انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحلة»

من ویکي‌وحدت
Halimi (نقاش | مساهمات)
أنشأ الصفحة ب' الحِلَّة هي مدينة في القسم المركزي من العراق، ويُقال أن سيف الدولة مَزْيَدي بنىها في أواخر القرن الخامس الهجري، وتقع هذه المدينة قرب أطلال مدينة بابل القديمة، على بعد حوالي تسعين كيلومتراً جنوب بغداد، على الطريق المباشر بين مدينتي الكوفة والنجف إل...'
 
Halimi (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر ١٩: سطر ١٩:


== النشأة والتاريخ ==
== النشأة والتاريخ ==
اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء حِلَّة. قيل أن سيف الدولة، الأمير الرابع للمَزْيَدِيين، بناها عام 493 هـ أو 495 هـ. مستغلاً الصراعات والمنازعات بين الخلافة العباسية والسلاجقة، سعى للاستقلال عن الخلافة، فنقل جميع أسرته وجنوده وأتباعه من مكان إقامتهم في قرية "النيل" على ضفة نهر النيل الصغير إلى منطقة "جامعين" على الضفة اليمنى لنهر حِلَّة (أحد فروع نهر الفرات). ثم عمّر تلك المنطقة فظهرت مدينة حِلَّة.
اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء حِلَّة. قيل أن سيف الدولة، الأمير الرابع للمَزْيَدِيين، بناها عام 493 هـ أو 495 هـ. مستغلاً الصراعات والمنازعات بين الخلافة العباسية والسلاجقة، سعى للاستقلال عن الخلافة، فنقل جميع أسرته وجنوده وأتباعه من مكان إقامتهم في قرية "النيل" على ضفة نهر النيل الصغير إلى منطقة "جامعين" على الضفة اليمنى لنهر حِلَّة (أحد فروع نهر الفرات). ثم عمّر تلك المنطقة فظهرت مدينة حِلَّة <ref>یاقوت حموی، کتاب المشترک وضعا و المفترق صقعا، ج۱، ص۱۴۳</ref>.


== الأهمية ==
== الأهمية ==
أسهم موقع حِلَّة على مقربة من نهر الفرات وفي منتصف الطريق التجاري بين بغداد والبصرة، وجوارها لمدينة بابل التاريخية، وتحولها إلى مركز حكم للمَزْيَدِيين، ووقوعها على طريق قوافل الحج، في تطورها التجاري السريع، لا سيما بعد اضمحلال مكانة "قصر ابن هبيرة" في القرن السادس الهجري، مما أكسبها أهمية أكبر.
أسهم موقع حِلَّة على مقربة من نهر الفرات وفي منتصف الطريق التجاري بين بغداد والبصرة، وجوارها لمدينة بابل التاريخية، وتحولها إلى مركز حكم للمَزْيَدِيين، ووقوعها على طريق قوافل الحج، في تطورها التجاري السريع، لا سيما بعد اضمحلال مكانة "قصر ابن هبيرة" في القرن السادس الهجري، مما أكسبها أهمية أكبر.

مراجعة ١١:٢٩، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥


الحِلَّة هي مدينة في القسم المركزي من العراق، ويُقال أن سيف الدولة مَزْيَدي بنىها في أواخر القرن الخامس الهجري، وتقع هذه المدينة قرب أطلال مدينة بابل القديمة، على بعد حوالي تسعين كيلومتراً جنوب بغداد، على الطريق المباشر بين مدينتي الكوفة والنجف إلى بغداد، وعلى بعد حوالي خمسين كيلومتراً شرق مدينة كربلاء. وهي اليوم مركز محافظة بابل، وتقع حِلَّة عند خط عرض َ28 ْ32 شمالاً، وخط طول َ25 ْ44 شرقاً، وعلى ارتفاع حوالي ثلاثين متراً فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 22.5 درجة مئوية، ومعدل هطول الأمطار السنوي 105 ملم. يمر نهر الفرات غرب حِلَّة [١].

معنى كلمة الحلّة

كلمة "حِلَّة" في اللغة تحمل ثلاثة معانٍ: المَنْزِل أو الموضع يُحَلُّ فيه، والجماعة الكثيرة التي تنزل في مكان ما، ونوع من الأشجار الشوكية القصير [٢].

