انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هاني بن عروة»

من ویکي‌وحدت
 
(٧ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
}}
}}
'''هاني بن عروة بن غران مرادي''' (استشهاد 60 هـ) من كبار [[الكوفة]] وأحد الأصدقاء المقربين لـ [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]]. شارك في [[معركة الجمل]] و[[معركة صفين]].
'''هاني بن عروة بن غران مرادي''' (استشهاد 60 هـ) من كبار [[الكوفة]] وأحد الأصدقاء المقربين لـ [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]]. شارك في [[معركة الجمل]] و[[معركة صفين]].
كان هاني من أركان ثورة [[حجر بن عدی]] ضد [[زياد بن أبيه]]، ومن المعارضين [[للبيعة]] مع [[يزيد]]. منذ دخول [[عبيد الله بن زياد]] إلى [[الكوفة]]، أصبحت منزله مركزًا للنشاطات السياسية والعسكرية، وكان له دور مهم في ثورة [[مسلم بن عقيل]]. بعد استشهاد مسلم بن عقيل، تم قطع رأسه بأمر عبيد الله بن زياد. وصل خبر [[استشهاد]]ه في منتصف الطريق إلى [[الكوفة]]، في منزل زرود، إلى [[حسين بن علي (سيد الشهداء)|الإمام حسين (عليه السلام)]]. بكى الإمام على وفاته وقرأ [[آية الاسترجاع]] وطلب الرحمة له. دفن هاني بالقرب من دار الإمارة في الكوفة. مرقد هاني بن عروة هو الآن [[مزار]] [[الشيعة]].
كان هاني من أركان ثورة [[حجر بن عدی]] ضد [[زياد بن أبيه]]، ومن المعارضين [[للبيعة]] مع [[يزيد]]. منذ دخول [[عبيد الله بن زياد]] إلى [[الكوفة]]، أصبحت منزله مركزًا للنشاطات السياسية والعسكرية، وكان له دور مهم في ثورة [[مسلم بن عقيل]]. بعد استشهاد مسلم بن عقيل، تم قطع رأسه بأمر عبيد الله بن زياد. وصل خبر [[استشهاد]]ه في منتصف الطريق إلى [[الكوفة]]، في منزل زرود، إلى [[حسين بن علي (سيدالشهداء)|الإمام حسين (عليه السلام)]]. بكى الإمام على وفاته وقرأ [[آية الاسترجاع]] وطلب الرحمة له. دفن هاني بالقرب من دار الإمارة في الكوفة. مرقد هاني بن عروة هو الآن [[مزار]] [[الشيعة]].


== من هو هاني بن عروة ==
== من هو هاني بن عروة ==
هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن عصم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية<ref>ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق لجنة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403/1983، الطبعة الأولى، ص 406.</ref> من قبيلة بني مراد، وهي فرع من القبيلة الكبيرة مذحج<ref>القبيلة التي أسلمت في سرية علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى اليمن. الواقدي، محمد بن عمر؛ كتاب المغازي، تحقيق: مارسدن جونز، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1409/1989، الطبعة الثالثة، ج 3، ص 1080 - 1079.</ref>، العرب في الجنوب ([[اليمن]]) الذين استقروا في [[الكوفة]]. لا توجد معلومات عن تاريخ ولادته وطفولته. وقد اعتبره البعض من [[صحابة]] [[محمد بن عبد الله (خاتم الأنبياء)|رسول الله (صلى الله عليه وآله)]]<ref>المشهدی، محمد بن جعفر؛ فضل الكوفة ومساجدها، تحقيق: محمد سعيد الطريحي، بيروت، دار المرتضى، ص 86.</ref>. كان هاني بن عروة من القراء<ref>الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1387/1967، ج 5، ص 426.</ref> وكبار الكوفة وأحد الأصدقاء المقربين لـ [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين علي (عليه السلام)]]<ref>العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415/1995، ج 6، ص 445 و الزركلي، خير الدين؛ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، 1989، الطبعة الثانية، ج 8، ص 68.</ref>. شارك في حروب الإمام (عليه السلام). في [[معركة الجمل]]، قال هذا الشعر<ref>آشوب، ابن شهر؛ مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1376/1956، ج 2، ص 345.</ref>:
هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن عصم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية<ref>ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق لجنة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403/1983، الطبعة الأولى، ص 406.</ref> من قبيلة بني مراد، وهي فرع من القبيلة الكبيرة مذحج<ref>القبيلة التي أسلمت في سرية علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى اليمن. الواقدي، محمد بن عمر؛ كتاب المغازي، تحقيق: مارسدن جونز، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1409/1989، الطبعة الثالثة، ج 3، ص 1080 - 1079.</ref>، العرب في الجنوب ([[اليمن]]) الذين استقروا في [[الكوفة]]. لا توجد معلومات عن تاريخ ولادته وطفولته. وقد اعتبره البعض من [[صحابة]] [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)|رسول الله (صلى الله عليه وآله)]]<ref>المشهدی، محمد بن جعفر؛ فضل الكوفة ومساجدها، تحقيق: محمد سعيد الطريحي، بيروت، دار المرتضى، ص 86.</ref>. كان هاني بن عروة من القراء<ref>الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1387/1967، ج 5، ص 426.</ref> وكبار الكوفة وأحد الأصدقاء المقربين لـ [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين علي (عليه السلام)]]<ref>العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415/1995، ج 6، ص 445 و الزركلي، خير الدين؛ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، 1989، الطبعة الثانية، ج 8، ص 68.</ref>. شارك في حروب الإمام (عليه السلام). في [[معركة الجمل]]، قال هذا الشعر<ref>آشوب، ابن شهر؛ مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1376/1956، ج 2، ص 345.</ref>:
 
يا لك حربا حثها جمالها يقودها لنقصها ضلالها  ***  هذا على حوله أقيلها


{{شعر}}{{ب |يا لك حربا حثها جمالها يقودها لنقصها ضلالها |هذا على حوله أقيلها }}{{نهاية شعر}}
معركة كان الفرسان فيها يشعلون نارها، والمضلّون يقودونها، والآن هذا علي الذي أحاط به الأبطال.
معركة كان الفرسان فيها يشعلون نارها، والمضلّون يقودونها، والآن هذا علي الذي أحاط به الأبطال.


