الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد سليمان الندوي»
لا ملخص تعديل |
|||
| سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
== السفر إلى لندن والحجاز == | == السفر إلى لندن والحجاز == | ||
في عام 1338 هجري قمري، سافر كأحد أعضاء هيئة [[الخلافة]]، برفقة [[محمد علي جوهر]] (رامبوري) و[[سيد حسين بهاري]] إلى [[لندن]] للإعلان عن رأي [[المسلمين]] في الهند حول [[ | في عام 1338 هجري قمري، سافر كأحد أعضاء هيئة [[الخلافة]]، برفقة [[محمد علي جوهر]] (رامبوري) و[[سيد حسين بهاري]] إلى [[لندن]] للإعلان عن رأي [[المسلمين]] في الهند حول [[الدولة العثمانية]] للمسؤولين [[البريطانيين]]. في هذه الرحلة، زار [[باريس]] ولندن، والتقى بالقادة الفكريين في [[أوروبا]] ورجال السياسة في [[العالم الإسلامي]]. في عام 1342 هجري قمري، سافر مرة أخرى على رأس وفد من حركة الخلافة إلى [[الحجاز]] للتوسط بين [[الملك عبد العزيز]] و[[الشريف حسين]]. في عام 1344 هجري قمري، دعا الملك عبد العزيز إلى عقد مؤتمر [[العالم الإسلامي]] ودعا العلماء وزعماء المسلمين إليه. أرسل المسلمون في الهند وفدًا برئاسة سليمان إلى الحجاز، وتم انتخابه نائبًا لرئيس الجلسات في هذا المؤتمر. | ||
== المشاركة في السياسات التعليمية للبلاد == | == المشاركة في السياسات التعليمية للبلاد == | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٢٨، ٢٩ يوليو ٢٠٢٥
السيد سليمان ندوي (بالإنجليزية: Sulaiman Nadvi، بالأردية: سيد سليمان ندوي؛ 22 نوفمبر 1884 – 22 نوفمبر 1953)؛ مفكر وباحث ومؤرخ بارز، وكاتب سير ذاتية من الهند في القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي. وُلِد في 22 نوفمبر 1884 (23 صفر 1302 هجري قمري) في بتنه، إحدى مدن ولاية بيهار الهندية، وتربى هناك. كان والده أبو الحسن صوفي. من أعماله المشهورة كتاب "تكملة سيرة النبي" في خمسة مجلدات، وهو مجموعة تتناول سيرة وأخلاق وعقائد ورسوم محمد، رسول الإسلام. أسند إليه شيبلي نعماني، بسبب مرضه في نهاية عمره، الإشراف على دار الصنفين التي أسسها، وكذلك إكمال مجموعة سيرة النبي.
من أعماله الأخرى "خطبات المدارس" (باللغات اردو وإنجليزية وعربية)؛ و"أرض القرآن" في مجال الجغرافيا القرآنية، و"سيرة عائشة"، و"سيرة مالك"، و"خيّام" و"نقوش سليماني" في المواضيع اللغوية والأدبية. كتاب "سفرنامه أفغانستان" الذي كتبه سليمان ندوي والذي يصف رحلة محمد إقبال اللاهوري - سر راس مسعود وسليمان ندوي إلى أفغانستان في أكتوبر 1933، تم نشره بترجمة جذابة من نذير أحمد سلامي بواسطة مؤسسة "هفت اقلیم" في زاهدان. مدفنه يقع في حرم الجامعة الإسلامية في كراتشي.
الحياة
وُلِد كابن لـأبو الحسن صوفي في 23 صفر 1302 هجري قمري في قرية دسنه من توابع ولاية بيهار وتربى هناك. درس المقدمات على يد الشيخ أبو حبيب نقشبندي. ثم في عام 1316 هجري قمري، انتقل إلى "بهلواري" وبقي هناك لمدة عام، حيث درس بعض النصوص الدراسية في محضر الشيخ محيي الدين مجيبي بهلواري. بعد ذلك، انتقل إلى مدرسة "أمدادية" في "دربهنجه" وقضى عامًا آخر في تعلم العلوم التقليدية. ثم في عام 1318 هجري قمري، انتقل إلى لكهنؤ وبدأ الدراسة في مدرسة دار العلوم "ندوة العلماء"، وبعد خمس سنوات، حصل على شهادة التخرج من تلك المدرسة في عام 1324 هجري قمري.
