الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجزائر»
أنشأ الصفحة ب' '''الجزائر'''، باسمها الرسمي الجمهورية الديمقراطية الشعبية الجزائرية (باللغة العربية: الجمهوريّة الجزائرية الديموقراطية الشعبية) هي دولة تقع في شمال إفريقيا حيث يشكل المسلمون 99٪ من سكانها. تحد الجزائر من الشرق تونس وليبيا، ومن الغرب المغرب، ومن الجنو...' |
لا ملخص تعديل |
||
| سطر ١٠٠: | سطر ١٠٠: | ||
معظم الجزائريين بربر وعرب، ولكن الانتماء إلى العرب أو البربر يعتمد على اعتبارات لغوية أو هوياتية. ومع ذلك، فإن أصل جميع الجزائريين يعود إلى البربر. مسألة العرب والبربر تحمل طابعًا هويتيًا أكثر من كونها تمييزًا عرقيًا أو قومي. تنقسم القبائل البربرية إلى عدة مجموعات عرقية: القبائل في المناطق الجبلية الشمالية - الوسطى، الشاوية في جبال الأطلس الشرقي، المزابية في وادي مزاب، والطوارق في الجنوب. هناك عدد قليل من الأفارقة السود يعيشون أيضًا في الجزائر. تشكل الجاليات التركية حوالي 5٪ من سكان هذا البلد، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن الكبرى. | معظم الجزائريين بربر وعرب، ولكن الانتماء إلى العرب أو البربر يعتمد على اعتبارات لغوية أو هوياتية. ومع ذلك، فإن أصل جميع الجزائريين يعود إلى البربر. مسألة العرب والبربر تحمل طابعًا هويتيًا أكثر من كونها تمييزًا عرقيًا أو قومي. تنقسم القبائل البربرية إلى عدة مجموعات عرقية: القبائل في المناطق الجبلية الشمالية - الوسطى، الشاوية في جبال الأطلس الشرقي، المزابية في وادي مزاب، والطوارق في الجنوب. هناك عدد قليل من الأفارقة السود يعيشون أيضًا في الجزائر. تشكل الجاليات التركية حوالي 5٪ من سكان هذا البلد، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن الكبرى. | ||
== السياسة == | |||
رئيس الحكومة في الجزائر هو رئيس الجمهورية الذي يُنتخب من قبل الشعب لفترات خمس سنوات. يُعتبر رئيس الوزراء أيضًا رئيس الحكومة في هذا البلد. بالطبع، يمكن للرئيس اختيار رئيس الوزراء. | |||
تشير التقييمات إلى أن الوضع السياسي في الجزائر لم يشهد تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وأن النظام السياسي في هذا البلد يسير في مسار ثابت. | |||
=== رؤساء الجزائر === | |||
{| class="wikitable" | |||
|- | |||
!اسم الرئيس!!مدة الحكم!!صورة | |||
|- | |||
!1. [[عبد الرحمن فارس]] (1911–1991)!!28 مارس 1962 - 4 أغسطس 1962!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Abdorrahman Fares.png | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!2. [[فرحات عباس]] (1899–1985)!!20 سبتمبر 1962 - 15 سبتمبر 1963!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Ferhat Abbas.png | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!3. [[أحمد بن بلة]] (1916–2012)!!15 سبتمبر 1963 - 19 يونيو 1965!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Ahmad Benbella.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!4. [[هواري بومدين]] (1932–1978)!!19 يونيو 1965 - 27 ديسمبر 1978!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Houari Boumedien.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!5. [[رابح بيطاط]] (1925–2000)!!27 ديسمبر 1978 - 9 فبراير 1979!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Rabah Bitat.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!6. [[شاذلي بن جديد]] (1929–2012)!!9 فبراير 1979 - 11 يناير 1992!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Chadli Benjadid.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!7. [[محمد بوضياف]] (1919–1992)!!16 يناير 1992 - 29 يونيو 1992!