الضحاك بن مخلد

الضحاك بن مخلد: كان حافظاً ثبتاً، نحوياً لغوياً، إماماً في الحديث. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ولم يُعنَ رجاليّو الشيعة بجرحه أو تعديله، بينما اتفّق علماء أهل السنة على‏ توثيقه.

الضحّاك بن مَخْلَد بن الضحّاك = أبو عاصم (122 ــ 212ق)

من الرواة المشتركين.
كنيته: أبو عاصم.
نسبه: الشَيباني.
لقبه: البَصْري، النبيل.
طبقته: التاسعة.
كان الضحّاك حافظاً ثبتاً، نحوياً لغوياً، إماماً في الحديث. وهو من قبيلة بني شيبان أو من مواليهم، وبني شيبان نسبة إلى‏ شيبان بن ذهل بن ثعلبة... بن عدنان، قبيل كبير من بكر بن وائل، يُنسب إليه خلق كثير من الصحابة و التابعين، والأُمراء والفرسان، والعلماء في كلّ فنّ. وأُمّه من آل الزبير.
وذكروا أسباباً كثيرة في وجه تلقيبه بالنبيل، منها: أنّه كان يلبس جيّد الثياب، وقيل: لأ نّه كان كبير الأنف، وغيرها، إلّا أنّ الذهبي قال: «وكان يلقّب بالنبيل لنبله وعقله».
وممّا يشير إلى‏ تديّنه وعلمه، ما نقله البخاري في روايةٍ عنه أنّه قال: «ما اغتبت أحداً منذ علمت أنّ الغيبة تضرّ بأهلها». وقيل له: إنّ يحيى‏ بن سعيد يتكلّم فيك، فقال: لست بحيٍّ ولاميّتٍ إذا لم أُذكر.

موقف الرجاليّين منه

ذكروا: أنّه كان حافظاً ومن ائمة الحديث. وقيل: إنّ شعبة حلف ألّا يحدّث أصحابه الحديث شهراً، فقصده أبو عاصم، فدخل مجلسه، وقال: حَدّثْ، وغلامي العطّار حرٌّ لوجه اللَّه ؛ كفّارةً عن يمينك، فأعجبه ذلك. كما ونُقل عنه أنّه قال: «من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى‏ الأمور، فيجب أن يكون خير الناس».
وذكر النجاشي: أنّه روى‏ عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام كتاباً، رواه عنه هارون بن مسلم وعباس بن محمد بن حاتم بن واقد. ولم يُعنَ رجاليّو الشيعة بجرحه أو تعديله. فيما اتفّق علماء أهل السنة على‏ توثيقه. يقول الخليل بن عبداللَّه الخليلي: «متّفق عليه زهداً وعلماً، وديانةً واتّقاناً».

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: يزيد بن أبي عُبيد، ابن جُريج، سليمان التيمي، عثمان بن سعد الكاتب، معروف بن خربوذ، الأوزاعي، سفيان الثوري، مالك بن أنس، شُعبة بن الحجّاج، محمد بن عَجْلان، أبو مَخْلد بن الضحّاك.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: جرير بن حازم - وهو من شيوخه - علي بن المديني، إسحاق بن منصور الكَوْسَج، الحسن بن علي الحُلْواني، عباس بن محمد الدوري، إسحاق بن راهويه، إسماعيل البخاري. وقد وردت رواياته في الجوامع الروائية لـ الشيعة و السنّة؛ كـ الصحاح الستة ومن لايحضره الفقيه.

من رواياته

نقل الصدوق بسند متّصل عن الضحّاك عن ابن عباس روايةً تذكر أنّ أعرابياً أجرى‏ معاملةً مع النبي صلى الله عليه وآله، ولكنّه حاول الاجحاف بالنبي صلى الله عليه وآله، وادّعى‏ ماليس له... فأقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: «أترضى‏ بالشاب المقبل؟» قال: نعم. فلمّا دنا قال النبي صلى الله عليه وآله: «يا أبا الحسن، اِقض فيما بيني وبين الأعرابي»، فقال: «تكلّم يا رسول اللَّه»، فقال النبي صلى الله عليه وآله: «الناقة ناقتي، والدراهم دراهم الأعرابي». فقال الأعرابي: لا، بل الناقة ناقتي والدراهم دراهمي، إن كان لمحمد شي‏ء فليقم البيّنة، فقال علي عليه السلام: «خلِّ بين الناقة وبين رسول اللَّه صلى الله عليه وآله» فقال الأعرابي: ماكنت بالذي أفعل أو يقيم البيّنة، قال: فضربه علي‏عليه السلام ضربةً... فقال النبي صلى الله عليه وآله: «ما حملك على‏ هذا يا علي؟» فقال: «يا رسول اللَّه، نصدّقك على‏ الوحي من السماء، ولا نصدّقك على‏ أربعمائة درهم».
ونقل الذهبي بسندٍ متّصل عن الضحّاك أنّه قال: سأل رجلٌ النبي صلى الله عليه وآله: من أبرُّ؟ قال: «أُمك»، قلت: ثم من؟ قال: «ثم أُمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب».

وفاته

توفّي الضحّاك سنة 212 هـ، في البصرة.