الديوبندية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٢٢:٥٦، ٢٦ مارس ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
صورة تعبيرية
الاسم الديوبندية
اللقب والأسماء الأخرى فرقةً، حنفية مذهباً، صوفيةً مشرباً، ماتريدية أشعرية كلامياً، جشتية سلوكاً، بل هي جامعة السلاسل، ولي اللهية فكراً، قاسمية أصولاً، رشيدية فروعاً، ديوبندية نسبة
المؤسّس محمد قاسم الناتوتوي، رشيد أحمد الكنكوهي، أشرف علي التهانوي، وخليل أحمد السهرنفوري،
المعتقدات أشهر الشخصيات محمد قاسم الناتوتوي، رشيد أحمد الكنكوهي، أشرف علي التهانوي، وخليل أحمد السهرنفوري.

الديوبندية هي طائفة من الأحناف في شبه القارة الهندية، تتخذ منهجاً عقدياً أقرب إلى المذهب الأشعري الماتريدي، إلا أنها تختلف في تكوينها العقدي عن شريكتها طائفة البريلوية الصوفية التي تتميز بالكثير من المخالفات العقدية، فقد جاء في تعريف دار العلوم على لسان أبناء هذه الطائفة في (تأريخ دار العلوم بديوبند): دار العلوم مسلمة دينياً، أهل السنة والجماعة فرقةً، حنفية مذهباً، صوفيةً مشرباً، ماتريدية أشعرية كلامياً، جشتية سلوكاً، بل هي جامعة السلاسل، ولي اللهية فكراً، قاسمية أصولاً، رشيدية فروعاً، ديوبندية نسبة و”ديوبند” هي بلدة في ولاية أوترا براديش، اكتسبت شهرتها بفضل الجامعة الإسلامية الشهيرة “دار العلوم”- أو كما تسمى أيضا أزهر الهند- التي تأسست فيها عام 1857، على يد مجموعة من العلماء، من بينهم محمد قاسم الناتوتوي، رشيد أحمد الكنكوهي، أشرف علي التهانوي، وخليل أحمد السهرنفوري، وذلك عقب ثورة 1857–58 الهندية ضد الاستعمار البريطاني، وعارضت الحركة تأثير الثقافات غير الإسلامية على المسلمين في جنوب آسيا، وسعت إلى الحفاظ على التعاليم الإسلامية التقليدية، شهدت هذه المدرسة التي أسستها مجموعة من العلماء المسلمين نمواً واسعاً حتى أصبحت أكبر المعاهد الدينية للمذهب الحنفي حيث سرعان ما تبنّت جميع المدارس في كل من الهند وبنغلادش وباكستان، وافغانستان ووروسيا، وحقيقةً، من الصعوبة بمكان الوصول لإحصائية دقيقة حول أعداد المدارس الديوبندية في آسيا؛ وذلك لكثرتها ولأن الكثير منها غير مقيد في الدوائر الرسمية الحكومية، بيد أنه مما لا شك فيه أن أعدادها اليوم بعشرات الألوف وطلابها بالملايين. وتشير بعض التقارير إلى أنه مع نهاية العام 2015م، بلغ عدد طلاب المدارس الديوبندية في معاقلها الرئيسة في جنوب آسيا (باكستان- بنغلاديش- الهند) نحو ستة ملايين طالب [١]![وبحسب رئيس جمعية بريطانيا الشيخ حافظ اكرام الحق رباني “ظهرت هذه المدرسة لحماية الإسلام من التأثير الغربي في شبه القارة الهندية وابتلاعه للديانة الإسلامية”، وينتسب زعماء حركة طالبان إلى هذه الطائفة ذات المنهج الماتريديففي كلمة ألقاها " أسامة بن لادن" في مؤتمر ضخم لعلماء المدرسة الديوبندية في شبه القارة الهندية يوم الاثنين 15 / محرم / 1422هـ - 9 / 4 / 2001م ، خارج مدينة بيشاور شمال غربي باكستان في ذكرى مرور 150 عاما على ظهور المدرسة الديوبندية، قال بن لادن: أنتم تعلمون أنه قد قيض الله لهذه الأمة في هذه الأيام العصيبة قيام دولة إسلامية تطبق شريعة الله ، وترفع راية التوحيد ، هي أمارة أفغانستان الإسلامية بقيادة الملا محمد عمر حفظه الله و أكد في نفس المؤتمر على :(مبايعة الملا محمد عمر زعيم طالبان، ونصرة إمارة أفغانستان الإسلامية، واعتبر الملا عمر الحاكم والأمير الشرعي الذي يحكم بشريعة الله في هذا العصر!!،و أن بيعته تلزم جميع المسلمين!!).