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Buziaf.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!8. [[علي حسين كافي]] (1928–2013)!!2 يوليو 1992 - 31 يناير 1994!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Ali Hosien Kafi.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!9. [[اليمين زروال]] (1941–)!!31 يناير 1994 - 27 أبريل 1999!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Liamine Zeroual.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!10. [[عبد العزيز بوتفليقة]] (1937–)!!27 أبريل 1999 - 9 أبريل 2019!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Bouteflika.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!11. [[عبد القادر بن صالح]] (1941–)!!9 أبريل 2019 - 19 ديسمبر 2019!! | |||
<gallery> | |||
ملف:3027856.jpg | |||
</gallery> | |||
|- | |||
!12. [[عبد المجيد تبون]] (1945–)!!19 ديسمبر 2019 حتى الآن!! | |||
<gallery> | |||
ملف:Abdelmadjid Tebboune 20200119.jpg | |||
</gallery> | |||
|} | |||
== مجالس الشورى == | |||
تتكون الجزائر من مجلسين شورويين: | |||
# مجلس الأمة (مجلس الشيوخ) الذي يتكون من 144 مقعدًا، يتم اختيار حوالي ثلث النواب فيه من قبل الرئيس، والبقية يتم انتخابهم من قبل الشعب لفترات ست سنوات. | |||
# المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) الذي يتكون من 289 مقعدًا، ويتم انتخاب النواب فيه أيضًا من قبل الشعب لفترات خمس سنوات. <ref>https://go2tr.com/algeria</ref>. | |||
== النظام الانتخابي في الجزائر == | |||
* يتم انتخاب الرئيس من خلال نظام من مرحلتين، بالأغلبية المطلقة للأصوات، ولمدة خمس سنوات. | |||
* يعين الرئيس رئيس الوزراء. | |||
* يتم انتخاب 96 عضوًا من مجلس الأمة بواسطة تصويت غير مباشر من الشعب، من خلال هيئة انتخابية لمدة ست سنوات. | |||
* يتم تعيين 48 عضوًا آخر في هذا المجلس من قبل الرئيس، وتكون مدة تمثيلهم أيضًا ست سنوات. | |||
* وفقًا للدستور، يجب إجراء انتخابات نصفية لمجلس الأمة كل ثلاث سنوات. | |||
* تنقسم الجزائر إلى 48 دائرة انتخابية، كل منها تمثل واحدة من ولايات هذا البلد، ويخصص لكل منها مقعدين. | |||
* يتم انتخاب 462 نائبًا في المجلس الوطني باستخدام نظام تمثيلي نسبي مع قائمة مغلقة، وتكون مدة تمثيلهم خمس سنوات. | |||
* هناك حد أدنى بنسبة 5٪ لدخول البرلمان. | |||
* تم تحديد 48 دائرة انتخابية بناءً على تقسيمات الجزائر الإدارية. | |||
* في مناطق مختلفة، يجب أن تتراوح نسبة المرشحات من الأحزاب بين 20 و50٪<ref>[http://cal.sbu.ac.ir/-p=583.htm التعرف على الجزائر]، نقلاً عن: موقع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شهيد بهشتي</ref>. | |||
== الحركة الإسلامية الجزائرية == | |||
الجزائر، هي أكبر دولة في شمال إفريقيا، وتقع على السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. دخل [[الإسلام]] هذه الأرض في منتصف القرن الأول [[الهجري]] (القرن السابع الميلادي)، وحكم الفاتحون المسلمون حتى القرن السادس عشر. حاليًا، 99٪ من سكانها مسلمون، ومعظمهم يتبعون مذهب [[المالكية]]. | |||
تتمتع الجزائر بمكانة خاصة في [[تاريخ الإسلام]]؛ فقد كانت لعدة قرون واحدة من المراكز المهمة الإسلامية في [[شمال إفريقيا]]، حتى حكم [[البربر]] عليها، ومن النصف الثاني من القرن السادس عشر حتى عام 1830، كانت تحت سيطرة [[العثمانيين]]. بعد العثمانيين، دخل المستعمرون الفرنسيون والإسبان إلى هذه الأرض، واعتبرت الجزائر مستعمرة فرنسية من عام 1830 حتى 1926. | |||
