انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبيد الله بن زياد»

من ویکي‌وحدت
 
سطر ٣٩: سطر ٣٩:


== المواجهة مع جيش المختار ==   
== المواجهة مع جيش المختار ==   
ثم انشغل ابن زياد بإخضاع مدن الجزيرة التي كانت قد بايعت سابقًا [[عبد الله بن الزبير]]، فلم يكن يهتم أولًا بالعراق حيث قام [[مختار الثقفي]] بالثورة ضد [[بني أمية]] انتقامًا لحسين بن علي (عليه السلام)، لكنه في النهاية هاجم الموصل التي كانت تحت سيطرة أنصار المختار. انسحب أنصار [[مختار الثقفي|مختار]] إلى تكريت وأخبروه بهجوم ابن زياد، فأرسل مختار جيشًا لمواجهتهم، فهزم جيش ابن زياد (10 [[ذو الحجة|ذو الحجة]] سنة 66 هـ)<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج8، ص643، 649، 646 و707-713</ref>.
ثم انشغل ابن زياد بإخضاع مدن الجزيرة التي كانت قد بايعت سابقًا [[عبد الله بن الزبير]]، فلم يكن يهتم أولًا بالعراق حيث قام [[مختار الثقفي]] بالثورة ضد [[بنو أمية|بني أمية]] انتقامًا لحسين بن علي (عليه السلام)، لكنه في النهاية هاجم الموصل التي كانت تحت سيطرة أنصار المختار. انسحب أنصار [[مختار الثقفي|مختار]] إلى تكريت وأخبروه بهجوم ابن زياد، فأرسل مختار جيشًا لمواجهتهم، فهزم جيش ابن زياد (10 [[ذو الحجة|ذو الحجة]] سنة 66 هـ)<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج8، ص643، 649، 646 و707-713</ref>.


== عقيدة الشيعة حول عبيد الله ==   
== عقيدة الشيعة حول عبيد الله ==   

المراجعة الحالية بتاريخ ١٦:٢٢، ٩ نوفمبر ٢٠٢٥

عبیدالله بن زیاد بن أبیه المشهور بـ ابن مرجانه و ابن زیاد، واسمه الكامل أبو حفص عبیدالله بن زیاد بن أبیه، وُلد من جارية تُدعى مرجانه. ولهذا السبب، أطلق بعضهم على ابن زیاد لقب ابن مرجانه بشكل تهكمي، في إشارة إلى اتهام ولادة عبیدالله من أم غير شريفة، إذ ذُكر في بعض المصادر سوء سمعة مرجانه وادعاء الزنا بها. كان ابن مرجانه قائداً عسكرياً مشهوراً من الأمويين، ومن العوامل الرئيسية في استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ورفاقه الأوفياء. في الحقيقة، كان عبیدالله بن زیاد من القادة المشهورين في الدولة الأموية، حيث عُين في سنة 54 هـ من قبل معاوية حاكماً على خراسان، وفي سنة 56 هـ أُعفي من حكم خراسان وعُين حاكماً على البصرة.

> وفقاً لرواية، إبراهيم النخعي قاتل ابن زیاد في قتال فردي، ثم أُخذ رأس ابن زیاد إلى المختار، الذي أرسله إلى محمد بن حنفية والإمام علي بن الحسين (عليه السلام) وبقية بني هاشم.

من هو عبیدالله بن زیاد

وُلد عبیدالله في البصرة سنة 39 هـ[١]، وهو ابن زیاد وأمه مرجانه[٢]. اسم والد زیاد كان عبید، لكنه معروف بأنه ابن أبی سفيان[٣]. لذلك، كان معاوية يعتبر زیاد أخاه[٤]. قيل إن زیاد كان يُعرف باسم زیاد بن عبید ثقفي قبل أن يُلحقه أبی سفيان بنفسه[٥]. وعندما غضب معاوية منه قال: "والله لأُرجعن زیاد إلى أمه سمية وأبيه عبید"[٦]. وبما أن أمه كانت امرأة سيئة السمعة[٧]، فقد كان أعداؤه يطعنون فيه بلقب ابن مرجانه[٨].

