهم مجيب، بل ذهب محيي الدين إلى‏ أنّه معصوم ؛ مستنداً إلى‏ قول النبي صلى الله عليه وآله: «سليمان منّا أهل البيت» ولم أجد من ذهب إلى‏ ذلك غيره».[٤٤]
وعن الفضل بن شاذان قال: «ما نشأ في الإسلام رجل من كافّة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي».[٤٥] وقال الشيخ الصدوق: «ما سجد قطّ لمطلع الشمس، وإنّما كان يسجد للَّه عزوجل، وكانت القبلة التي أُمر بالصلاة إليها شرقية، وكان أبواه يظنّان أنّه إنّما يسجد لمطلع الشمس، كهيئتهم».[٤٦] وعن محمد بن جعفر المؤدّب: «الأركان الأربعة: سلمان والمقداد وأبوذرّ وعمّار».[٤٧]

موقف الرجاليّين منه

كان سلمان من صحابة النبي المصطفين، ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. وقد نقلنا عنه آنفاً ماذكره الفريقان في جلالته وتوثيقه.[٤٨]

سلمان وأهل البيت عليهم السلام

روى‏ ابن سعد والحاكم عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «سلمان منّا أهل البيت».[٤٩]
وعن زاذان الكندي وأبي الأسود، قالا: «كنّا عند علي رضي اللَّه تعالى‏ عنه ذات يوم، فوافق الناس منه طيب نفس ومزاج، فقالوا: يا أمير المؤمنين، حدِّثنا عن أصحابك، قال: عن أيّ أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله، قال: كلّ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أصحابي، فعن أيّهم؟ قالوا: عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم، حدِّثنا عن سلمان، قال: فقال: من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ ذاك امرؤ منّا وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، بحر لاينزف».[٥٠]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام.[٥١]
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: أنس بن مالك، جُنْدب الأزدي، زيد بن صوحان، أبو سعيد الخدري، أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي، كَعب بن عُجْرة، ابن عباس، عَلْقمة بن قيس، محمد بن المنكدر، سعيد بن وَهْب الهَمْداني، عطية بن عامر الجُهَني، زاذان أبو عمر الكندي، شَهر بن حَوْشَب، أبو ليلى‏ الكندي.
وقال النووي: «نقل سلمان ستّين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وآله، اتّفق البخاري ومسلم على‏ ثلاثة منها».[٥٢] وقد وردت بعض هذه الأحاديث في مسند أحمد وجامع الأحاديث للسيوطي.[٥٣] وذكر المزي أنّه روى‏ له الجماعة.[٥٤]
وقال السيد الصدر: «أوّل من صنّف في الآثار مولانا أبو عبداللَّه سلمان الفارسي‏رضى الله عنه، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، صنّف كتاب حديث الجاثليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد النبي صلى الله عليه وآله، وقد أشار إليه الشيخ الطوسي في الفهرست».[٥٥]

من رواياته

عن سلمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله للحسن والحسين: «من أحبّهما أحببته، ومن أحببته أحبّه اللَّه، ومن أحبّه اللَّه أدخله جنّات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى‏ عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه اللَّه، ومن أبغضه اللَّه أدخله نار جهنّم وله عذاب مقيم».[٥٦]
وروى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «لايغتسل الرجل يوم الجمعة ويتطهّر بما استطاع من طهر، ثم يدهن من دهنه أو يمسّ من طيب بيته، ثم يروح فلم يفرّق بين اثنين، ثم يصلّي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلّم الإمام، إلّا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى‏».[٥٧]

وفاته

اختلفوا في تاريخ وفاته لاختلاف الروايات بين سنتي 33 - 37 هـ .[٥٨] فذكر النووي: أنّ وفاته كانت سنة 36 هـ في أوائل خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام في المدائن.[٥٩] وقال ابن الجوزي: «توفّي في زمان عثمان سنة اثنتين وثلاثين، وقد قيل: في سنة ستّ وثلاثين، والأول أصحّ».[٦٠]
وعن جابر الأنصاري قال: صلّى‏ بنا أمير المؤمنين علي عليه السلام الصبح، ثم أقبل علينا فقال: «معاشر الناس، أعظم اللَّه أجركم في أخيكم سلمان».[٦١]
وفي رواية أُخرى‏: أنّ علياً عليه السلام دخل المسجد بالمدينة غداة يوم، قال: «رأيت في النوم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقال لي: إنّ سلمان توفّي، ووصّاني بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، وها أنا خارج إلى‏ المدائن لذلك» فقال عمر: خذ الكفن من بيت المال، فقال علي عليه السلام: «ذلك مكفيّ مفروغ منه» فخرج والناس معه الى‏ ظاهر المدينة، ثم خرج وانصرف الناس، فلمّا كان قبل ظهيرة رجع وقال: «دفنته».[٦٢]
وقال الشيخ آغا بزرك الطهراني: «ألّف كلٌّ من أبي محمد عبدالعزيز الجلودي (302 هـ ) وأبي جعفر محمد بن علي بن بابويه (381 هـ) كتاباً بعنوان «أخبار سلمان»، وذكر النجاشي كلا الكتابين».[٦٣] ومن أبرز الكتب التي أُلِّفت في القرون الأخيرة في أحوال سلمان تفصيلاً: كتاب «نفس الرحمان في أحوال سلمان» للمحدّث النوري (1320ق).[٦٤]

