سهل بن حنيف: منسوب إلى‏ قبيلة الأوس وكان من الصحابة، وأخوه عثمان بن حنيف الذي شهد أُحداً والمشاهد بعدها. وكان سهل من السابقين إلى‏ الإسلام من الأنصار، ومن المبادرين إلى‏ ساحات الجهاد في جميع معارك وغزوات النبي صلى الله عليه وآله، وقد ثبت يوم أُحد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لمّا انهزم الناس، وكان قد بايعه يومئذٍ على‏ الموت. وكان علي بن أبي طالب رضى الله عنه حين خرج من المدينة ولّاه المدينة، ثم كتب إليه أن يلحق به، فلحق به، ولم يزل معه، وشهد معه صفّين. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وقال ابن حجر عنه: «صحابي من أهل بدر، واستخلفه عليّ على‏ البصرة، ومات في خلافته».

سَهْل بن حُنَيف بن واهِب (... ــ 38ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو سعد، أبو عبداللَّه، أبو ثابت، أبو محمد، أبو الوليد.[٢]
نسبه: الأَوْسي، العوفي.[٣]
لقبه: الأنصاري، المدني.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
هو منسوب إلى‏ قبيلة الأوس من ناحية أبيه وأُمه هند بنت رافع.[٦] أخوه عثمان بن حنيف الذي شهد أُحداً والمشاهد بعدها، واستعمله الإمام علي عليه السلام على‏ البصرة، فبقي عليها إلى‏ أن قدمها طلحة والزبير.[٧] وكان ابنه أبو أُمامة أسعد بن سهل قد روى‏ عن أبيه وعمه وغيرهما من الصحابة.[٨]
وروي: أنّه كان يكسر أصنام قومه ليلاً ويحملها إلى‏ امرأةٍ من الأنصار لا زوج لها، ويقول لها: احتطبي بهذه، وكان علي‏عليه السلام يذكر ذلك عن سهل بعد موته متعجّباً.[٩]
روى‏ أبو أُمامة: أنّ عامر بن ربيعة - رجل من بني عدي بن كعب - رأى‏ سهل بن حنيف مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يغتسل بالخرّار - قرب الجحفة - فقال: واللَّه ما رأيت كاليوم قط ولا جلد مخبأة، فلبط سهل وسقط، فقيل: يا رسول اللَّه، هل لك في سهل بن حنيف؟ فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عامر بن ربيعة، فتغيّظ عليه، وقال: «لِمَ يقتل أحدكم أخاه أو صاحبه، ألايدعو بالبركة؟ اغتسل له» فاغتسل له عامر، فراح سهل وليس به بأس.[١٠]
كان سهل من السابقين إلى‏ الإسلام من الأنصار، ومن المبادرين إلى‏ ساحات الجهاد في جميع معارك وغزوات النبي صلى الله عليه وآله. [١١] وقد ثبت يوم أُحد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لمّا انهزم الناس، وكان قد بايعه يومئذٍ على‏ الموت، وكان يرمي بالنبل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[١٢]
وقد وُصف بأنّه بدري، عقبي، أُحدي، وكان أحد النقباء الذين اختارهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله من الاثني عشر.[١٣] وذكر جميع أصحاب التراجم: أنّه بايع النبي صلى الله عليه وآله على‏ الموت، وصحب علياًعليه السلام من حين بويع[١٤]، وبحسب رواية الكشّي عن الفضل بن شاذان، فإنّ سهل من السابقين الذين رجعوا إلى‏ علي‏عليه السلام.[١٥]

موقف الرجاليّين منه

قال ابن حجر عنه: «صحابي من أهل بدر، واستخلفه عليّ على‏ البصرة، ومات في خلافته».[١٦] وذكر البرقي و الشيخ المفيد: أنّ سهلاً وأخاه عثمان بن حُنَيف كانا من شرطة الخميس.[١٧] وعدّه الشيخ الطوسي في رجاله من رواة الإمام علي‏عليه السلام، وقال: «وكان واليه عليه السلام على‏ المدينة».[١٨]

