البراء بن عازب

من ویکي‌وحدت

البراء بن عازب: من الصحابة وشارك في حرب خندق سنة خمس من الهجرة، وعمره آنذاك خمسة عشر سنة، وكان أبوه من الأنصار، من قدماء صحابة النبي عليه السلام. وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد ردّ البراء عن بدر حيث استصغره، فكانت أول مشاهده «أُحد»، وغزا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أربع عشرة غزوة. كان البراء من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وذكر الخطيب: أنّ البراء كان رسول الإمام علي (رضي الله عنه) إلى‏ الخوارج بالنهروان، يدعوهم إلى‏ الطاعة وترك المشاقّة. وهو أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة.

البراء بن عازب بن الحارث (10 قبل الهجرة ــ 72ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عمارة، أبو عمرو، أبو الطُفَيل، أبو عامر.[٢]
نسبه: الحارثي، الأوسي.[٣]
لقبه: الأنصاري.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
أبوه من الأوس، وأُمه «حبيبة بنت الحباب» من الخزرج[٦]، ولد قبل الهجرة بعشر سنين، حيث كان عمره يوم الخندق 15 سنة، والخندق كان سنة خمس من الهجرة.[٧] وكان أبوه من الأنصار، من قدماء صحابة النبي عليه السلام.[٨]
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد ردّ البراء عن بدر حيث استصغره، فكانت أول مشاهده «أُحد»، وقيل: الخندق، وغزا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أربع عشرة غزوة.[٩]

موقف الرجاليّين منه

كان البراء صحابياً كما نقلنا ذلك آنفاً، واعتبره أبو إسحاق الشيرازي من فقهاء الصحابة[١٠]، وعبّر عنه الذهبي بالفقيه الكبير.[١١]
وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام[١٢]، والبرقي من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومن الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.[١٣] وقد ذكره العلّامة في القسم الأول من خلاصته، ضمن من يعتمد على‏ قولهم ويثق بهم.[١٤]

البراء وأهل البيت عليهم السلام

ذكر بعض الرجاليين وأصحاب التراجم أنّ البراء بن عازب كتم الشهادة لعلي عليه السلام بيوم الغدير فدعا عليه علي عليه السلام، وأنّه ترك نصرة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، فصار هذا سبباً للطعن أو التشكيك فيه.[١٥]
لكنّ البعض الآخر يروي بأنّه رجع إلى‏ أمير المؤمنين عليه السلام، فشهد معه مشاهده كلّها، كما نقل الرواة وأهل العلم[١٦]، بل رووا شهادة علي عليه السلام له بالجنّة.[١٧]
وأمّا المحقّق الخوئي فقال: «كتمان براء الشهادة ودعاء علي عليه السلام عليه لم يثبت، والمرويّ لا وثوق بصحّة سنده...، وكذلك ترك نصرة الحسين عليه السلام روايته ضعيفة بالإرسال وجهالة الراوي، فلا معارض لشهادة البرقي بأنّه كان من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام».[١٨]
وذكر الخطيب: أنّ البراء كان رسول الإمام علي عليه السلام إلى‏ الخوارج بالنهروان، يدعوهم إلى‏ الطاعة وترك المشاقّة.[١٩] وأورده الأميني ضمن رواة واقعة الغدير.[٢٠]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ البراء عن النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام.[٢١]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: أبو أيّوب الأنصاري، بلال بن رباح، أبو بكر، عمر ابن الخطاب.
وروى‏ عنه جمع كثير، منهم: عبداللَّه بن زيد الخُطَمي، أبو جُحَيْفة السوائي، ابن أبي ليلى‏، عدي بن ثابت، أبو إسحاق، معاوية بن سويد بن مقرن، أبو برد، عامر الشعبي، الربيع ويزيد وعبيد (أبناوه).
وقال الذهبي: «إنّ مسنده ثلاثمائة وخمسة أحاديث».[٢٢] وأخرج له الستّة[٢٣]، وورد كثير من رواياته في مسند أحمد وجامع الأحاديث الكبير للسيوطي، وكذلك وردت رواياته في بعض الجوامع الروائية للشيعة.

من رواياته

روى‏ البراء قال: «كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في سفرٍ، فنزلنا بغدير خمٍّ فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله تحت شجرتين فصلّى‏ الظهر، وأخذ بيد علي رضي اللَّه تعالى‏ عنه فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى‏، قال: ألستم تعلمون أنّي أولى‏ بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى‏، قال: فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى‏ كلّ مؤمن ومؤمنة».[٢٤]
وعنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «حسِّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً».[٢٥]

وفاته

وعلى القول المشهور فقد توفّي سنة 72 هـ في الكوفة، أيام مصعب بن الزبير.[٢٦]

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى‏ 4: 364، أُسد الغابة 1: 171، الاستيعاب 1: 155.
  2. تاريخ بغداد 1: 177، الاستيعاب 1: 155.
  3. الإصابة 1: 147، سير أعلام النبلاء 3: 194.
  4. المصدران السابقان.
  5. سير أعلام النبلاء 3: 194.
  6. أعيان الشيعة 3: 550، الطبقات الكبرى‏ 4: 364.
  7. أعيان الشيعة 3: 550.
  8. سير أعلام النبلاء 3: 195، تهذيب التهذيب 1: 372.
  9. الإصابة 1: 147، الطبقات الكبرى‏ 4: 367، تاريخ بغداد1: 177.
  10. طبقات الفقهاء: 34.
  11. سير أعلام النبلاء 3: 194.
  12. رجال الطوسي: 8، 35.
  13. رجال البرقي: 2،3.
  14. خلاصة الأقوال: 78.
  15. رجال الكشّي 1: 247، رجال المجلسي: 166، أعيان الشيعة 3: 552.
  16. أعيان الشيعة 3: 552، الاستيعاب 1: 157، أُسد الغابة 1: 171.
  17. رجال الكشّي 1: 243.
  18. معجم رجال الحديث 4: 186 - 187.
  19. تاريخ بغداد 1: 177.
  20. الغدير 1: 18.
  21. الإصابة 1: 147، تهذيب التهذيب 1: 372، تهذيب الكمال 4: 35، رجال الطوسي: 8،35.
  22. سير أعلام النبلاء 3: 196.
  23. موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 173.
  24. مسند أحمد 4: 281.
  25. سنن الدارمي 2: 474.
  26. الطبقات الكبرى‏ 4: 368، تاريخ بغداد 1: 177، الإصابة 1: 147، العبر في خبر من غبر 1: 58.