المصادر

  1. تهذيب الكمال 11: 245، سير أعلام النبلاء 1: 505، شذرات الذهب 1: 44، قاموس الرجال 5: 183.
  2. كتاب الثقات 3: 157، المعارف: 270، صفوة الصفوة 1: 523.
  3. كتاب التاريخ الكبير 4: 135، أعيان الشيعة 7: 280، رجال الكشّي: رقم (26)، خلاصة الأقوال: 164.
  4. الإصابة 3: 113، طبقات الفقهاء: 34، الجرح والتعديل 4: 296.
  5. تهذيب الكمال 11: 248،250، أخبار أصفهان 1: 48.
  6. الفوائد الرجالية 3: 17.
  7. تهذيب الكمال 11: 247،248.
  8. الطبقات الكبرى‏ 4: 75، تاريخ بغداد 1: 177.
  9. أنظر: رجال الكشّي: رقم (32)، تهذيب الكمال 11: 248.
  10. رجال الكشّي: رقم (32).
  11. كمال الدين: 165.
  12. الطبقات الكبرى‏ 4: 90.
  13. مسند أحمد 5: 439.
  14. أنظر: الطبقات الكبرى‏ 4: 81، سير أعلام النبلاء 1: 506، كمال الدين: 161، روضة الواعظين: 275.
  15. الاختصاص: 221، 341.
  16. كمال الدين: 165.
  17. النساء: 65.
  18. الحشر: 7.
  19. الاختصاص: 221، 341.
  20. تأسيس الشيعة: 280،405.
  21. الطبقات الكبرى‏ 4: 91، وانظر: تهذيب الكمال 11: 254.
  22. حلية الأولياء 1: 199. والزُقّية: حَلقَة منسوبة إلى‏ التزقيق، وذلك بأن يحلق الرأس كلّه، حكاه في النهاية.
  23. رجال الكشّي: رقم (47).
  24. الاستيعاب 2: 636، أُسد الغابة 2: 331.
  25. حلية الأولياء 1: 190.
  26. محمد: 38.
  27. تهذيب تاريخ دمشق 6: 203.
  28. الكامل 1: 195، ميزان الاعتدال 1: 98، تاريخ مدينة دمشق 21: 419.
  29. معجم رجال الحديث 19: 347.
  30. رجال الكشّي: رقم (13).
  31. تهذيب الكمال 11: 253،المحبّر: 75.
  32. الطبقات الكبرى‏ 4: 83، كتاب الثقات 1: 268، تاريخ بغداد 1: 176.
  33. سير أعلام النبلاء 1: 511.
  34. أنظر: تهذيب تاريخ دمشق 6: 191، حلية الأولياء 1: 199، المنتظم 5: 20، الطبقات الكبرى‏ 4: 92.
  35. تهذيب تاريخ دمشق 6: 208، الطبقات الكبرى‏ 4: 88، سير أعلام النبلاء 1: 547.
  36. الطبقات الكبرى‏ 4: 87،8.8
  37. المصدر السابق: 90.
  38. المصدر نفسه: 87، 89.
  39. سير أعلام النبلاء 1: 547.
  40. المصدر السابق: 542.
  41. الاستيعاب 2: 636، 637.
  42. حلية الأولياء 1: 185.
  43. الاستيعاب 2: 635.
  44. تنقيح المقال 2: 46.
  45. رجال الكشّي: رقم (38).
  46. كمال الدين: 165.
  47. الاختصاص: 7.
  48. أنظر المصادر السابقة.
  49. الطبقات الكبرى‏ 4: 83 و7: 319، المستدرك على الصحيحين 3: 598.
  50. حلية الأولياء 1: 187، تهذيب تاريخ دمشق 6: 201.
  51. رجال البرقي: 1، 2، رجال الطوسي: 20، 43، تهذيب الكمال 11: 246، تهذيب التهذيب 4: 121.
  52. تهذيب الأسماء واللغات 1: 228.
  53. مسند أحمد 5: 437، جامع الأحاديث 11: 516 وما بعدها.
  54. تهذيب الكمال 11: 256.
  55. تأسيس الشيعة: 280. وهذا الحديث يذكر قضية الجاثليق مع مائةٍ من النصارى‏ عندما جاءوا وسألوا بعض المسلمين بعض الاسئلة، فعجز عن جوابهم، فأرشدهم سلمان إلى‏ أمير المؤمنين‏عليه السلام (راجع كتاب التوحيد: 182، الفهرست للطوسي: 80).
  56. ذكر أخبار أصفهان 1: 56.
  57. مسند أحمد 5: 440.
  58. تاريخ خليفة: 143.
  59. تهذيب الأسماء واللغات 1: 228.
  60. المنتظم 5: 27.
  61. بحار الأنوار 22: 368.
  62. المصدر السابق: 373.
  63. الذريعة 1: 332، وانظر: رجال النجاشي: رقم (640).
  64. أنظر: أعيان الشيعة 7: 284.