الأساتذة
درس المناهج الدراسية في دار العلوم تحت إشراف مفتي عبد اللطيف سنبهلي وسيد علي زيني أمروهي ومولوي شيبلي جيراجوري والشيخ حفيظ الله بندوي وعلامة فاروق عباسي تشرياكوتي.
الأنشطة
بين عامي 1324 و1330 هجري قمري، شغل ثلاث مرات منصب نائب رئيس تحرير مجلة "الندوة"، وجذب انتباه القراء بمقالاته العلمية التي تدل على عبقريته ومستقبله المشرق. في عام 1325 هجري قمري، عُيّن أستاذًا في مدرسة دار العلوم، وفي نفس الوقت بدأ كتابة كتب في مجال اللغة والأدب العربي. في عام 1330 هجري قمري، دعا مولانا أبو الكلام آزاد إلى كلكتا، وقضى هناك عامًا في التعاون مع صحيفة "الهلال"، حتى عاد في عام 1331 هجري قمري كأستاذ للغات الشرقية في كلية بونا التابعة لجامعة بمبئي، حيث قضى ثلاث سنوات في تدريس الأدب الفارسي وكسب ثقة واحترام الطلاب والأساتذة.
عندما مرض أستاذه علامة شيبلي نعماني ورأى قرب نهاية عمره، دعا سليمان إلى جانبه وأسند إليه الإشراف على دار الصنفين التي أسسها، وكذلك إكمال مجموعة سيرة النبي. بعد وفاة أستاذه، تولى سليمان هذه المهمة الهامة وكرّس كل جهوده لذلك، وكان ذلك في عام 1332 هجري قمري. في نفس الوقت، تولى رئاسة هيئة تحرير مجلة "المعارف" واستمر في العمل البحثي والتأليف، خاصة في إكمال مجموعة سيرة النبي. كما كان سليمان نشطًا في دعم مشاعر المسلمين في حركة الخلافة، مما منح مكانة خاصة له.
السفر إلى لندن والحجاز
في عام 1338 هجري قمري، سافر كأحد أعضاء هيئة الخلافة، برفقة محمد علي جوهر (رامبوري) وسيد حسين بهاري إلى لندن للإعلان عن رأي المسلمين في الهند حول الدولة العثمانية للمسؤولين البريطانيين. في هذه الرحلة، زار باريس ولندن، والتقى بالقادة الفكريين في أوروبا ورجال السياسة في العالم الإسلامي. في عام 1342 هجري قمري، سافر مرة أخرى على رأس وفد من حركة الخلافة إلى الحجاز للتوسط بين الملك عبد العزيز والشريف حسين. في عام 1344 هجري قمري، دعا الملك عبد العزيز إلى عقد مؤتمر العالم الإسلامي ودعا العلماء وزعماء المسلمين إليه. أرسل المسلمون في الهند وفدًا برئاسة سليمان إلى الحجاز، وتم انتخابه نائبًا لرئيس الجلسات في هذا المؤتمر.
المشاركة في السياسات التعليمية للبلاد
في رجب 1352 هجري قمري، دعا نادر خان أفغانستان سليمان إلى كابول للاستفادة من خبراته ودراساته في السياسات التعليمية للبلاد. سافر سليمان مع الدكتور محمد إقبال وسيد راس مسعود إلى أفغانستان وزاروا مدينتي كابول وغزنين. وقد احترم نادر خان سليمان كثيرًا، واستقبلته الجماهير بشكل واسع. في صفر 1362 هجري قمري، منحت جامعة "عليجره" درجة الدكتوراه الفخرية في الأدب له، واحتفلت بمكانته العلمية.
