صحراء سيناء
```صحراء سيناء```، أو ما يُعرف بـ```شبه جزيرة سيناء```، تشبه مثلثًا وتعمل كجسر بري بين منطقة الشرق الأوسط في آسيا وشمال أفريقيا، تحدها من الشمال بحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق الأراضي المحتلة وقطاع غزة. تقع قناة السويس في غرب شبه جزيرة سيناء، وهي تفصل الجزء الإفريقي من مصر. تحد سيناء من الجنوب الغربي خليج السويس، ومن الجنوب بحر الأحمر، ومن الجنوب الشرقي خليج العقبة. تبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء حوالي 60 ألف كيلومتر مربع، وهي جزء من دولة مصر.
الموقع الجغرافي والاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء جعلها هدفًا لطموحات الغزاة والحرباء العالميين مثل أمريكا والكيان الصهيوني، وكذلك أتباعهم من الجماعات تكفيرية الذين يضعونها نصب أعينهم.
التاريخ
يقال إن اسم "سيناء" مشتق من إله قمري قديم يُدعى "سين". كان سكان سيناء القدماء يُعرفون بـ"مونيتو"، وكان اسمها القديم "مفكات" ويعني "بلد الفيروز"، وهو الاسم الذي أطلقه عليها المصريون القدماء.
منذ عهد الأسرة الأولى في مصر أو قبلها، كان المصريون يستخرجون الفيروز من نقطتين في صحراء سيناء، وهما اليوم معروفتان باسم وادي المغارة وسرابيط الخادم. استمر استخراج هذه المعادن لآلاف السنين.
في العصور القديمة، كانت شبه جزيرة سيناء تُسمى أرض الفيروز، حيث كان يتم استخراج الفيروز مع النحاس. هاجر الناس إلى هذه المنطقة في العصر البرونزي بحثًا عن المعادن الثمينة، مما جعلها مركزًا للعمليات التعدينية القديمة التي جذبت انتباه فراعنة مصر، الذين سيطروا على سيناء منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد. كما كانت سيناء طريقًا عسكريًا بين مصر القديمة والحضارات القوية.
سكان شبه جزيرة سيناء
يشكل البدو حوالي 98٪ من سكان صحراء سيناء، وهم من قبائل بدوية مثل قبيلة "الترابين" التي تعد الأكبر في سيناء والنقب، وقبائل معروفة أخرى مثل "سوراكة" و"الطيحة" و"العزازمة" و"الحويطات".
تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن شبه جزيرة سيناء كانت مأهولة بالبشر منذ حوالي 200 ألف سنة. استوطنها العديد من الشعوب القديمة أو عبروا منها، بما في ذلك المصريون القدماء، إذ كانت سيناء جزءًا من مملكة فراعنة مصر. وفقًا للكتاب المقدس، عبر بني إسرائيل القدامى صحراء سيناء في طريقهم إلى أرض كنعان في الأراضي المحتلة الحالية. تذكر النصوص الدينية في اليهودية والمسيحية والإسلام عدة قبائل كانت تسكن شبه جزيرة سيناء، منها الحوريون (شعب الجبال)، والرفائيون (العمالقة)، ومملكة أدوم (أحفاد شخصية الكتاب المقدس المسيحية)، والعمالقة والمدينيون الذين يُقال إنهم من الرحل العرب في شبه الجزيرة العربية. كما عاش في سيناء لقرون مصريون يونانيون.
طور سيناء في القرآن
سورة طور هي السورة الثانية والخمسون في القرآن الكريم، وهي من سور مكة، وتقع في الجزء 27. تبدأ السورة بالقسم بـ"طور"، وهو جبل يُعتقد أنه الجبل الذي نزل عليه الوحي على النبي موسى عليه السلام. تهدد السورة الكفار بالعذاب وتصف بعض صفات ذلك العذاب، ثم تذكر نعم أهل الجنة وتوبخ منكرين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ورد في الأحاديث أن قراءة سورة طور تحمي من عذاب النار وتمنح الخير في الدنيا والآخرة.
طور سيناء هو جبل أو مجموعة جبال في صحراء سيناء بمصر، وقد ورد ذكره في القرآن والتوراة. شهد طور سيناء عدة أحداث منها حديث الله مع النبي موسى عليه السلام، وموعد الأربعين يومًا (أربعين ليلة) مع سبعين من بني إسرائيل، ووفاة موسى عليه السلام. ويعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم سبب قداسة طور سيناء هو حديث الله مع موسى عليه السلام هناك، ولهذا فإن هذه المنطقة ذات أهمية دينية خاصة عند اليهود.
صحراء سيناء هي من أقدم مناطق العالم، حيث شهدت حضارات بشرية وولادة أديان، ويرجع تاريخ الحياة البشرية فيها إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، مما يزيد من أهميتها الدينية لدى اليهود.
أهم المدن
تضم صحراء سيناء عدة مدن مهمة منها: 1. العريش: تُعتبر العريش مهمة في إيصال المساعدات عبر معبر رفح إلى قطاع غزة وفلسطين، خاصة أثناء الحروب مع الكيان الصهيوني. 2. طور سيناء 3. بير العبد 4. الشيخ زويد 5. رفح (مدينة رفح المصرية تختلف عن مدينة رفح في جنوب غزة) 6. الحسنة 7. نخل 8. رأس سدر 9. أبو زنيمة 10. أبو رديسة 11. طابا 12. شرم الشيخ: مدينة ساحلية تقع في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء في مصر بين جبل موسى وبحر الأحمر. وتعتبر شرم الشيخ مركزًا للترفيه والسياسة والفنون والرياضة الأوروبية، وتحتوي على قاعات مؤتمرات دولية تستضيف معظم اللقاءات الدولية في أفريقيا والشرق الأوسط.