بعد عصيان [[معاوية]]، على الرغم من أن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان متعجلاً للذهاب إلى [[الشام]] للقتال، إلا أن الناس خافوا وفضلوا البقاء في الكوفة، بينما هاني بن عروة وأشخاص مثل [[مالك الأشتر]] وعدي بن حاتم وعمرو بن حمق الخزاعي وسعيد بن قيس همداني، بدون خوف من العدو، أعلنوا: "أملنا هو أن ننتصر على أعدائنا أو نستشهد في صفوفكم"<ref>الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، 1411/1991، الطبعة الأولى، ج 2، ص 510.</ref>.
بعد عصيان [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، على الرغم من أن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان متعجلاً للذهاب إلى [[الشام]] للقتال، إلا أن الناس خافوا وفضلوا البقاء في الكوفة، بينما هاني بن عروة وأشخاص مثل [[مالك الأشتر]] وعدي بن حاتم وعمرو بن حمق الخزاعي وسعيد بن قيس همداني، بدون خوف من العدو، أعلنوا: "أملنا هو أن ننتصر على أعدائنا أو نستشهد في صفوفكم"<ref>الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، 1411/1991، الطبعة الأولى، ج 2، ص 510.</ref>.


في [[معركة صفين]]، تحدث هاني مع بعض أهل اليمن حول تغيير رئاسة قبيلتي كندة وربيعة مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام)<ref>المنقري، نصر بن مزاحم؛ وقعة صفين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، 1382، الطبعة الثانية، ص 137.</ref>.
في [[معركة صفين]]، تحدث هاني مع بعض أهل اليمن حول تغيير رئاسة قبيلتي كندة وربيعة مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام)<ref>المنقري، نصر بن مزاحم؛ وقعة صفين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، 1382، الطبعة الثانية، ص 137.</ref>.
سطر ٣٤: سطر ٣٥:
== المكانة الاجتماعية لهاني ==
== المكانة الاجتماعية لهاني ==
كان هاني بن عروة، بالإضافة إلى صفاته الشخصية البارزة، يتمتع بمكانة رفيعة بين الكوفيين، خاصة في قبيلة "مراد"، وكان يتولى قيادتهم. حتى قيل إنه عندما كان ينوي الذهاب إلى مكان ما، كان أربعة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل في خدمته، وعندما كان يستدعي حلفاءه من قبيلة "كندة"، كان ثلاثون ألف رجل مدججين بالسلاح يتحركون نحوه<ref>المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي؛ مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409، الطبعة الثانية، ج 3، ص 59.</ref>.
كان هاني بن عروة، بالإضافة إلى صفاته الشخصية البارزة، يتمتع بمكانة رفيعة بين الكوفيين، خاصة في قبيلة "مراد"، وكان يتولى قيادتهم. حتى قيل إنه عندما كان ينوي الذهاب إلى مكان ما، كان أربعة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل في خدمته، وعندما كان يستدعي حلفاءه من قبيلة "كندة"، كان ثلاثون ألف رجل مدججين بالسلاح يتحركون نحوه<ref>المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي؛ مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409، الطبعة الثانية، ج 3، ص 59.</ref>.
هدد معاوية هاني بالقتل بسبب حمايته لكثير بن شهاب المذحجي. عندما دخل إلى المجلس، لم يتعرف عليه معاوية. بعد أن تفرق الناس، جاء معاوية إليه وسأله: "ما طلبك؟" فقال: "أنا هاني بن عروة الذي جئت إليك." فقال: "اليوم ليس اليوم الذي قال فيه والدك:
هدد معاوية هاني بالقتل بسبب حمايته لكثير بن شهاب المذحجي. عندما دخل إلى المجلس، لم يتعرف عليه معاوية. بعد أن تفرق الناس، جاء معاوية إليه وسأله: "ما طلبك؟" فقال: "أنا هاني بن عروة الذي جئت إليك." فقال: "اليوم ليس اليوم الذي قال فيه والدك:
{{شعر}}{{ب |أرجل جميي وأجز ذيلي وتحمي شكت افق كميت |أمشي في سراة بني غطيف إذا ما سامني ضيم أبيت }}{{نهاية شعر}}
 
أرجل جميي وأجز ذيلي وتحمي شكت افق كميت   ***    أمشي في سراة بني غطيف إذا ما سامني ضيم أبيت  
 
أمشط شعري وأجرّ ثوبي على الأرض، وإذا أراد أحد سوءًا بي، فإن أفقًا دمويًا يدافع عني. أمشي بين المحاربين المسلحين من غطيف، وإذا تعرضت لي جور وظلم، فلن أستسلم.
أمشط شعري وأجرّ ثوبي على الأرض، وإذا أراد أحد سوءًا بي، فإن أفقًا دمويًا يدافع عني. أمشي بين المحاربين المسلحين من غطيف، وإذا تعرضت لي جور وظلم، فلن أستسلم.


سطر ٤٢: سطر ٤٦:
كلف معاوية هاني بالتحقيق في خيانة مذحج، وقال: "خذ جزءًا من الأموال المسروقة وامنح جزءًا له"<ref>السماوي، الشيخ محمد؛ السابق، ص 140 وبتغيير طفيف في عبارة الزركلي، خير الدين؛ السابق، ج 8، ص 68.</ref>.
كلف معاوية هاني بالتحقيق في خيانة مذحج، وقال: "خذ جزءًا من الأموال المسروقة وامنح جزءًا له"<ref>السماوي، الشيخ محمد؛ السابق، ص 140 وبتغيير طفيف في عبارة الزركلي، خير الدين؛ السابق، ج 8، ص 68.</ref>.


كانت مكانة هاني الاجتماعية مرتبطة بثورة [[حسين بن علي (سيد الشهداء)|الإمام حسين (عليه السلام)]]. وهذا ما جعله خالدًا في التاريخ. لذلك، فإن شهرته في الكتب التاريخية تتعلق بشكل أكبر بمأساة استشهاد الإمام حسين (عليه السلام)<ref>«القصة مشهورة في جزء مقتل الحسين» العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415/1995، الطبعة الأولى، ج 6، ص 445.</ref>.
كانت مكانة هاني الاجتماعية مرتبطة بثورة [[حسين بن علي (سيدالشهداء)|الإمام حسين (عليه السلام)]]. وهذا ما جعله خالدًا في التاريخ. لذلك، فإن شهرته في الكتب التاريخية تتعلق بشكل أكبر بمأساة استشهاد الإمام حسين (عليه السلام)<ref>«القصة مشهورة في جزء مقتل الحسين» العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415/1995، الطبعة الأولى، ج 6، ص 445.</ref>.


