انتقل إلى المحتوى

فتوى 100 عالم مسلم بشأن غزة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٥:٢٠، ٢٦ يوليو ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الخطوة الثانية للثورة

فتوى 100 عالم مسلم بشأن غزة قد نشر في العالم من قبل مئة من علماء بارزين من دول إسلامية مختلفة، في خطوة غير مسبوقة وتاريخية، فتوى بعنوان «نداء الأقصى وغزة»، حيث أعلنوا مواقف صريحة وقاطعة تجاه الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني على غزة والمسجد الأقصى. يستند هذا البيان إلى الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (البقرة/159)، حيث أكد العلماء المسلمون أن دعم المقاومة في فلسطين واجب شرعي وجهاد مقدس، وأن المقاومة ضد المحتلين تتصدر القيم الإسلامية. ومن بين الموقعين على هذا البيان، أسماء مثل الشيخ محمد حسن الددو، من علماء موريتانيا المعروفين، والدكتور مروان محمد أبوراس، رئيس هيئة علماء فلسطين في غزة. كما أصدر آية الله السيستاني وآية الله نوري همداني بيانات لدعم أهل غزة.

المسجد الأقصى، عقيدة إسلامية

اتفق العلماء المسلمون على أن فلسطين أرض موقوفة للإسلام، ولا يحق لأي فرد أو جهة أن تتنازل عن شبر واحد منها للمحتلين. تحرير المسجد الأقصى جزء من العقيدة الإسلامية.

خيانة لله وللرسول وللمؤمنين

في جزء آخر من هذا البيان، وصف علماء العالم الإسلامي إغلاق معبر رفح والحدود الأخرى لإغاثة أهل غزة بأنه خيانة لله وللرسول وللمؤمنين، وأكدوا أن مسؤولية وفاة المرضى والمصابين تقع على عاتق من منع دخول المساعدات.

دعم الشعب الفلسطيني

هذا البيان يركز على أن المحتل لا يُعتبر مدنياً، ويدعو جميع المسلمين إلى استخدام كافة الوسائل الممكنة، بما في ذلك الإعلام والاقتصاد والمجتمع، وحتى الحضور الميداني لدعم الشعب فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني.

المقاومة واجب عيني

من بين أبرز نقاط البيان: الولاية بالمقاومة، وأن من يتعاون مع المحتلين خرج عن دائرة الإسلام؛ المقاومة ليست واجب كفائي، بل أصبحت واجباً عينياً، وتركها كالهروب من ساحة المعركة؛ فرض العقوبات الاقتصادية على الكيان الصهيوني والشركات الداعمة له، يُعتبر من مصاديق الجهاد في العصر الحالي؛ جميع اتفاقيات السلام وتطبيع العلاقات مع الكيان المحتل باطلة وغير شرعية.

نشر هذا النداء

في نهاية هذا البيان، طُلب من جميع المسلمين نشر هذا النداء على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال صوت مظلومية أهل غزة إلى العالم، واستخدام كل الإمكانيات الممكنة للدفاع عن فلسطين.

بيان مكتب آية الله السيستاني

نص بيان مكتب آية الله السيستاني هو كالتالي: بعد ما يقرب من عامين من القتل والدمار المستمر وما نتج عنه من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتدمير كامل للمدن والمجمعات السكنية، يواجه أهل فلسطين المظلومون في غزة حالياً ظروفاً صعبة وقاسية؛ خاصة بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية الذي أدى إلى حدوث مجاعة واسعة النطاق، حتى الأطفال والمرضى وكبار السن لم ينجوا منها. على الرغم من أنه لا يُتوقع من القوات المحتلة سوى ارتكاب مثل هذه الفظائع في إطار جهودهم المستمرة لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، إلا أنه يُتوقع من دول العالم، وخاصة الدول العربية والإسلامية، ألا تسمح باستمرار هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة. بل يجب عليهم تكثيف جهودهم لإنهائها واستنفار كل طاقاتهم لإجبار الكيان المحتل وداعميه على فتح مسارات الإغاثة وتوفير المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الضرورية للحياة للمدنيين العزل في أقرب وقت ممكن.