الأماكن ذات الاسم المشترك

بالإضافة إلى حِلَّة المشهورة، كانت هناك عدة أماكن أخرى في العراق تحمل اسم حِلَّة، منها: حِلَّة بَنِي قَيْلَة بين مدينتي واسط والبصرة، وحِلَّة بَنِي دُبَيس بن عَفِيف الأسدي بين واسط والبصرة والأهواز، وحِلَّة بَنِي مَرَاق قرب الموصل، ولما كانت المدينة تقع على الفرات وتحظى ببساتين كثيرة، اشتهرت أيضاً باسم "حِلَّة الفَيْحاء" (ذات الرائحة الطيبة والمكان الواسع الطيب) [٣].

أسماء أخرى للمدينة

من الأسماء الأخرى لهذه المدينة: حِلَّة سِيفِيَّة/ حِلَّة مَزْيَدِيَّة، نسبة إلى مؤسسها سيف الدولة صدقة بن منصور المَزْيَدي (حكم: 479-501 هـ). واسم "جَامِعَيْن" أو "جَامِعَان" (لوجود مسجدين جامعين فيها)، وهو اسم البلدة القديمة التي كانت قائمة في موقع مدينة حِلَّة. ذُكرت "جامعين" في المصادر الإسلامية المبكرة بين مدينتي كُوثَى رَبَّا وبابل، وكانت تتبع بغداد وكانت منطقة خصيبة. وقد ذكرها المقدسي، الذي قدم معلومات دقيقة عن تقسيمات الأراضي الإسلامية في أواخر القرن الرابع الهجري، ضمن نواحي الكوفة. وقال كرامرس، محقق كتاب "صورة الأرض"، في شروحاته عن بابل القديمة، إن حِلَّة بُنيت مقابلها. ونظراً لكثرة الشيعة فيها، سُميت أيضاً "الكوفة الصغرى". كما أنه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وبسبب أهميتها التجارية، كانت تسمى "بغداد الصغرى" [٤].

سكانها

بلغ عدد سكان حِلَّة عام 1299 هـ حوالي خمسة عشر ألف نسمة، وبعد أربعين عاماً (عام 1339 هـ) وصل إلى ثلاثين ألف نسمة، وبعد حوالي خمسين عاماً من ذلك (عام 1385 هـ / 1965 م) بلغ حوالي 84,000 نسمة، مشكلين ما يقارب 18% من سكان محافظة بابل، وبعد ذلك، نما عدد سكان المدينة بشكل كبير، فبلغ مع ضواحيها حوالي 269,000 نسمة عام 1987 م، و 279,000 نسمة عام 1991 م ( لتصبح ثامن أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان)ونسمة عام2018م جمالي عدد السكان 2065042.[٥].

النشأة والتاريخ

اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء حِلَّة. قيل أن سيف الدولة، الأمير الرابع للمَزْيَدِيين، بناها عام 493 هـ أو 495 هـ. مستغلاً الصراعات والمنازعات بين الخلافة العباسية والسلاجقة، سعى للاستقلال عن الخلافة، فنقل جميع أسرته وجنوده وأتباعه من مكان إقامتهم في قرية "النيل" على ضفة نهر النيل الصغير إلى منطقة "جامعين" على الضفة اليمنى لنهر حِلَّة (أحد فروع نهر الفرات). ثم عمّر تلك المنطقة فظهرت مدينة حِلَّة [٦].

الأهمية

أسهم موقع حِلَّة على مقربة من نهر الفرات وفي منتصف الطريق التجاري بين بغداد والبصرة، وجوارها لمدينة بابل التاريخية، وتحولها إلى مركز حكم للمَزْيَدِيين، ووقوعها على طريق قوافل الحج، في تطورها التجاري السريع، لا سيما بعد اضمحلال مكانة "قصر ابن هبيرة" في القرن السادس الهجري، مما أكسبها أهمية أكبر.

  1. صباح محمود محمد، ج۱، ص۲۶-۲۷، مدینة الحلة الکبری: وظائفها و علاقاتها الاقلیمیّة
  2. ابن منظور، لسان العرب، ج۳، ص۲۹۶ـ۲۹۷
  3. فریال مصطفی و رضیه عبدالامیر، «التراث العماری لمدینة الحلة»، ج۱، ص۱۶۶، سومر، ج ۴۵، ش ۱ و ۲ (۱۹۸۷ـ۱۹۸۸)
  4. صباح محمود محمد، مدینة الحلة الکبری: وظائفها و علاقاتها الاقلیمیّة، ج۱، ص۳۵
  5. هارون وهومن، عراق از دید سیاحان و جهانگردان، ج۱، ص۸۱۱،
  6. یاقوت حموی، کتاب المشترک وضعا و المفترق صقعا، ج۱، ص۱۴۳