== الارتباط بثورة الإمام حسين (عليه السلام) ==
== الارتباط بثورة الإمام حسين (عليه السلام) ==
سطر ١١١: سطر ١١٥:


كتب عبد الله بن زبير الأسدي في رثاء مسلم وهاني الأبيات التالية. وفقًا لرواية، كتبها الفرزدق ونقلها عبد الله بن زبير:
كتب عبد الله بن زبير الأسدي في رثاء مسلم وهاني الأبيات التالية. وفقًا لرواية، كتبها الفرزدق ونقلها عبد الله بن زبير:
{{شعر}}{{ب |إن كنت لا تدرين ما الموت |فانظري إلى هاني في السوق وابن عقيل}}{{نهاية شعر}}
 
{{شعر}}{{ب |إلى بطل قد هشم السيف وجهه وآخر |يهوى من طمار قتيل}}{{نهاية شعر}}
إن كنت لا تدرين ما الموت       فانظري إلى هاني في السوق وابن عقيل
 
إلى بطل قد هشم السيف وجهه وآخر             يهوى من طمار قتيل


إذا كنت لا تعرفين ما الموت، انظري إلى هاني وابن عقيل في السوق. إلى البطل الذي حطمت السيوف وجهه وإلى البطل الآخر الذي سقط قتيلاً من علو<ref>الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 64 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 380 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 242.</ref>.
إذا كنت لا تعرفين ما الموت، انظري إلى هاني وابن عقيل في السوق. إلى البطل الذي حطمت السيوف وجهه وإلى البطل الآخر الذي سقط قتيلاً من علو<ref>الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 64 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 380 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 242.</ref>.
سطر ١٤٢: سطر ١٤٨:
يا رجال الشجاعة الخالصة! ويا فرسان ساحة المعركة! ماذا حدث لكم، أناديكم ولا تجيبونني؟ وأدعوكم ولا تسمعونني؟ هل أنتم نائمون، أم أن حبكم لإمامكم حال دون نصرتكم له؟...
يا رجال الشجاعة الخالصة! ويا فرسان ساحة المعركة! ماذا حدث لكم، أناديكم ولا تجيبونني؟ وأدعوكم ولا تسمعونني؟ هل أنتم نائمون، أم أن حبكم لإمامكم حال دون نصرتكم له؟...


النقطة الأخيرة هي: في فضيلة هاني يكفي أن وردت زيارة خاصة له: قف أمام قبره وبعد السلام على [[محمد بن عبد الله (خاتم الأنبياء)|رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]]، قل:
النقطة الأخيرة هي: في فضيلة هاني يكفي أن وردت زيارة خاصة له: قف أمام قبره وبعد السلام على [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)|رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]]، قل:


سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة، السلام عليك أيها العبد الصالح، الناصح لله ورسوله ولأمير المؤمنين، وللحسن والحسين عليهم السلام، أشهد أنك قتلت مظلومًا، فلعن الله من قتلك، واستحل دمك، وحشرت الله قبورهم نارًا، أشهد أنك لقيت الله وهو راضٍ عنك بما فعلت ونصحت، وأشهد أنك بلغت درجة الشهداء، وجعلت روحك مع أرواح السعداء، بما نصحت لله ولرسوله مجتهدًا، وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك وحشرك مع محمد وآله الطاهرين، وجمعنا وإياكم معهم في دار النعيم، والسلام عليك ورحمة الله، ثم صلِّ ركعتين واهدِ لهما...<ref>محمد بن المشهدي، المزار، تحقيق: جواد القیومی الاصفهانی، قم، نشر القیوم، 1419، الطبعة الأولى، ص 180 والعلامة المجلسي، السابق، ج 97، ص 429 وسيد بحر العلوم، الفوائد الرجالية، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، طهران، مكتبة الصادق، 1363 ش، الطبعة الأولى، ج 4، ص 43 - 42.</ref>
سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة، السلام عليك أيها العبد الصالح، الناصح لله ورسوله ولأمير المؤمنين، وللحسن والحسين عليهم السلام، أشهد أنك قتلت مظلومًا، فلعن الله من قتلك، واستحل دمك، وحشرت الله قبورهم نارًا، أشهد أنك لقيت الله وهو راضٍ عنك بما فعلت ونصحت، وأشهد أنك بلغت درجة الشهداء، وجعلت روحك مع أرواح السعداء، بما نصحت لله ولرسوله مجتهدًا، وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك وحشرك مع محمد وآله الطاهرين، وجمعنا وإياكم معهم في دار النعيم، والسلام عليك ورحمة الله، ثم صلِّ ركعتين واهدِ لهما...<ref>محمد بن المشهدي، المزار، تحقيق: جواد القیومی الاصفهانی، قم، نشر القیوم، 1419، الطبعة الأولى، ص 180 والعلامة المجلسي، السابق، ج 97، ص 429 وسيد بحر العلوم، الفوائد الرجالية، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، طهران، مكتبة الصادق، 1363 ش، الطبعة الأولى، ج 4، ص 43 - 42.</ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==

المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:٢٧، ٢٢ يوليو ٢٠٢٥

هاني بن عروة
الإسمهاني بن عروة
الإسم الکاملهانی بن عُرْوَة بن غران مرادی
التفاصيل الذاتية
یوم الوفاة٩ ذو الحجة
مكان الوفاةالكوفة
الدينالإسلام، الشيعة

هاني بن عروة بن غران مرادي (استشهاد 60 هـ) من كبار الكوفة وأحد الأصدقاء المقربين لـ الإمام علي (عليه السلام). شارك في معركة الجمل ومعركة صفين. كان هاني من أركان ثورة حجر بن عدی ضد زياد بن أبيه، ومن المعارضين للبيعة مع يزيد. منذ دخول عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، أصبحت منزله مركزًا للنشاطات السياسية والعسكرية، وكان له دور مهم في ثورة مسلم بن عقيل. بعد استشهاد مسلم بن عقيل، تم قطع رأسه بأمر عبيد الله بن زياد. وصل خبر استشهاده في منتصف الطريق إلى الكوفة، في منزل زرود، إلى الإمام حسين (عليه السلام). بكى الإمام على وفاته وقرأ آية الاسترجاع وطلب الرحمة له. دفن هاني بالقرب من دار الإمارة في الكوفة. مرقد هاني بن عروة هو الآن مزار الشيعة.