إن مشاهد الجوع المنتشر في غزة التي تنقلها وسائل الإعلام، يجب ألا تسمح لأي إنسان ذو ضمير بالاستقرار أو تناول الطعام أو الشراب؛ كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصف الظلم على امرأة في الأراضي الإسلامية: «إذا مات مسلم بعد هذا الحدث من الحزن، فلا عيب في ذلك، بل هو في نظري مستحق». ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم[١]

بيان آية الله نوري همداني

النص الكامل لبيان آية الله نوري همداني حول الأحداث الجارية في غزة هو كالتالي:

أيها الشعوب الشريفة في العالم الإسلامي! أيها العلماء الأعلام! أيها الحكومات المسلمة والمفكرة! ... وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوکُمْ فِی الدِّینِ فَعَلَیْکُمُ النَّصْرُ ...(الأنفال/72)، مرة أخرى اهتز ضمير الإنسانية والفطر النقية أمام جريمة مروعة ومخزية من قبل الكيان الصهيوني. غزة المظلومة، الآن لا تحترق فقط في نيران القصف المستمر، بل أيضاً محاصرة غذائياً ودوائياً وإنسانياً. الجوع الواسع، استشهاد الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، ومشاهد مؤلمة لموت الناس العزل، تؤلم كل إنسان حر.

هذه الأفعال ليست فقط مصداقاً بارزاً للإبادة الجماعية وجرائم الحرب، بل لا يمكن تبريرها بأي معيار إنساني أو قانوني أو شرعي أو دولي. صرخة مظلومية أهل غزة، اليوم تمثل اختباراً كبيراً لعلماء الإسلام، وقادة الدول الإسلامية، والمؤسسات الدولية. في زمن ترد فيه صرخة مظلومية الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، إلى مسامع العالم، فإن الضمائر الإنسانية اليقظة في جميع أنحاء العالم تغضب من الظلم الواضح الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الناس العزل. في هذا السياق، تقع على عاتق علماء الدين والدول الإسلامية مسؤولية ثقيلة؛ لأنهم ملزمون ليس فقط بمعايير إنسانية، ولكن أيضاً بحكم القرآن والسنة، بالدفاع عن المظلوم ومواجهة الظلم.

إن واجب علماء الدين في هذه الظروف الحساسة والتاريخية هو إصدار فتاوى دعم ودعوة إلى الوحدة ضد العدو المشترك، وكذلك إدانة صريحة الكيان الصهيوني وأي نوع من التطبيع للعلاقات معه. تشجيع الناس على الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، واستخدام منابر صلاة الجمعة والجماعات، واستغلال قدرات الحوزات والجامعات ووسائل الإعلام لتوعية الأمة الإسلامية، هي من الواجبات الدينية والسياسية والاجتماعية الخطيرة علينا جميعاً، وطبعاً فإن الغفلة والتسامح في ذلك سيؤدي إلى عواقب دنيوية وأخروية.

كما أن الدول الإسلامية ملزمة، ليس فقط من منظور التضامن الديني، بل من منظور إنساني وحقوقي، باتخاذ موقف حازم تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المحتل. للأسف، في العديد من الحالات، شهدنا صمتاً أو حتى تعاون بعض الدول مع هذا الكيان. يُتوقع من الدول الإسلامية قطع أو تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، واستخدام قدرات المؤسسات الدولية لإدانة ومعاقبة هذا الكيان. وكذلك إرسال مساعدات إنسانية وطبية إلى أهل غزة، وجعل دعم المقاومة المشروعة للشعب فلسطين على جدول أعمالهم.

إن عدم اكتراث علماء الدين والدول الإسلامية، لا يؤدي فقط إلى استمرار الظلم، بل يؤدي أيضاً إلى إضعاف مكانة الإسلام على المستوى العالمي. الوحدة الإسلامية ووعي الأمة، لا تتشكل إلا في ظل العمل الفعلي والدعم الحقيقي للمظلومين. كما أن الشباب المسلم يراقبون عن كثب أداء علماء الدين والقادة السياسيين، ويعتبرون الصمت علامة على النفاق أو ضعف الإرادة الدينية.

لقد حان الوقت الآن كي يتكاتف جميع القوى الصادقة في العالم الإسلامي، من علماء ومفكرين ورجال دولة، متجاوزين الخلافات الداخلية، لأداء واجبهم الإسلامي والإنساني تجاه أهل غزة. إن وعي الأمة الإسلامية يحتاج إلى صرخة العدالة والتحرك المنسق.

إن مأساة غزة ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي اختبار تاريخي للعالم الإسلامي. يجب أن يلعب علماء الإسلام دور الطليعة في هذه الحركة للوعي، ويجب على الدول الإسلامية أن تثبت أنها تستحق اسم "إسلامية". إذا سكتنا اليوم عن الدماء الطاهرة التي أريقت، فغداً سيكون الدور على أراضٍ أخرى. نحن على يقين بأن وعد الله في نصرة المظلومين وسقوط الظالمين لا يتخلف: ... إِنَّهُ لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (الأنعام/135). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[٢].

مواضيع ذات صلة

الهوامش

المصادر