زيد بن صوحان

من ویکي‌وحدت

زيد بن صوحان: أخو صعصعة بن صوحان وسيحان بن صوحان، وكان زيد بن صُوحان مؤاخياً لـ سلمان الفارسي، فاكتنى‏ من حبّه لسلمان أبا سلمان. وعاش زيد في الجاهلية وأدرك عصر الإسلام، ولذلك عدّوه من المخضرمين. واشترك زيد هو وقبيلته مع الإمام علي عليه السلام في حرب الجمل سنة 36 هـ، وكان معه رأية عبد القيس. وكتبت عائشة کتاباً إلى‏ زيد بن صوحان وقالت فيه: «من عائشة أُم المؤمنين إلى‏ ابنها الخالص زيد بن صوحان. سلام عليك... فإذا أتاك كتابي هذا فثبّط الناس عن علي بن أبي طالب، وكن مكانك حتّى‏ يأتيك أمري، والسلام»، فردّ زيد عرضها، وبعث إليها بجوابٍ مختصر يروي فيه سبب رفضه. ولمّا صُرع زيد بن صوحان يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتّى‏ جلس عند رأسه، فقال: رحمك اللَّه يا زيد، قد كنت خفيف المؤونة، عظيم المعونة، فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك اللَّه خيراً يا أمير المؤمنين، سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله تقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فكرهت واللَّه أن أخذلك فيخذلني اللَّه. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وكان ثقة، قليل الحديث. وذكر غير واحد أنّه كان من سادة التابعين الذين رووا عن عليٍّ و عمر بن الخطاب.

زيد بن صُوْحَان بن حُجر (... ــ 36ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو سلمان، أبو مسلم، أبو عائشة.[٢]
نسبه: العبدي.[٣]
لقبه: الكوفي، أخو صَعْصَعَة، أقطع الخير.[٤]
طبقته: الثانية: (مخضرم).[٥]
هو أخو صَعْصَعَة وسيحان ابني صوحان.[٦] وهو من قبيلة عبد القيس، ولذا يقال له: «العبدي».[٧]، ويقال له: «أبو سلمان» لشدّة حبّه لسلمان.[٨] قال غيلان: «كان زيد ابن صُوحان مؤاخياً لسلمان، فاكتنى‏ من حبّه لسلمان أبا سلمان».[٩] وكان من سادة التابعين، صوّاماً قوّاماً[١٠]، وكان من العلماء العُبّاد.[١١]
قال الجاحظ: «وشأن عبد القيس عجب!... ففرقة وقعت بعمان وشقِّ عمان، وهم خطباء العرب، وفرقة وقعت الى‏ البحرين (وشقِّ البحرين) وهم من أشعر قبيلٍ من العرب، ولم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية وفي معدن الفصاحة، وهذا عجب! ومن خطبائهم المشهورين: صَعْصَعَة... وزيد... وسيحان بن صُوحان».[١٢]
وذكر بعضهم أنّه وفد على‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله .[١٣] وأنّ يده قُطعت في معركة جلولاء سنة 16 هـ، أو في فتح نهاوند سنة 22 هـ .[١٤]
وروي أنّ زيداً كان في جيشٍ عليهم سلمان الفارسي، فكان يؤمّهم زيد بن صُوحان، يأمره بذلك سلمان.[١٥] وعن عمّار، قال: وطّأ عمر لزيد بن صوحان راحلته وقال: هكذا فاصنعوا بزيد.[١٦] وفي رواية: هكذا فاصنعوا بزيدٍ وإلّا عذّبتكم.[١٧] ونقل: أنّ سلمان الفارسي قال لزيد: كيف أنت يا زيد إذا اقتتل القرآن والسلطان؟ قال: أكون مع القرآن، قال: نعم الزيد أنت إذن.[١٨]
ويقول المسعودي: «قال صعصعة بن صوحان وقد سأله ابن عباس عن زيد: كان واللَّه عظيم المروءة، شريف الأُخوّة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكر اللَّه طرفي النهار وزُلفاً من الليل، الجوع والشبع عنده سيّان، لاينافس في الدنيا، وأقلّ أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام، وإن نطق نطق بعُقام، يهرب منه الدُعّار والأشرار، ويألفه الأحرار الأخيار».[١٩]

