عائشة المناعي

من ویکي‌وحدت
عائشة المناعي
الاسم عائشة المناعي‏
الاسم الکامل عائشة المناعي‏
تاريخ الولادة
محل الولادة
تاريخ الوفاة
المهنة عميدة كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وعضوة البرلمان العربي، وعضوة الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وداعية وحدة
الأساتید
الآثار
المذهب

الدكتورة عائشة المناعي: عميدة كلّية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وعضوة البرلمان العربي، وعضوة الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وداعية وحدة.

النشاطات

وهي واحدة من النساء القطريات اللاتي أثبتن حضوراً فاعلًا في سماء الدعوة الإسلامية. خاضت رحلة طويلة مع الدراسات الإسلامية، بدأتها برسالتين للماجستير والدكتوراه في العقيدة الإسلامية، كما أثرت المكتبة العربية بمجموعة من الكتب التي ناقشت شروط النهوض بالمرأة المسلمة، وعقلانية الثقافة الإسلامية، وتوّج مشوارها العلمي والدعوي بتولّيها عمادة كلّية الشريعة الإسلامية بدولة قطر.

كلامها عن نفسها

تقول عن نفسها في إحدى اللقاءات الصحفية: «صعوبات كثيرة تواجه المرأة الخليجية مردّها إلى العادات والتقاليد، وأوّل عقبة قابلتني كانت حين أنهيت المدرسة الابتدائية، حيث تعرّضت للتوقّف عن التعليم؛ لأنّني كنت أقطن في قرية صغيرة تسمّى «الخريطيات»، وهي تبعد حوالي 18 كيلومتراً عن الدوحة، ولا توجد بها مدرسة إعدادية للبنات، ولذا رفض جدّي لأُمّي أن أُواصل الدراسة لبعد المدرسة عن المنزل، وتوقّفت بالفعل عاماً كاملًا، وعدت ثانية للمدرسة بعد أن وافته المنية رحمه الله، وواصلت تعليمي.
كما واجهتني عقبة أُخرى حين أردت إكمال دراستي العليا التي كان يلزمها السفر للخارج، الأمر الذي لقي معارضة شديدة من العائلة، إلى أن غلبت مشيئة اللّه تعالى، فناصرتني والدتي ووافقت على سفري، ثمّ سارت الأُمور بين مدّ وجزر، إلى أن تولّيت كلّية الشريعة وكيلةً، ثمّ بعد ذلك عميدة، ووجدت عند أهلي المباركة الشديدة والتشجيع، بل‏
والفرح الذي لم يخفه رجل منهم أو امرأة، وكذلك وجدت كلّ ترحاب من مجتمعي القطري، ولم أسمع في حضوري ولا في غيبتي من يعارض أو يستنكر توليتي».

كلامها حول الدعوة الإسلامية

وتقول: «الدعوة الإسلامية مسؤولية كبيرة ومهمّة، والقيام بهذه المسؤولية يعدّ تحدّياً كبيراً، يحتاج إلى توافر قدرات معيّنة وعلم غزير في المرأة التي تدخل مجالها، وأرى أنّ هناك نوعين من الدعوة يمكن للمرأة أن تعمل فيهما:
دعوة عامّة، لا تحتاج منها إلى كثير من الجهد والعناء، وكلّ ما تحتاجه فيها معرفتها معرفة صحيحة لما يسمّى: ما علم من الدين بالضرورة، فتدعو المرأة في إطاره قولًا وسلوكاً والتزاماً بأوامر الشرع فيه، وفي هذا النوع لا تحتاج إلى الاجتهاد في فتواها، بل سلوكها هو خير فتوى ودعوة.
ودعوة خاصّة، وهي قد تنبري فيها المرأة المسلمة للفتوى، وقد يصل الأمر أحياناً للاجتهاد في فتواها، وهذا الأمر يحتاج منها إلى توفّر شروط عدّة، تماماً كما هو مطلوب من الرجل المفتي، ومن هذه الشروط: التصوّر الصحيح للعقيدة وما يتعلّق بها، وفهم آيات القرآن الكريم فهماً صحيحاً واعياً من خلال تلاوته، ومعرفة أُصول التفاسير، ومعرفة مناسبات السور والأحداث المرافقة للتنزيل، مع دراسة الحديث الشريف وسيرة الرسول صلى الله عليه و آله ومعاملته للناس بصفة عامّة، ومعاملته للنساء بصفّة خاصّة، والتثبّت من الأحاديث الصحيحة ومن الحسنة والضعيفة والموضوعة... وهكذا، وكذلك الإلمام بقواعد اللغة العربية، فضلًا عن دراسة شي‏ء من الفقه، ومعرفة مسائل الحلال والحرام والمندوب والمكروه والمستحبّ وما إلى ذلك، كلّ ذلك تحتاجه المرأة المسلمة لكي تفتي وتصحّ فتواها، وتجتهد ويصحّ اجتهادها».