نشأتها وتأسيسها

أسس جامعة الديوبند مجموعة من علماء الهند بعد أن قضى الإنجليز على الثورة الإسلامية في الهند في عام 1857م فكان تأسيسها ردً فعل من قبل علماء الهند، لوقف الزحف الغربي ومدنيته الماديَّة على شبه القارة الهندية لإِنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف، خاصة وأن دلهي العاصمة قد خرِّبت بعد الثورة، وسيطر عليها الإنجليز سيطرة كاملة، فخاف العلماءُ أن يُبْتَلع دينُهم، فأخذ الشيخ إمداد الله المهاجر المكي وتلميذه الشيخ محمد قاسم الناناتووي وأصحابهم برسم الخطط للمحافظة على الإسلام وتعاليمه، فرأوا أن الحل الوحيد للمناضلة هو تأسيس المدارس الدينية، والمراكز الإسلامية، وهكذا أسست المدرسة الإسلامية العربية الديوبندية كمركز للدين والشريعة في الهند في عصر حكومة الإنجليز. بدأت دار العلوم نشاطاتها في مدرسة دينية صغيرة بقرية ديوبند ثم أصبحت من أكبر المعاهد الدينية العربية في شبه القارة الهندية، وفي عام 1291هـ تم إنشاء البناء الخاص بالجامعة، بعد بقائها تسع سنوات بدون بناء وكانت الدروس في ساحة المسجد الصغير وفي الهواء الطلق [٢].

الخلفية التاريخية لتأسييها

على الرغم من أن الاستعمار البريطاني كان مسيطرًا على شبه القارة الهندية بكل ما فيها من أعراق وديانات، فإن المسلمين على وجه الخصوص كانوا مستهدفين أكثر من غيرهم، ذلك أنهم كانوا أصحاب السلطة، فمنهم انتزع البريطانيون الأمر، وقد بذلوا محاولات عديدة، فكان القتل والصلب للآلاف منهم، والحرق والتدمير والتخريب لمدارسهم.أما غير المسلمين فإنهم رأوا أن شيئًا كبيرًا لم يتغير، فقد كانوا تحت الحكم الإسلامي (المفارق دينيَّا) وهم اليوم تحت الحكم البريطاني (المفارق عرقيًا)، لذلك سارعوا إلى القبول بهذا الأخير، وتعاملوا معه. استفزَّ البريطانيون المسلمين بإلغاء اللغة الفارسية، التي كانت اللغة الرسمية ولغة أوساط العلم، واستبدلوا بها اللغة الإنجليزية، ونظروا نظرة دونية إلى من لا يعرفها من المسلمين ووسموه بالجهل، وهم الذين كانوا الطبقة العلمية العالية! لهذا هجر المسلمون اللغة الإنجليزية ولم يتعلموها وترتب على ذلك أن صارت الأفضلية لغير المسلمين في تولي الوظائف الحكومية والمناصب الإدارية[6]. كان المسلمون هم أكثر شعوب وأقوام شبه القارة، وبسبب القرارات التي اتخذت ضدهم تدهور وضعهم الاقتصادي تدهورًا كبيرًا[7]. ونتيجة للظروف التي تعرض لها المسلمون وتفاعلهم معها، ظهرت مدرستان فكريتان:

مدرسة مبهورة

رأت أن الحل الوحيد للخلاص هو التماهي مع الحضارة والفكر الغربي، وكان من زعمائها نواب عبد اللطيف (ت: 1893م)، والسيد أحمد خان (ت:1898م). قد تمثلت أهداف هؤلاء في ثلاثة أمور:

  • تعليم اللغة الإنجليزية للمسلمين.
  • اقتباس الأخلاق والقيم الثقافية الأوروبية.
  • جعل المسلمين موالين للحكم البريطاني.
  • ولتحقيق هذه الأهداف بذلوا جهودًا متنوعة فكرًا وكتابة وعملًا.

