السنة القمرية
السنة القمرية هي تقويم ديني يعتمد على دورة القمر، ويستخدمه المسلمون في البلدان الإسلامية كجدول زمني ديني. هذا التقويم هو أساس للطقوس الإسلامية ويحدد مناسبات مثل الصوم، الحج، الأشهر الحرام، وأيضًا زادروز وشهادة أهل البيت (عليهم السلام).
تاريخ بدء السنة القمرية
دربارۀ بدء «السنة القمرية» احتمالات عديدة تم طرحها. في بعض المصادر، ذُكر أنه وفقًا للروايات التاريخية، يعود بدء السنة الهجرية القمرية إلى الوقت الذي هاجر فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة المنورة؛ لكن لا توجد معلومات دقيقة حول الفترة التي حدث فيها ذلك. ومع ذلك، ذكر بعضهم أن تحديد هجرة النبي إلى المدينة كنقطة بداية لتاريخ الإسلام كان مرتبطًا بفترة الخليفة الثاني، وهو عمر بن خطاب، الذي يعود إلى السنوات 17 أو 18 هجرية[١]. وفقًا للتقارير التاريخية، اشتكى ابوموسي اشعري في رسالة إلى عمر بن خطاب من عدم وجود تاريخ منظم؛ حيث كانت تصل إليه رسائل من الخليفة الثاني، وبسبب عدم ذكر التاريخ، كان يواجه صعوبة في تحديد التقدم والتأخر بينها[٢]،[٣].
لذا، أمر عمر بن خطاب بتشكيل مجلس لتحديد نقطة بداية التاريخ الإسلامي واتخاذ قرار بشأن ذلك[٤]،[٥] في هذا المجلس، تم اقتراح مبعث، ورحلة وهجرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كنقطة بداية التاريخ الإسلامي[٦]، واقتُرح علي (عليه السلام) بهجرة النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة، وتم قبول هذا الاقتراح ليكون نقطة انطلاق لتقويم تاريخ الإسلام[٧]،[٨].
في تقرير آخر، ذُكر أنه عندما هاجر النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة، أصدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرًا بأن تُعتبر هذه الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي[٩] ومع ذلك، كتب البعض بشكل مختلف عن نقطة بداية التاريخ القمري، حيث اعتبروا أن بدء «السنة القمرية» كان في شبه جزيرة العرب، وبدأت من زمن النبي ابراهيم (عليهالسّلام)]] وابنه اسماعيل (عليهالسّلام)، لأنه بعد أن نقل النبي إبراهيم (عليه السلام) زوجته هاجر وابنه إسماعيل (عليه السلام) إلى أرض قاحلة وغير مأهولة، ونتيجة لوجودهما، ظهرت عين زمزم بمعجزة إسماعيل (عليه السلام)، وبدأت المنطقة تتطور تدريجيًا، وبعد بضع سنوات، أصبحت مدينة كبيرة تُدعى مكة في جزيرة العرب.
زار النبي إبراهيم (عليه السلام) مكة بغرض زيارة عائلته، وخاصة ابنه إسماعيل، وفي إحدى هذه الرحلات، أُمر بإعادة بناء بيت الله الحرام الذي دمره طوفان نوح (عليهالسّلام)، وبجهودهما، أعادوا بناء بيت الله وجعلوه مكانًا للزيارة وعبادة الموحدين والمؤمنين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت زيارة بيت الله وأداء مناسك حج سنويًا بين الناس، وخاصة نسل إسماعيل (عليه السلام)، شائعة.
لذلك، تشكل التاريخ القمري والأشهر القمرية، وخاصة الأشهر الخاصة بالحج، وأصبحت شائعة بين الناس. المسلمون في صدر الإسلام، بناءً على اقتراح أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليهالسّلام) وموافقة الخليفة في ذلك الوقت، اعتبروا هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) الحاسمة من المکة المعظمه إلى المدينة المنورة نقطة انطلاق لـ«السنة القمرية». لذلك، أطلق على التاريخ القمري اسم التاريخ الهجري القمري[١٠].
الأشهر القمرية
«السنة القمرية» تتكون من اثني عشر شهرًا، وهي على التوالي: محرم؛ صفر؛ ربيع الاول؛ ربيع الثاني أو ربيع الآخر؛ جمادي الاول؛ جمادي الثاني أو جمادي الآخر؛ رجب؛ شعبان؛ رمضان؛ شوال؛ ذيقعده وذيحجه.
الأشهر الحرم
أربعة أشهر من هذه الأشهر تُعرف بالأشهر الحرم، وهي: رجب، ذيقعده، ذيحجه ومحرم. كما تُسمى أشهر شوال، ذيقعده وذيحجه أشهر الحج.
الهوامش
- ↑ مسکويه، تجارب الامم، 1379ش، ج1، ص413.
- ↑ مسکويه، تجارب الامم، 1379ش، ج1، ص413؛
- ↑ طبري، تاريخ الامم و الملوک، 1387ق، ج2، ص388.
- ↑ طبري، تاريخ الامم و الملوک، 1387ق، ج2، ص388
- ↑ ابن کثير، البداية و النهاية، 1407ق، ج3، ص207.
- ↑ طبري، تاريخ الامم و الملوک، 1387ق، ج2، ص389
- ↑ يعقوبي، تاريخ يعقوبي، دار صادر، ج2، ص145
- ↑ مسعودي، مروجالذهب، 1409ق، ج4، ص300.
- ↑ ر. ك. طبري، تاريخ الامم و الملوک، 1387ق، ج2، ص388.
- ↑ با استفاده از کتاب "روز شمار تاريخ اسلام (ماه محرم)" نوشته سيد تقي واردي، انتشارات دار الثقلين