انتقل إلى المحتوى

زيارة وزير دفاع السعودية خطوة نحو تعزيز العلاقات مع إيران

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

زيارة وزير الدفاع السعودي خطوة نحو تعزيز العلاقات مع إيران، هو عنوان حدث يشير إلى زيارة خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودية، كمبعوث خاص ظهر يوم الخميس 28 فروردين 1404 هجري شمسي، الموافق 18 شوال 1446 هجري قمري. تمت هذه الزيارة بدعوة من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. اعتبر اللواء باقري أن العلاقات الطيبة بين البلدين والقوات المسلحة ستسبب اليأس والإحباط للأعداء وسعادة للأصدقاء. كما أكد وزير الدفاع السعودي على أهمية العلاقات بين البلدين وتأثيرها الكبير في تأمين أمن البلدين والمنطقة، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية مصممة على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. كما التقى مع علي أكبر أحمديان، ممثل الإمام خامنئي وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، ومسعود پزشکیان، رئيس الجمهورية، وتحدثوا عن الدور البارز والاستراتيجي للبلدين في المنطقة وقضايا العالم الإسلامي بما في ذلك الوحدة الإسلامية وفلسطين وغزة. كوزير دفاع سعودي كمبعوث خاص، قدم في آخر لقاء له مع قائد الثورة الإسلامية رسالة ملك هذا البلد إلى آية الله خامنئي. أكد قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء: "نعتقد أن العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية ستكون مفيدة لكلا البلدين، ويمكن أن يكمل كل منهما الآخر".

اللقاءات

التقى خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي كمبعوث خاص، خلال زيارته مع اللواء باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وعلي أكبر أحمديان، ممثل مقام القيادة، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، ومسعود پزشکیان، رئيس جمهورية إيران.

اللقاء مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة

الخطوة الثانية للثورة

رحب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في البداية بوزير الدفاع السعودي والوفد المرافق له، معبرًا عن سعادته بوجودهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعرب عن أمله في تحقيق نتائج استراتيجية من هذه الزيارة القصيرة، قائلاً: "إن السياسة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا ما تستند إلى تأمين وضمان أمن المنطقة من قبل دول المنطقة، وبالتالي يمكن للبلدين أن يلعبا دورًا بارزًا في تحقيق هذا الأمر المهم والاستراتيجي". أشار اللواء باقري إلى الدور التخريبي للنظام الصهيوني في السلام والاستقرار في الدول الإسلامية ومحاولاته لإشاعة الفوضى في المنطقة، وعبّر عن تقديره لمواقف المملكة العربية السعودية تجاه قضية غزة وفلسطين، مؤكدًا أن مواجهة جرائم هذا النظام تتطلب اتحاد وتضامن الدول الإسلامية في مواجهة جرائم النظام الصهيوني. كما أعرب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة عن تقديره لوجود المراقبين السعوديين في المناورات الأمنية البحرية، مشيرًا إلى أن العلاقات الطيبة بين البلدين وقواتهما المسلحة ستسبب اليأس والإحباط للأعداء وسعادة للأصدقاء.

من جانبه، شكر خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ناقلاً تحيات ملك المملكة العربية السعودية، قائلًا: "إن حسن الضيافة لديكم يدل على العلاقات الجيدة جدًا بيننا". أكد وزير الدفاع السعودي أن العلاقات المهمة بين البلدين لها تأثير كبير في تأمين أمن البلدين والمنطقة، وأن المملكة العربية السعودية مصممة على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. وأضاف: "إن شاء الله، ستكون نتائج هذه العلاقات الطيبة وتعزيز مستوى العلاقات في مجالات مختلفة جيدة للبلدين وللمنطقة، ومن المؤكد أن أمن المنطقة والدول الإسلامية يتطلب اهتمام ومشاركة دول المنطقة". في نهاية هذا اللقاء، دعا الأمير خالد بن سلمان اللواء باقري لزيارة المملكة العربية السعودية[١].

