انتقل إلى المحتوى

محمد باقر المجلسي

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٠:٢٨، ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''محمد باقر المجلسي''' (1110 - 1037 هـ) ابن محمدتقي المجلسي، المشهور بـ «العلامة المجلسي»، هو عالم شيعي مشهور في القرن الحادي عشر، وخبير في العلوم الإسلامية المتنوعة مثل التفسير، والحديث، والكلام، والفقه، وأصول الفقه، والتاريخ، وال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

محمد باقر المجلسي (1110 - 1037 هـ) ابن محمدتقي المجلسي، المشهور بـ «العلامة المجلسي»، هو عالم شيعي مشهور في القرن الحادي عشر، وخبير في العلوم الإسلامية المتنوعة مثل التفسير، والحديث، والكلام، والفقه، وأصول الفقه، والتاريخ، والرجال، والدراية.

تولى منصب شيخ الإسلام بعد وفاة ملا محمد باقر السبزواري سنة 1090 هـ، وقدَّم في هذا المنصب خدمات عديدة في مجالات سياسية واجتماعية متنوعة لـ إيران والتشيع. وألَّف موسوعته الحديثية الكبيرة المعروفة باسم بحار الأنوار بمساعدة مجموعة من تلامذته.

سيرة محمد باقر المجلسي

وُلد في مدينة أصفهان سنة 1037 هـ، وهي السنة التي توافق بالحساب الأبجدي جملة "جامع كتاب بحار الأنوار". وكان والده محمدتقي المجلسي من تلامذة الشيخ البهائي، ويُعد من كبار علماء عصره في العلوم الإسلامية. وجدّه اسمه مقصود علي المجلسي. وأمّه هي ابنة صدر الدين محمد العاشوري.

قبل أن يبلغ الرابعة من عمره، بدأ بالدراسة عند والده، وكان يحضر للصلاة في المساجد. وكما يقول هو نفسه: «الحمد لله رب العالمين أني كنت في سن الرابعة أعرف كل هذه الأمور؛ أي أعرف الله، والصلاة، والجنة، والنار، وكنت أصلي الليل في مسجد صفا، وأصلي صلاة الصبح جماعة، وأنصح الأطفال بالآية والحديث، بتعليم من والدي رحمة الله عليه». أتمَّ دراسة جميع العلوم الرسمية في زمانه خلال فترة قصيرة.

مع أن والده كان متخصصًا في العلوم النقلية، إلا أنه بسبب تحول حدث في توجه والده واتجاهه نحو العلوم النقلية وخاصة شرح وتفسير الأحاديث، لم يدرس على يد والده سوى العلوم النقلية، بينما درس العلوم العقلية عند آقا حسين الخوانساري.

حصل على إجازة رواية من ملاصدرا وهو في الرابعة عشرة من عمره. ثم درس عند أساتذة مثل العلامة حسن علي الشوشتري، وأمير محمد مؤمن الاسترآبادي، والميرزا الجزائري، والشيخ الحر العاملي، وملا محسن الاسترآبادي، وملا محسن الفيض الكاشاني، وملا صالح المازندراني. وأحاط في وقت قصير علماً بالعلوم من صرف ونحو، ومعاني وبيان، ولغة ورياضيات، وتاريخ وفلسفة، وحديث ورجال، ودراية وأصول وفقه وكلام.

بعد وفاة آقا حسين الخوانساري سنة 1099 هـ، في عهد السلطان سليمان الصفوي، تقلَّد منصب "ملا باشي" إيران، وهو أعلى منصب ديني في البلاد، يلي مرتبة الملك مباشرة. كانت حياة المجلسي مترفة ومُزَيّنة، حتى أن تلميذه وزميله السيد نعمة الله الجزائري كتب أن سراويل النساء الخادمات والإماء عنده كان من أغلى الأقمشة الكشميرية.

من الجدير بالذكر أنه - في زمانه وبسبب قربه من بلاط السلطان حسين - عارض دراسة العلوم القائمة على العقل والاستدلال، بل كتب أنه لا ينبغي التفكر في علم الله وصفاته والشبهات المتعلقة بالقضاء والقدر. وفي هذه الفترة تم تكفير ملا صدرا، وأخرج المجلسي ملا صادق الأردستاني من أصفهان.

