حماد بن أبي سليمان
حماد بن أبي سليمان: كان أُستاذاً لـ أبي حنيفة، وكان يعدّ أحد العلماء الأذكياء، والكرام الأسخياء، له ثروة وحشمة وتجمّل. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ووثّقه أكثر أصحاب التراجم من أهل السنة بنحوٍ من التوثيق؛ كابن معين والعجلي و ابن حبان والنسائي والذهبي وابن حجر، غير ابن سعد اعتبره ضعيفاً. وأمّا رجاليو الشيعة فقد سكتوا عن جرحه أو تعديله، وعدّه المامقاني مجهول الحال.
حمّاد بن أبي سُلَيمان (مسلم) بن يزيد (... ــ 120ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو إسماعيل.[٢]
نسبه: الأشعري.[٣]
لقبه: الكوفي.[٤]
طبقته: الخامسة.[٥]
أُسر أبوه على يدي أبي موسى الأشعري عند فتح أصفهان، وكان حمّاد صغيراً حينذاك، فأسلم أبوه على يدي أبي موسى، وكان أبو سليمان من العبيد العشرة الذين أهداهم معاوية إلى أبي موسى الأشعري بعد دومة الجندل الذي جرى فيه التحكيم بين أبي موسى وعمرو بن العاص.[٦]
كان حمّاد مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، ولمّا أُعتق سكن الكوفة.[٧] قال عنه الذهبي مُطرياً: «العلّامة، الإمام، فقيه العراق... تفقّه بـ ابراهيم النخعي، وهو أنبل أصحابه وأفقههم، وأبصرهم بالمناظرة والرأي».[٨]
وكان أُستاذاً لـ أبي حنيفة[٩]، ولمّا مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حمّاد.[١٠] وكان يعدّ أحد العلماء الأذكياء، والكرام الأسخياء، له ثروة وحشمة وتجمّل.[١١]
حكى الصَلْت بن بِسْطام عن أبيه: «كان حمّاد بن أبي سليمان يزورني، فيقيم عندي سائر نهاره، ولايطعم شيئاً، فإذا أراد أن ينصرف قال: انظر الذي تحت الوسادة فمرهم ينتفعون به، قال: فأجد الدراهم الكثيرة». وقال: «كان حمّاد بن أبي سليمان يُفطر كلّ ليلة في شهر رمضان خمسين أنساناً، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً».[١٢]
يروي ابن سعد عن حمّاد بن زيد: «أنّ حمّاد بن أبي سليمان قدم البصرة، فلّما رجع الى الكوفة سألوه: كيف رأيت أهل البصرة؟ فقال: قطعة من أهل الشام نزلوا بين أظهرنا، يعني: ليسوا في أمر علي مثلنا».[١٣] وعلّق السيد محسن الأمين عليه قائلاً: «فإنّ أهل البصرة كان يغلب عليهم الانحراف عن علي عليه السلام، و أهل الكوفة بالعكس، وهذا من أمارات تشيّعه».[١٤] غير أنّ علماء أهل السنة عدّوه من المرجئة.[١٥]
ووصفه الذهبي بقوله: «كان أحد العلماء الأذكياء والكرام الأسخياء».[١٦] وعندما قيل لأُستاذه إبراهيم النخعي: إنّ حماداً قد قعد يفتي، قال: «ومايمنعه أن يفتي، وقد سألني هو وحده عمّا لم تسألوني كلّكم عن عُشْره».[١٧]
وقال المغيرة: «لّما مات إبراهيم رأينا أنّ الذي يخلفه الأعمش، فأتيناه فسألناه عن الحلال و الحرام، فإذا لا شيء، فسألناه عن الفرائض فإذا هي عنده، قال: فأتينا حمّاداً فسألناه عن الفرائض، فإذا لاشيء، فسألناه عن الحلال و الحرام، فإذا هو صاحبه، قال: فأخذنا بالفرائض عن الأعمش، وأخذنا بالحلال والحرام عن حمّاد عن إبراهيم».[١٨] وقال معمر: «ما رأيت أفقه من هؤلاء: الزُهْري وحمّاد وقَتادة».[١٩]
وذكر أبوحاتم الرازي وأبوإسحاق الشيباني والذهبي وابن حجر فقهه بالإجلال والتقدير، بل واعتبره العجلي أفقه أصحاب إبراهيم النخعي.[٢٠]