انتصر [[الحركة الإسلامية الجزائرية]] بعد 132 عامًا من سيطرة [[فرنسا]] ومقاومة الشعب. ما حدث بعد الانتصار هو تأثير الأفراد المرتبطين بالسوسياليسم والغرب في صفوف المجاهدين. أدى ذلك إلى تخلي الحركة عن أهدافها الأولى والتوجه نحو أهداف غير إسلامية ورغبات القوى العظمى. | |||
نتيجة لذلك، عادت الأزمة السياسية لتضرب الجزائر مرة أخرى، وفي أكتوبر 1988 بدأت موجة واسعة من احتجاجات الإسلاميين ضد حكومة [[بن جديد]]. استمرت الاحتجاجات والمخالفات العامة في الجزائر، مما أدى إلى استعداد الحكومة لإقامة الديمقراطية وإعادة النظر في الدستور. في الدستور الجديد الذي تم إعداده في فبراير 1989، تم تضمين الإسلام كمصدر شرعية للحكومة بدلاً من السوسياليسم. | |||
== جرائم الفرنسيين في الجزائر == | |||
[[ملف:فرانسويون وجريمة.jpg|بيّقاب|يسار]] | |||
خلال 123 عامًا من [[الاستعمار]] [[فرنسا]] (1830-1962)، قُتل نصف سكان الجزائر تقريبًا قبل الاستقلال. الجرائم التي ارتكبها جيش [[الاستعمار|الاستعماري]] [[فرنسا]]، كما صرح رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، "لن تُنسى بمرور الوقت". | |||
واحدة من الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجيش الاستعماري في تاريخ 8 مايو 1945 كانت مذبحة مروعة في مناطق سطيف، قالمه، وخراطة شرق الجزائر العاصمة، حيث قُتل وفقًا للإحصاءات الرسمية 45,000 شخص من الذين تظاهروا من أجل استقلال بلادهم. | |||
في بيان رسمي، ذكر رئيس الجزائر أن عدد القتلى الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي تجاوز خمسة ونصف مليون شخص، مما يعني فصل الأمة عن جذورها، ونهب الموارد والثروات، والتطهير العرقي واستبدال الغرباء. | |||
طالبت الجزائر منذ سنوات فرنسا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية ودفع تعويضات، لكن باريس تكرر دائمًا أن الجزائر يجب أن تتجاوز الماضي وتنظر إلى المستقبل<ref>[https://www.irna.ir/news/83779635/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%DB%8C%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D8%A7%DB%8C%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%87-%D8%AF%D8%B1-%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B4-%D8%B4%D8%AF%D9%86%DB%8C-%D9%86%DB%8C%D8%B3%D8%AA جرائم فرنسا في زمن الاستعمار لن تُنسى.]، نقلاً عن: وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، 18 أبريل 99، تصريحات عبد المجيد تبون، رسالة رئيس الجزائر بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجزرة المتظاهرين الجزائريين (8 مايو 1945)</ref>. | |||
* خلال فترة الاستعمار، كانت فرنسا تنقل عظام مقاتلي المقاومة الجزائرية إلى أراضيها لاستخدامها في إنتاج الصابون وتكرير السكر. | |||
* كانت الجزائر بالنسبة للاستعماريين الفرنسيين ساحة اختبار حقيقية لأعمالهم الوحشية التي نفذوها في مستعمراتهم الأخرى، وخاصة في الدول الإفريقية. | |||
* أطلق الاستعمار الفرنسي في الدول الإفريقية تجارة الرق، وشارك شخصيات بارزة من المجتمع الفرنسي في هذا الأمر. وقد تم توثيق كل هذه الأمور في الأرشيفات. | |||
* لطالما قدمت فرنسا نفسها كدولة متحضرة تعتمد على [[الديمقراطية]] واحترام حقوق الإنسان، ولكن في الواقع، تكشف هذه الأمور عن الوجه القبيح الحقيقي لهذا البلد، مما جعل [[باريس]] تمنع الوصول حتى للباحثين إلى الوثائق والأرشيفات. | |||
* طالبت الجزائر مرارًا باريس بإعادة الأرشيف المسروق من تلك الفترة إلى الجزائر، لكن فرنسا ترفض حتى الآن تحقيق هذا الطلب. | |||
