الحارث بن عبد الله

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٧:٢٥، ٢٠ فبراير ٢٠٢٢ بواسطة Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الحارث بن عبد الله:''' كان من الصحابة وأحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

الحارث بن عبد الله: كان من الصحابة وأحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة.أخذ الحارث الفقه والحديث عن علي عليه السلام وابن مسعود. ووصفه الذهبي بالإمام والفقيه والعلّامة وكثير العلم. وهو من شيعة علي عليه السلام، بل ويعدّ من أصحابه المخلصين.

الحارث بن عبداللَّه بن كعب (... ــ 65ق)

من الرواة المشتركين[١]
كنيته: أبو زُهَير.[٢]
نسبه: الهَمْداني، الخارفي، الحُوتي، الحانفي.[٣]
لقبه: الأعور، الكوفي.[٤]
طبقته: الثانية.[٥]
قبيلة همْدان ديارهم باليمن، ولمّا جاء الإسلام تفرّق منهم، وبقي من بقي باليمن، فنزلوا الكوفة ومصر، وقد ظهر في هذه القبيلة فقهاء ومحدّثون وعلماء، وكانوا يعدّون من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام، حتّى‏ روي: أنّ علياً قال بشأنهم:
فلو كنتُ بوّاباً على‏ باب جنّة
لقلتُ لهَمْدان ادخلي بسلام.[٦]
أخذ الحارث الفقه والحديث عن علي عليه السلام وابن مسعود.[٧] وقيل للشعبي: كنتَ تختلف إلى‏ الحارث؟ قال: نعم، اختلف إليه أتعلّم منه الحساب، كان أحسب الناس.[٨]
وأطراه الذهبي حيث وصفه بالإمام والفقيه والعلّامة وكثير العلم.[٩] وعدّه أبو إسحاق الشيرازي من الطبقة الأُولى‏ للفقهاء التابعين، وقال: ليس بالكوفة أحد أعلم بفريضةٍ من عبيدة والحارث الأعور.[١٠] وقال ابن سيرين: «أدركت أهل الكوفة، وهم يقدّمون خمسةً، من بدأ بالحارث ثنّى‏ بعبيدة، ومن بدأ بعبيدة ثنّى‏ بالحارث، ثم علقمة، ثم مسروق، ثم شُرَيْح».[١١]

موقف العلماء والرجاليّين منه

أورده ابن قولويه في أسانيد كامل الزيارات[١٢]، والبرقي في رجاله في أصحاب وأولياء أمير المؤمنين عليه السلام.[١٣] وذكر الكشّي روايةً في مدحه.[١٤]
وقد عدّه الطوسي في رجاله من جملة أصحاب ورواة أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام[١٥]، وقال في فهرسته، في ترجمة عمرو بن ميمون: «وله كتاب المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين عليه السلام اليهودي، وذكر في إسناده: عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الهَمداني، عن أمير المؤمنين عليه السلام».[١٦]
وذكره ابن داود و العلامة الحلي ضمن الرواة المعتبرين والممدوحين.[١٧] ويقول المامقاني: «لاينبغي الريب في وثاقة الرجل وتقواه».[١٨] وزاد عليه السيد الأمين: «الحقّ وثاقته وجلالته».[١٩]
وأمّا أهل السنة فلهم فيه آراء متباينة: فقد وثّقه جماعة، منهم: يحيى بن معين والنسائي في أحد قوليه وأحمد بن صالح ومرّة بن أبي داود والترمذي.[٢٠] وضعّفه آخرون؛ كالشعبي وأبي حاتم الرازي والدارقطني وابن المديني وعثمان الدارمي وابن حبان وابن سعد وابن حجر والذهبي في موضع[٢١]، بينما توقّف في موضعٍ آخر وقال: «أنا متحيّر فيه».[٢٢]
وفي التهذيب: «وقال ابن عبدالبرّ في كتاب العلم له لمّا حكى‏ عن إبراهيم أنّه كذّب الحارث: أظنّ الشعبي عوقب بقوله في الحارث: كذّاب، ولم يبن من الحارث كذبه، وإنّما نقم عليه إفراطه في حبّ علي».[٢٣] والشعبي مع أنّه كان يكذّبه، إلّا أنّه كان يروي عنه.[٢٤]
وقد حاول الذهبي توجيه ذلك فقال: «هذا محمول من الشعبي على‏ أنّه أراد بالكذب الخطأ، وإلّا فلأيّ شيٍ‏ء يروي عنه؟!».[٢٥]