سهل وأهل البيت عليهم السلام

نقل ابن حبيب وغيره: أنّ النبي صلى الله عليه وآله آخى‏ بينه - أي: سهل - وبين علي بن أبي طالب عليه السلام في المدينة. وشهد الجمل وصفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام.[١٩]
وقال ابن سعد: «وكان علي بن أبي طالب رضى الله عنه حين خرج من المدينة ولّاه المدينة، ثم كتب إليه أن يلحق به، فلحق به، ولم يزل معه، وشهد معه صفّين».[٢٠] وفي صفّين خطب الناس ودعاهم إلى‏ ترك العمل بالرأي قِبال رأي خليفة اللَّه، وبيّن لهم أنّ بعض الصحابة عملوا بآرائهم قبال رأي النبي صلى الله عليه وآله فأخطأوا في ذلك.[٢١]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله وزيد بن ثابت.[٢٢]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: ابنه أبو أمامة، أبو وائل شقيق بن سَلَمة، ابن أبي ليلى‏، يُسَيْر بن عمرو.
وقال النووي: «روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أربعون حديثاً، اتّفق البخاري ومسلم على‏ أربعة، وانفرد مسلم بحديثين».[٢٣] وعدّه العلامة الأميني من رواة حديث الغدير.[٢٤]

من رواياته

روي عن الأصبغ بن نباته، قال: نشد عليٌ عليه السلام الناس في الرحبة، من سمع النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خم ما قال إلّا قام، ولايقوم إلّا من سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. يقول: فقام بضعة عشر رجلاً - منهم سهل بن حنيف - فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «ألا إنّ اللَّه عزّ وجلّ وليّي وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه».[٢٥]
وعن سهل: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «لا تُشدّدوا على‏ أنفسكم، فإنّما هلك من قبلكم بتشديدهم على‏ أنفسهم، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات».[٢٦]
وعنه أيضاً: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: «من سأل اللَّه الشهادة بصدقٍ بلّغه اللَّه منازل الشهداء وإن مات على‏ فراشه».[٢٧]

وفاته

توفّي سهل سنة 38هـ في الكوفة بعد عودته من صفّين، وصلّى‏ عليه الإمام علي عليه السلام، وكبّر عليه خمساً وعشرين تكبيرة.[٢٨]

المصادر

  1. الطبقات الكبرى‏ 6: 15، الإصابة 3: 139، عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 126، معجم رجال الحديث 9: 351.
  2. رجال الطوسي: 43، أُسد الغابة 2: 365.
  3. تهذيب التهذيب 4: 220، سير أعلام النبلاء 2: 325، أعيان الشيعة 7: 320.
  4. كتاب التاريخ الكبير4: 97، تهذيب الكمال 12: 184.
  5. تقريب التهذيب 1: 336.
  6. الطبقات الكبرى‏ 3: 471.
  7. أُسد الغابة 3: 371.
  8. إكمال الكمال 2: 559.
  9. قاموس الرجال 5: 354.
  10. مستدرك الحاكم 3: 410 - 411.
  11. أنظر: الإصابة 3: 139.
  12. أُسد الغابة 2: 365.
  13. معجم رجال الحديث 9: 353. ونقيب القوم: من ينقّب عن الأسرار ومكنون الأضمار، وإنّما قيل: نقيب لأ نّه يعلم دخيلة أمر القوم، ويعرف الطريق إلى‏ معرفة أمورهم (مجمع البحرين، مادة نقب).
  14. تهذيب الكمال 12: 185.
  15. رجال الكشّي: رقم (78).
  16. انفرد ابن حجر فذكر أنّ سهلاً كان والياً لعلي عليه السلام على‏ البصرة. ولعّل هذا الاشتباه حصل بسبب تشابه اسم عثمان ابن حنيف مع سهل بن حنيف. راجع تقريب التهذيب 1: 336، وتهذيب التهذيب 4: 220.
  17. رجال البرقي: 4، الاختصاص: 3. والخميس: الجيش، سمِّي به لأنّه مقسوم خمسة أقسام: المقدَّمة والساق والميمنة والميسرة والقلب، وقيل: لأنّه تخمّس فيه الغنائم، والشرطة: أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة (تنقيح المقال 1: فائدة 12).
  18. رجال الطوسي: 43.
  19. المحبر: 71 و 290، تاريخ الإسلام 3: 483.
  20. الطبقات الكبرى‏ 6: 15.
  21. مسند أحمد 3: 485 وما بعدها، تهذيب الأسماء واللغات 1: 237، جامع الأحاديث الكبير 20: 6.
  22. تهذيب الكمال 12: 184.
  23. تهذيب الأسماء واللغات 1: 237.
  24. الغدير 1: 45.
  25. أُسد الغابة 3: 307، خلاصة عبقات الأنوار 9: 18.
  26. كتاب التاريخ الكبير 4: 97.
  27. السنن الكبرى‏ 3: 25.
  28. الطبقات الكبرى‏ 6: 15، كتاب التاريخ الكبير 4: 97، تاريخ الصحابة: 121، الاستيعاب 2: 663، رجال الكشّي: رقم (75).