* في يوليو 2020، استردت الجزائر جثث 24 من مقاتلي المقاومة الجزائرية الذين احتُفظ بهم لمدة 170 عامًا في متحف الإنسان في باريس. ويعزم المسؤولون الجزائريون على استعادة جثث شهداء آخرين إلى بلادهم<ref>[https://www.irna.ir/news/84093578/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%DB%8C%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%87-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%86%DB%8C%D8%B1%D9%88%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%AA-%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%87%DB%8C%D9%87-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D8%B1%D8%AF فرنسا من عظام مقاتلي المقاومة تصنع الصابون.]، نقلاً عن: وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، 10 نوفمبر 99، عبد المجيد شيخي، مستشار رئيس الجزائر في شؤون "فترة الاستعمار" الجزائر.</ref>. | |||
مراجعة ١٥:٠٤، ٦ مايو ٢٠٢٥
الجزائر، باسمها الرسمي الجمهورية الديمقراطية الشعبية الجزائرية (باللغة العربية: الجمهوريّة الجزائرية الديموقراطية الشعبية) هي دولة تقع في شمال إفريقيا حيث يشكل المسلمون 99٪ من سكانها. تحد الجزائر من الشرق تونس وليبيا، ومن الغرب المغرب، ومن الجنوب الغربي موريتانيا، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب النيجر ومالي. يقدر عدد سكانها بنحو 43,851,000 نسمة.
تبلغ مساحتها حوالي 2,381,741 كيلومتر مربع وتعتبر أكبر دولة في إفريقيا. عاصمة الجزائر هي الجزائر، واللغات الرسمية هي الأمازيغية والعربية. كما أن اللغة الفرنسية منتشرة على نطاق واسع في هذا البلد. سكان الجزائر هم بربر وعرب. الدين الرسمي هو الإسلام والمذهب السني.
تأسست الجزائر في القرن السابع قبل الميلاد على يد الفينيقيين الذين كانوا عربًا من كنعان في منطقة قرطاج تونس. في عام 42 قبل الميلاد، أصبحت تحت سيطرة الرومان التي استمرت حوالي ثلاثمائة عام. في عام 647 ميلادي، تم احتلالها من قبل المسلمين وأصبحت دولة إسلامية. خلال العصور الإسلامية، حكمت الجزائر حكومات متعددة مثل الرستميين، الإدريسيين، الأغالبة، الفاطميين، الزيانيين، الحمدانيين، الموحدين والزيانيين.
كانت الجزائر تحت سيطرة الدولة العثمانية من عام 1518 حتى 1830، ومن ثم استعمرت من قبل فرنسا، وبعد صراع طويل ودموي دام ثماني سنوات مع أكثر من خمسة ملايين ونصف قتيل [١]، حصلت على استقلالها في عام 1962. لا يزال تأثير هذا الاستعمار الذي استمر 123 عامًا يؤثر على العلاقات بين فرنسا والجزائر.
شعب الجزائر والمسؤولون المسلمون، نظرًا لأنهم عانوا من مرارة الاستعمار، يتمتعون بروح الاستكبار، وهو أحد العناصر المهمة في الوحدة والأخوة بين الدول الإسلامية.
التاريخ
كانت الجزائر، إلى جانب جارتها المغرب وتونس، تُعرف مجتمعة باسم المغرب. كانت هذه الأرض مأوى للبربر منذ بداية التاريخ. حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، استولى الفينيقيون عليها، وحكمها القرطاجيون لمدة ستة قرون. في عام 146 قبل الميلاد، أصبحت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، ثم تحت سيطرة حكم بيزنطة (الروم الشرقية). في عام 430 ميلادي، طرد الوندال الرومان من الجزائر.
في القرن السابع الميلادي، أي في منتصف القرن الأول الهجري، احتلها المسلمون، وقاد المسلمون البلاد لسنوات عديدة. في هذه الفترة، اعتنق معظم سكان هذا البلد الإسلام، وتم الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية (لغة شائعة).
بعد ذلك، اندمجت قبائل أخرى في صفوف العرب تدريجيًا، وأصبحت جميعها تحت تأثير الثقافة والحضارة الإسلامية الرفيعة. في عام 1943، كان الجنرال دوغول، بصفته زعيم الحكومة في المنفى فرنسا، قد وضع مقره في مدينة الجزائر، وظلت هذه المدينة حتى عام 1944 بمثابة العاصمة المؤقتة للحكومة الفرنسية.