تزوجت أمه بعد وفاة والده من شيرويه الإيراني، ونشأ عبیدالله في بيت هذا الرجل، مما أدى إلى إصابته بتلعثم في الكلام. كان يخطئ في نطق الكلمات، حتى أنه في إحدى معاركه أراد أن يأمر جنوده بسحب السيوف فقال: "افتحوا سيوفكم"[٩]. ولهذا قال ابن مفرغ في وصف هذه الحادثة:

ويوم فتحت سيفك من بعيد *** أضعت وكل أمرك للضياع

جرائم عبیدالله في كربلاء

أكبر جرائم عبیدالله بن زیاد كانت في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ورفاقه وأخذ أهل بيت النبي أسارى.

بعد وفاة معاوية وتولي ابنه يزيد الحكم، دعا أهل الكوفة الإمام الحسين (عليه السلام) للحضور وقيادة الثورة ضد الأمويين. فأرسل الإمام مسلم بن عقيل إلى الكوفة للتحقق من الوضع. وبعد أن رأى مسلم الأوضاع مناسبة، كتب إلى الإمام يدعوه للحضور. لكن مع وصول عبیدالله بن زیاد إلى الكوفة تغيرت الأوضاع، وقُتل مسلم، بينما كان الإمام الحسين يقترب من الكوفة.

قام عبیدالله بغلق جميع الطرق المؤدية إلى الكوفة[١٠]، وأرسل حر بن يزيد الرياحي مع جيش لمنع دخول الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة[١١]. وأوقف حر بن يزيد جيش الإمام لفترة، حتى أرسل عبیدالله جيشاً ثانياً بقيادة عمر بن سعد لمحاصرة جيش الإمام في كربلاء[١٢].

إهانة رأس الإمام الحسين

من أحداث الكوفة في ذلك الوقت، نقل رأس الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مجلس ابن زیاد. ووفقاً للمصادر، ضرب ابن زیاد برأس الحسين بعصا على شفتيه وأسنانها، مظهراً عدم الاحترام. وكان زيد بن أرقم، أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، حاضراً في المجلس، وبكى قائلاً: "أزل ذلك العصا عن شفتي الحسين". غضب ابن زیاد وقال: "ليبكِ الله! على ماذا تبكي؟ على فتح الله؟! والله لو لم تكن شيخاً وكنت أعلم أن عقلك قد زال لقطعت رقبتك". فغادر زيد المجلس[١٣].

المناظرة مع السيدة زينب

بعد دخول الأسرى من كربلاء إلى الكوفة، أُحضروا إلى قصر حكم عبيد الله. وفقًا للمصادر، حضرت السيدة زينب (عليها السلام) دخلت مرتدية ثيابًا بالية وجلست في زاوية دون أن تعير عبيد الله ومجلسه أي اهتمام. سألها عبيد الله ثلاث مرات: «من أنت؟» لكنها لم تجب. في النهاية قال أحد الحاضرين في المجلس: «هي زينب بنت علي بن أبي طالب». يبدو أن ابن زياد غضب من تجاهل زينب، فقال بسخرية: «الحمد لله الذي فضحكم وكشف كذابكم».

فأجابت السيدة زينب: «الحمد لله الذي كرّمنا مع نبيه، وطهرنا من النجاسة والخبث. من هو المذنب يُفضح، ومن هو الظالم يكذب، وهو ليس نحن».

قال ابن زياد: «ألم ترَ كيف كان مصير الله معكم؟»

فقالت زينب: «لم أرَ من الله إلا الخير والبركة. قد قضى الله على أهلنا الشهادة، فبشجاعة توجهوا إلى مذبحهم، وسرعان ما سيجمع الله بينكم أمامه لتحاكموا. حينها سترى من له الخاتمة الطيبة والفوز الحقيقي. يا ابن مرجانة، فليحزن والدتك على مصيبتك!»

غضب ابن زياد، ويقال إنه أراد قتل زينب، لكنه تراجع بدعاء من عمرو بن حريث، وقال: «الله قد أراح قلبي بموت أخي العصيان وغيره من الثوار وأتباع عائلتك».