من هو هاني بن عروة

هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن عصم بن مالك بن عوف بن منبه بن غطيف بن عبد الله بن ناجية[١] من قبيلة بني مراد، وهي فرع من القبيلة الكبيرة مذحج[٢]، العرب في الجنوب (اليمن) الذين استقروا في الكوفة. لا توجد معلومات عن تاريخ ولادته وطفولته. وقد اعتبره البعض من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)[٣]. كان هاني بن عروة من القراء[٤] وكبار الكوفة وأحد الأصدقاء المقربين لـ أمير المؤمنين علي (عليه السلام)[٥]. شارك في حروب الإمام (عليه السلام). في معركة الجمل، قال هذا الشعر[٦]:

يا لك حربا حثها جمالها يقودها لنقصها ضلالها *** هذا على حوله أقيلها

معركة كان الفرسان فيها يشعلون نارها، والمضلّون يقودونها، والآن هذا علي الذي أحاط به الأبطال.

بعد عصيان معاوية، على الرغم من أن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان متعجلاً للذهاب إلى الشام للقتال، إلا أن الناس خافوا وفضلوا البقاء في الكوفة، بينما هاني بن عروة وأشخاص مثل مالك الأشتر وعدي بن حاتم وعمرو بن حمق الخزاعي وسعيد بن قيس همداني، بدون خوف من العدو، أعلنوا: "أملنا هو أن ننتصر على أعدائنا أو نستشهد في صفوفكم"[٧].

في معركة صفين، تحدث هاني مع بعض أهل اليمن حول تغيير رئاسة قبيلتي كندة وربيعة مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام)[٨].

المكانة الاجتماعية لهاني

كان هاني بن عروة، بالإضافة إلى صفاته الشخصية البارزة، يتمتع بمكانة رفيعة بين الكوفيين، خاصة في قبيلة "مراد"، وكان يتولى قيادتهم. حتى قيل إنه عندما كان ينوي الذهاب إلى مكان ما، كان أربعة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل في خدمته، وعندما كان يستدعي حلفاءه من قبيلة "كندة"، كان ثلاثون ألف رجل مدججين بالسلاح يتحركون نحوه[٩].

هدد معاوية هاني بالقتل بسبب حمايته لكثير بن شهاب المذحجي. عندما دخل إلى المجلس، لم يتعرف عليه معاوية. بعد أن تفرق الناس، جاء معاوية إليه وسأله: "ما طلبك؟" فقال: "أنا هاني بن عروة الذي جئت إليك." فقال: "اليوم ليس اليوم الذي قال فيه والدك:

أرجل جميي وأجز ذيلي وتحمي شكت افق كميت *** أمشي في سراة بني غطيف إذا ما سامني ضيم أبيت

أمشط شعري وأجرّ ثوبي على الأرض، وإذا أراد أحد سوءًا بي، فإن أفقًا دمويًا يدافع عني. أمشي بين المحاربين المسلحين من غطيف، وإذا تعرضت لي جور وظلم، فلن أستسلم.

قال هاني: "أنا الآن أعز من ذلك اليوم." قال معاوية: "بماذا؟" قال: "بسبب الإسلام". قال معاوية: "أين كثير بن شهاب؟" قال: "عنده في معسكرك."

كلف معاوية هاني بالتحقيق في خيانة مذحج، وقال: "خذ جزءًا من الأموال المسروقة وامنح جزءًا له"[١٠].

كانت مكانة هاني الاجتماعية مرتبطة بثورة الإمام حسين (عليه السلام). وهذا ما جعله خالدًا في التاريخ. لذلك، فإن شهرته في الكتب التاريخية تتعلق بشكل أكبر بمأساة استشهاد الإمام حسين (عليه السلام)[١١].

الارتباط بثورة الإمام حسين (عليه السلام)

هاني مضيف سفير الإمام حسين (عليه السلام)

مسلم بن عقيل، سفير الإمام حسين (عليه السلام)، الذي دخل إلى الكوفة في بداية دخوله إلى منزل مختار ثقفي[١٢]، عندما وصل حاكم الكوفة، عبيد الله بن زياد، إلى المدينة، ترك مسلم منزل مختار لمتابعة نشاطاته، ودخل منزل هاني بن عروة الذي بدا أنه أكثر أمانًا من الأماكن الأخرى. على الرغم من أن بعض الروايات تقول إن هاني لم يكن سعيدًا بمجيء مسلم إلى منزله، لأنه كانت هناك مسؤولية صعبة، إلا أن هاني استقبل مسلمًا وقال: "احترام شخص مثلك يمنعني من الرد عليك بجهل، يجب أن أتحمل هذه المسؤولية"[١٣].

منذ ذلك الحين، أصبح منزل هاني قاعدة للثورة وحضور أهل الكوفة. وقد ورد أن 18 ألفًا من الكوفيين بايعوا مسلم بن عقيل سرًا[١٤]. في ذلك الوقت، كان مسلم يخطط للثورة، لكن هاني نصحه بعدم التسرع[١٥].

هاني ومشكلة اغتيال حاكم الكوفة

كان هاني بن عروة في الوقت الذي كان فيه مسلم في منزله، قد أحضر صديقه شريك بن الأعور البصري الذي جاء مع عبيد الله بن زياد من البصرة إلى منزله. في هذه الأثناء، مرض هاني، وجاء عبيد الله بن زياد لزيارته. قال عمارة بن عبيد السلولي لهاني: "هدفنا من الاجتماع هو قتل هذا الظالم، الآن وقد وضع الله بين يديك، اسكب دمه!" فقال هاني: "لا أريد أن يُقتل في بيتي"[١٦].

بعد أسبوع، مرض شريك بن الأعور أيضًا، وأرسل ابن زياد له رسالة بأنه سيأتي لزيارته في الليل. قال شريك لمسلم: "هذا الشرير سيأتي لزيارتي الليلة، عندما يجلس، تعال واضرب دمه." في الليل، عندما جاء عبيد الله لزيارة شريك، نهض مسلم ليختبئ في مكان آخر. قال شريك لمسلم: "لا تفوت هذه الفرصة"، لكن هاني بن عروة نهض وقال: "لا أريد أن يُقتل في بيتي." بدا أنه يعتبر هذا الأمر عيبًا. عندما جاء عبيد الله بن زياد وجلس، سأل عن مرض شريك[١٧]، وعندما طال حديثه، كرر شريك شعرًا كان يشجعه ضمنيًا على القيام بعمله:

ما تنظرون بسلمى لا تحيوها اسقونيها وإن كانت بها نفسي

ماذا تنتظرون؟ ألا ترسلون السلام إلى سلمى! أعطوني الماء وسيروني، حتى لو كلفني ذلك حياتي.