مدرسة ناقدة

آمنت أن البريطانيين لم يأتوا للحكم أو لنهب ثروات الناس فحسب، وإنما إلى ما هو أكثر وأخطر من ذلك، أتوا لتجهيلهم ونشر الإلحاد وتشويه الهوية الوطنية [٣]. وكان رواد هذه المدرسة أولئك الذين استندوا إلى فكر شاه ولي الله الدهلوي، ومؤسسو المدرسة الديوبندية ينتسبون إلى هذه المدرسة [٤].

أبرز شخصيات هذه الطائفة

الشيخ محمد قاسم

الشيخ محمد ولد في بناتوته سنة 1248هـ ورحل إلى سهارنبور في صغر سنه وقرأ المختصرات على الشيخ محمد نواز الهارنبوري. ثم سافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ مملوك على النانوتي سائر الكتب الدراسية، وأخذ الحديث على الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وأخذ الطريقة عن الشيخ الحاج إمداد الله العمري التهانوي المهاجر المكي، وكان ممن قام ضد الاستعمار البريطاني في الثورة المشهورة سنة 1273هـ. وفي 15 محرم 1273هـ أسس مدرسة دار العلوم بديوبند وتحمل مسؤلية إدارتها وشاركت في تربية طلابها رفيقة الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، وقد لخص هدفها في رده على قول اللورد ميكالي الإنجليزي بقوله: إن الهدف من خطتنا التعليمية هو إنشاء جيل من الهند، يكون هندي النسل واللون، وأوربي الفكر والذهن.فكان الشيخ في رده يصرح بقوله: إن غرضنا من التعليم هو إيجاد جيل يكون بلونه وعنصره هندياً، يتنور قلبه وعقله بنور الإسلام، وتموج نفسه بالعواطف الإسلامية، ثقافة وحضارة وسياسة ".

الشيخ أحمد الكنكوهي

أحد أعلام الحنفية وأئمتهم في الفقه والتصوف قرأ على كبار مشايخ عصره حتى برع وفاق أقرانه في المنقول والمعقول واستفاد منه خلق كثير. وهو أحد الذين بايعوا الشيخ إمداد الله المهاجر المكي على الطريقة. وكان زميلاً للشيخ محمد قاسم الناناتوي. وله مؤلفات عديدة منها مجموعة فتاواه في عدة مجلدات، توفي عام 1323هـ.

الشيخ حسين أحمد المدني

الملقب بشيخ الإسلام: ولد في التاسع عشر من شوال سنة 1296هـ وتلقى مبادئ العلوم في تانده من مديرية فيض آباد الهند وطن آبائه، وفي سنة 1309هـ سافر إلى دار العلوم الديوبندية وفيها تعلم الحديث عن الشيخ محمود حسن الديوبندي الذي لازمه مدة طويلة وكذلك تلقى من الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وبايع على الطريقة على يد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي الذي أجازه على البيعة والإرشاد والتلقين، ولا شك أن هذا السلوك سلوك مبتدع لم يعرفه السلف الصالح، سافر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، بصحبة والده أيام الحرب العالمية فأسره ولاة الأمر ـ الشريف حسين بعد خروجهم على الدولة العثمانية ـ وتم ترحيله بصحبة شيخه محمد حسن الديوبندي إلى مصر ثم إلى مالطا أسرى لمدة ثلاثة سنين وشهرين. وفي عام 1338هـ أفرج عنه ثم عاد إلى الهند وقام بتدريس الحديث وإلقاء المحاضرات والخطب الحماسية ضد الاستعمار الإنجليزي فتم القبض عليه مرة أخرى في جماد الآخرة 1361هـ وسجن لمدة سنتين وعدة أشهر في سجن مراد آباد وسجن إله آباد إلى أن أطلق سراحه في السادس من رمضان 1363هـ. استمر في جهاده بالتعليم ومناهضة الاستعمار إلى أن وافاه الأجل في الثالث عشر من جماد الأولى سنة 1377هـ. ومن مؤلفاته: نقش حيات في مجلدين، وكتاب الشهاب الثاقب على المسترق الكاذب.

