حبيب بن أبي ثابت

من ویکي‌وحدت

حبيب بن أبي ثابت: وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة. قال ابن عيّاش: «رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت: ميّت» يعني: من طول السجود. وقد أنفق حبيب على‏ قرّاء القرآن مائة ألفٍ؛ حُبّاً بالقرآن وتعليمه. قال أبوبكر ابن عياش: «كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع: حبيب بن أبي ثابت والحكم وحمّاد، وكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا، ولم يكن بالكوفة أحد إلّا يذلّ لحبيب»، وكانت له منزلة ومكانة كبيرة في قلوب الناس، فقد روى‏ ابن عيّاش عن أبي يحيى‏ القتّات قال: «قدمتُ الطائف مع حبيب بن أبي ثابت، وكأنّما قدم عليهم نبي».

حبيب بن أبي ثابت بن دينار (39 ــ 119ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو يحيى‏.[٢]
نسبه: الأسدي، الكاهلي.[٣]
لقبه: الكوفي، الأعور.[٤]
طبقته: الثالثة.[٥]
المشهور أنّ اسم أبيه هو قيس بن دينار.[٦] قال ابن عيّاش: «رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت: ميّت» يعني: من طول السجود. وقال حبيب: «ما استقرضتُ من أحدٍ شيئاً أحبّ إليَّ من نفسي، أقول لها: إمهلي حتّى‏ يجي‏ء من حيث أحبّ».[٧]
وقد أنفق حبيب على‏ قرّاء القرآن مائة ألفٍ؛ حُبّاً بالقرآن وتعليمه.[٨] قال أبوبكر ابن عيّاش: «كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع: حبيب بن أبي ثابت والحكم وحمّاد، وكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا، ولم يكن بالكوفة أحد إلّا يذلّ لحبيب».[٩]
وعدّه ابن قتيبة والشهرستاني من أعلام الشيعة، ولهذا اعتبره المجلسي والمامقاني حسناً، وذكره السيد محسن الأمين في عداد أعيان الشيعة.[١٠] فضلاً عن ذلك كانت له منزلة ومكانة كبيرة في قلوب الناس، فقد روى‏ ابن عيّاش عن أبي يحيى‏ القتّات قال: «قدمتُ الطائف مع حبيب بن أبي ثابت، وكأنّما قدم عليهم نبي».[١١]
وردت عنه روايات في كتاب وقعة صفّين وتاريخ خليفة، يذكر فيها عدداً كبيراً من قادة جيش علي عليه السلام وجيش معاوية، وما جرى‏ من كلام بين عمّار بن ياسر مع هاشم بن عتبة وغيره.[١٢]

موقف الرجاليّين منه

اتّفق الرجاليون من أهل السنة على‏ وثاقته وصدقه، فذكر ابن معين والنسائي وابن عدي و سفيان الثوري والعجلي وأبو حاتم وابن حبان والخطيب البغدادي والذهبي وابن حجر: أنّه حجّة، ثقة، صدوق، دعامة، فقيه، الإمام الحافظ. كما واعتبره جميع أصحاب الصحاح حجّةً. لكن ابن حجر بعد أن وثّقه ذكر - تبعاً لابن حبان - أنّه كان كثير الإرسال والتدليس.[١٣]
هذا ووصف ابن عدي رواياته بالكثرة والشهرة، وقد نُقل عن علي بن المديني قوله: إنّ عدد رواياته يصل إلى‏ المائتين.[١٤]

من رواياته

روى‏ الكليني بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت، قال: «جاء إلى‏ أمير المؤمنين عليه السلام عسل وتين من همدان وحُلوان، فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى‏، فأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها، وهو يقسمها للناس قدحاً قدحاً، فقيل له: يا أمير المؤمنين، مالهم يلعقونها؟ فقال: إنّ الإمام أبو اليتامى‏، وإنّما ألعقتهم هذا برعاية الآباء».[١٥]
ونقل أبو نُعَيم بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطُفَيل، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وماتناكر منها اختلف».[١٦]

وفاته

توفّي حبيب في شهر رمضان سنة 119 هـ، في أواخر حكم الأمويّين.[١٧]

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى‏ 6: 320.
  2. تهذيب التهذيب 2: 156.
  3. تهذيب الكمال 5: 358.
  4. رجال الطوسي: 87.
  5. تقريب التهذيب 1: 148.
  6. موضّح أوهام الجمع والتفريق 2: 8.
  7. حلية الأولياء 5: 61، سير أعلام النبلاء 5: 291.
  8. المصدر السابق.
  9. تهذيب الكمال 5: 361، تهذيب التهذيب 2: 156.
  10. المعارف: 624، الملل والنحل 1: 190، الوجيزة: 51، تنقيح المقال 1: 251، أعيان الشيعة 4: 551.
  11. تهذيب الكمال 5: 361.
  12. شرح نهج‏البلاغة لابن أبي الحديد 8: 12، وانظر: وقعة صفّين: 328، تاريخ خليفة: 146.
  13. ميزان الاعتدال 1: 451، الكامل في ضعفاء الرجال 2: 813، تقريب التهذيب 1: 148، تهذيب التهذيب 2: 156، سير أعلام النبلاء 5: 288.
  14. الكامل في ضعفاء الرجال 2: 815، تهذيب التهذيب 2: 156.
  15. الكافي 1: 406. وحُلوان: من بلاد كردستان العراق، قريبة من بغداد.
  16. حلية الأولياء 5: 67.
  17. الطبقات الكبرى‏ 6: 320، تهذيب الكمال 5: 363، تقريب التهذيب 1: 148.