أبو الطفيل

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٩:٠٧، ١٨ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''أبو الطفيل:''' كان من الصحابة ومن شعرائها، فاضلاً عاقلاً حاضرَ الجواب فصيحاً، وهو...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

أبو الطفيل: كان من الصحابة ومن شعرائها، فاضلاً عاقلاً حاضرَ الجواب فصيحاً، وهو آخر من مات ممّن رأى‏ النبي صلى الله عليه وآله. وكان أيضاً من أصحاب علي عليه السلام المحبّين له، وشهد معه مشاهده كلّها. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ومنزلته في الرواية عند أهل السنة أمر واضح، لأنّه معدود من الصحابة، وأمّا الرجاليّون من الشيعة فاختلفوا في شأنه: فقد سكت الشيخ الطوسي عنه، وأورده العلامة الحلي في من لايعتمد عليهم في كتابه، بينما عدّه ابن داود من المعتبرين عنده. هذا وقد وثّقه الشيخ الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، ونقل عن كتاب كشف المحجّة للسيد ابن طاوس: أنّ الإمام علي عليه السلام ذكره ضمن العشرة الثقات عنده، وصرّح المامقاني بأنّه كان شيعياً إمامياً ووثّقه، بل ذكر أنّه كان من أصحاب سرّ أمير المؤمنين عليه السلام.

عامر بن واثلة بن عبداللَّه = أبو الطُفَيل (2 ــ 110ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو الطُفَيل.[٢]
نسبه: الكناني، اللَيثي.[٣]
لقبه: المكّي.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
هو من بني كنانة.[٦] وكان من أصحاب علي عليه السلام المحبّين له، وشهد معه مشاهده كلّها.[٧] أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله ثمان سنين، حيث ولد في عام أُحد.[٨] قال معروف: سمعت أبا الطفيل يقول: «رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأنا غلام شاب يطوف بالبيت على‏ راحلته، يستلم الحجر بمحجنه».[٩] ويصفه أبو الطفيل نفسه فيقول: «كان صلى الله عليه وآله أبيض مليحاً مقصداً - أي: متوسط القامة - إذا مشى‏ كأنّه يهوي في صبب».[١٠]
وكان أبو الطفيل من شعراء الصحابة، وكان فاضلاً عاقلاً، حاضر الجواب فصيحاً.[١١]

موقف الرجاليّين منه


ذكره البرقي ضمن خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام[١٢]، و الشيخ الطوسي في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وأصحاب الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام.[١٣] والمامقاني: في أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام، ومن رواتهما.[١٤]
أمّا منزلته في الرواية عند أهل السنة فهي أمر واضح، لأنّه معدود من الصحابة [١٥]، وأمّا الرجاليّون من الشيعة فاختلفوا في شأنه: فقد سكت الشيخ الطوسي عنه[١٦]، وأورده العلامة الحلي في من لايعتمد عليهم في كتابه[١٧]، فيما عدّه ابن داود من المعتبرين عنده.[١٨]
هذا ووثّقه الشيخ الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، ونقل عن كتاب كشف المحجّة للسيد ابن طاوس: أنّ الإمام علي عليه السلام ذكره ضمن العشرة الثقات عنده.[١٩] وصرّح المامقاني بأنّه كان شيعياً إمامياً، ووثّقه، بل ذكر أنّه كان من أصحاب سرّ أمير المؤمنين عليه السلام.[٢٠] ويستفاد أيضاً من كلام التستري توثيقه ضمناً.[٢١]

