زاذان

من ویکي‌وحدت

زاذان: أصله من إيران، وكان من الموالي، وصار حليفاً لقبيلة كِنْدة. وكان زاذان من كبار علماء الشيعة، ومخالفاً لعقيدة المرجئة. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وقد وثّقه الذهبي وغيره من علماء أهل السنة، واعتبره ابن حجر صدوقاً. وأورده العلامة الحلي في القسم الأول من كتابه، ضمن من يعتمد عليهم ويوثّقهم. واعتبره المامقاني من أجلّاء الإمامية.

زاذان الكِنْدي (... ــ 82ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبداللَّه، أبوعمر، أبوعمرو، أبوعمرة.[٢]
نسبه: الكِنْدي.[٣]
لقبه: البزّاز، البزّار، الضرير، الكوفي، الفارسي.[٤]
طبقته: الثانية (مخضرم).[٥]
ولد في زمان النبي صلى الله عليه وآله، أصله من إيران، وكان من الموالي، وصار حليفاً لقبيلة كِنْدة.[٦] وكان يبيع الكرابيس، فإذا عرض الثوب ناول شرّ الطرفين، ويساوم سومةً واحدة.[٧]
ويبدو من قصة توبته على‏ يد عبداللَّه بن مسعود، وكذلك تعلّمه القرآن الكريم بالمعجزة على‏ يد أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان ذا صوت جميل ونبرة لطيفة.[٨]
كان زاذان من كبار علماء الشيعة، ومخالفاً لعقيدة المرجئة.[٩] فقد روى‏ عطاء بن السائب عن زاذان ومَيْسرة أنّهما دخلا على‏ الحسن بن محمد ابن علي فلاماه على‏ الكتاب الذي وضعه في الإرجاء، فقال لزاذان: يا أبا عمر، لوددت أنيّ كنت متّ ولم أكتبه.[١٠]

موقف الرجاليّين منه

وثّقه علماء أهل السنة، منهم: الذهبي، ابن معين، ابن سعد، العجلي، ابن حبان، واعتبره ابن حجر صدوقاً. [١١]
وأورده العلامة الحلي في القسم الأول من كتابه، ضمن من يعتمد عليهم ويوثّقهم.[١٢] واعتبره المامقاني من أجلّاء الإمامية، وقال: «وإن لم تتحقّق وثاقته، فلا شبهة في كونه في أعلى‏ درجات الحسن».[١٣] وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، بينما عدّه البرقي من خواص أصحابه.[١٤]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي عليه السلام.[١٥]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: عمر، ابن مسعود، سلمان، حُذَيفة، عائشة، جرير ابن عبداللَّه، البراء بن عازب، ابن عمر، أبو هريرة.
وروى‏ عنه جماعة كثيرة، منهم: الأصبغ بن نباتة، أبو حمزة الثمالي، عطاء بن السائب، أبو صالح السمّان، عمرو بن مُرّة، ليث بن أبي سُلَيْم، هلال بن يساف.
وصفه البعض بأنّه قليل الحديث[١٦]، وقيل: بل هو كثير الحديث، حتّى‏ طُعن فيه.[١٧] وقد وردت رواياته في الكتب الروائية لأهل السنّة ؛ كالأدب المفرد للبخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي[١٨]، وكذلك في الجوامع الروائية للشيعة ؛ كالكافي والتهذيب وكامل الزيارات.[١٩]

من رواياته

روى‏ زاذان عن علي عليه السلام أنّه قال: «الحسن والحسين ريحانتا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله».[٢٠]
وروى‏ أيضاً: «سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه».[٢١]

وفاته

توفّي زاذان في الكوفة سنة 82 هـ بعد معركة «دير الجماجم» أيام إمارة الحجّاج.[٢٢]

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى‏ 6: 178، كتاب التاريخ الكبير 3: 437، تهذيب التهذيب 3: 261، البداية والنهاية 9: 47.
  2. كتاب التاريخ الكبير 3: 437، تهذيب التهذيب 3: 261، خلاصة الأقوال: 307، رجال الطوسي: 42.
  3. تهذيب الكمال 9: 263، خلاصة الأقوال: 307، منهج المقال: 142.
  4. المصادر المتقدّمة.
  5. تقريب التهذيب 1: 256.
  6. مختصر تاريخ دمشق 8: 371، رجال الطوسي: 42، خلاصة الأقوال: 307.
  7. الطبقات الكبرى‏ 6: 179، صفة الصفوة 3: 59، مختصر تاريخ دمشق 8: 373.
  8. سيرأعلام النبلاء 4: 281، الخرائج والجرائح 1: 195.
  9. وقد فسّروا عقيدة المرجئة مرّةً بأنّ الإيمان قول بلاعمل، وأُخرى‏ بأ نّه لا تضرّ معصية مع الإيمان. راجع ترجمة الحسن بن محمد ابن الحنفية في هذا الكتاب، وراجع مقباس الهداية 2: 369.
  10. الطبقات الكبرى‏ 5: 328.
  11. سير أعلام النبلاء 4: 280، تهذيب التهذيب 3: 261، تاريخ الثقات: 163، كتاب الثقات 4: 265.
  12. خلاصة الأقوال: 307.
  13. تنقيح المقال 1: 437.
  14. رجال الطوسي: 42، رجال البرقي: 4.
  15. تهذيب الكمال 9: 263، سير أعلام النبلاء 4: 280.
  16. تاريخ الإسلام 6: 65.
  17. تهذيب الكمال 9: 264، 265.
  18. المصدر السابق: 264، تهذيب التهذيب 3: 261.
  19. جامع الرواة 1: 324، معجم رجال الحديث‏8: 220، كامل الزيارات: باب (14).
  20. كامل الزيارات: باب (14).
  21. مسند أحمد 1: 84، مجمع الزوائد 9: 107.
  22. تاريخ خليفة: 222، مختصر تاريخ دمشق 8: 373، تهذيب الكمال 9: 265، العبر في خبر من غبر 1: 69.