محمد أنور شاه الكشميري

أحد كبار فقهاء الحنفية وأساطين مذهبهم تخرج في جامعة ديوبندي وولي التدريس في المدرسة الأمينية بدلهي، ثم شغل مشيخة الحديث في جامعة ديوبند. في عام 1346هـ تولى رئاسة التدريس وشياخة الحديث فيها إلى جامعة دابهيل كجرات وله مؤلفات عديدة. ويعد من أبرز علماء عصره في قوة الحفظ وسعة الإطلاع. وكان أحد الذين لعبوا دوراً هامًّا في القضاء على فتنة القاديانية في شبه القارة الهندية. توفي عام 1352هـ.

الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي

رئيس جامعة ندوة العلماء في لكنهو ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وهو داعية مشهور ، كذلك الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي من شخصيات معروفة لهذه الطائفة في عصرنا الحاضر[٥].

الأفكار والمعتقدات لهذه الطائفة

ترجح الديوبندية مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والفروع ومذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والأصول، وتنتسب من طرق الصوفية إلى طرق النقشبندية الجشيتية والقادرية السهروردية طريقاً وسلوكاً. ويمكن تلخيص أفكار ومبادئ المدرسة الديوبندية بما يلي:

  • المحافظة على التعاليم الإسلامية، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره.
  • نشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدَّامة والتبشيريّة.
  • نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الاستعمارية.
  • الاهتمام بنشر اللغة العربية، لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية.
  • الجمع بين القلب والعقل وبين العلم والمعنوية.

انتماء المذهبي والفكري والسلوكي

  • مذهب (*) أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والكلام.
  • مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في الفقه (*) والفروع.
  • سلاسل الطرق الصوفية من النقشبندية والجشتية والقادرية والسهروردية في السلوك والإتباع [٦].

طائفة الديوبندية بعد استقلال باكستان

في عام 1947 تحققت رغبة مسلمي هذه المنطقة في دولة مستقلة وحرة يسودها الإسلام. بعد فترة وجيزة من استقلال باكستان ، اصطف المسلمون الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب ضد الاستعمار البريطاني والتجاوزات الهندوسية ، ضد بعضهم البعض. لم تكن الخلافات بين الشيعة والسنة فقط بل بين السنة أيضا، على سبيل المثال ، بين مدرسة دیوبند و بریلیوی ، أو بين الاثنين ومدرسة مودودي، هناك العديد من الاختلافات الأساسية ، والتي تصل أحيانًا إلى حد التكفير. لعبت حكومتا أيوب خان وضياء الحق دورًا رئيسيًا في خلق مثل هذا الوضع، خاصة في عهد ضياء الحق ، عندما اندفعت البلاد نحو التطرف الديني والطائفية بشعار أسلمة باكستان ، بلغ العنف والتطرف ذروته، بالطبع لم يتم دمج مدرسة ديوبند بعد استقلال باكستان وشكلت مجموعة من الجماعات المعتدلة والراديكالية ، والتي يمكن تلخيصها باختصار في ثلاث مجموعات:

أطياف مدرسة ديوبند المجموعة المعتدلة

تحاول هذه المجموعة ، التابعة لفضل الرحمن ، فرع جمعية علماء الإسلام ، متابعة أهدافها في شكل حملات انتخابية واكتساب فرص سياسية، هذا الحزب ، الذي هو استمرار لحزب جمعية العلماء في الهند ، أعيد تسميته بجمعية علماء الإسلام في باكستان.