عبيد الله الذي لم يفهم، قال: "هل تعتقدون أنه يهذي؟" قال هاني: "الله يوفقك، نعم، منذ الصباح وهو يتحدث هكذا." ثم نهض عبيد الله وغادر، وجاء مسلم. قال شريك: "لماذا لم تسفك دمه؟" قال: "لسببين، أحدهما أن هاني لم يرغب في أن يُقتل في بيته، والآخر حديث من الناس عن النبي الله أن الإيمان لا يجيز قتل الغافل، والمؤمن لا يقتل غافلًا."

قال هاني: "والله، لو كنت قد قتلته، لكنت قد قتلت فاسقًا، لكنني لم أرغب في أن يُقتل في بيتي"[١٨].

اعتقال هاني

لم يستطع حاكم الكوفة، الذي لم يتمكن من العثور على مخبأ مسلم بن عقيل، معرفة مكانه من خلال أحد عبيده المدعو معقل الذي كان على علم بمخبأ مسلم في منزل هاني.

بعد أن تأكد عبيد الله من هذا الأمر، طلب من "محمد بن الأشعث"، و"أسما بن خارجة[١٩]"، و"عمرو بن حجاج[٢٠]" والد زوج هاني، أن يسألوا هاني لماذا لا يأتي لرؤيتنا؟ فأجابوا: "لا نعلم، فقط نعلم أنه مريض". قال عبيد الله: "سمعت أنه قد شُفي ويجلس عند باب منزله. اذهبوا إلى هاني وقلوا له: لا ينسى حقنا، فأنا لا أريد أن يهلك رجل مثلك من كبار العرب عندي".

ذهب الثلاثة إلى هاني وأبلغوه رسالة عبيد الله. أجاب هاني: "كنت مريضًا ولم أستطع الذهاب لرؤية الأمير". قالوا: "ابن زياد يعلم أنك شفيت وتجلس عند باب منزلك، عليك أن تأتي معنا".

لبس هاني وركب فرسه متوجهًا إلى دار الإمارة، وعندما اقترب منها، شعر بالخطر، وقال لحسان بن أسماء: "يا ابن أخي! والله، أشعر بالخوف من هذا الرجل، ما رأيك؟" لم يكن حسان على علم بنية ابن زياد، فقال: "يا عمي، والله، لا أشعر بأي خوف تجاهك"[٢١].

سجن هاني

عندما دخل هاني إلى مجلس دار الإمارة بالخداع، نظر إليه عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة وقال له هذا المثل: "أتيت بحائن رجلاك"، في إشارة إلى أنه جاء إلى حتفه بنفسه، وكان يقصد أنه ينوي إيذاءه وقتله[٢٢]. ثم، بينما كان شريح القاضي[٢٣] حاضرًا، نظر إليه وقال هذا الشعر:

أريد حبه ويريد قتلي، عذيرك من خليك من مراد أريد الحياة منه، ولكنه يريد قتلي، اعتذر لصديقي المرادي.

بعد ذلك، واجه ابن زياد هاني بعتاب ولامه، وقال: "ما هذه الفتنة التي أقمتها في بيتك، ودخلت في خلاف مع يزيد؟ لقد أكرمت مسلم بن عقيل في بيتك وجمعت له السلاح والجنود، وتظن أن هذا الأمر سيكون مخفيًا عنا؟"[٢٤]

أنكر هاني في البداية هذا الأمر[٢٥]، لكن عبيد الله دعا "معقل" الذي كان على علم بمسائل هاني ومسلم، وأظهره لهاني. عندما رأى هانيه، علم بمكيدة عبيد الله ولم يستطع الاستمرار في الإنكار. بعد فترة قصيرة، أقسم قائلاً: "والله، لم أدعُ مسلمًا إلى منزلي، ولم أكن على علم بمكانه حتى جاء إلي وطلب مني أن يأتي إلى منزلي، وكنت خجلًا من عدم استقباله، وكانت قضية عمله كما سمعت." أضاف هاني: "الآن أتعهد بألا أثير أي مشكلة، وإذا أردت، سأضع وثيقة لأذهب إلى مسلم وأخبره أن يخرج من منزلي إلى أي مكان يريد، ثم أعود إليك." قال ابن زياد: "والله، لن أتركك حتى تحضر لي!" قال هاني: "والله، لن أفعل ذلك، لا أريد أن أقدم ضيفي إلى عدوي ليقتله"[٢٦]. عندما استمر جدالهم، قام مسلم بن عمرو الباهلي -لم يكن في الكوفة، الشامي والبصري سواه- وطلب الإذن للتحدث مع هاني في مكان خاص. قال له هاني: "أقسم بالله، لا تقتل نفسك، ولا تجعل قبيلتك تقع في بلاء وصعوبة، والله لا أريد أن تُقتل." هذا الرجل (أي مسلم بن عقيل) له صلة قرابة مع هؤلاء، لن يقتلوه ولن يؤذوه، سلّمه إليهم؛ فهذا ليس عارًا عليك، لأنك فقط سلمته إلى السلطان. قال هاني: "أقسم بالله، إنه عارٌ لي أن أقدم ضيفي ومضيفي إلى عدوي، بينما أنا سالم ولدي الكثير من الأنصار، وإذا لم يكن لدي أنصار، فلن أقدمه إليكم لأموت في سبيله." كان مسلم بن عمرو يقسم، وكان هاني يقول: "والله، لن أسلمه إلى ابن زياد"[٢٧].

عندما رأى ابن زياد تمسك هاني، قال مهددًا: "إما أن تسلم مسلم أو سأقطع عنقك." قال هاني: "ما هذه الفكرة الغير مناسبة؟ إذا أردت أن تقتلني، فإن السيوف الحادة ستلمع حولك. قال ابن زياد: "أنت تخيفني بالسيوف الحادة؟" ثم قال: "احضروا لي." ثم أخذ العصا التي كانت في يده وضرب هاني على رأسه ووجهه حتى كسر أنفه وألحق الأذى بلحيته. في هذه اللحظة، حاول هاني أن يأخذ سيف أحد حراس ابن زياد ليقوم بقتله، لكن الحارس منع ذلك. ثم أمر ابن زياد بسجن هاني في إحدى غرف القصر[٢٨].