تلامذة محمد باقر المجلسي

من أبرز تلامذة العلامة المجلسي الذين تلقوا العلم على يديه وأخذوا عنه إجازة رواية الحديث الشخصيات التالية:

  1. مولي إبراهيم الجيلاني
  2. مولي محمد إبراهيم البواناتي
  3. ميرزا إبراهيم الحسيني النيشابوري
  4. أبو البركات بن محمد إسماعيل خادم المشهدي
  5. مولي أبو البقاء
  6. أبو أشرف الأصفهاني
  7. مولي محمد باقر الجزئي
  8. ملا محمد باقر اللاهيجي
  9. الشيخ بهاء الدين الكاشي
  10. مولي محمد تقي الرازي
  11. ميرزا محمد تقي الماسي
  12. مولي حبيب الله النصرآبادي
  13. ملا حسين التفرشي
  14. محمد رضا الأردبيلي
  15. محمد طاهر الأصفهاني
  16. عبد الحسين المازندراني
  17. السيد عزيز الله الجزائري
  18. ملا محمد كاظم الشوشتري
  19. الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي
  20. مولي محمود الطبسي
  21. محمد يوسف القزويني ... وغيرهم.

ومن بين تلامذته، لفتت انتباهه دقة ملاحظة وبصيرة وجهد السيد نعمة الله الجزائري الذي كان قد التحق بحلقته حديثاً مع صديقه وكان يعيش في فقر وعوز، حتى أنه خصَّص راتباً شهرياً لصديقه وأخذه إلى بيته وأقامه عنده أربع سنوات.

ربَّى السيد نعمة الله حتى صار عالماً كبيراً ومجتهداً قوياً، «وعندما بنى ميرزا تقي دولت آبادي مدرسة في محلة جمالة، عيَّنه مدرساً فيها».

تلقى السيد العلم والمعرفة على يد أستاذه حتى صار مرآة تعكس أخلاق وسلوك وبيان أستاذه العلمي. كان يتحدث في المسائل المختلفة وكأن "المجلسي" هو المتحدث. «كان له - مثل العلامة - منهج معتدل، وكان دائماً يتبع الدليل والحقيقة، سواء وافقت منهج الأصوليين أو الأخباريين».

الزهد والورع

من السمات المهمة جداً في حياة هذا الرجل العظيم هي زهده وورعه وعيشه البسيط. عاش العلامة في العهد الصفوي وكان شيخ الإسلام في الدولة الصفوية، وبكلمة، كانت جميع إمكانيات الدولة تحت تصرفه، لكن مع كل هذا، كانت حياة العلامة الشخصية في غاية الزهد والبساطة.

منتقدو محمد باقر المجلسي

يُعد علي شريعتي من أبرز المعارضين لمحمد باقر المجلسي. لكن الوصي المفوض لعلي شريعتي، محمدرضا الحكيمي، ادعى بعد وفاة شريعتي أنه أطلع شريعتي على أجزاء من بحار الأنوار فتغيرت نظرته towards البحار الأنوار والعلامة المجلسي، وطلب منه مراجعة كتبه.

يُقال إنه كتب خلال حياته أكثر من 1,200,000 سطر، وإذا قُسمت على سنوات عمره، يكون قد كتب حوالي 20,000 سطر سنوياً. بالإضافة إلى علي شريعتي، كان السيد محسن الأمين والسيد محمد حسين الطباطبائي من منتقديه، ورأوا أنه رغم أن بحار الأنوار من أكبر كتب الحديث عند الشيعة، إلا أن كتاباته تحتاج إلى مراجعة، وأنه خلط المواد القليلة النافعة بمواد كثيرة عديمة القيمة، فتحول كتابه إلى خليط امتزج فيه الصحيح والباطل وأصبح من الصعب تمييزه والاستدلال به.

وفاته

توفي محمد باقر المجلسي ليلة 27 رمضان سنة 1110 هـ عن عمر 73 سنة في أصفهان. وصلى عليه آقا جمال الخوانساري. ودُفن - حسب وصيته - بجوار المسجد الجامع بأصفهان قرب قبر والده.

الهوامش