اللقاء مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي

التقى خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، مع علي أكبر أحمديان، ممثل المرشد الأعلى وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، وتحدثا معًا. في هذا اللقاء، أشار أحمديان إلى تعزيز التعاون بين البلدين والتوجه المتزايد للعلاقات بين الطرفين، مؤكدًا أن إيران والسعودية هما دولتان كبيرتان ومهمتان تضمنان استراتيجية التعاون والأمن والتقدم في هذه المنطقة الحساسة. كما اعتبر أن تعزيز العلاقات والتبادلات الاقتصادية يعد دعامة لبقية جوانب العلاقات. وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران بأنها خطوة فعالة لاستمرار التعاون، مضيفًا أن مستوى العلاقات بين البلدين في طريقه للزيادة بعد الاتفاق الثنائي، وأننا مستعدون لتوسيع هذه التعاون في جميع المستويات، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة. كان إدانة العدوان الكيان الصهيوني محورًا آخر من المحادثات الثنائية، حيث أكد الطرفان على ضرورة وقف العنف غير المسبوق ضد شعب غزة. اعتبر وزير الدفاع السعودي الاحتلال والتوسع من قبل قادة الكيان الصهيوني خطرًا على المنطقة بأسرها، وأكد: "يجب أن يتصرف العالم الإسلامي بشكل منسق وموحد في هذا الموضوع".

كما أكد خالد بن سلمان على أن التعاون مع إيران هو حجر الزاوية للتعاون الأمني في المنطقة، مما يعزز ازدهار دول هذه المنطقة بشكل أكبر. كما اعتبر وزير الدفاع السعودي أن تنفيذ الاتفاقية بين إيران والسعودية في مجالات العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو مقدمة لتطوير العلاقات، وأكد أن عزيمة قادة السعودية هي إقامة علاقات صداقة مع طهران على جميع المستويات[٢].

اللقاء مع رئيس الجمهورية

الخطوة الثانية للثورة

التقى خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، مع مسعود پزشکیان، رئيس الجمهورية، وتحدثا معًا. أكد الرئيس پزشکیان على ضرورة تعزيز الوحدة والتماسك في العالم الإسلامي، داعيًا إلى تطوير التعاون الثنائي بين إيران والسعودية في جميع المجالات والاستفادة من القدرات المشتركة لحل القضايا الإقليمية. وشدد الرئيس على أن تماسك الدول الإسلامية شرط ضروري لتحقيق السلام والأمن والتنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة، معربًا عن أسفه لأن شعوبًا ذات قبلة وكتاب ودين مشتركين، في أرض غنية بالبركة، تعاني من الخلاف والفقر، وهذا الوضع لا يليق بالأمة الإسلامية. كما أشار الرئيس إلى الوضع المؤسف لشعب غزة، قائلًا: "إذا تمكنت الدول الإسلامية من الوصول إلى لغة مشتركة واتحاد حقيقي، فلن يكون بإمكان الكيان الصهيوني ارتكاب فظائع إنسانية مثل تلك التي تحدث اليوم في غزة". فيما رحب مسعود پزشکیان بإنشاء مجموعات عمل مشتركة في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن بين البلدين، مشيرًا إلى أن إيران والسعودية يمكنهما حل العديد من المشكلات الإقليمية بالاعتماد على القدرات المشتركة وبدون الحاجة إلى تدخلات خارجية. نأمل أن يؤدي الود الذي تم تشكيله بين البلدين إلى تعزيز مصالح العالم الإسلامي وييأس الأعداء من التدخل وإثارة الفتنة. في نهاية اللقاء، أعلن الرئيس عن استعداد بلدنا لاستضافة خادم حرمین شریفین وولي العهد السعودي.

الخطوة الثانية للثورة

كما أعرب الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، في هذا اللقاء عن سعادته بزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ناقلًا تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي إلى رئيس الجمهورية، مضيفًا: "كانت لقاءاتنا مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفيدة وإيجابية وبناءة للغاية". أكد وزير الدفاع السعودي على ضرورة التماسك والتعاون في العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أنكم أشرتم بشكل صحيح إلى الجذر الرئيسي لمشكلات العالم الإسلامي، وهو غياب الوحدة والتماسك. أي تحول، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، في المنطقة يؤثر حتمًا على جميع دولها. شدد خالد بن سلمان بن عبد العزيز على الدور الرئيسي لطهران والرياض في المعادلات الإقليمية، قائلًا: "إيران والسعودية هما عمودا المنطقة، والعلاقات القوية بين البلدين يمكن أن تكون نموذجًا فعالًا للتعاون والتكامل في العالم الإسلامي. اتفاق بكين هو بداية مسار التعاون بين البلدين، ويمكن أن يتجاوز سقف علاقاتنا ذلك بكثير". كما قال وزير الدفاع السعودي إن قادة السعودية متحمسون لزيارة إيران في أقرب فرصة. وأكد أن مواقف إيران والسعودية تجاه تطورات غزة وفلسطين متسقة. إن إجراءات الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا تظهر سعي هذا الكيان لاستغلال الثغرات الموجودة في المنطقة. وأشار خالد بن سلمان إلى أهمية استمرار المحادثات الثنائية، ودعا من جانب ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين، رئيس الجمهورية لزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدًا استعداد المسؤولين السعوديين لتوسيع التعاون في جميع المجالات.