دعم مذحجون لهاني

عندما سمع عمرو بن حجاج الزبيدي شائعة قتل هاني، جاء إلى قبيلة مذحج واحتشد معهم عدد كبير من أتباعه لمحاصرة قصر ابن زياد. عندما رأى عبيد الله أن الأمور غير مستقرة، طلب من "شريح القاضي" أن يلتقي مع هاني ليخبر مذحجيان عن سلامته.

عندما ذهب شريح لزيارة هاني، صرخ هاني: "يا الله! يا مسلمون! أين رجال قبيلتي؟ أين المؤمنون؟ أين أهل البصيرة؟" كان يقول هذه الكلمات والدماء تتدفق على لحيته البيضاء. ثم قال: "أعتقد أن هذه صرخات قبيلة مذحج وأتباعي، إذا دخل عشرة منهم القصر، سينقذونني." بعد سماع هذه الكلمات، جاء شريح إلى قبيلة مذحج وقال: "بأمر الأمير، زرت هاني وهو حي." قال عمرو بن حجاج وأتباعه: "الآن بعد أن لم يُقتل هاني، نشكر الله!" ثم تفرقوا عن قصر ابن زياد[٢٩].

قال عبد الله بن حازم: "كنت رسول مسلم بن عقيل لأذهب إلى القصر لأعرف حالة هاني، وعندما رأيت أنه تم ضربه وتم سجنه، ركبت فرسي وكنت أول من ذهب إلى مسلم بن عقيل وأخبرته، ورأيت نساء من قبيلة مراد قد تجمعن وصرخن: "يا عبرة! يا ثكلى!"[٣٠].

استشهاد هاني

بعد استشهاد مسلم بن عقيل، قرر عبيد الله بن زياد بارتياح أن يقتل هاني. في هذه الأثناء، لم تنجح وساطة محمد بن الأشعث، على الرغم من تذكيره بمكانته الخاصة بين قبيلته. أمر عبيد الله بأن يؤخذ هاني إلى السوق، حيث تُباع الأغنام، ليقطع رأسه. عندما كانوا يأخذون هاني لتنفيذ الحكم، كان يطلب باستمرار من أصدقائه ومؤيديه المساعدة ويصرخ: "يا قبيلة مذحج! أين أنتم؟ لا يوجد لدي أي دعم من قبيلة مذحج." على الرغم من أن هاني بن عروة كان أحد كبار الكوفة، إلا أنه مع كل ذلك لم يكن لديه أي شجاعة في مساعدة أحد.

عندما رأى هاني أنه لا أحد يساعده، أطلق يديه المربوطتين وقال: "أليس لدي عصا أو خنجر أو حجر أو عظمة للدفاع عن نفسي؟" أمسك الحراس به وربطوه بإحكام. أخيرًا، أصاب رشيد، غلام عبيد الله، هاني بجروح، فقال هاني في تلك اللحظة: "إلى الله المنقلب والمعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك." ثم قُتل هاني بركلة أخرى من رشيد[٣١]. بعد ذلك، بأمر عبيد الله بن زياد، تم تعليق جثته على الجدار[٣٢].

استشهد هاني في يوم التروية (الثامن من شهر ذي الحجة) في السنة الستين الهجرية[٣٣]، بينما كان قد تجاوز التسعين عامًا من عمره[٣٤].

كتب عبد الله بن زبير الأسدي في رثاء مسلم وهاني الأبيات التالية. وفقًا لرواية، كتبها الفرزدق ونقلها عبد الله بن زبير:

إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلى هاني في السوق وابن عقيل

إلى بطل قد هشم السيف وجهه وآخر يهوى من طمار قتيل

إذا كنت لا تعرفين ما الموت، انظري إلى هاني وابن عقيل في السوق. إلى البطل الذي حطمت السيوف وجهه وإلى البطل الآخر الذي سقط قتيلاً من علو[٣٥].

بعد استشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة، أرسل عبيد الله بن زياد رؤوسهما الطاهرة مع رسالة إلى يزيد بن معاوية. في جزء من هذه الرسالة، جاء فيه: "لجأ مسلم إلى بيت هاني، وقد خدعته بواسطة جواسيسي والناس الذين أرسلتهم إليه، وأخرجتهم من المنزل بمكر، وقمت بقطع رأس كل منهما وأرسلت رؤوسهما إليك"[٣٦].

عندما رأى يزيد تلك الرؤوس مع رسالة عبيد الله، فرح كثيرًا وأمر بتعليق رأس مسلم وهاني على أبواب دمشق، وبعد ذلك، عبر رسالة إلى عبيد الله، مدح هذا الإجراء[٣٧].

حول مصير رؤوس هذين العظيمين، ذكر الطبري أنه في عام 304 هـ، في أحد أبراج سور مدينة قندهار، وُجد خمسة آلاف رأس محفوظة في سلال من العشب. تم التعرف على تسعة وعشرين رأسًا منها فقط، لأن في كل أذن كان هناك رقعة مربوطة بخيط حرير مكتوب عليها اسم صاحب الرأس. وكان من بين هذه الرؤوس رأس هاني بن عروة[٣٨]. اليوم، يقع مرقد هاني مقابل مرقد مسلم بن عقيل، في الصحن المتصل بمسجد الكوفة[٣٩].

الإمام حسين (عليه السلام) وهاني بن عروة

حزن الإمام على استشهاد هاني

عندما علم الإمام حسين (عليه السلام) باستشهاد هاني ومسلم، حزن كثيرًا ودعا لهما، وكان يكرر: "إنا لله وإنا إليه راجعون! رحم الله عليهما"[٤٠].

نقل ابن أعثم: "فاستعبر الحسين باكيًا ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون"[٤١].

عندما علم الإمام حسين (عليه السلام) باستشهاد مسلم وهاني، بكى بشدة ثم قرأ كلمة الاسترجاع.

كما ذكر الطبري أنه عندما علم الإمام حسين (عليه السلام) باستشهاد مسلم وهاني، أخرج ورقة وقرأها أمام الحاضرين: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فقد وصلتنا أخبار فاجعة ومؤلمة، وهي استشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن بقطر. لقد تركونا بلا نصير..."[٤٢].