الموقع الاستراتيجي
تمتلك شبه جزيرة سيناء موقعًا استراتيجيًا هامًا، حيث تمتد من الشمال بطول 120 كيلومترًا على طول البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب بطول 160 كيلومترًا على طول قناة السويس، ومن الجنوب الغربي بطول 240 كيلومترًا على طول خليج السويس، ومن الشرق والجنوب الشرقي بطول 150 كيلومترًا على طول خليج العقبة. بذلك تحتل صحراء سيناء 30% من سواحل مصر وتشكل حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا.
نظرة الكيان الصهيوني
نظرًا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها الدينية، تحرص سلطات الكيان الصهيوني على السيطرة على صحراء سيناء ومحاولة فصلها عن مصر بأي وسيلة. ولهذا تعرضت سيناء لهجومين من قبل الكيان الصهيوني؛ الأول في عام 1956، حيث انسحب الصهاينة بعد قرار من الأمم المتحدة، والثاني في عام 1967، حيث احتل الكيان الصهيوني سيناء حتى 25 أبريل 1982، حين انسحب من شبه جزيرة سيناء مع الاحتفاظ بقوات على الحدود في منطقة "طابا". وفي 1989، استعادتها مصر بعد حكم من محكمة العدل الدولية.
حرب الأيام الستة
وقعت حرب الأيام الستة بين الكيان الصهيوني وجيرانه العرب، بما في ذلك مصر. خلال هذه الحرب، هاجم الكيان الصهيوني شبه جزيرة سيناء واحتلها بالكامل. في عام 1973، حاولت مصر استعادة سيناء في حرب أكتوبر، وانتهت الحرب بوقف إطلاق نار سمح للمصريين بإعادة فتح قناة السويس التي أُغلقت منذ حرب 1967. في 1979، وقع مصر والكيان الصهيوني معاهدة سلام انسحب بموجبها الكيان من سيناء بحلول عام 1982، لتعود سيناء لمصر.
نشاط الجماعات السلفية التكفيرية
نظرًا لقرب شبه جزيرة سيناء من الأراضي المحتلة، تستخدم الجماعات الجهادية هذه المنطقة لتنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني، وهو ما يشكل مصدر قلق دائم للسلطات الصهيونية، التي أعربت عن مخاوفها المتزايدة منذ سقوط نظام حسني مبارك، وحذرت الحكومة المصرية مرارًا من عدم الأمن في المنطقة.
رفض مصر نقل سكان غزة إلى صحراء سيناء
صرح «ضياء رشوان» رئيس جهاز الإعلام المصري بأن الاحتلال الصهيوني يستهدف عمدًا البنى التحتية والمستشفيات والمدارس وملاجئ الأمم المتحدة في قطاع غزة.
وأضاف أن مصر تعبر عن أسفها العميق لكسر وقف إطلاق النار الإنساني الذي تم بوساطة مصرية وبالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وتعارض بشدة سياسة الكيان الصهيوني في تهجير سكان غزة قسرًا نحو سيناء.
وأكد رشوان أن جهود الكيان الصهيوني لنقل سكان غزة إلى سيناء تشكل خطًا أحمر لا تسمح مصر بتجاوزه مهما كانت العواقب، لأن ذلك يضر بالأمن القومي وسيادة مصر على أراضيها، كما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
وأشار إلى أن مصر تمتلك كل الوسائل اللازمة للحفاظ على أرضها وأمنها القومي، وأنها مستمرة في التعاون مع شركائها لتسريع وتوسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفتح معبر رفح بشكل دائم لعبور الأشخاص والبضائع، وأن أي عرقلة من الجانب الإسرائيلي تعتبر مسؤولية.
وختم رشوان بالقول إن الكيان الصهيوني يواصل تحدي المجتمع الدولي من خلال قصف مستمر لقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب وشن هجمات برية عنيفة، مما حول غزة إلى ساحة حرب بلا ملاذ آمن للسكان، واضطر الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم باتجاه ما يسمى "المناطق الآمنة" في الجنوب قرب رفح، وهي مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والطعام والمأوى، ولا تحميهم من القصف والحرب.
مواضيع ذات صلة
المصادر
- التعرف على شبه جزيرة سيناء في مصر، touristgah.com، تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2023، تاريخ الاطلاع: 29 فبراير 2024.
- قراءة المزيد عن صحراء سيناء في تابناك، touristgah.com، تاريخ النشر: 28 فبراير 2024، تاريخ الاطلاع: 29 فبراير 2024.
- رژیم صهیونیستی في شبه جزيرة سيناء: ما هو الهدف؟، mahdimouood.ir، تاريخ النشر: 1 مارس 2013، تاريخ الاطلاع: 29 فبراير 2024.
- ماذا يحدث في شبه جزيرة سيناء؟، basirat.ir، تاريخ النشر: 8 يوليو 2014، تاريخ الاطلاع: 29 فبراير 2024.
- صحراء سيناء، irdiplomacy.ir، تاريخ النشر: 5 أغسطس 2019، تاريخ الاطلاع: 29 فبراير 2024.