تقديم رسالة ملك السعودية إلى قائد الثورة

الخطوة الثانية للثورة

قدم خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، كمبعوث خاص، عصر اليوم رسالة ملك المملكة إلى قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي. أكد قائد الثورة الإسلامية خلال هذا اللقاء: "نعتقد أن العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية ستكون مفيدة لكلا البلدين، ويمكن أن يكمل كل منهما الآخر". أضاف آية الله خامنئي مؤكدًا أن توسيع العلاقات بين البلدين له أعداء، مشيرًا إلى أنه يجب التغلب على هذه الدوافع العدائية، ونحن مستعدون لذلك. وأشار إلى بعض التقدمات في إيران، قائلًا: "إن الجمهورية الإسلامية مستعدة لمساعدة السعودية في هذه المجالات". أكد قائد الثورة الإسلامية أن تعاون الإخوة في المنطقة مع بعضهم البعض ومساعدتهم لبعضهم البعض أفضل بكثير من الاعتماد على الآخرين. في هذا اللقاء، الذي حضر فيه اللواء باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أيضًا، أعرب خالد بن سلمان، وزير الدفاع والمبعوث الخاص لملك السعودية، عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء، قائلًا: "أتيت إلى طهران بأجندة توسيع العلاقات مع إيران والتعاون في جميع المجالات، ونأمل أن تؤدي المحادثات البناءة التي تمت إلى علاقات أقوى من السابق بين السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية"[٣].

بيان مجمع التقريب

بسم الله الرحمن الرحيم في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام، نلاحظ أن هناك اهتمامًا واسعًا بزيارة وزير الدفاع السعودية إلى طهران وتقديم رسالة ملك السعودية إلى الإمام خامنئي. كلما ظهرت علامات على تعزيز العلاقات بين إيران والسعودية والتحرك نحو التغلب على الخلافات بين البلدين، نشهد هذا الاهتمام الواسع في العالم الإسلامي. من الطبيعي أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يرحب بهذه الخطوة الأخيرة نحو التقارب بين البلدين ويولي اهتمامًا خاصًا لذلك. نحن نؤمن بضرورة تآزر الدول الإسلامية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وقد قمنا بتوضيح مشروعنا في هذا المجال بعنوان "الأمة الإسلامية الواحدة واتحاد الدول الإسلامية". نعتقد اعتقادًا راسخًا أن أمتنا لا يمكن أن تحقق مكانتها اللائقة على الأرض إلا من خلال الروابط الأخوية والتعاون المبني على الخير والتقوى، والابتعاد عن العلاقات المتوترة المبنية على الذنب والاعتداء، التي هي مطلب الأعداء.

بمناسبة هذه الخطوة، يرسل مجمع التقريب العالمي للمذاهب الإسلامية رسائل التهنئة والفرح. نأمل أن تستمر هذه الأجواء الإيجابية وألا تتأثر بمؤامرات الصهاينة والمتطرفين وقوى الاستكبار العالمي التي تهدف إلى التشكيك في نوايانا وتخريب الأجواء. بالتأكيد، أي تقارب بين الدول الإسلامية، وخاصة بين الدولتين الكبيرتين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية، لن يرضي الأعداء ولن يحظى بترحيب المتطرفين والمتشددين. لكن هناك أمل كبير بأن تتغلب قيادات البلدين على كل ذلك، وأن يتمسكوا أكثر بحبل الله، وأن يعملوا بعيدًا عن الفرقة لتعزيز اتحاد الدول الإسلامية وتحقيق كلام الله تعالى الذي يقول: إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء/92)؛ "هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم، فاعبدوني" [٤].

الدكتور حميد شهریاري

الأمين العام لالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

الموضوعات ذات الصلة

الهوامش

المصادر