موقف الرجاليّين منه


عاش زيد في الجاهلية وأدرك عصر الإسلام، ولذلك عدّوه من المخضرمين.[٢٠] ويقول ابن سعد: «كان ثقة، قليل الحديث».[٢١] وذكر غير واحد أنّه كان من سادة التابعين الذين رووا عن عليٍّ وعمر بن الخطاب.[٢٢]
وقد عدّه البرقي في رجاله وأخاه من أصحاب علي عليه السلام .[٢٣] فيما عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة علي عليه السلام، وقال: «كان من الأبدال».[٢٤]

زيد وأهل البيت عليهم السلام

اشترك زيد هو وقبيلته مع الإمام علي عليه السلام في حرب الجمل سنة 36 هـ [٢٥]، وكان معه راية عبد القيس.[٢٦] ففي الكامل: وحملت مضر الكوفة فاجتلدوا قدّام الجمل حتّى‏ ضرسوا.. ومع علي قوم من غير مضر، منهم زيد بن صوحان، طلبوا ذلك منه، فقال له رجل: تنحّ إلى‏ قومك، ما لَكَ ولهذا الموقف، ألستَ تعلم أنّ مضر بحيالك، والجمل بين يديك، وأنّ الموت دونه؟ فقال: الموت خير من الحياة، الموت أُريد.[٢٧]
وفي العقد الفريد: كتبت عائشة إلى‏ زيد بن صوحان إذ قدمت البصرة: «من عائشة أُم المؤمنين إلى‏ ابنها الخالص زيد بن صوحان. سلام عليك... فإذا أتاك كتابي هذا فثبّط الناس عن علي بن أبي طالب، وكن مكانك حتّى‏ يأتيك أمري، والسلام».[٢٨] فردّ زيد عرضها، وبعث إليها بجوابٍ مختصر يروي فيه سبب رفضه، لأنّه مخالف لما أُمر به هو والمسلمون، ومخالف أيضاً لما أُمرت به هي ونساء النبي صلى الله عليه وآله الأُخريات.[٢٩]
وروى‏ الكشّي بإسناده عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام قال: «لمّا صُرع زيد بن صوحان يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتّى‏ جلس عند رأسه، فقال: رحمك اللَّه يا زيد، قد كنت خفيف المؤونة، عظيم المعونة، قال: فرفع زيد رأسه إليه وقال: وأنت فجزاك اللَّه خيراً يا أمير المؤمنين، فواللَّه ماعلمتك إلّا باللَّه عليماً، وفي أُم الكتاب عليّاً حكيماً، وأنّ اللَّه في صدرك لعظيم، واللَّه ما قاتلت معك على‏ جهالة، ولكنّي سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله تقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فكرهت واللَّه أن أخذلك فيخذلني اللَّه».[٣٠]
وذكر ابن عساكر: أنّ زيداً قال قبل أن يُقتل: إنّي رأيت يداً خرجت من السماء تشير إليّ أن تعال، وأنا لاحقٌ بها يا أمير المؤمنين،... فادفنوني بدمي فإنّي مخاصم القوم.[٣١]
وروى‏ ابن سعد: أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان في سفرٍ، فنزل رجل من القوم فساق بهم ورجز، ثم نزل آخر، ثم بدا لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يواسي أصحابه فنزل، فجعل يقول: «جندب وما جندب! والأقطع الخير زيد!» ثم ركب، فدنا منه أصحابه، فقالوا: يا رسول اللَّه سمعناك الليلة تقول: جندب وما جندب! والأقطع الخير زيد! فقال: «رجلان يكونان في هذه الأُمة، يضرب أحدهما ضربةً تفرق بين الحقّ والباطل، والآخر تُقطع يده في سبيل اللَّه ثم يتبع اللَّه آخر جسده بأوّله».[٣٢] وروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «من سرّه أن ينظر إلى‏ رجلٍ يسبقه بعض أعضائه إلى‏ الجنّة فلينظر إلى‏ زيد بن صوحان».[٣٣]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي عليه السلام.[٣٤]
وروى‏ عن جماعة، منهم: أُبيّ بن كعب، عمر بن الخطاب، سلمان الفارسي.
وروى عنه جماعة، منهم: أبو وائل، والعَيْزار بن حُرَيْث. وذكر الذهبي أنّه لا رواية له في الأُمّهات، وقال: «لأ نّه قديم الوفاة».[٣٥]