كلامها في مجال الوحدة الإسلامية

وفي مجال الوحدة تقول: «دعانا القرآن الكريم إلى الوحدة بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‏ (آل‏
عمران: 102- 103)، وقال جلّ وعلا: وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏ (سورة الأنفال: 46).
ورسولنا الذي نؤمن به جميعاً ونتأسّى به، والذي نتّبع ما يأتينا به وما ينهانا عنه ننتهي، دعانا إلى المحبّة والمودّة والتعاطف فيما بيننا بقوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».
هذا الجسد ليس جسداً مادّياً، وإنّما هو جسد المحبّة والأُخوّة، وهو جسد واحد بأدمغة كثيرة ونفوس متعدّدة وبأشكال مختلفة، متّحدين في إنسانيتهم وأُصول دينهم، لا يناقض تلك الوحدة اختلافهم وتمذهبهم، بل يؤكّد الخالق عزّ وجلّ سنّته ومشيئته في كونه وفي خلقه بأن يجعل الوحدة مقترنة بالاختلاف، ولذلك لم يأمر الخلق أن يكونوا صيغة واحدة تتحرّك في اتّجاه واحد، فقال: وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ (سورة هود: 118- 119).
والمسلمون كغيرهم من مخلوقات اللَّه يتحقّق فيهم الاختلاف والتنوّع والتعدّد، فاختلفوا في مذاهبهم العقائدية والفقهية بعد انقضاء عهد الرسالة، وباد الكثير من تلك المذاهب، وبقيت واستمرّت إلى زمننا هذا مذاهب أُخرى: حنبلي وشافعي ومالكي وحنفي من أهل السنّة، وبقي المذهب الإمامي الاثنا عشري، وبقي المذهب الزيدي وأيضاً المذهب الإباضي، وهذا الاختلاف يعتبره العلماء ثروة فكرية غنية للحضارة الإسلامية، تمنح المسلم فرصاً واسعة لعملية تطبيق الشريعة واختيار الأصلح والأرجح، بما لا يمسّ ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا يمسّ الأُصول الثانبة المتّفق عليها بين أطياف المذاهب... كلّ ذلك والأمر متّسق مع البشرية ومع الدين ومع العقل والمنطق، إلّاأن- وما أشدّ تلك (الأن)!- يتحوّل ذلك الاختلاف وتلك الرحمة إلى تشدّد طائفي ومذهبي، فهذا ما لا يقرّه الدين ولا يفهمه العقل، ذلك التشدّد الذي من خلاله تتبادل عبارت التكفير والتفسيق والتبديع وتزهق من خلاله روح الجوار، تلك خطورة ما بعدها خطورة نقضي بها على‏
أنفسنا وديننا بيدنا قبل أن تكون بيد عمرو!
هذه المرحلة تعدّ من أخطر مراحل التاريخ الإسلامي المعاصر، وبقدر تلك الخطورة يزداد احتياجنا إلى إعمال العقل وبشدّة... نحتاج فيها إلى الحوار والمصارحة الهادئة... لا تجريح ولا تكفير ولا إساءة... نحتاج إلى وأد الفتنة وكلّ ما يؤدّي إليها، ولن يكون ذلك إلّا عن طريق الدعوة إلى الوحدة والتقريب...

مقصودنا من التقريب

وحين نقول: التقريب، لا نقصد به انصهار أو ذوبان أو دمج مذهب في آخر، فهذه فكرة خيالية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وإنّما نقصد به كما ذكرنا سابقاً الوحدة+ الاختلاف مع دفع الخصومة والعداء بين الأُخوة والأحبّة».