قالت السيدة زينب: «والله لقد قتلت عظيمي، وقطعت أغصاني وأوراقي، واقتلعْت جذوري من أصلها. إن كان شفاء قلبك في ذلك، فأنت قد شفيت».

قال ابن زياد: «إنه أيضًا كما أبيه ينسج القوافي ويتكلم بالسجع»[١٤].

المواجهة مع جيش المختار

ثم انشغل ابن زياد بإخضاع مدن الجزيرة التي كانت قد بايعت سابقًا عبد الله بن الزبير، فلم يكن يهتم أولًا بالعراق حيث قام مختار الثقفي بالثورة ضد بني أمية انتقامًا لحسين بن علي (عليه السلام)، لكنه في النهاية هاجم الموصل التي كانت تحت سيطرة أنصار المختار. انسحب أنصار مختار إلى تكريت وأخبروه بهجوم ابن زياد، فأرسل مختار جيشًا لمواجهتهم، فهزم جيش ابن زياد (10 ذو الحجة سنة 66 هـ)[١٥].

عقيدة الشيعة حول عبيد الله

كان دور عبيد الله في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وإحداث واقعة عاشوراء سببًا في تشويه سمعته وكره كثير من المسلمين، خصوصًا أهل الكوفة، حتى أن المصادر تذكر أن عبد الله بن عفيف الأزدِي كان من أوائل من لعن ابن زياد ويزيد في خطبته بعد الواقعة[١٦]، ويقال أيضًا إن والدته مرجانه كانت توبخه بشدة[١٧].

منذ قرون، يُعتبر عبيد الله من أكثر الشخصيات مكروهة في التاريخ الإسلامي عند الشيعة بسبب دوره في عاشوراء، وذُكر اسمه في عدة زيارات مشهورة مثل زيارة عاشوراء حيث لُعن[١٨].

هلاك عبيد الله بن زياد

بعد هزيمة يزيد بن أنس أمام عبيد الله بن زياد، أرسل المختار إبراهيم بن الأشتر مع جيش مكون من أفضل القادة والجنود لمقاتلة ابن زياد. في النهاية تمكن جيش إبراهيم من هزيمة جيش ابن زياد بشجاعة وتضحية[١٩].

رأس عبيد الله عند المختار

بأمر من إبراهيم بن الأشتر، قُطع رأس عبيد الله بن زياد وأُحرق جسده[٢٠]. ثم أرسل إبراهيم رأس عبيد الله إلى المختار، والذي بدوره أرسله إلى الإمام السجاد (عليه السلام) ومحمد بن حنفيه وباقي بني هاشم[٢١].

المراجع

  1. ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، ج2، ص117-118
  2. عبدالرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج3، ص201
  3. بدالله ناصري طاهري، تاریخ المغرب الإسلامی، ص142
  4. ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب، ج2، ص240
  5. محمد عبدالله عنان، تاریخ الدولة الإسلامیة في الأندلس، ج1، ص409-413
  6. محمد عبدالله عنان، تاریخ الدولة الإسلامیة في الأندلس، ج1، ص420-423
  7. محمد عبدالله عنان، تاریخ الدولة الإسلامیة في الأندلس، ج1، ص413-436
  8. بن الخطیب، لسان الدین محمد، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، ص39
  9. شمس الدين الذهبي، تاریخ الإسلام ووفیات المشاهیر، ج24، ص47
  10. بلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص169
  11. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص394
  12. الطبري، ج5، ص392
  13. المفيد، الإرشاد، ج2، ص114-115
  14. مفيد، الإرشاد، ج2، ص115 و116
  15. الطبري، تاريخ الطبري، ج8، ص643، 649، 646 و707-713
  16. الطبري، تاريخ الطبري، ج7، ص373-374؛ ابن طاووس علي، اللهوف في قتلى الطفوف، ج1، ص71-72
  17. الطبري، تاريخ الطبري، ج7، ص408
  18. كامل الزيارات، ص176
  19. بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج6، ص424-425
  20. بلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج6، ص426
  21. هاشمي بصري، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص74