انتقل إلى المحتوى

فتوى لجنة الإجتهاد في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب الجهاد

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

فتوى لجنة الاجتهاد في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب الجهاد، لفتوى الصادرة عن لجنة الاجتهاد والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب الجهاد هي فتوى تدين استمرار العدوان على غزة وانتهاك وقف إطلاق النار من قبل الكيان الصهيوني، صدرت في 28 رمضان 1446 هـ، الموافق 28 مارس 2025م حيث تضمنت مقدمه و15 بنداً، جاء فيها: وجوب الجهاد، حرمة مساعدة العدو ،حرمة توفير الوقود والطعام والاحتياجات ،ضرورة إنشاء تحالف عسكري إسلامي، مراجعة الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، وجوب الجهاد المالي، تحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، واجب العلماء، وجوب المقاطعة الشاملة، نداء إلى الحكومة الأمريكية، مواصلة مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، دعم الشعوب، وحدة المسلمين، الدعاء لأهل غزة، الشكر لداعمي الشعب الفلسطيني، وقد وقع الفتوى كل من: الأمين العام للجنة، د. فضل عبد الله مراد، رئيس اللجنة: أ.د. علي محيي الدين القره داغي، أعضاء اللجنة المشاركون: الشيخ محمد الحسن الدادو، الشيخ ،عبد الحي يوسف ، الشيخ إبراهيم أبو محمد، الشيخ خالد الحنفي، الشيخ أحمد كافي، د. فريدة صديق زوز، الشيخ محمد جورماز، الشيخ مصطفى داداش، الشيخ سالم الشيحي، الشيخ مسعود صبري، الشيخ وانيس المبروك، الشيخ عجل النشمي ، الشيخ نور الدين خادمي، الشيخ أحمد حوا ،الشيخ سلطان الهاشمي، زمان ومكان الفتوى، صدرت فتوى لجنة الاجتهاد والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن استمرار العدوان على غزة وانتهاك وقف إطلاق النار في 28 رمضان 1446 هـ، الموافق 28 مارس 2025م، وتضمنت مقدمه و15 بنداً، ووقَّعها كل من الأمين العام للجنة د. فضل عبد الله مراد، ورئيس اللجنة أ.د. علي محيي الدين القره داغي، والأعضاء المذكورين أعلاه.

مقدمة الفتوى

الحمد لله الذي أذل المعتدين، ونصر المظلومين، وقوَّى المجاهدين، ولي المؤمنين، وحافظاً على الصالحين، وقاصماً لجبروت الظالمين، واصطفى الشهداء من بين المسلمين. والصلاة والسلام على قائد المجاهدين ورحمة الله للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. تتابع لجنة الاجتهاد والفتوى في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلوب مليئة بالألم استمرار العدوان الوحشي على شعبنا في غزة، الذي بلغ عدد شهدائه أكثر من 50 ألف شهي منذ بداية العدوان. لقد نقض الكيان الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار، كما هي عادته في نقض العهود مع الله ورسله ومع عباد الله، واستأنف جرائم الإبادة الجماعية ضد إخواننا في غزة بدعم من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تواصل - في ظل صمت العرب وعجز دول العالم الإسلامي - إمداد الصهاينة المعتدين بقنابل الموت والأسلحة المدمرة. إن لجنة الاجتهاد والفتوى في الاتحاد الدولي، نظراً لاستمرار هذه العدوانات الوحشية الصهيونية، تبيِّن الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع تحقيقاً للأمانة التي وضعها الله على أهل العلم، كما يلي:يتبع تفاصيل البنود الـ15 للفتوى...

نص الفتوى

وجوب الجهاد

بناءً على الفتاوى السابقة، فإن الجهاد ضد الكيان الصهيوني وعملائه والعسكريين المتعاونين معه في الأراضي المحتلة، والمشاركين في إبادة شعب غزة، هو فرض عين؛ أولاً على أهل فلسطين، ثم على الدول المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان، ثم على جميع الدول الإسلامية. كما أن الجهاد ضد احتلال فلسطين هو واجب على كل مسلم قادر في العالم الإسلامي. وتؤكد لجنة الاجتهاد والفتوى في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الواجب الشرعي على حكومات دولنا هو التدخل العسكري والاقتصادي والسياسي الفوري لوقف هذه الإبادة والدمار الشامل، وفقاً لمسؤولياتهم. وتعتبر تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن دعم غزة وهي تُدمر جريمة كبرى في حق إخواننا المظلومين في غزة شرعاً. يقول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ﴾ [١]. وهذا التقصير يُعد خيانة للأمانة الولائية. يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [٢].

حرمة مساعدة العدو

تحريم أي دعم للعدو الكافر في إبادة مسلمي غزة، بغض النظر عن نوع هذا الدعم. ويشمل ذلك حظر بيع الأسلحة لهم، أو تسهيل نقلها عبر الموانئ أو الممرات المائية الدولية مثل قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز، أو بأي وسيلة برية أو بحرية أو جوية أخرى. وتصدر اللجنة فتوى بضرورة فرض حصار جوي وبري وبحري على العدو المحتل لدعم إخواننا في غزة.

حرمة توفير الوقود والغذاء والاحتياجات

تُصدر اللجنة فتوى بأن تزويد الكيان الصهيوني بالنفط والغاز وأي سلع تُساعده في حربه ضد شعبنا حرام، كما أن تزويدهم بالطعام والشراب بينما يموت أهل غزة جوعاً حرام، ومن فعل ذلك بدافع حب العدو الصهيوني الكافر ورغبة في القضاء على المقاومة الإسلامية، فهو مرتد عن الإسلام، وتسقط ولايته عليهم، وإن فعله طمعاً في المال أو مصلحة دنيوية، فقد ارتكب أكبر الكبائر، وهو في خطر عظيم. هذه الأفعال تدخل في الولاء المحرم الذي نهى عنه الشرع، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [٣].

ضرورة إنشاء تحالف عسكري إسلامي

تُصدر اللجنة فتوى بوجوب قيام الدول العربية والإسلامية بتشكيل تحالف عسكري موحد لحماية الأمة الإسلامية والدفاع عن دينها ودمائها وثرواتها وقرارها وعرضها. وهذا واجب عاجل لا يُؤخر بسبب الفتن والخلافات، تحقيقاً لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [٤]. فالسياسة العالمية اليوم لا مكان فيها للضعفاء أو المترددين أو المتفرقين. وإن التكتل العسكري الموحد للدول العربية والإسلامية سيكون رادعاً يحقق الأمن والاستقرار للمسلمين والمنطقة، ويُشكل قوة توازن عالمية، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [٥].

مراجعة المعاهدات مع الكيان الصهيوني

تطالب اللجنة الدول الإسلامية التي لديها معاهدات مع الكيان المحتل بمراجعة هذه الاتفاقيات، والضغط على العدو بناءً على ذلك. وبما أن الهدف من المعاهدات هو تحقيق المصالح العامة لأمة الإسلام، فإننا نطالب بإعادة النظر فيها ودراسة أسباب إنشائها، والتزامات العدو المحتل وانتهاكاته، من أجل اتخاذ موقف حازم في هذا الشأن.

وجوب الجهاد المالي

تؤكد اللجنة فتواها بأن الجهاد بالمال واجب على كل قادر. على الأغنياء أن يجاهدوا بأموالهم ويدعموا المجاهدين والمقاتلين، ليس من أموال الزكاة فحسب، بل من أموالهم الخاصة، لمنع سفك دماء الأبرياء من إخوانهم، كما قال تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [٦]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا». لذا، يجب عليهم بذل الجهد لإيصال الأموال للمجاهدين بكل الوسائل الممكنة، ورعاية أسر المجاهدين والحفاظ على معيشتهم لضمان استمرار الجهاد والمقاومة.

تحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني

تصدر اللجنة فتوى بتحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني بجميع أشكاله ومظاهره، وتؤكد أن الواجب الشرعي على الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع هذا الكيان هو قطع هذه العلاقات. كما تؤكد ضرورة نصرة المظلومين، والنهي عن موالاة الكفار أو مساعدتهم ضد المسلمين، كما قال تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [٧].

واجب العلماء

يجب على العلماء شرعًا القيام بواجبهم وعدم السكوت أو اليأس. عليهم قول الحق، وإعلان وجوب الجهاد ضد العدو المحتل بكل الوسائل، وممارسة الضغط على الأنظمة الحاكمة والجيوش والمؤسسات الرسمية في الدول الإسلامية للقيام بواجباتهم الدينية والتاريخية والحضارية.

وجوب المقاطعة الشاملة

يجب على المسلمين – حكومات وشعوبًا – مقاطعة الكيان الصهيوني وكل من يشاركه في حرب الإبادة. تشمل المقاطعة السياسية سحب السفراء، والمقاطعة الاقتصادية بعدم شراء الأسلحة والمعدات والطائرات والسيارات وغيرها من منتجاتهم، بالإضافة إلى المقاطعة الثقافية والعلمية وغيرها. كما يحرم شرعًا على الدول المشاركة في شركات المستوطنات البقاء فيها، ويجب الانسحاب من هذه الشركات وعدم استثمار أموال المسلمين في شركات تخدم الاحتلال الصهيوني الظالم، لأن ذلك خيانة عظمى.

نداء إلى الحكومة الأمريكية

تطالب اللجنة الحكومة الأمريكية بتذكير الرئيس ترامب بوعوده خلال حملته الانتخابية بتحقيق السلام في غزة، والتي على أساسها دعمه الناخبون المسلمون. كما تدعو الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة إلى استخدام كل الوسائل المتاحة للضغط على الرئيس ترامب وإدارته لتنفيذ هذه الوعود.

استمرار مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني

تؤكد اللجنة على ضرورة استمرار مقاطعة الشركات الداعمة للكيان المحتل، نظرًا لفعاليتها التي أثبتتها النتائج في مختلف الدول، خاصة إذا كانت هذه الشركات تشارك في تمويل الحرب أو تزويد الكيان بالسلاح والذخائر أو تدعمه سياسيًا.

الدعم الشعبي

يجب على الشعوب المسلمة توفير الدواء والغذاء والملابس والوقود وكل الاحتياجات لإخوانهم في غزة. وإذا امتنعت بعض الحكومات في الدول الإسلامية عن ذلك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يعتبر هذا عصيانًا للحاكم، لأن طاعة الله في نصر المظلوم أولى من طاعة الحاكم في عدم دعم المسلمين.

وحدة المسلمي

في هذه الأوقات الصعبة، يتحتم على المسلمين التوحد وترك الخلافات، سواء بين الفصائل الفلسطينية أو على المستوى العربي والإسلامي بين الدول والمؤسسات، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].

الدعاء لأهل غزة

تدعو اللجنة الأمة إلى الإكثار من الدعاء لإخوانهم في غزة في الصلوات الواجبة والنوافل، سرًا وعلانية، فالدعاء له تأثير عظيم.

شكر الداعمين لأهل غزة

تشكر اللجنة الدول والمؤسسات والشعوب والأفراد الذين يدعمون أهل غزة في محنتهم، سواء بالرفض للتشريد، أو بالمساعدات، أو بكشف الحقائق وإعلانها أمام العالم، أو بإصدار القرارات العادلة، مثل بعض المنظمات الدولية والمجتمع المدني في العالم الإسلامي والغرب، وعلى رأسهم الأزهر الشريف. كما تشكر كل السياسيين والمسؤولين في الغرب، وحتى بعض اليهود، الذين وقفوا ضد المشروع الصهيوني وانتقدوا سياسات الدول الداعمة له، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ». [٨][٩].

  • والحمد لله رب العالمين
  • صادر عن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مواضيع ذات صلة


الهوامش

  1. النساء: 75
  2. الأنفال: 27
  3. المائدة: 51
  4. الأنفال: 60
  5. الأنفال: 73
  6. التوبة: 41
  7. المائدة: 80-81
  8. رواه أبو داود والبخاري في الأدب المفرد
  9. مقتبس من موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

المصدر