شعب الجزائر هم شعب حر مصمم على البقاء في حريته. تاريخهم مليء بالنضالات الطويلة التي جعلت الجزائر دائمًا أرضًا حرة، ذات كرامة وعزة.
شارك الشعب الجزائري في إطار الحركة الوطنية ثم في جبهة التحرير الوطني، من أجل استعادة مصيرهم الجماعي في إطار الحرية والهوية الثقافية، وقدّموا تضحيات كثيرة. في الثالث من يوليو عام 1962 (12 تموز 1341)، استقلت الجزائر بعد 132 عامًا من الاحتلال الفرنسي، وانضمت في الثامن من أكتوبر من نفس العام إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة.
من عام 1954 ميلادي حتى يوم الاستقلال، أي لمدة ثماني سنوات، استمرت جبهة التحرير الوطني في كفاحها المسلح ضد المحتلين الفرنسيين بشدة. قدمت الأمة الجزائرية مليون شهيد، وفي تاريخ الدول العربية وشمال إفريقيا، عُرفت الجزائر بـ "أرض المليون شهيد". هذا العدد من شهداء الجزائر لا يشمل الشهداء الذين قادهم الأمير عبد القادر في الحرب ضد الجيش الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر من أجل تحرير وطنهم.
الجغرافيا
الجزائر هي دولة في شمال قارة إفريقيا، تحدها من الشرق تونس وليبيا، ومن الغرب المغرب والصحراء، ومن الجنوب الغربي موريتانيا، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب النيجر ومالي.
تبلغ مساحتها حوالي 2,381,741 كيلومتر مربع، أي تقريبًا ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا وحوالي مرة ونصف مساحة إيران. من المدن الكبرى في الجزائر، نجد الجزائر عاصمة البلاد، وهران، وقسنطينة، وعنابة، وباتنة.
تعتبر الجزائر أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة، وتغطي معظم المناطق الساحلية فيها الجبال، ولديها موانئ طبيعية قليلة. المنطقة التي تبدأ من الساحل وتمتد حتى جبال الأطلس هي منطقة خصبة. في الجنوب من جبال الأطلس توجد سهول تمتد حتى جبال الأطلس الصحراوي، بينما تقع الصحراء في المناطق الجنوبية. جبال هقار هي منطقة مرتفعة في وسط الصحراء وجنوب الجزائر. المدن المهمة في الجزائر هي الجزائر، وهران، وقسنطينة، وعنابة. يتمتع شمال الجزائر بمناخ معتدل متوسط. في جبال الأطلس، تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 21 و24 درجة مئوية، وفي الشتاء بين 10 و12 درجة مئوية، والرطوبة مرتفعة. في شرق الجزائر، يكون الطقس أبرد قليلاً. من الخصائص المناخية للجزائر، ظهور عواصف رملية. الجزء الوحيد من الصحراء الذي يقع في مدار السرطان هو الأكثر حرارة. تتراوح كمية الأمطار على طول السواحل بين 400 و670 ملم سنويًا. وتوجد أكبر كمية من الأمطار في الجزء الشرقي من الجزائر، حيث تصل إلى 1000 ملم سنويًا.
تعتبر الجزائر واحدة من الدول الاستثنائية للسياح المسلمين. هذا البلد يحتوي على مجموعة واسعة من الوجهات السياحية، ويتيح للزوار إمكانية زيارة مناطق مختلفة. عشر مدن مهمة في الجزائر للزيارة هي: آتاور، وأورن، وإنبه، وغدائي، وكونستانتين، وجانت، وباتنا، والجزائر، وستيف، وتلكم.
التقسيمات الإدارية
تتكون الجزائر من 48 ولاية (باللغة العربية: ولایة) تحمل جميعها أسماء مدن مراكزها. وتنقسم الولايات إلى 553 دائرة (عربية: دائرة) وتنقسم هذه الدوائر إلى 1541 بلدية (عربية: بلدية).