أبو الطفيل وأهل البيت عليهم السلام

هو آخر من مات ممّن رأى‏ النبي صلى الله عليه وآله.[٢٢] ومن أهمّ خصائصه: تشيّعه واعتقاده بشخصية الإمام علي عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام، يقول أبو الطفيل:
إنّ الرسول هو النور الذي‏
كُشفت به عَمايةُ ماضينا وباقينا
وأهله عصمةٌ في ديننا ولهم‏
فضلٌ علينا وحقّ واجب فينا.[٢٣]
وقال ابن حجر: «كانت الخوارج يرمونه باتّصاله بعلي، وقوله بفضله وفضل أهل بيته».[٢٤] وذكر المؤرّخون لقاءه مع معاوية، يقول أبو الفرج: «لمّا استقام لمعاوية أمره، لم يكن شي‏ء أحبّ إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة، فلم يزل يكاتبه ويلطف له حتّى‏ أتاه، فلمّا قدم عليه جعل يسائله عن أمر الجاهلية، ودخل عليه عمرو بن العاص ونفر معه، فقال لهم معاوية: أما تعرفون هذا؟ هذا خليل أبي الحسن! ثم قال: يا أبا الطفيل، ما بلغ من حبّك لعلي؟ قال: حبّ أم موسى‏ لموسى‏، قال: فما بلغ من بكائك عليه؟ قال: بكاء العجوز الثكلى‏ والشيخ الرقوب، وإلى‏ اللَّه أشكو التقصير».[٢٥]
وأورد ابن عبد البرّ وابن عساكر قسماً آخر من حديثه مع معاوية، كما يأتي: قال معاوية: ألستَ مِن قَتَلة عثمان؟ قال: لا، ولكنّي ممّن حضره ولم ينصره، فقال له: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار، فقال معاوية: أما لقد كان حقّه واجباً عليهم أن ينصروه! قال: فما منعك أنت من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال معاوية: أما طلبي لدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطُفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر:
لا ألفينّك بعد الموت تندبني‏
وفي حياتي مازوّدْتَني زادي.[٢٦]
ومع أنّه كان حاضراً في حجة الوداع إلّا أنّه نقل وقائع غدير خم عن طريق حذيفة بن أسيد الغفاري، وعامر بن ليلى‏ بن ضمرة، و زيد بن أرقم.[٢٧]
ونقلت بعض مصادر الشيعة و أهل السنة عن طريقه كلام علي عليه السلام مع رجال الشورى‏ الذين نصبهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وممّن نقل تفاصيل هذا الحوار الطويل الشيخ الصدوق، وقسماً منه ابن حجر. وقد أورد عن علي عليه السلام ضمن هذا الحوار أكثر من أربعين مناشدةً وقسماً، وبيّن بعض فضائله ومناقبه.[٢٨]
اشترك أبو الطُفيل في جميع حروب علي عليه السلام[٢٩]، ويُعدّ راوياً لعددٍ من كلمات وخطب أمير المؤمنين عليه السلام في عهد خلافته.[٣٠] وبعد شهادة الإمام علي عليه السلام لازمَ الحسن عليه السلام، وبعد شهادة الحسين عليه السلام خرج مع المختار بن أبي عبيدة الثقفي طالباً بدم الحسين عليه السلام.[٣١]
وعندما رجع محمد بن الحنفية من الشام حبسه ابن الزبير في سجن «عارم»، فخرج إليه جيش من الكوفة عليهم أبو الطُفيل عامر بن واثلة، حتّى‏ أتوا سجن عارم فكسروه وأخرجوه، فكتب ابن الزبير إلى‏ أخيه مصعب أن يسيّر نساء كلّ من خرج لذلك، فأخرج مصعب نساءهم، وأخرج فيهم أُم الطُفيل امرأة أبي الطُفيل.[٣٢] قال خليفة ابن خياط: «في سنة 65 هـ دعا ابن الزبير محمد بن علي بن أبي طالب؛ ابن الحنفية إلى‏ بيعته، فأبى‏، فحبسه في شُعب بني هاشم في عدّةٍ من أصحابه، منهم عامر بن واثلة أبو الطُفيل، وأوعدهم وعداً شديداً، حتّى‏ بعث المختار أبا عبداللَّه الجدلي فأخرجهم من الحصار».[٣٣]
وينبغي أن نشير هنا إلى‏ أنّه مع كونه من أنصار محمد بن الحنفية، إلّا أنّه لا دليل على‏ أنّه كان كيسانياً، أو كان يعتقد بإمامة ابن الحنفية وحياته وغيبته، كما ادّعى‏ البعض[٣٤]، بل هناك عدّة شواهد على‏ عدم صحّة انتسابه إلى‏ الكيسانية، منها:
1 - أنّ أوّل من ذكر انتسابه إلى‏ الكيسانية هو الكشّي، ويحتمل قوياً أن يكون قد استند في قوله إلى‏ الأبيات التي نقلها أبو الفرج وغيره عن أبي الطُفيل. ولكن هذه الأبيات تشير فقط إلى‏ الاعتقاد بالرجعة بمعناها العام عند الإمامية، ولا إشارة فيها إلى‏ عقيدته بإمامة محمد بن الحنفية ورجعته. بل إنّ الروايات التي نقلها أسلم المكّي - مولى‏ محمد بن الحنفية - تذكر أنّ ابن الحنفية كان يقول بخروج الإمام المهدي عليه السلام، ولذلك نفى‏ أسلم نسبة خلاف هذا القول إلى‏ ابن الحنفية.[٣٥]
2 - روى‏ الكشّي بسنده إلى شهاب بن عبد ربّه قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال: أصبحت أقول، كما قال أبو الطُفيل عامر بن واثلة:
وإنّ لأهل الحقّ لاشكّ دولة
على‏ الناس إيّاها أُرجي وأَرقُبُ.[٣٦]
ويستفاد من هذا مدح أبي الطفيل والثناء عليه، وكذلك أنّه لم يكن يعتقد بغير رجعة أهل الحق.
وعلى‏ كلّ حال، فيكفي في المقام ما ذكره أبو الفرج حيث قال: «كان من وجوه شيعته - أي الإمام علي عليه السلام - وله منه محلّ خاصّ، يستغنى‏ بشهرته عن ذكره».[٣٧] كما ونقل أبو الفرج بإسناده عنه قوله: «لم يبق من الشيعة غيري»[٣٨]، ومراده من «الشيعة»: الذين كانوا مع أمير المؤمنين عليه السلام. وهذا نظير ما نقل عنه من قوله: «ما على‏ وجه الأرض رجل اليوم رأى‏ النبي صلى الله عليه وآله غيري».[٣٩]
وعليه، فإنّ نسبة هذا الكلام وهو قوله: «ما بقي من السبعين غيري» - والذي اعتُبر علامةً على‏ كيسانيته - ليس صحيحاً، وإنّما الصحيح قوله: «ما بقي من الشيعة غيري». وكذلك فإنّ توجيه القهبائي للكلام الآنف ليس صحيحاً، حيث قال: «مراده: السبعون الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله في عقبة منى‏».[٤٠]
هذا، وقد نقل ابن شهرآشوب عنه الأبيات الآتية:
أشهد باللَّه وآلائه‏
وآل يس وآل الزُمَر
أنّ علي بن أبي طالب‏
بعد رسول اللَّه خير البشر
لو يسمعوا قول نبي الهدى‏:
من حاد عن حبّ علي كفر.[٤١]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله و الإمام علي عليه السلام.[٤٢]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: حذيفة بن أسيدالغفاري، زيد بن أرقم، حذيفة بن اليمان، أبو سعيد الخدري، سلمان الفارسي، ابن عباس، أبوبكر، ابن مسعود، عمّار، عمر ابن الخطاب.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إسماعيل بن مسلم المكّي، جابر الجُعْفي، حبيب بن أبي ثابت، حمران بن أعين، ابنه: سَلَمة، معروف بن خربوذ، الزُهري، سيف بن وَهْب، عمرو ابن دينار.
هذا، وأورد النجاشي في ذيل ترجمة عبد العزيز بن يحيى‏(302 هـ ) فهرساً لكتبه، ومنها: كتاب أخبار أبي الطُفيل.[٤٣] وذكر المزي: أنّه روى‏ له الجماعة.[٤٤] ووردت رواياته أيضاً في بعض المصادر الشيعية.[٤٥]

