حارثة بن النعمان

من ویکي‌وحدت

حارثة بن النعمان: وهو صحابي وأحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة، وكان من فضلاء الصحابة وقد ذكر الطوسي: أنّه اشترك مع علي عليه السلام في حروبه، وهو الذي شهد بدراً وأُحداً والخندق والمشاهد كلّها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. وكان يقول: «رأيت جبريل مرّتين: يوم الصَّوْرَين، حين خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى‏ بني قُريظة حين مرّ بنا في صورة دحية الكلبي، فأمرنا بلبس السلاح، ويوم موضع الجنائز، حين رجعنا من حُنَين مررتُ وهو يكلّم النبي صلى الله عليه وآله».

حارثة بن النعمان بن رافع (... ــ بعد 41ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبداللَّه.[٢]
نسبه: الخَزْرجي.[٣]
لقبه: المدَني، الأنصاري.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
ينتسب حارثة إلى‏ بني مالك بن النّجار، من قبيلة الخزرج، من ناحية أبيه وأُمّه.[٦] وكانت أُمه ممّن بايع النبي صلى الله عليه وآله، وكذلك كانت زوجته أُم خالد بنت خالد، وبناتها من حارثة: عَمْرة وأُم هشام وسَوْدَة، وقد عاهدن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على الطاعة والإيمان.[٧]
وذكر الحاكم وابن حبان: أنّ حارثة قُتل يوم بدر.[٨] وهذا القول شاذّ، لايوافقه أحد من المصادر التاريخية والرجالية من الطبقة الأُولى‏ ؛ كالمغازي للواقدي وسيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد. بل ذكر هؤلاء وغيرهم - بعد قولهم: إنّ حارثة بن النعمان اشترك في معركة بدر - أنّ حارثة بن سُراقة بن الحارث هو الذي قُتل يوم بدر بعد إصابته بسهم.[٩]
وقال ابن ماكولا - بعد أن صرّح بأنّ حارثة بن النعمان روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله، وأنّه عاش حتّى‏ زمن معاوية -: «إنّ حارثة بن سُراقة بن الحارث - ابن عمة أنس بن مالك - هو الذي خرج نظاراً يوم بدر، فأصابه سهم فقتله، فجاءت أُمه فقالت: يارسول اللَّه، إن يك في الجنّة فسأصبر».[١٠]
وقد نزل في بيته عدد من المهاجرين، منهم: عبداللَّه بن أبي‏بكر مع عائلة أبي‏بكر عندما قدموا المدينة.[١١] وقال محمد بن عمر: كانت لحارثة بن النعمان منازل قرب منازل النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة، فكان كلّما أحدث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أهلاً تحوّل له حارثة بن النعمان عن منزل بعد منزل، حتّى‏ قال النبي صلى الله عليه وآله: «لقد استحييتُ من حارثة بن النعمان ممّا يتحوّل لنا عن منازله».[١٢]
ويروي ابن سعد قال: «لمّا تزوّج علي عليه السلام من فاطمة عليها السلام قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: اطلب منزلاً، فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخراً عن النبي صلى الله عليه وآله قليلاً، فبنى‏ بها فيه، فجاء النبي إليها، فقال: إنّي أُريد أن أُحوّلك إليّ، فقالت لرسول اللَّه: فكلِّم حارثة بن النعمان أن يتحوّل عنّي، فقال رسول اللَّه: قد تحوّل حارثة عنّا حتّى‏ قد استحييت منه، فبلغ ذلك حارثة، فتحوّل وجاء النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه، إنّه بلغني أنّك تحوّل فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أسقب[١٣] بيوت بني النّجار بك، وإنّما أنا ومالي للَّه ولرسوله، واللَّه يا رسول اللَّه، المال الذي تأخذ منّي أحبّ إليَّ من الذي تدع، فقال صلى الله عليه وآله: صدقت، بارك اللَّه عليك، فحوّلها رسول اللَّه إلى‏ بيت حارثة».[١٤]
شهد حارثة بدراً وأُحداً والخندق والمشاهد كلّها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. وكان يقول: «رأيت جبريل مرّتين: يوم الصَّوْرَين، حين خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى‏ بني قُريظة حين مرّ بنا في صورة دحية الكلبي، فأمرنا بلبس السلاح، ويوم موضع الجنائز، حين رجعنا من حُنَين مررتُ وهو يكلّم النبي صلى الله عليه وآله».[١٥] وروي: أنّه ممّن ثبت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يوم حُنَيْن في ثمانين رجلاً.[١٦]
كان حارثة من فضلاء الصحابة، ولمّا كفّ بصره جعل خيطاً من مصلّاه إلى‏ باب حجرته، ووضع عنده مِكْتلاً فيه تمر، فكان إذا جاء المسكين يسأل أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتّى‏ يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «مناولةُ المسكين تقي ميتةَ السوء».[١٧]
وقد ذكر الطوسي: أنّه اشترك مع علي عليه السلام في حروبه.[١٨]