وقال شعبة: «كان صدوق اللسان».[٢١] ويُذكر أنّه عندما عاد حمّاد من الحج خاطب زائريه، فقال: «أبشروا يا أهل الكوفة، رأيت عطاء وطاوساً ومجاهداً، فصبيانكم بل صبيان صبيانكم أفقه منهم».[٢٢]
موقف الرجاليّين منه
عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السلام.[٢٣] ووثّقه أكثر أصحاب التراجم من أهل السنة بنحوٍ من التوثيق ؛ كابن معين والعجلي وابن حبان والنسائي والذهبي وابن حجر، غير ابن سعد اعتبره ضعيفاً.[٢٤] وأمّا رجاليو الشيعة فقد سكتوا عن جرحه أو تعديله، وعدّه المامقاني مجهول الحال.[٢٥]
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن جماعة، منهم: إبراهيم النخعي، أنس بن مالك، الحسن البصري، سعيد ابن جُبَيْر، سعيد بن المسيِّب، عامر الشعبي، أبو وائل شَقيق بن سَلَمة، عبداللَّه بن بُرَيْدة.[٢٦]
وروى عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن حمّاد (ولده)، حمّاد بن سَلَمة، حمزة الزيّات، سفيان الثوري، الأعمش، شُعبة بن الحجّاج، عاصم الأحول، أبوحنيفة النعمان بن ثابت، أبو إسحاق الشيباني. وقد وُصف حمّاد بكثرة الرواية.[٢٧]
من رواياته
روى عن أنس بن مالك: أنّ النبيصلى الله عليه وآله قال: «من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار».[٢٨]
وفاته
توفّي حمّاد سنة 120 هـ، في أيام هشام بن عبدالملك.[٢٩]
الهوامش
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 14، ذكر أخبار أصبهان 1: 288.
- ↑ تهذيب الكمال 7: 270، سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ شذرات الذهب 1: 157، قاموس الرجال 3: 637.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 14، سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 197.
- ↑ ذكر أخبار أصبهان 1: 288، تاريخ خليفة: 144، مجمع الرجال 2: 223، جامع الرواة 1: 268.
- ↑ كتاب الثقات 4: 161، وانظر: ذكر أخبار أصبهان 1: 288.
- ↑ سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ رجال الطوسي: 172، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20: 31، سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ تهذيب الكمال 7: 274.
- ↑ سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ تهذيب الكمال 7: 277.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 333.
- ↑ أعيان الشيعة 6: 223.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 15.
- ↑ سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ تهذيب الكمال 7: 274، تاريخ الإسلام 7: 347، الجرح والتعديل 3: 146.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 332.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 15، سير أعلام النبلاء 5: 232.
- ↑ سير أعلام النبلاء 5: 234.
- ↑ الجرح والتعديل 3: 147.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 15، ميزان الاعتدال 1: 596.
- ↑ رجال الطوسي: 116، 172.
- ↑ تهذيب التهذيب 2: 15، الكاشف 1: 188.
- ↑ تنقيح المقال 1: 362.
- ↑ تهذيب الكمال 7: 271، سير أعلام النبلاء 5: 231.
- ↑ تهذيب التهذيب 3: 15، الطبقات الكبرى 6: 333.
- ↑ مسند أحمد 3: 209.
- ↑ تاريخ خليفة: 275، كتاب التاريخ الكبير 3: 19، كتاب الثقات 4: 160، الكامل في التاريخ 5: 228.