المجموعة الراديكالية

وتمثل جماعة علماء الإسلام فرع سميع الحق في بيشاور بباكستان هذه المجموعة مقارنةً بفرع فضل الرحمن ، فإن هذا الحزب لديه آراء أكثر تطرفاً ، وطالبان هي أيضًا نتاج أداء هذه المجموعة.

الجماعات الإرهابية

هذه الجماعات لديهم نزعتهم من أهل الحديث وقريبين منهم من وجهة نظر فكرية ، خاصة في الآونة الأخيرة، يرفعون الخطاب ضد الديوبنديين نيابة عن الوهابية وهي فرع من الديوبنديين الذين يعتبرون المسلمين الآخرين كفارًا ولهذا السبب يعتبرون مهدورالدم، نفذت هذه الجماعات تفجيرات واغتيالات وجرائم أخرى في باكستان، ومجموعات مثل طالبان، سپاه صحابة، لشکر جنگوی و لشکر طیبة، جماعت اهل السنة وغيرهم مجموعات التكفيرية جميعها لديها نهج عنيف تمامًا وتفكر في القضاء على منافسيها جسديًا .

الديوبندية:الفرع البريطاني

تحدّثت بوين في كتابها المذكور الذي درس الجماعة الديوبندية عن فرعها البريطاني وقالت إنها “جماعة محافظة ومغلقة جداً وتحمل الكثير من التنوع في داخلها فتتراوح ما بين الاعتدال والتطرف”. وأضافت “توجد فيها تيارات شديدة السلمية، وأخرى لديها علاقات مع طالبان الأفغانية المتطرفة”. وأوضحت “أن أكثرية المساجد في بريطانيا تقع تحت إدارة مدرسة فكرية غامضة ومثيرة للشكوك هي الديوبندية”.

وبحسب إحصاءات أعدها الباحث محمود نقشبندي، فإن “مساجد هذه الجماعة تشكل أكثر من 44 في المئة من عدد دور العبادة الإسلامية في البلاد، إذ تتعدى الـ700 مسجد”. بحسب كتاب بوين إن أهم مجموعتين من الفكر الديوبندي في بريطانيا هما: “دار العلوم” و”جماعة التبليغ والدعوة”، وأن معظم قياديي المجموعتين بريطانيون من أصول هندية و باكستانية. وتعد “دار العلوم الإسلامية”، أكبر مدرسة إسلامية في بريطانيا تعتمد المنهاج المدرسي البريطاني إلى جانب التعليم الإسلامي للذكور والإناث، وتتكوّن من 22 مدرسة [٧].

العلاقة بين الوهابية والديوبندية

كما ذكرنا سابقا أن طائفة الديوبندية هي تابعة لمدرسة الشاه الدينية للشاه ولي الله دهلوي وهي كانت ماتريدية فكتب ديوبانديون العديد من الكتب التي تدحض المعتقدات الوهابية. ومن هذه الأعمال كتاب "معتقدات أهل السنة والجماعة في رفض الوهابية" الذي كتبه العالم الديوبندي الكبير مولانا خليل أحمد أرامبوري وترجمه إلى الفارسية رجل دين اسمه أهل السنة (صحارانبوري). وقال سيد حسين أحمد المدني وهو أحد علماء الديوبندية ، في كتابه ( الشهاب الثاقب على المسترق الكاذب ) : ( اعلموا أن محمد بن عبد الوهاب ظهر أمره في أوائل القرن الثالث عشر في نجد ، وكانت له عقائد فاسدة ونظريات باطلة فلذلك قتل وقاتل أهل السنة وأجبرهم أن يذعنوا لعقائده ونظرياته ، وكان يستحل نهب أموالهم ويظن أن في قتلهم أجراً وثواباً ، سيما أهل الحجاز ، فإنه آذاهم أشد الإيذاء ، وكان يسب السلف الصالح ، ويأتي في شأنهم بغاية الشناعة و القباحة ، وقد استشهد كثير منهم على يديه ، والحاصل أنه ظالم باغ سفاك فاسق ، ولذلك أبغضته العرب أشد من اليهود والنصارى )أهـ .