موقف الرجاليّين منه

عدّه الطوسي من صحابة النبي صلى الله عليه وآله[١٩]، وأورده ابن داود و العلامة الحلي ضمن الرواة الثقاة المعتبرين.[٢٠] وذكر أبو حاتم والدارقطني وابن ماكولا وأبو المحاسن: أنّه روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله.[٢١]
وقد وردت رواياته في الجوامع الروائية والرجالية والتاريخية ؛ كمسند أحمد وكتاب المغازي والمؤتلف والمختلف.[٢٢] هذا وذكر الذهبي: أنّه «لا نعلم له روايةً».[٢٣]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله، وروى‏ عنه: عبداللَّه بن عامر بن ربيعة، عبداللَّه بن رباح، عبداللَّه بن حارثة.[٢٤]

وفاته

توفِّي حارثة في زمن معاوية[٢٥]، وذكر البعض أنّه توفِّي سنة 50 هـ .[٢٦]

الهوامش

  1. أُسد الغابة 1: 358، تاريخ الإسلام 4: 30. وفي الإصابة 1: 312: «نفيع».
  2. الطبقات الكبرى‏ 3: 488.
  3. سير أعلام النبلاء 2: 378.
  4. الإصابة 1: 312.
  5. طبقات خليفة: 159، موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 280.
  6. سير أعلام النبلاء 2: 378.
  7. الطبقات الكبرى‏ 3: 487 و8: 454.
  8. المستدرك على الصحيحين 3: 208، تاريخ الصحابة: 72، كتاب الثقات 3: 79.
  9. المغازي 1: 145، سيرة ابن هشام 2: 359، 365.
  10. الإكمال 2: 7.
  11. الطبقات الكبرى‏ 1: 238.
  12. المصدر السابق 3: 488.
  13. السَقَب - بفتحتين -: القُرب.
  14. الطبقات الكبرى 8: 22.
  15. المصدر السابق 3: 488، رجال الطوسي: 17، المغازي 2: 499، الاستيعاب 1: 306.
  16. تنقيح المقال 1: 249.
  17. الاستيعاب 1: 306، الطبقات الكبرى‏ 3: 488.
  18. رجال الطوسي: 17.
  19. المصدر السابق.
  20. رجال ابن داود: 69، خلاصة الأقوال: 122.
  21. الجرح والتعديل 3: 253، الإكمال 2: 7.
  22. مسند أحمد 5: 433، كتاب المغازي 2: 499، المؤتلف والمختلف 1: 445 وفيه: «وهو الذي قال فيه النبي‏صلى الله عليه وآله: رأيت كأنّي دخلت الجنّة فسمعت صوتاً أمامي، فقلت: من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، كذاكم البرّ».
  23. سير أعلام النبلاء 2: 378.
  24. الجرح والتعديل 3: 254، المسند الجامع 5: رقم (3233) و (3234)، مسند أحمد 5: 433.
  25. سير أعلام النبلاء 2: 380، معجم رجال الحديث 5: 190.
  26. تاريخ الإسلام 4: 30.