ذكر الإمام لهاني

في يوم عاشوراء، نظر الإمام حسين (عليه السلام) يمينًا ويسارًا فلم يرَ أحدًا من الأصحاب والأنصار إلا أولئك الذين سجدوا على الأرض ولم يُسمع لهم صوت، فنادى:

يا مسلم بن عقيل! ويا هاني بن عروة! ويا حبيب بن مظاهر! ويا زهير بن القين! ويا يزيد بن مظاهر! ويا يحيى بن كثير! ويا هلال بن نافع! ويا إبراهيم بن الحصين! ويا عمير بن المطاع! ويا أسد الكلبي! ويا عبد الله بن عقيل! ويا مسلم بن عوسجة! ويا داود بن الطرماح! ويا حر الرياحي! ويا علي بن الحسين! ويا أبطال الصفاء! ويا فرسان الهيجاء! لماذا أناديكم فلا تجيبونني، وأدعوكم فلا تسمعونني؟! هل أنتم نيام أرجوكم أن تستيقظوا، أم حال حبكم لإمامكم دون نصرتكم له؟[٤٣]!

يا مسلم بن عقيل! يا هاني بن عروة! يا حبيب! يا زهير بن القين...!

يا رجال الشجاعة الخالصة! ويا فرسان ساحة المعركة! ماذا حدث لكم، أناديكم ولا تجيبونني؟ وأدعوكم ولا تسمعونني؟ هل أنتم نائمون، أم أن حبكم لإمامكم حال دون نصرتكم له؟...

النقطة الأخيرة هي: في فضيلة هاني يكفي أن وردت زيارة خاصة له: قف أمام قبره وبعد السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قل:

سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة، السلام عليك أيها العبد الصالح، الناصح لله ورسوله ولأمير المؤمنين، وللحسن والحسين عليهم السلام، أشهد أنك قتلت مظلومًا، فلعن الله من قتلك، واستحل دمك، وحشرت الله قبورهم نارًا، أشهد أنك لقيت الله وهو راضٍ عنك بما فعلت ونصحت، وأشهد أنك بلغت درجة الشهداء، وجعلت روحك مع أرواح السعداء، بما نصحت لله ولرسوله مجتهدًا، وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته، فرحمك الله ورضي عنك وحشرك مع محمد وآله الطاهرين، وجمعنا وإياكم معهم في دار النعيم، والسلام عليك ورحمة الله، ثم صلِّ ركعتين واهدِ لهما...[٤٤]