من رواياته

روى الطبراني عن سالم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع مولاي زيد في السوق، فمرّ علينا سلمان الفارسي وقد اشترى‏ وَسَقاً من طعام، فقال له زيد: ياأبا عبداللَّه، تفعل هذا وأنت صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله؟! فقال: إنّ النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنّت، وتفرّغت للعبادة، وأيس منها الوسواس.[٣٦]
وروى‏ أبو العلاء قال: لمّا أُصيب زيد بن صوحان يوم الجمل قال: هذا الذي حدّثني خليلي سلمان: «إنّما يُهلك هذه الأُمة نقضها عهودها».[٣٧]

وفاته

استشهد زيد مع أخيه سيحان في معركة الجمل سنة 36 هـ .[٣٨] وكان قد أوصى‏ فقال: لا تغسلوا عنّي دماً، ولاتنزعوا عنّي ثوباً إلّا الخُفّين، وارمسوني في الأرض رَمْساً، فإنّي رجل مخاصم، أُحاجّ يوم القيامة.[٣٩]

الهوامش

  1. المنتظم 5: 110، تاريخ بغداد 8: 439.
  2. تاريخ بغداد 8: 439، أعيان الشيعة 7: 102. وفي سير أعلام النبلاء3: 525: «أبو سليمان».
  3. أُسد الغابة 2: 234، كتاب التاريخ الكبير3: 397.
  4. الطبقات الكبرى‏ 6: 123، سير أعلام النبلاء 3: 525.
  5. الإصابة 3: 30، تهذيب تاريخ دمشق 6: 13، وذكر الأمين أنّه اختلف في صحبته وتابعيّته (أعيان الشيعة 7: 102).
  6. تاريخ بغداد 8: 439.
  7. كتاب التاريخ الكبير 3: 397.
  8. أعيان الشيعة 7: 102، تهذيب تاريخ دمشق 6: 13.
  9. تهذيب تاريخ دمشق 6: 13.
  10. العبر في خبر من غبر 1: 27، المنتظم 5: 110،111.
  11. سير أعلام النبلاء 3: 525.
  12. البيان والتبيين 1: 96.
  13. سير أعلام النبلاء 3: 525، الوافي بالوفيات 15: 32.
  14. سير أعلام النبلاء 3: 526، الطبقات الكبرى‏ 6: 124.
  15. الطبقات الكبرى‏ 6: 124.
  16. الإصابة 3: 45.
  17. الطبقات الكبرى‏ 6: 124، مختصر تاريخ دمشق 6: 16، سير أعلام النبلاء 3: 527.
  18. تهذيب تاريخ دمشق 6: 16.
  19. مروج الذهب 3: 45، الغدير 9: 43. والعُقام: الشدّة، يقال: له كلام عُقام، أي شديد. وقيل: الغامض من الكلام.
  20. الإصابة 3: 30.
  21. الطبقات الكبرى‏ 6: 126.
  22. العبر في خبر من غبر 1: 27، تاريخ الإسلام 3: 508، المنتظم 5: 110.
  23. رجال البرقي: 5.
  24. رجال الطوسي: 41.
  25. أعيان الشيعة 7: 101.
  26. أُسد الغابة 2: 234.
  27. الكامل في التاريخ 3: 245.
  28. العقد الفريد 4: 317 - 318، وانظر: معجم رجال الحديث 8: 355.
  29. المصدران السابقان.
  30. رجال الكشّي: رقم (119)، قاموس الرجال 4: 557.
  31. تهذيب تاريخ دمشق 6: 14.
  32. الطبقات الكبرى‏ 6: 123.
  33. تاريخ بغداد 8: 440، تهذيب تاريخ دمشق 6: 13.
  34. تهذيب تاريخ دمشق 6: 12، سير أعلام النبلاء 3: 525، رجال الطوسي: 41.
  35. سير أعلام النبلاء 3: 525.
  36. المعجم الكبير 6: 219.
  37. المصنّف 8: 718.
  38. تاريخ خليفة: 142، كتاب الثقات 4: 249، الاستيعاب 2: 555، المعارف: 402، شذرات الذهب 1: 44.
  39. الطبقات الكبرى‏ 6: 125، كتاب التاريخ الكبير 3: 397.