الحارث وأهل البيت‏عليهم السلام

كان الحارث الهَمْداني من شيعة علي عليه السلام، بل ويعدّ من أصحابه المخلصين.[٢٦]
فعن الأصبغ بن نباتة، قال: دخل الحارث الهمداني على‏ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في جماعة من الشيعة، وكنت فيهم، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته، وكان مريضاً، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه السلام - وكانت له منه منزلة - فقال: «كيف تجدك يا حارث؟» فقال: نال الدهر - يا أمير المؤمنين - منّي، وزادني أُواراً.[٢٧] وغليلاً اختصام أصحابك ببابك...، فمن مفرط منهم غالٍ، ومقتصد تالٍ، ومن متردّدٍ مرتاب. فقال عليه السلام: «حسبك يا أخا همْدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي...، وأُبشّرك ياحارث، لتعرفنّي عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة...».[٢٨]
وروى ابن سعد: عن الشعبي قال: «لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي عليه السلام».[٢٩]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ الحارث عن أمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام.[٣٠]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: ابن مسعود، زيد بن ثابت، بُقَيْرة زوجة سلمان.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: سعيد بن يُحْمِد الهَمْداني، الضحّاك بن مُزاحم، عامر الشعبي، عبداللَّه بن مُرّة، أبو إسحاق الهمداني. وقد وردت رواياته في الكافي[٣١] وأغلب المجاميع الروائية لأهل السنّة، مثل: مسند أحمد، والصحاح عدا البخاري ومسلم.[٣٢]

من رواياته

روى‏ الحارث عن علي عليه السلام: «أنّ جبريل عليه السلام أتى‏ النبي صلى الله عليه وآله فأخبره أنّ أُمّته ستُفتتن من بعده، فقال عليه السلام: فما المخرج لهم؟ يعني من ذلك، فقال: في كتاب اللَّه المبين، الصراط المستقيم، الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيمٍ حميد، الذي سمعَتْهُ الجنّ فلم تتناهى‏ أن قالوا: إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى‏ الرشد...» [٣٣]

وفاته

توفّي الحارث سنة 65 ه، في زمان فتنة عبداللَّه بن الزبير، وصلّى‏ عليه عبداللَّه بن يزيد الخُطَمي حاكم الكوفة[٣٤]، وقيل: توفّي سنة 70 أو 73.[٣٥]

المصادر

  1. الطبقات الكبرى 6: 168.
  2. تاريخ الإسلام 5: 89، كتاب التاريخ الكبير 2: 273.
  3. تهذيب الكمال 5: 244، تهذيب التهذيب 2: 126، تقريب التهذيب 1: 141.
  4. طبقات الفقهاء: 81، تنقيح المقال 1: 245.
  5. أنظر: تقريب التهذيب 1: 141.
  6. معجم قبائل العرب 3: 1225، الأنساب 5: 647 - 648.
  7. تهذيب التهذيب 2: 127.
  8. المصدر السابق، الطبقات الكبرى‏ 6: 248.
  9. سير أعلام النبلاء 4: 152.
  10. طبقات الفقهاء: 81.
  11. تهذيب التهذيب 2: 127.
  12. كامل الزيارات: 79.
  13. رجال البرقي: 4.
  14. رجال الكشّي: رقم (142).
  15. رجال الطوسي: 38،67.
  16. الفهرست: 111.
  17. رجال ابن داود: 67، خلاصة الأقوال: 122.
  18. تنقيح المقال 1: 245.
  19. أعيان الشيعة 4: 369.
  20. تهذيب التهذيب 2: 127، ميزان الاعتدال 1: 435.
  21. تهذيب التهذيب 2: 127، ميزان الاعتدال 1: 435، الجرح والتعديل 3: 78، المغني للذهبي 1: 224.
  22. سير أعلام النبلاء 4: 153، 155.
  23. تهذيب التهذيب 2: 127، وانظر: جامع بيان العلم: 445.
  24. تاريخ الإسلام 5: 90.
  25. المصدر السابق: 89.
  26. تاريخ الإسلام 5: 89، المعارف: 624.
  27. الأُوار: حرارة النار والشمس.
  28. الأمالي للمفيد: 3 -7، وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 299.
  29. الطبقات الكبرى‏ 6: 168.
  30. تهذيب الكمال 5: 245، تهذيب التهذيب 2: 126، تاريخ الإسلام 5: 90.
  31. معجم رجال الحديث 5: 188.
  32. تهذيب التهذيب 2: 126، تهذيب الكمال 5: 253.
  33. تهذيب الكمال 5: 250، تفسير القرطبي‏1: 4.
  34. الطبقات الكبرى 6: 169، أعيان الشيعة 4: 365، تهذيب الكمال 5: 252.
  35. النجوم الزاهرة 1: 185.