الهوامش

  1. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق لجنة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403/1983، الطبعة الأولى، ص 406.
  2. القبيلة التي أسلمت في سرية علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى اليمن. الواقدي، محمد بن عمر؛ كتاب المغازي، تحقيق: مارسدن جونز، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1409/1989، الطبعة الثالثة، ج 3، ص 1080 - 1079.
  3. المشهدی، محمد بن جعفر؛ فضل الكوفة ومساجدها، تحقيق: محمد سعيد الطريحي، بيروت، دار المرتضى، ص 86.
  4. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1387/1967، ج 5، ص 426.
  5. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415/1995، ج 6، ص 445 و الزركلي، خير الدين؛ الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، 1989، الطبعة الثانية، ج 8، ص 68.
  6. آشوب، ابن شهر؛ مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1376/1956، ج 2، ص 345.
  7. الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، 1411/1991، الطبعة الأولى، ج 2، ص 510.
  8. المنقري، نصر بن مزاحم؛ وقعة صفين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، 1382، الطبعة الثانية، ص 137.
  9. المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي؛ مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409، الطبعة الثانية، ج 3، ص 59.
  10. السماوي، الشيخ محمد؛ السابق، ص 140 وبتغيير طفيف في عبارة الزركلي، خير الدين؛ السابق، ج 8، ص 68.
  11. «القصة مشهورة في جزء مقتل الحسين» العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415/1995، الطبعة الأولى، ج 6، ص 445.
  12. ابن سعد يقول: أرسل حسين بن علي (عليه السلام) مسلم بن عقيل إلى الكوفة وأمره أن ينزل في بيت هاني بن عروة. محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد بن صامل السلمي، الطائف، مكتبة الصديق، 1414/1993، الطبعة الأولى، خامسة1، ص 458.
  13. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 362 ومع بعض الاختلاف في التعبير الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ السابق، ج 5، ص 40 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة جمال الدين شيال، قم، منشورات الرضى، 1368، ص 233 والأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين؛ مقاتل الطالبين، تحقيق: سيد أحمد صقر، بيروت، دار المعرفة، بلا تاريخ، ص 100.
  14. محمد بن سعد، السابق، ص 459 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 235 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 375.
  15. آشوب، ابن شهر؛ مناقب آل أبي طالب، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، النجف الأشرف، مطبعة الحيدرية، 1376/1956، ج 3، ص 242.
  16. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 363 وفي التقارير جاء: عندما وصل ابن زياد إلى الكوفة وعلم بمرض هاني، زاره. قال هاني لمسلم بن عقيل وأصدقائه: "عندما يجلس ابن زياد عندي ويستقر، سأعطيكم إشارة: «أعطوني ماء». عليكم الخروج وقتله. عندما جاء ابن زياد وجلس، قال هاني بن عروة: "أعطوني ماء". فلم يخرجوا، ثم قال: "أعطوني ماء، لماذا التأخير؟" ثم قال: "أعطوني ماء، حتى لو كلفني حياتي". فهم ابن زياد وغادر. أحمد بن أبي يعقوب (المعروف باليعقوبي)، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، بلا تاريخ، ج 2، ص 243 وكذلك قال هاني لمسلم: "ابن زياد سيأتي لزيارتي، خذ هذا السيف، عندما ألقي عمامتي، اضربه بالسيف". قندوزي، ينابيع المودة لذوي القربى، تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني، دار الأسوة للطباعة والنشر، 1416، الطبعة الأولى، ج 3، ص 56.
  17. في تقرير آخر جاء: أراد مسلم أن يهاجم ليقتل عبد الله، لكن هاني لم يسمح له وقال: "أنا قلق على زوجتي وأطفالي." ثم ألقى مسلم سيفه وجلس. قال شريك رمز الهجوم بهذا الشعر: "ما تنظرون بسلمى عند فرصتها فقد وفى ودّها واستوسق الصرم...". الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ السابق، ج 5، ص 43.
  18. الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 235 - 233 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 363.
  19. الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 236 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 364.
  20. الشيخ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413، الطبعة الأولى، ج 2، ص 47.
  21. نفس المصدر.
  22. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 47 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 349.
  23. شريح بن حارث الكندي، المعروف بشريح القاضي، عينه عمر قاضيًا على الكوفة. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر؛ السابق، ج 3، ص 271.
  24. يبدو أن أحد الأمور التي قام بها هاني في سبيل نهضة الحسين (عليه السلام) كان جمع السلاح والجنود، حتى في الظروف الصعبة والقمعية التي أحدثها عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة.
  25. ابن مسعود قال: أرسل عبد الله ابن زياد... محمد بن الأشعث بن قيس في طلب هاني، وعندما جاء وسأل عن مسلم، أنكر هاني، فتحدث ابن زياد معه بعنف. فقال هاني: "يا زياد، والدك له حق علي، أريد أن أرده، هل تريدني أن أخبرك بما هو؟" قال: "ما هو؟" قال: "أنتم وأهلكم سترجعون سالمين إلى الشام، لأن الشخص الذي جاء هنا هو أكثر حقًا منك ومن رفيقك." المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين؛ مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409، الطبعة الثانية، ج 3، ص 57.
  26. في تقرير آخر، جاء: قال هاني: "والله، إذا كان تحت قدمي، فلن أتحرك عنه." الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 349.
  27. رد هاني على طلب ابن زياد الشرير ومسلم بن عمرو الباهلي يدل على روحه العالية واعتقاده القوي في الإمام حسين (عليه السلام) وسفيره. لأنه عندما هدد بالموت، لم يتخل عن قضيته، بل كان مستعدًا للموت في هذا الطريق.
  28. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 4750 - 4747 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 238 - 237.
  29. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 51 - 50.
  30. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 52 - 51 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 368.
  31. نفس المصدر، ص 64 - 63 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 379 - 378. ومع ذلك، بعد ذلك، في ثورة مختار، في معركة بين إبراهيم بن مالك الأشتر وعبيد الله بن زياد، عندما رأى عبد الرحمن بن حصين المرادي رشيد (قاتل هاني) مع عبيد الله بن زياد، قال: "ليقتلني الله إذا لم أقتله أو لم أُقتل في هذا الطريق." ثم هجم عليه برمحه وضربه حتى هلك. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 379.
  32. آشوب، ابن شهر؛ السابق، ج 3، ص 245.
  33. السماوي، محمد؛ أبصار العين في أنصار الحسين (عليه السلام)، تحقيق: محمد جعفر الطبسي، مركز الدراسات الإسلامية لممثلي الولي الفقيه في الحرس الثوري الإسلامي، 1419/1377، الطبعة الأولى، ص 142.
  34. محمد بن سعد، السابق، خامسة1، ص 460 وأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، السابق، ج 6، ص 445.
  35. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 64 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 380 والدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود؛ السابق، ص 242.
  36. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 65 وعلى الرغم من أن عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة شهد شخصيات أخرى في الكوفة، إلا أنه من بين الشهداء أرسل فقط رؤوس مسلم بن عقيل وهاني بن عروة إلى يزيد بن معاوية، مما يدل على أن هذين الاثنين كانا من أهم الشخصيات في الحركة الثورية في الكوفة وشهداء الطليعة في النهضة الحسينية (عليه السلام).
  37. العلامة المجلسي، جلاء العيون، قم، منشورات سرور، 1382 ش، الطبعة التاسعة، ص 623 والشيخ عباس قمي، السابق، ج 2، ص 742.
  38. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 11، ص 60.
  39. المشهدی، محمد بن جعفر فضل؛ الكوفة ومساجدها، بيروت، دار المرتضى، ص 87. ومن المؤكد أنه في الكتب البحثية حول كيفية دفن هاني بن عروة، تم رؤية تقارير مختلفة: تم تسليم جثتي مسلم وهاني إلى قبيلة مذحج ودفنا بالقرب من حرم المسجد بجوار دار الإمارة. (الحسيني الجلالي، محمد حسين؛ خاک پاکان تاریخ آرامگاه های خاندان پیامبر (عليه السلام) وأصحابه، ترجمه: قربانعلی اسماعیلی، مشهد، شرکت به نشر، 1379، الطبعة الأولى، ص 70) وجسد هاني ظل عدة أيام بدون غسل وكفن حتى جاءت زوجة میثم التمار في الليل، بينما كان الجميع نائمين، وأخذت جثتي هاني ومسلم بن عقيل وحنظلة بن مره إلى البيت ودفنتهما في الليل بجوار مسجد الكوفة، وأخبرت فقط زوجة هاني بن عروة بهذا الأمر. (الموسوي الزنجاني، سيد ابراهيم؛ وسیلة الدارین في أنصار الحسين (عليه السلام)، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1042/1982، الطبعة الثانية، ص 209).
  40. الشيخ المفيد، السابق، ج 2، ص 74 والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 397.
  41. الكوفي، أبو محمد أحمد بن أعثم؛ السابق، ج 5، ص 64.
  42. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير؛ السابق، ج 5، ص 398.
  43. لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (عليه السلام)، موسوعة كلمات الإمام حسين (عليه السلام)، دار المعروف للطباعة والنشر، 1416/1995، الطبعة الأولى، ص 581 - 582 و البحراني، عبد العظيم المهتدي؛ من أخلاق الإمام حسين (عليه السلام)، قم، منشورات الشريف الرضي، 1421/2000، الطبعة الأولى، ص 250 و يعقوب، أحمد حسين؛ كربلاء، الثورة والمأساة، بيروت، الغدير للطباعة والنشر والتوزيع، 1997، الطبعة الأولى، ص 339.
  44. محمد بن المشهدي، المزار، تحقيق: جواد القیومی الاصفهانی، قم، نشر القیوم، 1419، الطبعة الأولى، ص 180 والعلامة المجلسي، السابق، ج 97، ص 429 وسيد بحر العلوم، الفوائد الرجالية، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم، حسين بحر العلوم، طهران، مكتبة الصادق، 1363 ش، الطبعة الأولى، ج 4، ص 43 - 42.

المصادر

مأخوذ من موقع هاني بن عروة، موسوعة باقر العلوم http://pajoohe.ir