من رواياته

روى‏ عن أبي الطُفيل عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: «علي يعلّم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لايعلمون أو [قال:] يخبرهم».[٤٦]
وعنه أيضاً قال: شهدت علياً وهو يخطب ويقول: «سلوني، فواللَّه لا تسألوني عن شي‏ء يكون إلى‏ يوم القيامة إلّا حدّثتكم [به‏]، وسلوني عن كتاب اللَّه، فواللَّه ما منه آية إلّا وأنا أعلم أين نزلت، بليل أو بنهار، أو بسهل نزلت أو في جبل».[٤٧]

وفاته

توفّي أبو الطُفيل - بعد أن عاش أكثر من مائة عام - في بداية القرن الثاني الهجري في مكة، وبوفاته انطوت صفحة صحابة النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي‏عليه السلام. واختلفوا في سنة وفاته، إلّا أنّ الذهبي وابن حجر صرّحوا بأنّ وفاته كانت سنة 110 هـ.[٤٨]

المصادر

  1. كتاب الثقات 3: 291، أعيان الشيعة 7: 408.
  2. تاريخ خليفة بن خياط: 201، 253.
  3. الطبقات الكبرى‏ 6: 64، الجرح والتعديل 6: 328.
  4. كتاب التاريخ الكبير 6: 446.
  5. تقريب التهذيب 1: 489.
  6. كتاب الثقات 3: 291، وانظر: تاريخ بغداد 1: 198.
  7. أُسد الغابة 3: 97.
  8. الجرح والتعديل 6: 328، تاريخ الصحابة: 184.
  9. سير أعلام النبلاء 3: 469، تاريخ الإسلام 6: 527.
  10. تهذيب تاريخ دمشق 7: 203 وانظر: المغازي 2: 867، الأدب المفرد: رقم (791).
  11. الاستيعاب 4: 1697.
  12. رجال البرقي: 4.
  13. رجال الطوسي: 25، 47، 69، 98.
  14. تنقيح المقال 2: 118.
  15. تاريخ الثقات: 245، سير أعلام النبلاء 3: 470.
  16. رجال الطوسي: 25، 47، 69، 98.
  17. خلاصة الأقوال: 379.
  18. رجال ابن داود: 114.
  19. وسائل الشيعة 20: 221.
  20. تنقيح المقال 2: 118.
  21. قاموس الرجال 5: 627- 636.
  22. الاستيعاب 4: 1696، الإصابة 7: 193.
  23. تهذيب تاريخ دمشق 7: 205، مختصر تاريخ دمشق 11: 293.
  24. تهذيب التهذيب 5: 72.
  25. الأغاني 15: 149، وانظر: مروج الذهب 3: 16.
  26. تهذيب تاريخ دمشق 7: 203 و204، وانظر: الاستيعاب 4: 1696.
  27. مسند أحمد 1: 118، مستدرك الحاكم 3: 109، 110، أُسد الغابة 3: 92، كتاب الخصال: 65.
  28. أنظر: كتاب الخصال: 554، أمالي الطوسي: 332.
  29. أُسد الغابة 3: 97.
  30. نهج البلاغة 4: 104، أمالي المفيد: 345، الغارات 2: 457.
  31. أنظر: رجال الطوسي: 47، 68، 69، رجال الكشّي: رقم (149).
  32. الأغاني 15: 150.
  33. تاريخ خليفة بن خياط: 201.
  34. رجال الكشّي: رقم (149)، التحرير الطاووسي: 390، خلاصة الأقوال: 379.
  35. الأغاني 15: 149، قاموس الرجال 5: 633، رجال الكشّي: رقم (149)، (360)، وانظر: المعارف: 341 وطبقات الفقهاء: 34.
  36. رجال الكشّي: رقم (149).
  37. الأغاني 15: 147، 151.
  38. المصدر السابق.
  39. الاستيعاب 4: 1696، وانظر: وقعة صفّين: 359.
  40. قاموس الرجال 5: 634.
  41. مناقب آل أبي‏طالب 3: 83.
  42. تهذيب الكمال 14: 79، 80، معجم رجال الحديث 10: 220، مستدركات علم رجال الحديث 4: 324.
  43. رجال النجاشي: 244، وانظر: الذريعة إلى‏ تصانيف الشيعة 1: 317.
  44. تهذيب الكمال 14: 82.
  45. جامع الرواة 1: 429، معجم رجال الحديث 10: 223.
  46. شواهد التنزيل 1: رقم 28.
  47. المصدر السابق: رقم 31.
  48. سير أعلام النبلاء 3: 470، تقريب التهذيب 1: 489.