المهدي العباسي
أبو عبدالله محمد المهدي (الاسم الكامل: أبو عبدالله محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله) ملقب بـ "المهدي"، هو ثالث خليفة من خلفاء العباسيين، تولى الخلافة بعد والده منصور الدوانيقي بين عامي 158 و169 في بغداد، حيث حكم المسلمين. استمر في الخلافة لمدة عشر سنوات وخمسة وأربعين يومًا، وتوفي في الثالثة والأربعين من عمره في الثالث والعشرين من محرم الحرام عام 166 هـ.
من أعماله توسيع المسجد الحرام، وإنشاء جهاز البريد (المعلومات)، وانتعاش التجارة في بغداد.
السيرة الذاتية
محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، ملقب بالمهدى. هو الثالث من الخلفاء العباسيين بعد السفاح ومنصور الدوانيقي. وُلِدَ في عام 126 هـ في حميمة بالقرب من مكة. كان والده منصور الدوانيقي يولي اهتمامًا خاصًا بتربيته، وكان يمنحه مناصب هامة منذ صغره.
في عام 147 هـ، جعله منصور ولي عهده. كان يتمتع بذكاء لافت. بعد وفاة والده في 17 ذو الحجة عام 158 هـ أو 159 هـ، تولى الخلافة.
عيّن المهدي عباسي ابنيه، الهادي وهارون، وليي عهده بالتتابع. ورغم أنه ندم في أواخر عمره على اختيار الهادي كولي للعهد، إلا أنه لم يتمكن من تغييره.
لقب المهدي
يعتقد الباحثون المعاصرون أن لقب "المهدي" لمحمد بن منصور تم اختياره بهدف ضمان دعم الناس، وفي مواجهة ادعاءات المهدوية للنفس الزكية. وقد قيل إن العباسيين حاولوا تقديم المهدي العباسي على أنه المهدي الموعود المذكور في أحاديث النبي لجذب دعم الناس والحفاظ على حكومتهم.
التعامل مع الإمام الكاظم (عليه السلام)
استدعى المهدي العباسي الإمام الكاظم (عليه السلام) من المدينة إلى بغداد في عام 159 هـ وسجنه. بعد فترة، أُطلق سراح الإمام السابع للشيعة بعد أن أقسم بعدم القيام ضد الحكومة، وظل تحت المراقبة حتى نهاية فترة حكم المهدي العباسي. وقد أوصى الإمام الكاظم (عليه السلام) بعد ذلك أتباعه بالتقية.
بعض الباحثين المعاصرين يرون أن شهادة جعفر بن محمد (صادق) وانقسام الشيعة كان سببًا في تضعيف موقف الإمام الكاظم (عليه السلام) وبالتالي دفعه إلى اختيار التقية. بناءً على ذلك، لم تتخذ الحكومة العباسية أي إجراء ضد الإمام الكاظم (عليه السلام) وأتباعه. ومع ذلك، انضم تدريجيًا أتباع فرق شيعية أخرى إلى أتباع الإمام الكاظم، وأصبحت الإمامية أقوى من غيرها من الفرق الشيعية، ولذلك قام المهدي العباسي بتقييد الشيعة وسجن الإمام الكاظم.
التعامل مع الشيعة
في البداية، حاول المهدي العباسي كسب رضا الناس. أعاد معظم الأموال المتبقية من حكومة والده، التي تم الحصول عليها من خلال القسوة ومصادرة أموال الناس، وخاصة الشيعة، إلى أصحابها مما أدى إلى رضاهم. كما منع في البداية قتل وأذى الشيعة وأطلق سراحهم وحدد لهم مرتبات. ولكن في النهاية، بدأ المهدي العباسي تدريجيًا في تقييد الشيعة واتباع سياسة التخويف والاضطهاد ضدهم.
بعد أن استولى على السلطة، قام المهدي العباسي بإجراءات في السياسة الداخلية أدت إلى تحقيق نوع من الهدوء والأمن النسبي في المجتمع خلال فترة حكمه. من هنا، يعتقد البعض أن حكومته كانت فترة انتقالية من العنف والقمع الذي عاناه الخلفاء العباسيون الأوائل إلى فترة الاعتدال واللين لدى الخلفاء اللاحقين.
قمع الثورات والحملات العسكرية إلى الروم والهند
خلال فترة حكم المهدي العباسي، نشأت حركات وثورات ضد الحكومة. في البداية، واجه حركة الزنادقة التي كانت تتوسع.
حدثت ثورة مقنع، وثورة يوسف برم في عام 160 هـ في خراسان، وثورة عبدالله بن مروان في عام 161 هـ في الشام، وثورة الخوارج بقيادة عبدالسلام يشكري في عام 162 هـ، وتم قمع جميع هذه الثورات.
قام المهدي العباسي بعدة حملات إلى الروم. في عام 159 هـ، أرسل عباس بن محمد مع جيش كبير إلى بلاد الروم وتقدم حتى أنقرة في آسيا الصغرى. كما أرسل في عام 165 هـ جيشًا كبيرًا بقيادة ابنه هارون إلى الروم وتمكن من الوصول إلى خليج القسطنطينية. وفي عام 160 هـ، أرسل جيشًا عبر البحر نحو الهند واستولى على مدينة باربد بعد حصارها.
الوفاة
توفي المهدي العباسي في عام 166 هـ أو 169 هـ بعد عشر سنوات من الخلافة في منطقة ماسبذان (إيلام الحديثة) في قرية روذ. هناك اختلاف حول ما إذا كان المهدي العباسي قد قُتل بالسم أو توفي أثناء ممارسة الصيد.