جامع البصرة
جامع البصرة، أحد المساجد الكبيرة والمهمة في صدر الإسلام، وأقدم مسجد بُني في مدينة البصرة العراقية، بل أول مسجد تم بنائه خارج جزيرة العرب، وقد اشتهر بـخطوة الإمام علي، حيث إنَّ الإمام علي عليه السلام دخل هذا المسجد بعد واقعة الجمل، وألقى فيه خطبة للناس، تم تجدّد بناء المسجد عدة مرات عبر التاريخ، ولم تبق من المسجد القديم سوى منارة، وقد تم إنشاء مسجد جديد إلي جانبها بعمارة حديثة عام 2000م. وكان جامع البصرة منذ تأسيسه مركزا للاجتماعات الدراسية والنشاطات الفكرية، وفي المناسبات الدينية يزور المسجد بعض العراقيين وأحياناً بالمشي على الأقدام.
البناء الأولي
أقام بنيته الأولى عتبة بن غزوان، في السنة 14 هـ، من القصب، ولكن بعد عام أو عامين، تعرض لحريق. ولهذا السبب، أعاد أبو موسى الأشعري بناءه باللبن، ثم قام زياد بن أبي سفيان أيضًا في فترة ولايته على العراق من قبل معاوية، في السنة 45 هـ، بإعادة بناءه بالجص والآجر.[١]. وبهذا الترميم، أصبح المسجد الجامع بالبصرة أحد المساجد الكبيرة والمهمة في صدر الإسلام، وحظي بأهمية خاصة لفترة طويلة، وفي حرب الجمل دخل الإمام علي (عليه السلام) هذا المسجد بالبصرة بعد انتهاء معركة الجمل، وأقام فيه الصلاة، وألقى خطبة لأهل المدينة، ويُقال أيضًا إن الإمام الحسن (عليه السلام) صلى في هذا المسجد بأمر من الإمام علي (عليه السلام) عند العودة من معركة الجمل.
الفضائل
ذكر بعض فقهاء وعلماء الشيعة المتقدمين فضائل لهذا المسجد، ومنهم الشيخ الصدوق (رحمه الله) حيث يقول: "لا يجوز الاعتكاف إلا في خمسة مساجد وهي: المسجد الحرام، ومسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومسجد الكوفة، ومسجد المدائن، ومسجد البصرة، وذلك لأنها مساجد جامعة صلى فيها الإمام العادل صلاة الجمعة." [٢]. ويقول الشيخ المفيد (رحمه الله) أيضًا:"المساجد التي جمع فيها نبي أو وصي نبي - فجاز لذلك الاعتكاف فيها - أربعة مساجد: المسجد الحرام، جمع فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومسجد المدينة، جمع فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضًا وأمير المؤمنين (عليه السلام)، ومسجد الكوفة جمع فيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومسجد البصرة جمع فيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، والمراد بالجمع فيما ذكرناه ها هنا صلاة الجمعة بالناس جماعة دون غيرها من الصلوات." [٣].
بقايا المسجد في العصر الحاضر
اليوم، تداعى المسجد الجامع القديم بالبصرة تقريبًا ولم يتبقَ منه سوى بقايا قليلة في الركن الشمالي الغربي من المسجد. لكن في موقع مصلاه الذي يُعرف بمقام الإمام علي (عليه السلام)، تم إنشاء مسجد كبير بطراز معماري حديث وغير متناسب مع البناء القديم لهذا المسجد والطراز المعماري التقليدي للعراق، وهو ذو قبة ومئذنة مربعة الشكل مرتفعة.، ويُعد هذا المقام اليوم من المزارات الشيعية المهمة في البصرة، وحاليًا يَسير شيعة البصرة سنويًا نحو هذا المسجد مشيًا على الأقدام في أيام زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام).