أسماء الولايات الجزائرية هي كالتالي: قالب:فهرست ستونی
- أدرار؛
- الشلف؛
- الأغواط؛
- أم البواقى؛
- باتنة؛
- بجاية؛
- بسكرة؛
- بشار؛
- البليدة؛
- البويرة؛
- تمنراست؛
- ولاية تبسة؛
- تلمسان؛
- تيارت؛
- تيزي وزو؛
- الجزائر (العاصمة)؛
- ولاية الجلفة؛
- جيجل؛
- ولاية سطيف؛
- سعيدة؛
- سكيكدة؛
- سيدي بلعباس؛
- عنابة؛
- قالمة؛
- قسنطينة (كونستانتين)؛
- المدية؛
- مستغانم؛
- ولاية المسيلة؛
- معسكر؛
- ورقلة؛
- وهران؛
- البيض؛
- اليزي؛
- برج بوعريريج؛
- بومرداس؛
- الطارف؛
- تندوف؛
- تسمسيلت؛
- الوادي؛
- خنشلة؛
- ولاية سوق أهراس؛
- تيبازة؛
- ميلا؛
- عين الدفلى؛
- النعامة؛
- عين تموشنت؛
- غرداية؛
- غليزان.
المعالم التاريخية في الجزائر
شمال إفريقيا واحدة من الأماكن الغامضة في العالم. مدينة بانتابوليس في الجزائر، بمعمارها الفريد وثقافتها الأصيلة، جعلت اليونسكو تسجلها في قائمة التراث العالمي. يقع الوادي العميق والضيق مزاب في الصحراء الكبرى الإفريقية، على بعد حوالي 600 كيلومتر من شمال الجزائر، ويحتوي على خمس مدن بمعمار مختلف. يُطلق على مجموعة هذه المدن الخمس اسم بانتابوليس (Pentapolis).
تأسست هذه المنطقة بمساحة تقارب 10 كيلومترات في القرن الحادي عشر الميلادي على يد البربر المزابيين. في الواقع، جاء المزابيون من شمال غرب إفريقيا ومن منطقة المغرب إلى المركز تاهرت. أسس البربر الإيرانيون من سلالة الرستميين مدينة تاهرت وجعلوها عاصمتهم. يُقال إن كلمة تاهرت في اللغة البربرية تعني النمرة أو الدائرة الزهرية.
القومية
معظم الجزائريين بربر وعرب، ولكن الانتماء إلى العرب أو البربر يعتمد على اعتبارات لغوية أو هوياتية. ومع ذلك، فإن أصل جميع الجزائريين يعود إلى البربر. مسألة العرب والبربر تحمل طابعًا هويتيًا أكثر من كونها تمييزًا عرقيًا أو قومي. تنقسم القبائل البربرية إلى عدة مجموعات عرقية: القبائل في المناطق الجبلية الشمالية - الوسطى، الشاوية في جبال الأطلس الشرقي، المزابية في وادي مزاب، والطوارق في الجنوب. هناك عدد قليل من الأفارقة السود يعيشون أيضًا في الجزائر. تشكل الجاليات التركية حوالي 5٪ من سكان هذا البلد، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن الكبرى.
السياسة
رئيس الحكومة في الجزائر هو رئيس الجمهورية الذي يُنتخب من قبل الشعب لفترات خمس سنوات. يُعتبر رئيس الوزراء أيضًا رئيس الحكومة في هذا البلد. بالطبع، يمكن للرئيس اختيار رئيس الوزراء.
تشير التقييمات إلى أن الوضع السياسي في الجزائر لم يشهد تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وأن النظام السياسي في هذا البلد يسير في مسار ثابت.