  • وقال أيضا : ( إن الوهابية يسيئون الأدب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقولون ليس له علينا إلا فضيلة قليلة ، وليس له علينا حق ولا إحسان)أهـ .
  • و قال أيضاً:(و أما أكابرنا فيختلفون مع الوهابية في جميع هذه الأمور أشد الاختلاف،و على هذا فنسبة علمائنا إلى الوهابية افتراء شديد،و تهمة محضة)أهـ.
  • و عدد في كتابه الأمور التي يخالف فيها علماء الوهابية (السلفيون) منهج الديوبنديين،ومن هذه الأمور:
  • أن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب يسيئون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم و لا يعترفون بفضله!.
  • إن الوهابية يرون إثبات الاستواء الظاهر لله سبحانه وتعالى.
  • عدم اعتقاد الوهابية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في البرزخ كالحياة الدنيوية تماماً خلافاً لمعتقد علماء الديوبندية [٨].

وفي الوقت نفسه، يعتبر بعض العلماء الوهابيين السعوديين جميع المذاهب الأخرى مبتدعة وشركية، وبسبب معارضة أمثال ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب لقادة الصوفية وشخصيات محورية لهذه الطائفة وقد كتبوا الكتب فی ردّ الدیوبندیة: ومن هذه الكتب نذكر تاليف الدكتور محمد تقي الدين الهلالي الأخطاء الأيديولوجية لتنظيم التبليغ لجماعة الهند والصوفية التي ما زالت شائعة. من تأليف الكاتب الوهابي غزير الإنتاج الشيخ حمود بن عبد الله تويجري ، الذي ينتقد في كتابه بشدة القادة الديوبنديين مثل الشيخ راشد أحمد قنغوهي والشيخ إمداد الله مكي وغيرهم. . .. واحتج وشكك في ممارساتهم الصوفية. كما ذكر مؤلف أبو المكرم بن عبد الجليل سلفي ، وذكر فيه الشيخ محمد أنور شاه كشميري والشيخ حسين أحمد مدني على أنهما معلما ديوبنديا العظماء والخصم العنيد لمحمد بن عبد الوهاب [٩].،فقد كتب أحد كتاب مجلة ( الطالب ) - وهو حاصل على ماجستير في التفسير وعلوم القرآن من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - قال : وقيل إنها ( أي حركة طالبان ) حركة قبورية وأصحابها منحرفون عن عقيدة السلف ( أهل السنة ) ومبتدعون في الأمور الدينية.

علاقة الديوبندية مع الجمهورية الإسلامة

يشير تقرير نُشر مع (العصر) الإلكتروني إلى أنه بعد العملية الإرهابية في واشنطن ونيويورك في أيلول 2001، “تراجع صراع “مجلس الديوبندي العالمي” مع الشيعة، وتحوّل إلى علاقات دافئة، ظلت تتطور من خلال العلاقات الديوبندية مع الجمهورية الاسلامية من خلال تقارب وجهات النظر بين زعماء “جمعية علماء إسلام” وملالي إيران، لمواجهة الهيمنة الأميركية، حتى وصلت الحال إلى أن عرضت إيران على زعماء الديوبند في باكستان في عام 2006، احتضانها مؤتمر المجلس الديوبندي العالمي في طهران، وهو ما يمثل تطوراً مهماً بين الفكرة الديوبندية والفكرة الشيعية”. وكانت العلاقات بين التيارين الديوبندي والشيعي، قد شهدت تطوّراً جديداً منذ عام 2008 من خلال تردّد زعماء “جمعية علماء إسلام” على طهران للمشاركة في عدد من المؤتمرات الدينية والثقافية، وحتى افتتاح مدارس ديوبندية في المدن السنية في إيران، وكان زعماء التيار الديوبندي الباكستاني، الذين يمثلهم اليوم في باكستان (مجلس العمل المتّحد)، قد أعلنوا أنهم لن يسمحوا بهجوم أميركي على إيران، وأنهم سيقفون مع هذه الجمهورية الإسلامية [١٠].

وصلات خارجية

الهوامش


المصادر