اختيار أستاذ الأخلاق والعرفان
رغم كل اهتمامه بالعلم والبحث، وكان مشهورًا، إلا أن سليمان شعر بحاجة إلى مرشد يقوده إلى الكمال. في هذا السياق، تعرف على مولانا أشرف علي التهانوي، وفي رجب 1357 هجري قمري، بايعه وسلمه زمام أمره، وأصبح ملازمًا له، وفي فترة قصيرة حصل على ثقة واهتمام الشيخ، حتى اختاره في شوال 1361 هجري قمري خليفة له.
رئاسة الأمور القضائية في جامعة أحمدية
في رجب 1365 هجري قمري، بدعوة من نواب حميد الله خان، حاكم بهوپال، عُيّن رئيسًا للأمور القضائية ومشرفًا على التعليم الديني في تلك الولاية، واستمر ثلاث سنوات في أداء هذه المهام والتعليم والإرشاد.
زيارة بيت الله الحرام
وفي عام 1368 هجري قمري، توفرت له الفرصة لزيارة بيت الله الحرام للمرة الأخيرة، وعاد إلى الهند في عام 1369 هجري قمري.
الإقامة في باكستان
في هذه الأثناء، تم حل الحكومة الولائية في بهوپال ونُقلت إدارتها إلى الحكومة الهندية، مما أدى إلى فوضى في الأوضاع. وعندما رأى سليمان هذا الوضع، انسحب من مناصبه. دعا بعض أركان حكومة باكستان، الذين كانوا على دراية بمكانته العلمية وبصيرته الدينية، إلى المشاركة في وضع الدستور الإسلامي لباكستان، لذا عزم على السفر إلى باكستان في شعبان 1369 هجري قمري، وأقام هناك، وتم انتخابه رئيسًا للجنة التعليم الإسلامي، ولكن هذه اللجنة لم تتمكن من إنهاء عملها وتم حلها بعد فترة قصيرة.
لم يجد سليمان الحماس والدافع العلمي والديني الذي كان يتوقعه في حكومة باكستان، وواجه الحسد من بعض العلماء وسلوك بعض الحكام غير اللائق، ولذلك قضى بقية عمره في قناعة وعفاف في الدراسات العلمية.
الانضمام إلى المجمع العلمي فؤاد الأول
في عام 1371 هجري قمري، اختارته "مجمع العلمي فؤاد الأول" كعضو فيها. في هذا المنصب، ترأس بعض المؤتمرات العلمية الكبرى، وألف العديد من الكتب، ووجه العلماء وصناع القرار إلى ما يرونه خيرًا وصلاحًا للبلاد.
الوفاة
استمر في العبادة والذكر والتعليم والتربية حتى وافته المنية في أول ربيع الآخر 1373 هجري قمري. حضر مراسم جنازته كبار العلماء والشخصيات البارزة وسفراء الدول الإسلامية، ودفن بجوار مرقد الشيخ شبير أحمد عثماني.
الخصائص العلمية
كان سليمان ندوي لا مثيل له في العلوم القرآنية والكلام وفنون الأدب والعربية، وكان لديه قدرة قوية في التاريخ وعلم الاجتماع، وكان له أسلوب خاص في الكتابة باللغة الأردية، وكان ينظم الشعر باللغتين العربية والأردية.
مؤلفاته
يُعتبر من المؤلفين البارزين في عصره، وقد ترك العديد من الكتب والرسائل. قام بتأليف "تكملة سيرة النبي" التي أعدها أستاذه في خمسة مجلدات كبيرة، والتي تُعتبر موسوعة في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعقائد ومعارف إسلامية.
ومن أعماله الأخرى: "خطبات المدارس" التي تُرجمت أيضًا إلى الإنجليزية والعربية؛ "أرض القرآن" في الجغرافيا القرآنية في مجلدين، "سيرة عائشة"، "سيرة مالك"، "خيّام"، "نقوش سليماني" في المواضيع اللغوية والأدبية، "حياة شيبلي" في شرح حياة أستاذه، "عرب والهند كي تعلیقات" (روابط العرب والهند) و"عربون کی جہازرانی" (الإبحار عند العرب) ومؤلفات أخرى في مواضيع علمية متنوعة ومقالات عديدة في مجلة "المعارف".