رؤساء الجزائر
| اسم الرئيس | مدة الحكم | صورة |
|---|---|---|
| 1. عبد الرحمن فارس (1911–1991) | 28 مارس 1962 - 4 أغسطس 1962 |
|
| 2. فرحات عباس (1899–1985) | 20 سبتمبر 1962 - 15 سبتمبر 1963 |
|
| 3. أحمد بن بلة (1916–2012) | 15 سبتمبر 1963 - 19 يونيو 1965 |
|
| 4. هواري بومدين (1932–1978) | 19 يونيو 1965 - 27 ديسمبر 1978 |
|
| 5. رابح بيطاط (1925–2000) | 27 ديسمبر 1978 - 9 فبراير 1979 |
|
| 6. شاذلي بن جديد (1929–2012) | 9 فبراير 1979 - 11 يناير 1992 |
|
| 7. محمد بوضياف (1919–1992) | 16 يناير 1992 - 29 يونيو 1992 |
|
| 8. علي حسين كافي (1928–2013) | 2 يوليو 1992 - 31 يناير 1994 |
|
| 9. اليمين زروال (1941–) | 31 يناير 1994 - 27 أبريل 1999 |
|
| 10. عبد العزيز بوتفليقة (1937–) | 27 أبريل 1999 - 9 أبريل 2019 |
|
| 11. عبد القادر بن صالح (1941–) | 9 أبريل 2019 - 19 ديسمبر 2019 |
|
| 12. عبد المجيد تبون (1945–) | 19 ديسمبر 2019 حتى الآن |
|
مجالس الشورى
تتكون الجزائر من مجلسين شورويين:
- مجلس الأمة (مجلس الشيوخ) الذي يتكون من 144 مقعدًا، يتم اختيار حوالي ثلث النواب فيه من قبل الرئيس، والبقية يتم انتخابهم من قبل الشعب لفترات ست سنوات.
- المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) الذي يتكون من 289 مقعدًا، ويتم انتخاب النواب فيه أيضًا من قبل الشعب لفترات خمس سنوات. [٢].
النظام الانتخابي في الجزائر
- يتم انتخاب الرئيس من خلال نظام من مرحلتين، بالأغلبية المطلقة للأصوات، ولمدة خمس سنوات.
- يعين الرئيس رئيس الوزراء.
- يتم انتخاب 96 عضوًا من مجلس الأمة بواسطة تصويت غير مباشر من الشعب، من خلال هيئة انتخابية لمدة ست سنوات.
- يتم تعيين 48 عضوًا آخر في هذا المجلس من قبل الرئيس، وتكون مدة تمثيلهم أيضًا ست سنوات.
- وفقًا للدستور، يجب إجراء انتخابات نصفية لمجلس الأمة كل ثلاث سنوات.
- تنقسم الجزائر إلى 48 دائرة انتخابية، كل منها تمثل واحدة من ولايات هذا البلد، ويخصص لكل منها مقعدين.
- يتم انتخاب 462 نائبًا في المجلس الوطني باستخدام نظام تمثيلي نسبي مع قائمة مغلقة، وتكون مدة تمثيلهم خمس سنوات.
- هناك حد أدنى بنسبة 5٪ لدخول البرلمان.
- تم تحديد 48 دائرة انتخابية بناءً على تقسيمات الجزائر الإدارية.
- في مناطق مختلفة، يجب أن تتراوح نسبة المرشحات من الأحزاب بين 20 و50٪[٣].
الحركة الإسلامية الجزائرية
الجزائر، هي أكبر دولة في شمال إفريقيا، وتقع على السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. دخل الإسلام هذه الأرض في منتصف القرن الأول الهجري (القرن السابع الميلادي)، وحكم الفاتحون المسلمون حتى القرن السادس عشر. حاليًا، 99٪ من سكانها مسلمون، ومعظمهم يتبعون مذهب المالكية.
تتمتع الجزائر بمكانة خاصة في تاريخ الإسلام؛ فقد كانت لعدة قرون واحدة من المراكز المهمة الإسلامية في شمال إفريقيا، حتى حكم البربر عليها، ومن النصف الثاني من القرن السادس عشر حتى عام 1830، كانت تحت سيطرة العثمانيين. بعد العثمانيين، دخل المستعمرون الفرنسيون والإسبان إلى هذه الأرض، واعتبرت الجزائر مستعمرة فرنسية من عام 1830 حتى 1926.
انتصر الحركة الإسلامية الجزائرية بعد 132 عامًا من سيطرة فرنسا ومقاومة الشعب. ما حدث بعد الانتصار هو تأثير الأفراد المرتبطين بالسوسياليسم والغرب في صفوف المجاهدين. أدى ذلك إلى تخلي الحركة عن أهدافها الأولى والتوجه نحو أهداف غير إسلامية ورغبات القوى العظمى.
نتيجة لذلك، عادت الأزمة السياسية لتضرب الجزائر مرة أخرى، وفي أكتوبر 1988 بدأت موجة واسعة من احتجاجات الإسلاميين ضد حكومة بن جديد. استمرت الاحتجاجات والمخالفات العامة في الجزائر، مما أدى إلى استعداد الحكومة لإقامة الديمقراطية وإعادة النظر في الدستور. في الدستور الجديد الذي تم إعداده في فبراير 1989، تم تضمين الإسلام كمصدر شرعية للحكومة بدلاً من السوسياليسم.
جرائم الفرنسيين في الجزائر
خلال 123 عامًا من الاستعمار فرنسا (1830-1962)، قُتل نصف سكان الجزائر تقريبًا قبل الاستقلال. الجرائم التي ارتكبها جيش الاستعماري فرنسا، كما صرح رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، "لن تُنسى بمرور الوقت".
واحدة من الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجيش الاستعماري في تاريخ 8 مايو 1945 كانت مذبحة مروعة في مناطق سطيف، قالمه، وخراطة شرق الجزائر العاصمة، حيث قُتل وفقًا للإحصاءات الرسمية 45,000 شخص من الذين تظاهروا من أجل استقلال بلادهم.
في بيان رسمي، ذكر رئيس الجزائر أن عدد القتلى الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي تجاوز خمسة ونصف مليون شخص، مما يعني فصل الأمة عن جذورها، ونهب الموارد والثروات، والتطهير العرقي واستبدال الغرباء.
طالبت الجزائر منذ سنوات فرنسا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية ودفع تعويضات، لكن باريس تكرر دائمًا أن الجزائر يجب أن تتجاوز الماضي وتنظر إلى المستقبل[٤].
- خلال فترة الاستعمار، كانت فرنسا تنقل عظام مقاتلي المقاومة الجزائرية إلى أراضيها لاستخدامها في إنتاج الصابون وتكرير السكر.
- كانت الجزائر بالنسبة للاستعماريين الفرنسيين ساحة اختبار حقيقية لأعمالهم الوحشية التي نفذوها في مستعمراتهم الأخرى، وخاصة في الدول الإفريقية.
- أطلق الاستعمار الفرنسي في الدول الإفريقية تجارة الرق، وشارك شخصيات بارزة من المجتمع الفرنسي في هذا الأمر. وقد تم توثيق كل هذه الأمور في الأرشيفات.
- لطالما قدمت فرنسا نفسها كدولة متحضرة تعتمد على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولكن في الواقع، تكشف هذه الأمور عن الوجه القبيح الحقيقي لهذا البلد، مما جعل باريس تمنع الوصول حتى للباحثين إلى الوثائق والأرشيفات.
- طالبت الجزائر مرارًا باريس بإعادة الأرشيف المسروق من تلك الفترة إلى الجزائر، لكن فرنسا ترفض حتى الآن تحقيق هذا الطلب.
- في يوليو 2020، استردت الجزائر جثث 24 من مقاتلي المقاومة الجزائرية الذين احتُفظ بهم لمدة 170 عامًا في متحف الإنسان في باريس. ويعزم المسؤولون الجزائريون على استعادة جثث شهداء آخرين إلى بلادهم[٥].
- ↑ جنایات فرنسا في زمن الاستعمار لا تُنسى، مقابلة مع رئيس الجزائر بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجزرة المتظاهرين الجزائريين (8 مايو 1945)، نقلاً عن وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
- ↑ https://go2tr.com/algeria
- ↑ التعرف على الجزائر، نقلاً عن: موقع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شهيد بهشتي
- ↑ جرائم فرنسا في زمن الاستعمار لن تُنسى.، نقلاً عن: وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، 18 أبريل 99، تصريحات عبد المجيد تبون، رسالة رئيس الجزائر بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجزرة المتظاهرين الجزائريين (8 مايو 1945)
- ↑ فرنسا من عظام مقاتلي المقاومة تصنع الصابون.، نقلاً عن: وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، 10 نوفمبر 99، عبد المجيد شيخي، مستشار رئيس الجزائر في شؤون "فترة الاستعمار" الجزائر.
